لا تولّوهم الأدبار... وانتصروا لنبيّكم...، تفلحوا...


 
قديم 16-04-2006, 03:17 AM
  #1
مصطفى بنعدادة
عضو جديد
تاريخ التسجيل: Mar 2005
المشاركات: 3
مصطفى بنعدادة is on a distinguished road
افتراضي لا تولّوهم الأدبار... وانتصروا لنبيّكم...، تفلحوا...

^&)§¤°^°§°^°¤§(&^

بسم الله والحمد لله ولا إله إلا الله الكبير المتعال، ذو الجلال والإكرام،
والصّلاة والسّلام على الحبيب المصطفى والنّبيّ المجتبى سيّدنا ونبيّنا محمّد خليل ربّه وأكرم رسله شفيع الأمّة في أعلى مقام، وعلى آله الأطهار الأبرار الصّحابة الكرام الأخيار ومن تبعهم بإحسان.

إلا رســـول الله؟؟؟

لـيـسـت كـلـمـة تـقـال بـاللّـسـان أيّـهــا الأحـبّـة الأفـاضـل،
فالأمر أعـظـم من أن يـعـالج بـالـكـلـمـة أو الـكـلـمـات...
بـل هي كلمة تـقـال : بـالـقـلـب الـيـقـظ، والإيـمـان الصّادق، والـعـمـل الجادّ....
فطوبى ثمّ طوبى لمن وفى بحقّها وقدرها احتساباً على عالم الغيب والشّهادة.
اللّهم إنّي - عبدك الضّعيف -، عاجز أن أوفيها حقّها وقدرها - بالقول والعمل -،
فتحمّل عنّي وعن مثلي عجزنا فضلاً منك وإحساناً يا جواد يا كريم.

بالأمـس دنّـسـوا الـقـرآن الـعـظـيـم، والـيـوم جـاء دور نـبـيّـنـا الـكـريـم صلّى الله عـلـيـه وسـلّـم.
من جديد أيّها الإخوة الأعزّاء جرت الأقلام الحاقدة وبذلت جهود كبيرة من طرف الأعداء للنّيل من شخص سيّد الأنبياء صلّى الله عليه وسلّم، فصوّره الأشقياء في اثني عشر رسماً
كاريكاتيرياً مذموماً، - في إحدى الرّسوم يظهر مرتدياً عمامة ملفوفة حول رأسه
مليئـة بالقنـابل والـصّـواريـخ، وفي أخـرى وهـو يصلّـي في أوضـاع مهينـة للغـايـة -،
تعبّرفي الحقيقة عن ثقافتهم المشوّهة وأخلاقهم الذميمة، ساء ما رسموا، وساء ما استهزؤوا،
وساء ما ينتظرهم من عقاب شديد في يوم الوعيد جزاءً وفاقاً على إهاناتهم لرسول الرّحمة والعدل.
لم يستحي الأشرار أن يصوّروا صفوة الخلق بتلك المناظر الخالية من الحياء والمروءة، شاهت وجوههم وخاب سعيهم، وضيّق الله عليهم السّبل وجدّد عليهم كلّ أصناف العذاب والشّقاوة.
الغرض من نشر الصحيفة " غيلاندز بوستن " الرّسوم الانتقادية لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم هو التّهكم والسّخرية من شخصه صلّى الله عليه وسلّم، إذ صورته هذه الرّسومات الدّنيئة بأنّه رجل أشعث أغبر يأتزر بحزام من المتفجرات النّاسفة ومن خلفه امرأتان منتقبتان، وهم يتعمّدون بذلك التّهكّم على ديننا الحنيف وعلى شخص نبينا الكريم صلوات ربّي وسلامه عليه في كلّ حين متّهمين هذا الدّين الذي ارتضاه الله عزّ وجلّ للبشر أجمعين بأنّه دين إرهاب وظلم للنّساء - لكونها تأتي خلف الرّجل -، وللسّخرية من النّقاب لباس المسلمات الذي صانهنّ وحفظهنّ من الأذى.
رغم أنّ التّوراة والإنجيل بشّرت بظهورك يا سيّدي يا رسول الله يا خاتم الأنبياء والمرسلين
في قوله تعالى : ﴿ وإذ قال عيسى ابن مريم يا بني إسرائيل إنّي رسول الله إليكم مصدقاً لما بين يديَّ
من التّوراة ومبشراً برسول ياتي من بعدي اسمه أحمد * فلما جآءهم بالبـيّـنـات قالوا هذا سحر مبين ﴾ ،
وبشّر بقدومك يعقوب وسليمان وبشّر بك جميع الأنبياء عليهم أفضل الصّلاة وأزكى السّلام،
بل وأخذ الله عزّ وجلّ الميثاق على الأنبياء أن يؤمنوا بك وينصرونك إذا بعثت وهم أحياء،
وأن يبلغوا أقوامهم بذلك ليشيع خبرك بين جميع الأمم، قال الله تعالى : ﴿ وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِئينَ لَمَآ ءاتيناكم مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَآءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُومِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ * قَالَ ءَآقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي * قَالُوا أَقْرَرْنَا * قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ ﴾ ، وعلم هؤلاء الضّالّون بجدّ أنّ من بعثك رحمة للعالمين قد اصطفاك وفضلك وأعلى شأنك، رغم ذلك، سوّلت لهم أنفسهم الشّرّيرة أن يصفوك يا صفوة الخلق صلّى الله عليك وسلّم بما لا يرضي الله عزّ وجلّ.
عن عطاء قال : قلت لعبد الله بن عمرو أخبرني عن صفة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في التّوراة، قال : أجل، والله إنّه لموصوف في التّوراة بصفته في القرآن : ( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ
إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً وحرزاً للأميين، أنت عبدي ورسولي، سمّيتك المتوكّل، لا فظ ولا غليظ ولا صخاب في الأسواق ولا يدفع بالسيّئة السيّئة ولكن يعفو ويغفر، ولن يقبضه الله حتّى يقيم به الملّة العوجاء، بأن يقولوا لا إله إلا الله، ويفتح بها أعيناً عمياً وآذاناً صمّاً وقلوباً غلفاً ).
فأنت يا سيّدي يا رسول الله صلّى الله عليك وسلّم نقيّ النّسب إلى آدم عليه الصّلاة والسّلام طاهر مطهّر، أسمح الخليقة روحاً وأعلاها نفساً وأعفّ النّاس لساناً، أدّبك فاطرك الجليل في السّرّ والعلن، نعيش اليوم بالخير الذي جئت به من عند ربّك الكريم، أصحابك رضي الله عنهم نالوا كرامة الدّنيا والآخرة، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدّين.
لقد كنت يا سيّدي يا رسول الله صلّى الله عليك وسلّم يعلوك الوقار والهيبة من عظمة النّور الذي أفاضه الله تقدّس في علاه عليك، فكان الصّحابة رضي الله عنهم أجمعين إذا جلسوا معك كأنّ على رؤوسهم الطّير من الهيبة والإجلال والوقار - فالطيـر تـقـف على الشّيء الثّابت الـذي
لا يتحرّك - وما كان كبار الصّحابة رضي الله عنهم يستطيعون أن ينظروا في وجهك ويصفوه لنا لشّدة الهيبة والإجلال الذي كان يملأ قلوبهم وإنّما وصفك لنا صغار السّنّ من الصّحابة عليهم الرّضوان.


وأحسن منك لم ترقط عيني
 وأجمل منك لم تلد النساء
خلقت مبـرأ من كل عيب
 كأنك قد خلقت كما تشاء
لقد نلت يا سيّدي يا رسول الله صلّى الله عليك وسلّم صفات كمال البشر جميعاً خَِلقاً وخُلقاً، فأنت أجمل النّاس وأجودهم وأكرمهم وأشجعهم وأذكاهم وأحلمهم وأعلمهم وأبرّهم وأرحمهم بسائر المخلوقات على الإطلاق، قال عنك ربّك مادحاً وواصفاً خُلقك الكريم :  وَإِنّكَ لَعَلَىَ خُلُقٍ عَظِيمٍ  .
لقد كنت يا سيّدي يا رسول الله صلّى الله عليك وسلّم أتقى النّاس وأعبد النّاس - صوّاماً قوّاماً مسبّحاً متضرّعاً -، وأكمل النّاس شرفاً وألطفهم طبعاً وأعدلهم مزاجاً وأسمحهم صلة وأنداهم يداً وأحسنهم صبراً وأعظمهم شكراً لربّ النّاس جلّ في علاه، روي أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قام حتّى تفطرت قدماه الشّريفتين، فقالت له أمّ المؤمنين عائشة رضي الله تعالى عنها وكلّها شفقة عليه : " أتصنع هذا وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخّر؟؟؟ "، فيجيبها بكلّ براءة المحبّ العاشق لربّه تعالى والصّادق مع نفسه :  يا عـائـشـة أفلا أكون عـبداً شـكـوراً •.
نعم يا سيّدي يا رسول الله صلّى الله عليك وسلّم، لقد صبرت على طاعة الله، وصبرت على تآمر اليهود عليك بالمدينة وتحريضهم الأحزاب لحربك والقضاء عليك وعلى دعوتك، صبرت على ذلك وغيره فلم تضعف همّتهك طرفة عين، ولو أوذي غيرك أقل من ذلك لتخلّى عن دعوته، وهرب من المسئولية ووجد في نفسه مبرراً ولكن الله عصمك وصبّرك لتبلّغ رسالته الخالدة لعباده.
كان النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم يصبر على الأذى في حقّ نفسه، أمّا إذا كان في حقّ الله تعالى فإنّه شديد خاصّة مع الكفّار والمنتهكين لحدود الله تحقيقاً للأمن والأمان، قال الله تعالى في سورة الفتح :  مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَـعَـهُ أَشِـدَّاء عَلَى الْكُفّـَارِ رُحَمَاء بَـيْـنَـهُـمْ .
ومن صبر النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم أنّه عندما اشتدّ الأذى به جاءه ملك الجبال يقول : يا محمّد إن شئت أطبق عليهم الأخشبين، فقال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم :  بل أرجو أن يخرج الله
من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئاً •، والأخشبان هما جبلان بمكّة : أبو قبيس وقعيقعان.
فأنت يا سيّدي يا رسول الله صلّى الله عليك وسلّم صاحب المقام المحمود، قال تعالى في سورة الإسراء :  عـســى أن يـبــعــثــك ربّـك مـقــامـاً مــحـمــوداً ، وصاحب لواء الحمد يوم القيامة، قلت صلّى الله عليك وسلّم :  وبيدي لـواء الـحـمـد يوم الـقيامـة ولا فخـر •، وصاحب الشّفاعة العظمى في الموقف العظيم، وأوّل من تفتح له أبواب الجنّة، وأوّل شافع وأوّل مشفّع، وآخرُ الأنبياءِ في الدّنيا وأوّلهمْ في الآخرةِ، ولا فخر، - لا أنانية واعتزازاً بنفسه، بل إبلاغاً عن الله تعالى -.
لقد أحبّك يا سيّدي يا رسول الله يا خير الأنام صلّى الله عليك وسلّم، الجنّ والإنس
وأهل السّماء والأرض أجمعين- إلا الأشقـيـاء -، وسلّم عليك الحجر، وسبّحت في كفّك الحصى، ونبع من بين أصابعك الماء، وحنّ إليك الجذع، وشكا إليك البعير وغير ذلك من المعجزات...
سئل أحد الصّحابة رضي الله عنه بعد أسره وهو مصلوب في مكّة يريدون قتله، فقالوا له : أتحبّ أن تكون في بيتك ومحمّد في مكانك؟؟؟ فقال : والله لا أحبّ أن أكون بين أهلي وأولادي ورسول الله صلّى الله عليه وسلّم يصاب بشوكة، إنّه الحبّ الصّادق والوفاء الصّادق.
خلق التّواضع كان سمةً ملازمةً للنّبيّ صلّى الله عليه وسلّم في حياته كلّها :

فقد كان صلّى الله عليه وسلّم مع عُلُوّ قدره الشّريف، ورفعة منصبه أشدّ النّاس تواضعاً، وألينهم جانباً، وحسبك دليلاً على هذا أنّ الله سبحانه وتعالى خيَّره بين أن يكون نبيّاً ملكاً،
أو نبيّاً عبداً، فاختار أن يكون نبيّاً عبداً صلوات الله وسلامه عليه ما دام الملك لله الواحد الأحد.
كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم غير متميّز بين أصحابه رضي الله تعالى عنهم أجمعين حيث حين أتى الأعرابي لم يميّزه بين الجالسين فقال : " أيّكم محمّد بن عبد الله ".
روى البخاري عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول:  لا تطروني كما أطرت النصارى بن مريم، فإنما أنا عبد الله ورسوله فقولوا عبد الله ورسوله •.

حبّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم : دين وإيمان وإحسان :
من واجب كلّ مسلم ومسلمة أن يكون حبّ الرّسول صلّى الله عليه وسلّم أكثر من حبّهم لآبائهم وأبنائهم ومالهم والنّاس أجمعين، بل يكون النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم أحبّ إليهم من أنفسهم، فمحبّة الرّسول صلّى الله عليه وسلّم أصل من أصول الإيمان الذي لا يتمّ إلا به.

إن لم يكن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أحبّ إلينا من أنفسنا ففي إيماننا خلل ونقص وضعف فلنعالج الخلل قبل النّدم، فكلّنا يعلم قول رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في الحديث الصّحيح :
 لا يؤمـن أحدكم حـتّى أكون أحـبّ إليه من ماله وولده ونفسه التي بين جنبيه •، قالها صلّى الله
عليه وسلّم تبليغاً عن الله جلّ جلاله، ولم يقلها أنانية واعتزازاً بنفسه، معاذ الله.
نحبّك يا سيّدي يا رسول الله لأنّ الله تعالى يحبّك، ولأنّ حبّك قربة إلى الله تعالى،
ونحبّك لأنّ الله تعالى جعلك لنا نوراً، وبنا رؤوفاً رحيماً، ونحبّك لأنّك شفيع لنا وشاهد ومبشّر ونذير وداع إلى الله بإذنه وسراج منير، ونحبّك يا سيّدي يا رسول الله لأنّك قدّست كلّ الأنبياء، وأعطيتنا صورة كاملة عن كلّ رسالات السّماء، ونحبّك لأنّك لم تترك خيراً إلا وأرشدتنا إليه،
ولم تترك شرّاً إلا وحذّرتنا منه، ونحبّك لأنّ سيرتك تفصيل لآيات وأحكام كتاب الله الكريم،
ونحبّك لأنّ الحديث عن أخلاقك يعلّمنا الأخلاق ويعلّمنا كيف نعبد الله تعالى،  لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسـولِ اللَّهِ أُسْـوَةٌ حَسَـنـَةٌ لِمَنْ كَانَ يَـرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَـرَ اللَّهَ كَـثـِيـراً ، ونحبّك لأنّك أجهدت نفسك وتحمّلت كلّ المشاق لكي نرتاح نحن، فإليك يا سيّدي يا رسول الله يرجع كلّ الفضل بعد فضل الله عزّ وجلّ علينا، فقد بلّغت الرّسالة وأدّيت الأمانة ونصحت الأمّة وكشف الله بك الغمّة.
نطمع يا سيّدي يا رسول الله أن يجمع الله تعالى بيننا وبينك في الفردوس الأعلى من الجنّة حتّى نجلس بجوارك الأطهر وننظر إلى وجهك الأنور الأزهر فضلاً منه ونعمة وجوداً وكرماً.
على كلّ واحد منّا أن يغرس حباً عظيماً لرسول ربّ العالمين في قلبه غرساً، ولنتعهّده بالسقيا، ولنعلّم أهلينا وذريتنا سنّته المطهّرة وسيرته الميمونة، ولنعوّد ألسنتنا وألسنتهم سنّته وهدْيه وكثرة الصّلاة والسّلام عليه قياماً وقعوداً ونياماً، فالصّلاة على النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم مفتاح الخير والفلاح والبركة، وموصلة إلى سعادة الدّنيا والآخرة، اللّهمّ صلّ وسلّم عليه وعلى آله
وعلى أصحابه وأزواجه وذرّياته صلاة ترضيك وترضيه وترضى بها عنّا يا ربّ العالمين.
طوبى لبيوت تحوّلت إلى مصابيح تضيء بحبّه وذكره صلّى الله عليه وسلّم حيثما حلّت، نساؤها يُحَوِّلْنَ مجالس القيل والقال إلى نصرة الرّسول المجتبى المختار ونشر أحاديثه النّيّرة، وصغارها يحدّثون أقرانهم عن مقاطعة منتجات المعتدين الأشرار، ويتنافسون في مسابقة لحفظ سنته والقرآن، ومن ورائهم رجال يربّون ويتدارسون معهم في البيوت قصّة الإفك وسورة الكوثر!
سبّ النّبيّ محمّد صلّى الله عليه وسلّم أمر خطير، ومنكر كبير :

للرّسول الكريم  مكانة سامية ومنزلة عظيمة ومحبّة عالية في نفوس أهل الإيمان
في حياته وبعد مماته، ولا شكّ أنّ سبّه أو الاستهزاء به يناقض التّعظيم ويناقض الإيمان به ، فلنحذر غضب جبّار السّماوات والأرض وانتقامه لصفوة خلقه ولنتجنب ما يوصلنا إلى ذلك قولاً وعملاً.

فإن أبي ووالدتي وعرضي
 لعرض محمّد منكم فداء
اصطفاك الله تعالى يا سيّد الأوّلين والآخرين صلّى الله عليك وسلّم من بين خلقه لتكون للعالمين بشيراً ونذيراً، وتفضّل عليك بالوحي والرّسالة، وجعل معجزتك باقية خالدة مخلّدة
ما دامت السّموات والأرض وهي القرآن العظيم، خير كتاب أنزل على خير رسول أرسل .
إنّ المستقبل لهذا الدّين بإذن الله، وهو وعد وعدنا الله به، والله سبحانه لا يخلف وعده،
قال تعالى : هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كلّه وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ .
طلب منهم الاعتذار في البداية ولكنّهم رفضوا على كلّ لسان :
ربّما كان كافياً في الأوّل اعتذار واضح وعلنيّ يمسح الأذى الذي أصاب المسلمين جرّاء نشر هذه الرّسومات التي وصفت نبيّنا محمّد صلّى الله عليه وسلّم بتهم باطلة جائرة، لكنّ الأشقياء استكبروا ورفضوا حتّى الاعتذار غلواً وجفاءً ابتغاء الفتنة. يا من تدّعون حقوق الإنسان،
لقد أهدرتم حقوق أعظم إنسان على الأرض رسول السّلام محمّد بن عبد الله صلّى الله عليه وسلّم.
إنّ هذا التّبجّح والإصرار الواضح والصّريح على عدم الاعتذار يحتاج إلى وقفة صارمة وقويّة من المسؤولين حتّى يميّز المتطرّفون بحقّ بين امتلاك الحقّ وكيفية استعماله.
إنّ رسول الله صلوات ربّي وسلامه عليه أيّها الأشقياء الآن في البرزخ ينعم بما أفاء الله تعالى عليه من كرم ورضى، وأنتم في ضنك وحسرة وحيرة من أمركم في الدّنيا وما ينتظركم يوم الحساب أشدّ وأبقى،  وأتـبـعـنـاهـم في هـذه الدّنيا لَـعْـنَـة * ويوم الـقـيـامـة هُمْ من المَـقْـبـوحـيـن  .
المتمرّدون خرجوا من المقدّس إلى المدنّس، فخسروا الدّنيا والآخرة!!!

تقوم الرّسومات السّاخرة اليوم بالإساءة لنبيّنا عليه أفضل الصّلاة والسّلام، ولكن رسولنا صلّى الله عليه وسلّم ليس بالصّورة التي رسموها ولا بالخلق الذي وصفوه به، بل لم نجد في الرّسومات إلا خبثاً وحقداً وسفالة منهم، قاتلهم الله!!! ، أخزاهم الله!!! ، لعنهم الله!!! ، بل هو صلّى الله عليه وسلّم كما يقول الـشَيخِ عائِضُ القَرني حفظه الله تعالى : " وإنّك لتهدي إلى صراط مستقيم، وإنّك لعلى خُلُق عظيم، وإنّك لعلى نهج قويم. ما ضلّ، وما زلَّ، وما ذلَّ،
وما غلّ، وما ملَّ، وما كلَّ، فما ضلَّ لأنّ الله هاديه، وجبريل يكلمه ويناديه،
وما زلّ لأنّ العصمة ترعاه، والله أيّده وهداه، وما ذلّ لأنّ النّصر حليفه، والفوز رديفه، وما غلّ لأنّه صاحب أمانة وصيانة وديانة وما ملّ لأنّه أُعطي الصّبر وشُرح له الصّدر وما كلّ لأنّ له عزيمة وهمّة كريمة ونفساً طاهرة مستقيمة، أرسله الله على الظّلماء كشمس النّهار، وعلى الظّمأ كالغيث المدرار، فهزّ بسيوفه رؤوس المشركين هزّاً،
لأنّ في الرّؤوس مسامير اللات والعُزَّى، عظمت بدعوته المنن فإرساله إلينا أعظم منّة، وأحيا الله برسالته السّنن، فأعظم طريق للنّجاة اتّباع تلك السّنة، تعلَّم اليهود العلم فعطَّلوه عن العمل، ووقعوا في الزّيغ والزّلل، وعمل النّصارى بضلال، فعملهم عليهم وبال، وبعث عليه الصّلاة والسّلام بالعلم المفيد، والعلم الصّالح الرّشيد " .
تالله ما حملت أنثى ولا وضعت
 مثل النّبيّ رسول الأمّة الهادي
نعم، يا سيّدي يا أبا القاسم، أنت صلّى الله عليك وسلّم وشرّف وعظّم النّور والهدى والكرم والتّقى، أنت الطّهر والضّياء والقداسة والبهاء، أنت البهجة والسّرور والأنس والحبور.
لقد جمّلك الله عزّ وجلّ يا سيّدي يا رسول الله بالقرآن العظيم، فصرت صلّى الله عليك وسلّم خيراً وبركة ونوراً على نور وقرآناً يمشي على الأرض، فطوبى لمن اهتدى بهديك.

أحسن منك لم تر قط عيني
 وخير منك لم تلد النساء
خلقـت مبرئا من كل عيب
 كأنك قد خلقت كما تشاء
بكلّ جرمهم ووقاحتهم يدّعون أنّهم أهل أخلاق وحرية وحضارة!!!
أهانوا القرآن الكريم وحرقوه واعتدوا على السّجناء وانتهكوا أعراضهم وهدموا المساجد وعلّقوا عليها الصّلبان كلّ تلك الجرائم تنبؤ بإفلاس أمّة وانحطاطها وقرب أمر العزيز الجبّار فيها.
كما قامت حفنة من أحفاد القردة والخنازير بتدنيس القرآن الكريم في المعتقلات الإسرائيلية، وكتبوا عبارات حاقدة مسيئة إلى نبيّ الأمّة في مساجد المسلمين في فلسطين المحتلّة.
إنّ الأخلاق كلّها والأعراف كلّها والحضارات كلّها تبرأ منكم ومن أفعالكم الخبيثة،
أين شعارات احترام الآخرين، وأين أخلاق الآخر، بل وأين إجلال الله ربّ العالمين الذي تزعمون أنكم تؤمنون به، وأين هي القيم التي تدعون إليها ليل نهار؟؟ وأين الأخلاق التي تتبجّحون بها؟؟
إن كنتم دعاة حرية وحضارة ، فقد كان رسول الله رائد الحرية والحضارة وبأخلاق عالية لا على ضلال وسفاهة كما تقومون به الآن، فالحضارة الحقيقية هي التي تقوم على المبادئ السّليمة والأخلاق المتينة والاحترام المتبادل.
لمن أراد أن يعتبر من قدرة الله جلّ وعلا على الانتقام من أعدائه :
لقد غضب الله لرسوله صلّى الله عليه وسلّم حين سبّ أبو لهب رسول الله وتولّى جلّ وعلا الرّدّ بنفسه العالية عليه وأنزل سورة تتحدّث عن هلاكه وتعِده بنار موصدة في الآخرة يصلاها ويشوى بها وستدخل معه امرأته نار جهنّم لإيذائها النّبيّ عليه السّلام ولعداوتها الشّديدة له وللمسلمين.
لقد مزّق كسرى كتاب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، حينما أرسله إليه مع عبد الله بن حذافة رضي الله عنه، فدعا عليه النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، أن يمزّق الله تعالى ملكه فمزّق ملكه مباشرة، ومعنى هذا أنّ الإمبراطورية الفارسية زالت إلى الأبد، وخلصّ العراق من الحكم الفارسي إلى الأبد ، وكان كذلك.
وأبرهة الأشرم الذي حلف أن يهدم الكعبة المشرّفة، فقدم مكّة بجيش جرّار فأرسل الله
عزّ وجلّ على جيشه طيوراً سوداً فقذفتهم بحجارة صغيرة - كأنّهـا رصـاصـات ثـاقـبـة لا تـصـل إلى أحـدٍ إلا قـتـلـتـه -، حتّى أهلكهم الله تعالى ودمّرهم عن آخرهم على يد أضعف جنده وهي الطّير التي ليس من عادتها أنّها تقتل، وكانت قصّتهم عبرة للمعتبرين.

بل تأييد أعمى مطلق لهذا التّطاول على حضرة النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم !!!
قال وزير خارجية الدّانمرك حول الرّسوم المسيئة للنّبيّ محمّد صلّى الله عليه وسلّم :
" إنّ مثل هذا الاعتذار سيكون بلا فائدة، وأنّ حكومته لا يمكنها الاعتذار عن شيء لم تفعله،
وأنّ الصّحيفة الدّانمركية لم تقم بشيء غير قانوني، وأنّ القضاء لم يدِن أيَّ شخص بشأن هذه الرّسوم ".
قال سفير الدّانمرك بالجزائر على خلفية نشر الرّسوم المسيئة للرّسول الكريم: " إنّهم لا ينتجون فكيف يقاطعون؟!؟! "، وذلك للتّقليل من أهمية دعوة المسلمين لمقاطعة منتجات بلاده.
وقالت ملكة الدّانمرك مارجريت الثّانية : " إنّ الإسلام يمثّل تهديداً على المستويين العالمي والمحلي وما وزن المسلمين في العالم حتّى نقم لهم وزناً ومقاطعتهم لبضائعنا مجردّ مسألة وقت ".
وقال أحد القضاة عندما رفض النّظر في الأمر، وردّ عليهم : " أنّ قانون كرامة الأديان
لا يخدمكم في هذه المسألة، فأين هي الجريمة!!" في الحقيقة ليست جريمة، وإنّما هو كفر وإلحاد.
فأين العدل والانصاف؟؟؟ وأين الدّيمقراطية والمساواة التي تروّجون لها في كلّ المناسبات
أيّها الحكماء والرّواد الفضلاء؟؟؟، لقد رجعنا أيّها الإخوة الأعزّاء إلى قانون الغاب الذي ودّعه العالم منذ الحرب العالمية الأولى.
نعم ما منعهم أحد من التّعدّي على المقدّسات الدّينية ولا أحد كفّهم عن الإضرار بالغير
ولا أحد صدّهم عن إثارة الكراهية بين خلق الله، يحسبون أنّهم يحسنون صنعاً بطغيانهم وأنّهم فوق العباد قاهرون،  إنّهـم قوم عـادون ،  فلا تـعـجـل عليهـم * إنّما نـعـدّ لهـم عـدّاً ، مريم، الآية : 75.
حرية الرّأي، حرية الفكر، حرية الهجوم على النّبيّ الكريم صلّى الله عليه وسلّم!!!
لم ينكر عليهم أحد من كبرائهم تشويه رسول الإنسانية الصّادق الأمين المعظّم صلّى الله عليه وسلّم، بل قالوا هذه حرية الكلمة والرّأي!!!، وكذبوا...، إنّه الاستكبار العالمي المتغطرس!!!،
إنّه الكبر والحقد الدّفين الذي يعشعش في صدورهم المريضة، إنّه الكفر الشّنيع!!!.
فوا عجباً لحرية الرّأي الأوروبية التي لا تجرؤ على الحديث عن المحارق النّازية،
أو عن جرائم دولة العدوّ الصّهيوني، مخافة الإساءة إلى المجتمع اليهودي، ومخافة قوانين صارمة في كلّ أرجاء أوروبا تحاكم كلّ من يشكّك في عدد اليهود الذين قتلوا في المحارق النّازية.
قال الشّيخ محمّد سعيد البوطي عن حرية الرّأي : " حرية الرّأي هي مكرمة من مكارم الله تعالى للإنسان، ويجب أن يجعلها الإنسان مصباحاً ينير له الطّريق الذي يشاء، فيسلك الطريق الذي يريد على هدي من مصباح عقله".
إذا كانت الحرية في المجتمعات الغربية تسمح بالتّعبير المطلق عن قيمهم كيف شاءوا، فالحرية في شرع الله المنزّل على الرّسل  لها قواعد أخلاقية تضبطها وهي ألا تتجاوز الحدود وألا تهين أي معتقد ديني وألا تثير الغضب وتأجج المشاعر دون مبرر لأيّ عرق من الأعراق.
إذا كان معظم الغربيين يعتبرون حرية الصّحافة حصناً أساسياً ضدّ الاستبداد،
أو يعتبرون حرية الكلام حقّاً أساسياً بالنّسبة لهم، فنحن المسلمون مقيّدون بكلّ كلمة وحركة ومحاسبون على مثقال الذرة، قال الله تعالى في محكم التّنزيل :  ولا تَـقْـفُ ما لـيـس لك بـه عـلـم * إنّ الـسّـمـع والـبـصـر والـفـؤاد كـلّ أولائـك كـان عـنـه مـسـؤولاً ، سورة الإسراء، الآية : 36.

الشّانئون لك كثيرون على مرّ العصور، فهم عن منهج إبليس اللّعين :
ألم يعلموا أنّ حرمتك يا سيّدي يا رسول الله صلّى الله عليك وسلّم من أعظم الحرمات عند الله عزّ وجلّ، وأنّ محبّتك من أصول الدّين الحنيف، والنّيل من جنابك الشّريف كفر، ومن تعرّض لك بسوء فدمه هَدْر، وأنّ من أعظم الأذى الاستهزاء بحضرتك السنية والانتقاص من شخصك الكريم بأيّ أسلوب وبأيّ طريقة.
إنّ الإساءة التي تعرّض لها نبيّ الرّحمة ونبي الملحمة صلّى الله عليه وسلّم موجهة لنا جميعاً، وإنّها وربّ الكعبة تمسّ كرامة وشرف كلّ مؤمن يعتزّ بصلته بالنّبيّ صلّى الله عليه وسلّم.
من أركان إيماننا، الإيمان بجميع رسل الله دون تفريق ولا تمييز :
من أركان الإيمان لدينا نحن المسلمون احترام وتوقير كلّ أنبياء الله عزّ وجلّ والإيمان ببعثتهم المباركة لأممهم، إلا أنّ حقد الكافرين وضلال الضّالين يأبى إلا أن يبثّ سمومه بين الفينة والأخرى عبر وسائل الإعلام في بلاد تدّعي العدالة واحترام الأديان وحرية التّديّن، قال الله تعالى:  قد بَـدَتِ الـبـغـضـآء من أفـواهـهـم ومـا تـخـفـي صـدورهـم أكـبـر ، سورة آل عمران، الآية : 118.
السّفهاء، لم يوقّروا ربّ العالمين تقدّس في علاه حين جعلوا له الصّاحبة والولد، ولم يقدروا الله حقّ قدره حين نسبوا له الخطأ والنّدم وألصقوا بأنبيائهم التّهم، وها هم اليوم يتطاولون على نبيّ الإسلام بطريقة تثير الفتن وتزرع الكراهية وتنمّي العداء بين الشّعوب وتبرّر ردود أفعال تجني منها الأمم القلق والعذاب، وإلم يحترموا مشاعر المسلمين ويكفّوا ألسنتهم وأقلامهم المسمومة فإنّ العواقب ستكون وخيمة والعالم اليوم ليس في حاجة إلى مزيد من الاحتقان والتّوثّر.
فلا غروَ أنْ يخرجَ هذا الخبث وهذا الدرنُ منهم!!! فكلُّ إناءٍ بالذي فيهِ ينضحُ!!!
قال الله تعالى : ولا تَحْسبَنَّ اللَّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ* إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأبْصَارُ  ،
فمن يردّ هذه الإهانات السّخيفة والاتهامات الباطلة المتوالية يوماً بعد يوم على الإسلام
ورسول الإسلام، فهل من مشمّر للدّود عن حرمة الإسلام وكرامة المسلمين ولنصرة النّبيّ  !!
لمثل هذا يذوب القلب من كَمَدٍ، فأين أنتم يا أحفاد المعتصم...؟؟؟
لم يرض المسلمون عبر تاريخهم المجيد أن تهان امرأة في أقصى الأرض تؤمن بالله وبرسول الله صلّى الله عليه وسلّم فسيروا جيشاً عَرَمْرَماً لإنقاذها، فكيف يؤذى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ويتهكّم به جهاراً نهاراً على رؤوس الأشهاد برسوم بغيضة كاذبة من قبل أقبح النّاس سيرةً وأفسدهم سريرةً ولا يرى تحرّك جماعي للمسلمين لنصرة رسول الله الانتصار الواجب في الوقت المناسب! أين الحبّ لهذا الرّسول العظيم؟؟؟ أين الإيمان والنّخوة؟؟؟ أين الرّجولة والغيرة؟؟؟
بعض أقوال مشاهير العالم المنصفين، في محمّد نبيّ الرّحمة عليه الصّلاة والسّلام :
هذا النّبيّ الذي يعيش في كيان أكثر من 2 مليار من سكان الأرض، ويشغل بال جميع من زاروا الأرض بعده اتّفقوا معه أم اختلفوا، على الرغم من إنكار أغلبهم لرسالته عرفوا من هو هذا الشّخص الذي حمل الرسالة وأسس حضارة عميقة عاشت وبقيت في نفوس أصحابها حتّى اليوم.
قال الأديب الرّوسي تولستوي : " يكفى محمّد فخراً أنّه خلّص أمّة ذليلة دموية من مخالب شياطين العادات الذّميمة، وفتح في وجوههم طريق الرّقي والتّقدّم، وأنّ شريعة محمّد ستسود العالم لانسجامها مع العقل والمنطق".
ومن معقل أوروبا الليبرالية انجلترا، يقول الأديب برناند شو: " إنّ أوروبا الآن بدأت تحسّ بحكمة محمّد، وبدأت تعيش دينه، كما أنّها ستبرئ العقيدة الإسلامية ممّا اتهمها به أراجيف رجال أوروبا في العصور الوسطى ".
لقد سجّل لك يا سيّدي يا رسول الله التّاريخ وشهد لك المنصفون مواقف عظيمة لا تعدّ
ولا تحصى ويجيء اليوم هؤلاء الأقزام فينسبون إليك زوراً أشنع السيّئات‏،‏ لكنّهم مع الأسف الشديد تغافلوا عن نقاء أخلاقك وفضلك الكبير على الإنسانية فتطاولوا على حرمتك‏‏ دون استحياء!!!
بعثتك الميمونة كانت كغيث أصاب أرضاً جدباء أنبثت من كلّ زوج بهيج :
حسبك يا سيّدي يا رسول الله أن بعثتك المباركة هي من الأمور الكبرى التي غيّرت مجرى تاريخ البشرية وأحدثت فيه تحوّلات عظيمة : زالت دول وتغيّرت دول، عزّ قوم وذلّ آخرون...
حسبك يا سيّدي يا رسول الله يا من أحييت الأخلاق المثلى في النّفوس أنّك تركت أمّة نشرت الفلاح والسّعادة والعدل في ربوع العالم من أجل الله ولله وعلى منهج الله.
حسبك يا سيّدي يا رسول الله أنّك نجحت بتأييد من ربّك أن أخضعت العالم كلّه لكلمة التّوحيد وقضيت على الأنصاب والأزلام والأفكار والمعتقدات الباطلة ورسّخت العقيدة الصّحيحة في وجدان العباد بالحكمة والموعظة الحسنة حتّى يعبد الله جلّ جلاله وحده في الأرض.
عفو رسولنا الرّحيم بعد أن أصبح في موقف العزّة :

من بعض وفائك لأصحابك يا سيّدي يا رسول الله موقفك مع حاطب بن أبي بلتعة حين أفشى سرّك - وصحابتك الكرام في أشدّ المواقف خطورة -، حيث كتب إلى قريش يخبرها بمقدم رسول الله وجيشه، فعفوت عنه صلّى الله عليك وسلم وفاءً لأهل بدر الأبرار وقلت :  إنّه قد شهد بدراً، وما يدريك لعل الله اطلع على أهل بدر، فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم •، رواه البخاري.
لم ينفرد محمّد صلّى الله عليه وسلّم بأنّه يمثل الكمال الإنساني المطلق من جميع النّواحي فحسب، بل يمثل النّجاح المعجز في تربية النّماذج الإنسانية الكاملة من الأفراد.

سرّ عظمة النّبوّة في سيّدنا محمّد صلّى الله عليه وسلّم أنّه ترك من بعده خلفاء عنه في قيادة الدّعوة، يفهمون شريعته السّمحاء كما فهمها، ويتخلّقون بأخلاقه المثلى كما أدّبه ربّه جلّ وعلا، فاستمرت الدّعوة المباركة من بعده، وأدت رسالتها الخالدة في التّاريخ أحسن أداء.
ربّ ضارّة نافعة :
لا ندري كيف نشكر أيّها الأحبّة تجّار البقر في الدّانمرك لما قدّموه للمسلمين من خير عند عجزههم التّام عن الاعتذار عن الرّسومات التي أساءت لقدوتنا الأكرم صلّى الله عليه وسلّم.
لقد وحّد المسؤولون في الدّانمرك بغبائهم المسلمين من كلّ الأطياف وأيقظوهم من سباتهم ومنحوهم فرصة للتّعبير الحقّ عن النّبيّ المعصوم صلّى الله عليه وسلّم والدّفاع عنه بقوّة الحجّة.
تعجز الكلمات عن التّعبير، و يعجز العقل عن التّفكير!!!
سبحان الله، ولا حول ولا قوّة إلا بالله، قانون في أوروبا كلّها، يحرّم الحديث عن المحرقة اليهودية وعن السّامية المزعومة لليهود، ولكن السّخرية برسول الإسلام وبالإسلام والمسلمين إمعاناً في إذلالهم وإذلالاً لدينهم حرية تعبير... ألم يعلموا أنّ حرية التّعبير لا تجيز الإساءة لأحد بلا حقّ؟
من سبّ اليهود توعّدوه بالويل والثّبور، وجعلوه في اللّوائح السّوداء، وأصبح من الدّعاة إلى الدّموية، وسبّ رسول الله منقذ البشرية جمعاء صلّى الله عليه وسلّم مسألة شخصية ومسألة رأي، وهي حرية التّعبير كما قال الاتّحاد الأوربّي، إنّها سياسة الكيل بمكيالين تجاه الإسلام واليهودية.
إنّ عدم احترام وتوقير وإجلال الذّات العالية والأديان السّماوية المنزّلة على رُسل الله
عليهم الصّلاة والسّلام لإنقاذ البشرية من سوء المصير، حقد ومكر سيّئ متوارث من طرف أحفاد القردة والخنازير، قال تعالى:  ولا يـحيـق المكـر السّـيّـئ إلا بأهـلـه ، سورة فاطر، جزء من الآية : 44.
لا يجوز نقل مثل هذه الصّور للآخرين حتّى ولو كانت من باب المعرفة :
يرى أكثر أهل العلم اجتناب إشاعة مثل هذه الصّور التي تسيء للمبعوث رحمة للعالمين محمّدٍ صلّى الله عليه وسلّم، ولو كان بحسن نيّة حتّى لا تأخذ انطباعاً غير صحيح عند مرضى القلوب من أهل جلدتنا المتحضّرين حضارة الغرب المشؤومة...، هداهم الله للطّريق القويم.
ومن جانب آخر، بدأت الصّحف الدّانمركية تكتب بالعربية، كدلالة على عمق الهزّة
التي أحدثتها حملة مقاطعة البضائع الدّانمركية احتجاجاً على نشر الرّسوم الكاريكاتورية المسيئة للنّبيّ محمّد صلّى الله عليه وسلّم!!!.
الله أكبر ولا اله إلا الله محمدٌ رسول الله، بهذا النّداء الخالد بُدِأ البرنامج :
قام الأمير * الدّاعية * نايف بن ممدوح بن عبد العزيز بشراء ساعة كاملة على التّلفزيون الدّانمركي لعرض برنامج يتحدّث عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم باللّغة الدّانمركية.
إنّ من الوفاء أن نشكر المبادرة الجرّيئة للأمير الدّاعية نايف، ونثني على كلّ من قام بالرّدّ والاستنكار على هذا المنكر العظيم وكلّ من قاطع بيع المنتجات الدّانمركية، فبارك الله تعالى
في عملهم وبارك لهم في أموالهم وجهودهم وسدّد خطاهم وعوّضهم عن ذلك ثواباً وأجراً عظيماً،  لـمـثـل هذا فـلـيـعـمـل الـعـامـلـون ، سورة الصّافات، الآية : 61.
فمن واجب كلّ مسلم ومسلمة غيور على الإسلام أن يبذل ما يستطيعه في نشر الإسلام وبيان محاسن الدّين، وألا يكتفي بالغضب لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم، بل يجب التّعريف به وبأخلاقه المثلى وسجاياه الحميدة حتّى تبقى جذوة العقيدة مشتعلة.
حتّى الأراذل والصِّغار رفعوا رؤوسهم علينا !!!
لم تُعرف الدّولة الدّانمركية إلا بصناعة مشتقّات الألبان، والآن تعرف بصناعة السّخرية على الأديان، لقد قامت بهجوم قذر لم يعرف من قبل على رسولنا الأكرم صلّى الله عليه وسلّم.
الفئة المارقة، صوّروا أخيراً أحد المسلمين وهو ساجد في الصّلاة، ويأتي كلب يفعل به الفاحشة!!!، أهذه هي ديمقراطية الغرب المتحضّر وسلوكه؟؟؟، أهذه هي حرية الرّأي والفكر
التي يتمسّكون بها؟؟؟، فبعداً وسحقاً لقوم لا يعلمون ولا يفقهون وفي غيّهم يتقلّبون.
لقد غزت منتجات هذه الدّولة - المارق بعض أهلها -، كلّ البيوت اليوم، هذه البيوت التي تعيش اليوم على ما تصدّره لنا من مشتقّات الألبان، فهل نحن مقاطعون بحزم بضاعة قوم أصرّوا على المسّ والنّيل بأعظم ثوابتنا سيّدنا محمّد صلّى الله عليه وسلّم حتّى يذعنوا ويعتذروا عن جرمهم الفاحش، ويعلموا بصدق مقام الرّسول الخاتم صلّى الله عليه وسلّم في صدور المومنين؟؟؟.
فقاطع بضاعة المعتدين على صفوة خلق الله صلّى الله عليه وسلّم شفيعك يوم العرض على الله ولو كنت وحدك، ربّما بهذا العمل يدخلك الله تعالى جنّة عرضها السماوات والأرض، فقاطع، تصل إلى رضوان الله عزّ وجلّ، قاطع تكن بحقّ نصرت رسولك الأمين، قاطع ولو وحدك تكن من الفائزين، فإذا لم تقاطع أنت وأنا - وهذا أضعف الإيمان - من أجل من أخرجنا من الظّلمات إلى النّور فباطن الأرض أصبح خير من ظاهرها.
المقاطعة جزء من الانتصار :

إنّ سلاح المقاطعة سلاح مشروع وليس بدعة مستنكرة، وإنّما هو سلاح ناجح مجرَّب :
جربته الهند بقيادة غاندي ونجحت في هزّ اقتصاد بريطانيا، الامبراطورية التي كانت لا تغيب عنها الشّمس، وجربته كوبا مع أمريكا فلا يعرف شعبها ما يسمى بالإنتاج الأمريكي أبداً، وجربته اليابان مع أمريكا بتلقائية ووعي شعب، فلماذا يُحتجّ على المسلمين في استخدام سلاح المقاطعة؟؟؟
يا من يغار على نبيّه ودينه ومقدساته اختر بضاعة عربية أو إسلامية أو شرق آسيوية :
من اليابان أو الصّين أو حتّى أوروبا عند الحاجة، وربّما تكون بالميزات ذاتها، وبالسّعر ذاته،
ففي الدّول العربية والإسلامية لنا خير بديل لمن أراد الأجر واحتسابه عند الله عزّ وجلّ.
ما من شكّ أنّ النّصرة الإسلامية لخير البرية صلّى الله عليه وسلّم التي عمّت جميع بلاد المسلمين بل وبلاد العالم كلّه لم يسبق لها مثيل، وفيها كثير من الدّلالات وحقّقت ثمرات كثيرة وفوائد كبيرة، ويستثنى من ذلك التّصرفات المندفعة الخاطئة المشتملة على عنف وتخريب.
إلى كلّ قلب مليء بحبّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم والشّوق إليه :

ليتنا عندما اهتممنا بمقاطعة البضائع ذكرنا وتذكّرنا بنفس الدّرجة على الأقل مقاطة الذّنوب والمعاصي والتّمرد على أوامر جبّار السّماوات والأرض جهاراً نهاراً بإصرار واستمرار.
ولكن للأسف يشير الواقع إلى أنّ الأمّة اهتمت بمقاطعة البضائع أكثر من اهتمامها بمقاطعة الذّنوب والبدع ودعوة الأمة بجدٍ إلى العودة إلى حقيقة الدّين والتزام أوامره في كلّ الأمور.
يا من عاهدتم الله عزّ وجلّ أن تسيروا على منهجه القويم أظهروا عزّتكم، وواصلوا مقاطعتكم المشروعة بهدوء، فإن لم نمتلك السّلاح للمواجهة العسكرية، فنحن نمتلك الإيمان الرّاسخ ونمتلك ما لا تمتلكه تلك الشّعوب كلّها، نمتلك القدوة الخيّرة في خير البرية صلّى الله عليه وسلّم.
المقاطعة الشّرعية سوط يُضرب به المخطئ :

من أراد أن ينتصر لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم انتصاراً ربّانياً إيمانياً فليبتعد عمّا يأتينا من منتجات ملطّخة بكرامة رسولنا الحبيب عليه أفضل الصّلاة وأزكى السّلام إلى يوم الدّين.
قدّموا أيّها الأفاضل لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم ما تملكون من جهد، اكتبوا... انشروا.. أرسلوا... ادعوا ربكّم أن يكفينا المستهزئين وأعوانهم، وقبل كلّ ذلك قدّموا توبة نصوحاً لبارئكم.
فلنستمرّ في المقاطعة الفعلية بتروّي حتّى يحصل المطلوب، ولنستمرّ في التّواصي بالحقّ والتّواصي بالصّبر والمرحمة ولنرجع إلى الله.
حتّى لا نثقل اللّوم على الغرب :

الخلل أنّ الأمّة تخلّفت عن الرّكب، وسبب تخلّفها واضح للعيان، وهذا التّخلّف جعل سفهاء الغرب يوجهون لها الشّتائم تلو الشّتائم والاحتقارات تلو الاحتقارات، فهناك من المسؤولين من لم نسمع له صوت، فعلى الأمّة أن تقوم بواجباتها المختلفة وتستيقظ من سباتها العميق الذي يجني منه الجميع الذّل والعار، فلا تكفي الشّعارات ولا المظاهرات ولكن لابدّ من واقع عملي فعلي نعيشه ورغبة قوية صادقة نتخطّى بها كلّ المعوّقات التي تقف حجر عثرة في تقدّم الأمّة وسعادتها.
وإذا استمرّت الأمّة الوسط في البعد عن الله تعالى وألقت خطابه وراء ظهرها وولّت وجهها وقلبها وأعينها إلى الغرب فسوف تصبح أضعف ممّا هي عليه الآن من الخزي والتّبعية العمياء وهذا ما يطمح إليه العدوّ الغاشم ويسعى إليه بجدٍّ ويسخّر له الخارجين عن طاعة الله عزّ وجلّ وأهل السّنّة والجماعة من أهل جلدتنا، - نرجو الله الرّحمة واللّطف وألا يتركنا لعدوٍّ يغزونا -.
علينا مسؤولية كبيرة لتعريف الغرب بالإسلام بطريقة سليمة :
عذراً بين يدي جنابك الشّريف يا سيّدي يا رسول الله، لقد قصّرنا حقاً - قولاً وعملاً -،
في توضيح خُلقك وحنوّك ووفائك وتواضعك وعطفك ورقّة قلبك وجميل عفوك... للعالم.
نعم أيّها الإخوة يجب أن نُنْكِرَ هذا الباطل العظيم وأن نتذكّر جشامته كلّ يوم ونذكّر به أهلينا وأصدقائنا، كما أنّه على رموز الفكر الإسلامي أن يوضّحوا للشّعوب غير المسلمة نور الله وهديه وحقيقة نبيّنا محمّد صلّى الله عليه وسلّم وأن يعرِّفوهم برسالته الخاتمة التي تمّت بها النّعمة الظّاهرة والباطنة.
نطمع في الله العلي القدير أن يوفّق جميع القائمين على هذا التّبليغ والتّوضيح حتّى يؤدّوا هذه الأمانة العظيمة في أجواء حسنة ومرضية، وأن تجد هذه الدّعوة الميمونة صدوراً رحبة وعقولاً متفتّحة وأفئدة مستعدّة لقبول الوعظ والإرشاد النّافع بحقّ من بيده ناصية العباد.
يتطلّب حوار التّبليغ إيضاح الحقّ بأسلوب حضاري طيّب وبأسلوب علمي مقنع حتّى يعلم من يطاردون ليل نهار أنّ ديننا دين أخلاق وسلوك، وأنّ معتنقيه ليسوا بالمتخلّفين ولا بالأصوليين، كما يتطلّب عدم إقرار الباطل وعدم التّنازل عن الحقّ ومن ثمّ فللمُحَاوِر حرية اختيار ما اطمئنّ إليه قلبه وارتاح له ضميره، فقلوب العباد بين أصبعي ربّ العباد، ولو شاء الله لجعل كلّ النّاس مسلمين، لكن شاءت إرادته جلّ وعلا أن يختار العبد ما يقتنع به.
أكثر من 1600 أمريكي وكندي يطلبون مواد تعريفية بالرّسول صلّى الله عليه وسلّم :
واشنطن : 16 فبراير 2006 أعلن مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية * كـيـر *،
- وهو أكبر المنظمات المعنية بالدفاع عن صورة الإسلام والمسلمين لدى وسائل الإعلام الأمريكية - عن تلقيه أكثر من 1600 طلب من أمريكيين وكنديين للحصول على مواد تعريفية بالرّسول محمّد صلّى الله عليه وسلّم، وذلك خلال 48 ساعة من إطلاق المجلس حملة لتوفير مواد تعريفية بالرّسول صلّى الله عليه وسلّم مجاناً للأمريكيين والكنديين الرّاغبين في ذلك.
حتّى يعلموا أنّ المسلمين أهل أنفة وقوّة :
وفي خطٍّ متوازٍ مع الحوار البنّاء لاحتواء أزمة الرّسومات المسيئة لسيّد ولد آدم محمّد صلّى الله عليه وسلّم وتفعيل المقاطعة المشروعة بحكمة يجب ألا نلتفت بعد اليوم يميناً وشمالاً بحثاً عن السّراب وعما لذ وطاب على حساب كرامتنا وشعائرنا، فالواقع المرّ يحتّم علينا أن ننظر
إلى أنفسنا نظرة فاحصة ونبحث كيف ننمّي اقتصادنا وأن نبحث عن الحلول التي تجعلنا نستغني عن استيراد المستلزمات الضّرورية اليومية التي نكتسب منها المهانة والصّغار والطّعن في ديننا.
فلنصدق مع الله كما صدق أصحاب رسول الله  مع الله ولنخلص له التّوجّه والقصد في كلّ شؤوننا نرى كما رأوا النّتائج السّارة والمرضية التي تشفي الصّدور وتفرّج الكروب وتيسّر كلّ الأمور.
ألم يأن لنا أن نرجع إلى ربّنا خاشعين أذلاء منكسرين، ألم يأن لنا أن نكون لطريق الخير والحقّ والفلاح سالكين، ألم يأن لنا أن نكون لطريق الغواية والشّيطان والضّلال نابذين تاركين،
ألم يأن لنا أن نخضع لأوامر الله تعالى طائعين تائبين، بل آن الأوان لأهل العقول أن تخشع قلوبهم وتطمئنّ أفئدتهم لذكر الله العليّ العظيم.
نعم أيّها الإخوة لقد حان الوقت أن ننتبه لأخطائنا الكثيرة بجدّ ونراجع أنفسنا بصدق على مراد الله تعالى ومراد رسوله صلّى الله عليه وسلّم حتّى نظهر للمجتمع الدّولي الصّورة الحسنة التي يرضى بها عنّا خالقنا الجليل سبحانه ويبدّل عسرنا يسراً وشقوتنا سعادة وتفرّقتنا وحدة.
لنحاسب أنفسنا، قبل أن نحاسب غيرنا :

بالمناسبة نذكّر أنفسنا أنّه علينا أن نتجنّب طرح اسم الله جلّ جلاله ولا أيّ كلمة بلغة القرآن الكريم على الأرض، فكثيراً ما نشاهد الإهمال واللامبالاة في هذا الجانب، فنجد في صفحات بعض الصّحف آيات من القرآن وبعض أحاديث الرّسول الكريم وهي تداس بدون قصد في الطّرقات
أو يستعملها بعض أصحاب المواد الغذائية في تلفيف بعض المواد، كما نشاهد في المساجد بعض الإخوة يضعون القرآن على الأرض أو على أرجلهم أثناء القراءة وآخرون يضعون أقدامهم على السّجّادة وفيها صورة للكعبة أوالمدينة، فلننته عن هذه الأمور التي لا نلق لها بالاً، وهي عند الله عظيمة.
فمخرجنا بيقين تام من كلّ فتنة وخطب لن يكون إلا عن طريق التّمسّك بالوحيين :

ولا ندري أيّها الإخوة هل يأتي غداً ونحن أحياء لنستدرك ما فات، فالعمر يمضي بسرعة ونحن نردّد غداً سأفعل، غداً سأفعل، والغد ملك للواحد الأحد فقط، فلنسارع لتصحيح وضعنا مع الواحد الصّمد بالسّمع والتّحلّي بالقيم التي حثّ عليها الإسلام عسى أن يدخلنا ربّنا في كنف قدسيته.
نعم ما أحوجنا أيّها الأحبّة البررة إلى العودة الصّادقة والسّريعة لهديِ النّبوّة الرّاشدة
التي تحمل في طياتها المباركة فضائل الأخلاق الكريمة وأساليب التّربية الحسنة التي أبعدتنا عنها أمواج المادّة ومستلزمات الحياة الباهتة التي لا طعم لها ولا لون، ولا حول ولا قوّة إلا بالله.
الواجب أيّها الإخوة يحتّم علينا أن نصلح بيتنا من الدّاخل ونحصّنه بالتّقوى على عجل،
وأن نتعامل مع غيرنا بالحسنى كما ينصّ القرآن الكريم، إلا إذا صدر منه شرّ مستطير، كما يحدث الآن من ترويج رسوم مسيئة لسيّدنا محمّد ، وغير ذلك من التجاوزات التي تمسّ العقيدة.
لم يجد الغزاة أسلحة الدّمار الشّامل، ولكن ما تركوا العراق يضمّد جراحه :
ما يجري الآن في عراق الخير، مهد الحضارات من مجازر وحشية بشعة على أتفه الأسباب في كلّ زاوية، وتفجيرات عشوائية مريبة في كلّ مكان، وإرهاب مرعب يستهدف المساجد هنا وهناك من طرف العراقيين أنفسهم، فضلا عمّن قتل المحتلّ المختل، ودمّر ما دمّر ويتّم من يتّم وأرمل من أرمل، واغتصب من اغتصب، وانتهك ما انتهك من حرمات، واعتقل من اعتقل، وعذّب من عذّب في مختلف المعتقلات، واتّهم من اتّهم، وقدّم للقضاء من قدّم، وحرق من بيوت الله ما حرق، وفتن أخرى جديدة لا تخدم إلا أهداف الاحتلال ومخططاته، لا أحد يدري من يشعلها ولا من يوقد نارها، - ظلمـات بعضها فـوق بعض لم يـعـرف تاريـخ البشريـة لها مثيلاً -.
اعتداءات بشعة ولاإنسانية على الشّعب الفلسطيني الصّامد مستمرّة بلا حدود :

غير أنّ كلّ ما يجري من أحداث - يشيب منها الولدان - للمسلمين خاصّة، لا تنسينا
ألم وجرح احتلال بيت المقدس من طرف الصّهاينة المجرمين، نعم أيّها الإخوة، لم يكفِ الصّهاينة المتمرّدين حرب تجويع شعب بأكمله واعتداءات نكراء متكرّرة عليه منذ أكثر من خمس عقود فهم لا ينتهون من جريمة وحشية إلا وبدأوا أشدّ منها عنفاً وتدميراً أمام أعين العالم، ولا ناهٍ ولا منتهِ.
ما مرّت البشرية في شقاوة كالتي تعرفها الأرض اليوم، وما ذلك إلا باختفاء العقل الرّاشد.
اللهمّ يا سميع الدّعاء يا من لا يشغله نداء عن نداء أعنّا على أداء واجباتنا حباً فيك وطمعاً
في عفوك وما يرضيك عسى أن ترحمنا بفرج ونصر مؤزّر من عندك لا يخطر على قلب بشر.
يا حيّ يا قيّوم أراضي المسلمين محتلّة هنا وهناك، ومسلمون أبرياء يلاقون سوء العذاب هنا وهناك، اللّهمّ بقدرتك اصرف عنّا كيد المعتدين، واكفنا شرّهم ومن يشجّعهم على ذلك.
اللهمّ يا رحيم قبل كلّ رحيم ويا رحيم بعد كلّ رحيم ارحم كلّ مستضعف في الأرض فضلاً منك وجوداً وإحساناً، اللهمّ يا رحيم الدّنيا والآخرة افرش للمستضعفين الرّحمة، وأظلّهم بالرّحمة وسخّر لهم الرّحماء من عبادك ليرحموهم ويبرّوهم، إنّك على ما تشاء قدير وبالإجابة جدير.
الذين ينهون عن الإرهاب ينشرونه بهذه التّصرّفات السّخيفة الممقوتة!!!
إنّ العداء المطلق للإسلام ورسول الإسلام مستمرّ، بل التّحدّي مستمرّ، والإصرار على الافتراءات ودسّ السّموم مستمرّ، والحقد والتّعصّب الدّيني لن يزداد إلا حدّة، فالإسلام هو العدوّ في نظرهم، والمطلوب منّا الآن وإلى أبد الأبد الخضوع والاستسلام المطلق، وإذا رفعنا أي شكوى، فنحن إرهابيون ،  كذلك قـال الذين من قـبـلهـم مـثـل قولـهـم * تـشـابـهـت قـلوبهـم .
والهجمة الشّرشة الحاقدة على الإسلام وأهل الإسلام ورسول الإسلام صلّى الله عليه وسلّم لن تنتهي وستبقى مستمرّة ما دام اللّيل والنّهار، طمعاً منهم أن نتّبع ضلالهم وشقوتهم
شبراً بشبر، وذراعاً بذراع، وحتّى لو استجبنا لهم خاضعين طائعين فلن يرضوا عنا طرفة عين.
حُشد مليون منصّر بدعم من الفاتيكان للحدّ من انتشار الإسلام في العالم!!!
حملة " مليون ضدّ محمّد " التي ترعاها رابطة الرّهبان لتنصير الشّعوب أصبحت أكثر قوّة وشراسة مؤخّراً، وقد ندّدت بها اللّجنة العالمية لنصرة خاتم الأنبياء  في السّعودية وأطلقت حملة مضّادة شعارها " المليار مع الرّسول محمّد "، وأهابت فيه بجميع المسلمين ببذل قصارى جهودهم لتوضيح الحقائق وتعريف العالم بشخصية النّبيّ  الفذّة، ودعتهم إلى الاستمرار في الدّعوة إلى الله وتبليغ رسالة الإسلام لجميع البشر، وتساءلت اللّجنة في بيانها : يا أيّها المليار هل أنتم مع نبيكم  ؟
لبّيك يا سيّدي يا رسول الله، نُصرتك على الفعلة الشّنيعة واجبة من ثنايا قلوبنا غير أنّ النّصرة الحقيقية التي ترضي ربّنا وترضيك بلا شكّ هي الدّعوة إلى حبّك وطاعتك والتّمسك بقوّة بسنّتك قولاً وتحقيقاً ظاهراً وباطناً، - قال ابن تيمية : الرّسول إنّما يُحبُّ لأجل الله، ويطاع لأجل الله، ويُتبع لأجل الله، وطاعته لا تكون إلا بتنفيذ أوامر الله عزّ وجلّ الواردة في القرآن -، قال أصدق القائلين :  قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمْ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ .
والله ما أضرّوا إلا بأنفسهم، فقد آذنهم جبّار السّماواة والأرض بالحرب :
ليعلم علم اليقين أنّ كلّ ما دون الله عزّ وجلّ، فهو تحت أمر الله الواحد القهّار،
فليحذر كلّ من سوّلت له نفسه أمراً من بطشه الشّديد في الدّنيا قبل يوم الوعيد.
اللهمّ أنت أقوى من هؤلاء جميعاً، وأنت القادر على الرّدّ عليهم وعلى إيقافهم ومحاسبتهم ومن يقف وراءهم، فأنت القائل في كتابك العظيم :  إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ
فِي الـدُّنْـيَـا وَالآخِـرَةِ وَأَعَـدَّ لَهـُـمْ عَـذَابـاً مُـهـِيـنـاً  وقلت :  قُلِ اسْتَهْـزِئُوا إِنَّ اللَّهَ مُخْرِجٌ مَا تَحْذَرُونَ .
وبعد، فمنذ ستّة أشهر- تاريخ نـشر الرّسوم ضمن الهجمـة لبعض الحاقدين على الإسلام وعلى نبي الرّحمة  - وحتّى الآن ونحن مقبلون على ذكرى المولد النّبويّ الشّريف
- الذي نرجو أن يكون مطلعه البهي على المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها مبشّراً بالانتصار على أهل الباطل والطّغيان -، لم ترد أيّ إشارة اعتذار من الحكومة الدّانمركية
ولا من الذين تطاولوا على صفوة الخلق أجمعين عليه السّلام، ولكنّهم في المقابل لا زالوا يكابرون ويعاندون ويستكبرون  اســكباراً في الأرض ومكـر السّـيّـئ ، بل كثير من الدّول الأوروبية تحوّلت إلى مساندة للمفترين وانضمّت إلى الحزب المعادي للإسلام والمسلمين باسم حرية الفكر والرّأي.
إنّها سموم خطيرة يرسلها الحاقدون من حين إلى آخر سعياً منهم لإطفاء نور الله المبين، لكن العزيز المنتقم لن يتخلّى عن نصرة نبيّه الكريم ودينه القويم الذي ارتضاه لعباده كرماً لهم.
فأيّ اعتذار يرجى من مثل هؤلاء الضّالّين الذين وصفوا أهل القرآن بأنّهم مجرمون انتحاريون، ومن سخّروا أقلامهم للنّيل من سيرة الهادي فوصفوه بما لا يليق بجنابه الطّاهر.
ثمّ أمّا بعد، لكم أيّها الأحبّة أجمل هدية بمناسبة ذكرى مولد النّبيّ الطّاهر الأمين، هادي الأمّة إلى الصّراط المستقيم طالباً من العليّ القدير أن يعيننا أن نكون جميعاً نسخاً قريبة من رسول الرّحمة صلّى الله عليه وسلّم وأن نسير على الأرض بهديه وخلقه ومنهجه، يقول الله عزّ وجلّ :
 لقد كان لكم في رسول لله أسوة حسنة لمن كان يرجوا الله واليوم الآخر وذكر الله كثيراً ،
وعن ‏ أبي نجيح العرباض بن سارية رضي الله عنه قال : وعظنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم موعظة بليغة وجلت منها القلوب وذرفت منها العيون فقلنا : يا رسول الله كأنّها موعظة مودّع فأوصنا، قال :  أوصـيكم بتقوى الله والسّمع والـطّـاعـة وإن تأمّـر عـليكم عـبد حبشـيّ فإنّه من يعـش منكم فسـيرى اخـتـلافـاً كثيراً فعلـيكم بسـنّتي وسـنّة الخـلفاء الرّاشـدين المهديّين عـضّـوا عـلـيهـا بالـنّواجـذ، وإيّاكم ومـحـدثـات الأمـور فإنّ كلّ بدعـة ضـلالـة •.


الـخـلاصــة :
ما أجملها من نُصرة مباركة لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم إلم نخالف شريعته وهديه،
وما أجمل التّفاعل الطّيّب من جلّ المسلمين بالتّنديد والاستنكار وأعظمه تأثيراً المقاطعة الاقتصادية والدّبلوماسية لبعض الدّول على الرسوم التي رسمها الحاقدون بالدّانمارك والتي زعموا بهتاناً بأنّها للحبيب صلوات ربّي وسلامه عليه، ووضعوها على سبيل الاستهزاء، شل الله أركانهم.
لقد كشفت أزمة الرّسوم المسيئة للنّبيّ صلّى الله عليه وسلّم عن وجود إزدواجية كبيرة داخل الغرب في التّعامل مع الآخر، كما كشفت عن وجود رغبة حقيقية في استفزاز مشاعر المسلمينٍ.
نعم أيّها الإخوة الأعزّاء إنّها ليست بمعركة سياسية أو اقتصادية أو عنصرية، ولكنّها معركة إيمانية، إنّ طغاة العصر فضلاً عن الهجوم على معتقداتنا وإساءاتهم لنا يريدون أن نخلع رداء هذا الدّين ونستبدله بالذي يرضونه لنا حتّى نكون من الخارجين عن طاعة الله، المستحقّين لغضبه.
إنّهم يريدون أن نقول مثل أقوالهم القبيحة والشّنيعة التي تكاد السّماوات تتشقّق والأرض تندكّ والجبال تهدّ هداً استعظاماً لهول مثل قولهم :  يد الله مغلولة ،  وقالوا اتّخذ الرّحمان ولداً ...
دائماً وأبداً حيّ في قلوبنا يا سيّدي يا حبيب الله ما دامت السّماوات والأرضين،
اللّهمّ أعنّا أن نحوّل هذه المحبّة الكبيرة لرسولك الأسوة الحسنة إلى منهج في الحياة.
اللهمّ صلّ وسلّم على رسولك صلاة وسلاماً يليق بقدره الطاهر عندك، وبالقدر الذي أمرت به.
 ... وهــذا أضــعــف الإيــمــــان •.
 ربّ إنّـي مــغــلوب فــانــتــصــر ...
اللّهمّ قد مسّنا الضّرّ وأنت أرحم الرّاحمين.

== *** == أحــد الـغُـثـاء !!! == *** =
* * * * * * * * * * * * * * * *
بعض النّقط الرّئيسية من عدّة مصادر ومحاضرات وخطب الجمعة...

* * * * * * * * * * * * * * * *
إلى روح آباء كلّ منتصر لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم في غــرّة ربــيــع الأنــــور 1427
^&)§¤°^°§°^°¤§(&^
الصور المرفقة
نوع الملف: jpg A-1.jpg‏ (70.3 كيلوبايت, المشاهدات 5)
مصطفى بنعدادة غير متواجد حالياً  
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:22 PM

ملصقات الأسماء

ستيكر شيت ورقي

طباعة ستيكرات - ستيكر

ستيكر دائري

ستيكر قص على الحدود