![Arrow](images/icons/icon2.gif)
( من فوائد ترك الذنوب والمعاصي )
بسم الله الرحمن الرحيم
( من فوائد ترك الذنوب والمعاصي )
سبحان الله رب العالمين , لو لم يكن في ترك الذنوب والمعاصي إلا إقامة المروءة , وصونُ العرضِ , وحفظ الجاه , وصيانة المال – الذي جعله الله قِواماً لمصالح الدنيا والآخرة – ومحبة الخلْقِ وجواز القول بينهم , وصلاح المعاش وراحة البدن , وقوة القلب , وطيب النفس , وانشراح الصدر , والأمن من مخاوف الفسَّاق والفجَّار , وقلَّة الهم والغم والحزن , وعزّ النفس عن احتمال الذل , وصون القلب أن تطفئه ظلمة المعصية , وحصول المخرج له مما ضاق على غيره من الفجّار , وتيسير الرزق عليه من حيث لايحتسب , وتسهيل الطاعات عليه , وتيسير العلمِ , والثناء الحسن في الناس , وكثرة الدعاء له , والحلاوة التي يكتسبها وجهه , والمهابة التي تُلقى له في قلوب الناس , وانتصارهم وحمايتهم له اذا ظُلم , وزوال الوحشة التي بينه وبين الله , وقرب الملائكة منه , وبُعد الشياطين عنه , وتنافس الناس على خدمته وقضاء حوائجه , وعدم خوفه من الموت , بل يفرح بقدومه على ربه ولقائه , وتصغر الدنيا في قلبه , وتكبر الآخرة عنده , وتكثر حلاوة الإيمان لديه , والزيادة في عقله وفهمه وإيمانه ومعرفته , وحصول محبة الله له , فهذه بعض آثار ترك المعاصي في الدنيا , فإذا مات تلقته الملائكة بالبشرى من ربه بالجنة , وبأن لاخوف عليه ولا يحزن, وينتقل من سجن الدنيا وضيقها إلى روضة من رياض الجنة ينعم فيها إلى يوم القيامة بإذن الله , فإذا كان يوم القيامة كان الناس في الحر والعرق , وهو في ظل العرش , فإذا انصرفوا من بين يدي الله أُخذ به ذات اليمين مع أوليائه المتقين وحزبه المفلحين قال تعالى : { ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم } ( الحديد 21 , الجمعة 5 ) .
جعلنا الله وإياكم من عباده المخلصين , وحمانا وإياكم من المعاصي , انه على كل شىء قدير , والله المستعان .