..::قلم من ذهب::.
.:: روائـــــي ::.
تاريخ التسجيل: Apr 2007
المشاركات: 224
بنت من .. الرياض
بنت من ..الر باض
( ردا على بنات الرياض) بقلم : سعد محمد ابو حيمد
بلدة هناك في اعماق الصحراء , تتناثر وتنبسط احيا ؤها وقراها الصغيرة , على ضفاف احد الوديان الذى يجرى كل شتاء , ليروى ويسقى زراعاتها’ , التى تعتمد غالبا عليها ، البلدة تحفها اشجار النخيل ويحيط بها بعض التلال الر ملية البيضاء , ومن ورائها سلاسل من الجبال الرمادية ، هذه البلدة يسكنها مزيج من البادية والحاضرة ، والذين يجمع بينهم صفات وتقاليد تتسم بالمودة والا لفة .يهديهم الى ذلك عقيدتهم الدينية التى تحثهم على حسن الخلق والتعاون وحسن الجوار. ومن بين سكان هذه البلدة ، موظف صغير الرتبة يشارك في ادارة مرفق حل حديثا بالبلدة .واحدث نقلة نوعية ومنفعة للبلدة .فقد تأ سس بالقرية بريد ولا سلكى ، والذى ربما كان لذلك الموظف المذكور سببا في تأ سيسه .. .
ورغم جفاف الحالة المعرفية و التعليمية ـ والتى يتمنى وجودها ليروى نهمه من المعرفة ـ فأ ن الموظف .: محمد عبد الله اليحياوى .باق على محبته للقرية , ولا ينوى مغا درتها ، بل انه كرس جهده وبقى دائب السعى لخدمة البلدة واهلها , لتزويدها بالخد مات الحكومية قدر استطا عته وجهده ، ومن حسن الطالع انه قد وفق في سعيه بتحقيق منفعتين مهمتين ، هما الكهرباء ومدرسه للبنات ..ومع تشبث ابو عبد الله بالبقاء في بلدته ، الا ان امرا اداريا قد حدث وازاحه من بلدته الىخد مة بلدة اخرى ، اذ حل في وظيفة اكثر واشمل نفعا ..ولم يكن لديه فارق ، فطبيعة الخدمة فى سلوكه لا تتغير .لذا فانه قد اندفع وتفاعل مع الا مكانيات التى توفرها له طبيعة وظيفته ، لكنه كان عملا شاقا ، وناله منه الاذى ، وصبر واحتمل وكان يمكن ان يمضى في صبره ، لولا ان هناك امرا ملحا يشغل باله ويدفعه لان يتخلى عن هذا العمل المضنى .
ابو عبد الله له اولاد كبروا وهم في المراحل الدراسية ماقبل الجامعة ، وهم بحاجة الى الا لتحاق بالحامعات ، وراح يفكر بالمشاركة مع زو جه ام عبد الله .و يبحثان عن الحلول ، فا بنتهما الكبرى ( يمامه ) قد انهت الثانوية العام الما ضى ، ويليها عبد الله الذى سيتخرج هذا العام وبعده سالم ثم صالح ، وقد فكر الزوجان في بعض الحلول ، وبعثوا بابنتهم الى المدينة للدراسة في الجامعة ، ورغم وجود السكن الجيد الذى وفرته الدولة ، الا ان التجربة لم تنجح ..وعاد الزوجان الى تقليب الا فكار وتدو يرها ، هل يستقيل ابو عبد الله وكذلك ام عبد الله فهى تعمل ايضا ؟ هل يضحيا ن بمورد رزقهما في سبيل مستقبل اولا دهما ؟طال الحوار وقصر وتوقف عند رأ ى ام عبد الله حيث .قالت : يا ابا عبد الله اننا لن نخسر .بل ان ربحنا سيكون كبيرا و سارا ومريحا اذا نال ابناؤنا نصيبهم من العلم .لاسيما وهم يحصلون دائما على الدرجات العليا .و اضافت ام عبد الله :اننى ادرى عن تململك من عملك الحالى المزعج .والذى نال من نفسك وصحتك الكثير .لذا فأننى ارجو واتمنى واتوقع لك مستقبلا موفقا ،عندما تستقيل و تعمل فى مجالات اخرى ،ولا شك انك بخبرتك واطلاعك علىالمجالات الا ستثمارية .لابد ـ ان شاء الله ـان تستفيد حين تستثمر مدخراتنا المتوفرة لدينا من عملنا خلا ل الخمسة والعشرين عاما الماضية .مع ما سنحصل عليه من مكا فأة نهاية الخد مة والحقوق التقا عدية .كل ذلك سيوفر لك قا عدة تنطلق منها للا ستثمار, وان ريعها سيسد مصرو فاتنا نحن واولا دنا .قال ابو عبد الله : ان ما قلته يا ام عبد الله امر صائب ..فنرجو من الله ان يوفقنا ويقدر لنا تضحيتنا في سبيل مصلحة اولادنا .. ،
و صل ابو عبد الله وعائلته الى الر ياض وهم يمامه ( ثانويه عامه) ،عبد الله ( ثانويه عامه ) سالم وصالح في المراحل الا خرى وكان من اولويات الا سرة هو الحاق يمامه وعبد الله الى الجامعه ، وقد جرى الحوار حول التخصصات التى سيختارها كل من يمامه وعبد الله ..فيمامه لها ميول ادبية وقداختارت كلية الا داب تخصص لعه انجليزية اما عبد الله فقد كان له ميول ورغبة للا نضمام الى السلك العسكرى ،لكن والدته تمنت عليه ان يلتحق بكلية الطب ذلك ان علا ماته تزيد عن التسعين- .ام عبد الله لديها خلفيه ثقا فيه جيدة , فهى تحمل شهادة جا معيه , وقد خدمت فى سلك التعليم اكثر من عشرين عا ما , وقد رأ ت فى تفرغها مناسبة للا هتمام والا شراف على دراسة ابنا ئها لا سيما وهم فى المراحل النهائية الا ساسية .
التحق عبدالله بكلية الطب وباشر الدراسة بكل اقبال وجدية ، وبعد مضى اسبوعين واجه صعوبة بالغة ، فقد كان منهج اللغة الا نجليزية فى الجامعة يفوق تحصيله الذى درسه فى الثانوية ، وبقى يواجه المشكلة لوحده ولم يخبر والدته التى كانت تتابعه عن كثب ، وقدلا حظت والد ته ضيقا وكدرا يعلو ملا محه حين دخلت عليه في غرفته ، ووجدت انه يبسط امامه الكثير من الاوراق وينظر اليها بيأ س وقلق ،وقد وضع يديه على خديه ، وشدهت والدته حين رأ ت حالة ابنها الذى تضع أمالها في نجاحه . وقالت : ما ذا بك يا ابنى ؟ وتردد عبد الله وارتبك وكاد لا يرد لان بعض العبرات كانت تخنق صوته ، ولم تدرك والدته سبب هذه الحالة ، وكررت السؤال عليه ..خير ياعبد الله هل تشعر بألم ؟ قال عبد الله : يا امى انها اللغة الانجليزية ، لم استطع فهمها جيدا ، فانا طوال الا يام الماضية ، كالحاضر الغائب لا افهم من المحاضرة الا القليل ، وتنفست ام عبد الله الصعداءوحمدت الله ان ابنها لم يصب بمكروه ، وقالت : هون عليك يا ابنى ولا تحزن وقالت : الا تدرى ان و الد تك متخصصة فى اللغة الا نجليزية ؟ وانها ستذلل كل العقبات امامك ؟ ورفع عبد الله يديه من فوق خديه والتفت الى والد ته مبتسما وقال : انت رحمة وانت را حة تغمرنى دائما يا امى ،اننى غير قادر على الو فاء بحقك وقدرك ، وليس لى الا ان اتو سل الى الله الكريم ان يجزل لك العطاء وان يكتب لك الجنة ، وفاضت عينا ام عبد الله بقطرات من الدمع ردا على ما سمعته من مشاعر ابنها الر قيقة ، وضمته اليها وقبلت جبينه ، ثم جلست بجانبه وتناولت اوراق المحاضرة وبد أ ت تشرح وتحلل كل العبارات الغامضة والتى صعب على عبد الله استيعابها ، ومضت بعد ذلك فى متابعته ومسا عدته لبعض الوقت حتى بد أ الا عتماد على نفسه
لندع يمامة وعبد الله كل فى جامعته ينهل من معا رفها , ونعود لنطل على ابى عبد الله ونرى ما ذا فعل بشأ ن الا ستثمار, بعد ان لملم مدخرات الا سرة ومستحقاتها من الوظيفة ، هذا الا مر الذى ستعتمد على نتائجه الا سرة فى معاشها ..
ابو عبد الله وجد ان اعمال المقا ولات يمكن ان تكون انسب مجالا للا ستثمار ، ذلك ان لدى الدولة مشا ريع كثيرة تريد تنفيذها ..ودخل هذا المجال ونفذ عددا من المشاريع .غير انه قد ذاق الا مرين من معاملة موظفى الدولة المولجين والمشرفين على تلك المشاريع ، الا مر الذى جعله يعدل عن المضى في هذا المجال والتوجه الى اعمال اخرى ، وقد نجح ووفق ، والى جانب نجاحه المالى سره ايضا نجاح اخر ، فقد نجح ابنه سالم وحصل على الثانوية العامة بتقدير ممتاز ،وقد دفع هذا التقدير بسالم ان يتجه لجامعة البترول ، لانها الجامعة المميزة ، التحق سالم بالجامعة وانجز البكلو ريوس ثم الما جستير وبعدها بعثته الدولة الى الجا معات الغربية ليحصل على درجة الدكتوراه بتميز ، وبعد سالم نجح صالح وسار على خطى شقيقه للحصول على الدراسات العليا بالخارج ..ولابد ان ابا عبد الله قد حمد الله ثم شكر دولته التى عنيت با بنائه .
انهت يمامة دراستها الجامعية تخصص لغة انجليزية ، وهاهى تتحاور مع والديها حول المستقبل ، ووصل الحوار الى تحديد ثلاث خيا رات ، على يمامة ان تختار احدها ،برضاها وقنا عتها ، فوالداها لا يريدان الزا مها با ى خيار ، اما الخيارات فهى .. اولا ..الا لتحا ق بالوظيفه التدريس ..ثانيا ..موا صلة الدراسات العليا ..ثالثا ..الزواج ..فهناك من يلح على ذلك . واضاف ابو عبد الله : :يا يمامه يا ابنتى العزيزه ، اننى ووالدتك نتمنى لك كل توفيق ونجاح ،فعليك ان تفكرى جيدا وتختارى ماترين فيه رغبتك وراحتك وما فيه الفائدة لمستقبلك وتا كدى اننا سنقف الى جانبك وندعم ارادتك .وردت يمامة بكل احترام وتقدير .وقالت : ياوالداى اثا بكما الله لقد بذ لتما من الجهد والجهاد ما ليس له نظير ،وانا عاجزة عن رد افضالكما ور عايتكما ،واننى ارجو من الله ان يجزيكما الخير والا حسان ، اما الا ختيار الذى اميل اليه ، فهو الخيار الا و سط ، اى مواصلة دراساتى العليا للما جستير وبعدها الد كتو را ه ان شا ء الله .وكانت يمامة غير قانعة بما وصلت اليه فى دراستها الجامعية ، ولديهارغبة وشعور بان عليها ان تتعمق اكثر فى معرفة هذا التخصص الذى اختارته . قال ابو عبد الله والله يا ابنتى نحن نعين ونعاون ونوافق على اختيارك , ولم يكن رأ ى ام عبد الله ..غير ذلك ..وان كانت تميل الى الا ختيار الثالث ، وهو الزواج ، وذلك شأ ن كل ام تود ان ترى نفسها فى ابنتها ، وقد اقامت بيتا وحياة زوجية ونسلا تسعد بهم ..قالت يمامه : اقدر لك ياوالدى هذا المقا م والا هتمام ..كما اشكر الحبيبة والدتى على حلمها لى بالسعادة الزوجية وانجاب البنين ..واضافت يمامه قائلة : ياوالدى ، ان لدى رأ ى واقتراح ، اود عرضها عليك ، راجية النظر اليه ، ومنحى موا فقتك ورضاك عليه .
قال والدها : لا بأس اوضحى واعرضى مالديك من رأى ..قالت : يا والدى اننى اقترح ان ادرس الما جستير فى الجا معات الا ردنية لان مناهجها فى اللغة الا نجليزية متقدمة جدا ..وا ضافت : اما عن مشكلة الغربة فأ ن التجربة السابقة لن تتكرر , ذلك ان لنا فى الا ردن اقارب وسوف اكون مر تاحة بقربهم ..والا مر الا خر ان المجتمع الا ردنى قريب فى عاداته وتقاليده من مجتمعنا .
قال ابو عبد الله : يا ابنتى نحن لامانع لدينا ولكن لابد من الحصول على اذن الدولة وموافقتها ..قالت يمامة : اطمئن يا والدى , فلقد كان ذلك فى حسابى ، يا والدى ان دولتنا مثلما تبنى الوطن فانها تبنى المواطن ..لقد حصلت على الموافقة وليس ذلك فقط بل ان الدولة قد تحملت تكاليف ابتعاثى .قال ابو عبد الله : نحمد الله على نعمته ونشكر لدولتنا كرمها وعنايتها .
وصلت يمامه الى الاردن والتحقت بالجامعة الا ردنية العريقة ..يمامه بعد التحاقها بالجامعه وحلولها فى مجتمع منفتح .وهومجتمع الجامعة الذى يختلط فيه الشباب من الجنسين .في فصول وساحات الجامعه لم تفا جأ يمامه بذلك لانه امر عادى فى هذا البلد .لكن هناك ضابط ورابط من الا خلا ق والا داب مو جود بالجامعة ومع ذلك فيمامه قد مارست خصوصيتها انطلا قا من عاداتها وتقاليدها .كما تزيت بزى الطالبات المحتشم . يمامه باندماجها واختلاطها بطالبات الجامعة حرصت ان يكون لها صديقات وان يكن من ذوات الادب والا خلاق ، حتى لاتشعر بالوحشة والا نفراد .وكان لها ذلك .تعرفت على اربع طالبات دأ بت على الاجتماع بهن كلما وجدت فرصة.وكانت صديقات يمامه ينظرن اليها بشيءمن الفضول والا ستغراب ويتحدثن فيما بينهن و يتسا ئلن كيف لفتاة سعودية ان تا تى من بلا دها لتدرس فى جامعة بها انفتاح واختلاط .فصد يقاتها ـ لقصور معلو ماتهن عن السعودية يعتقدن ان المر أة فى السعودية مكانهاالبيت وانها لم تنل شيئا من التعليم .وكانت يمامه تلا حظ شيئا من علا مات الا ستفهام التى تبدو على نظرات صديقاتها .وكانت احدى صديقاتها وتدعى ـ منى ـ اقرب واكثر صراحة مع يمامه .واثناء احدى الجلسات فى حديقة الجامعة .تحدثت منى الى يمامه وقالت :لم نتصور ولم نقدر ان مجتمعا كمجتمع السعودية المحافظ يبعث با حدى بناته للدراسة فى جامعة فى الخارج بها انفتاخ واختلاط ، ؟ فما ذا حدث يا يمامه ؟.وضحكت يمامه وقالت وبشيء من اللوم الخفى لصديقاتها وذلك لغياب المعلومات وعدم الا طلاع على احوال السعودية و التعرف على النهضة الحضارية والتعليمية قالت : يااخت منى يبدو انك والزميلات الصديقات لم تكلفن انفسكن بالبحث والاطلاع على المعلومات الصحيحة عن السعودية .بل ربما اعتمدتن على معلومات مغرقة فى القدم نقلها بعض المستشرقين الحاقدين .قالت منى : لا يا ا خت يمامه .لقد تما ديت فى عدم فهم ما قصدناه ، ذلك ان ما نعنيه هو ان بلا دكم هى مهبط الوحى وبها الحرمان الشريفا ن .و الديانة عندكم لها السيادة كما يشاع ان فى السعودية مذهب متشدد يدعى الوهابية وانه لايعطى للمر أة شيئا من حقوقها وا قلها التعليم قالت يمامه : لقد قلت يامنى شيئا من الحقيقة وقلت ايضا شيئا من غير الحقيقة ، نعم بلادنا مهبط الوحى وموطن الحرمين الشريفين والديانة بها (نعم ) لها السيادة وهذا مانفتخر به .اما عن الا شاعة التى تزعم ان فىالسعودية مذهب متشدد يدعى الو هابية .انها للا سف الشديد معلو مات محرفة ونا قصه .بل مغرضه ، فقد تنا قلتها وسائل الا علام دون معرفة او فهم انه بالمطلق لايوجد ديانة او مذهب فى السعودية او غيرها يدعى الوهابية .ان المغرضين والحاقدين على الا سلام الحقيقى والصحيح هم الذين نسبو هذه التسمية الى رجل صالح هو :محمد بن عبد الوهاب .وهو من صميم البلاد والمخلصين لها .هذا الرجل درس وتعمق فى الدين من واقع القرآ ن والسنة والتى حصل عليها بعد رحيله وبحثه وتقصيه على يدى علماء كثيرين فى بلدان متعددة ولما عاد الى بلاده ( نجد ) وجد ان كثيرا من الخرا فات والبدع و الشر كيات قد انتشر .فقام محمد عبد الوهاب بتصحيح وتنقية العقيدة ، بدعم ومساندة من الا مير محمد بن سعود . من هنا زعم الجاهلون والحاقدون ان هذا دين اتى به بن عبد الوهاب .فا طلقو ا تلك التسمية . وهى غير حقيقية .فا بن عبد الوهاب لم يات بشيء من عنده بل وضع الامور فى نصابها .اما عن المرأة وحقوقها ، فان الشيخ بن عبد الوهاب لم يعارض حقوقها واحترام مكانتها ، بل ان الا مر خلاف ذلك .لان الا سلام كرم المر أة وانصفها .والمجال يا اخت منى لايتسع للحديث حوله ، فقط دعينى اتحدث عن وضع المر أة فى الوقت الحاضر ان الدولة لدينا قد اعطت تعليم المر أة اهمية لا مثيل لها .فقد بد أ تعليم المر أة قبل خمسين عاما وجرى الا نفاق عليه بسخاء –والا ن هناك الا ف المدا رس الا بتدائية والا ف المدارس المتوسطة والثانوية ومئات الكليات والمعاهد .ومن المميزات التى تحصل عليها الطابة فى الكليات والجامعات ان الدولة تصرف لهن رواتب شهرية طوال فترة الدراسة مع مجانية التعليم بالطبع ..وقد احست ولمست وا ستفادت بلا دنا من ذلك الزخم العلمى الذى وفرته تلك الجهود المخلصة للدولة .ا ذ يوجد الا ن الا ف الطبيبات واستاذات الجامعات والا ف المعلما ت وهذا غيض من فيض . ذلك يا صديقاتىما استطاع ذهنى ان يتذكره.
وقد اعجب صد يقات يمامه ببلا غتها وقوة دفا عها .وشكرنها على المعلومات التى ذكرتها ولكن يبد وان صديقات يمامه ، ما زال لديهن رغبة فى مزيد من الحوار، وكانت احداهن وهى ابنة احد السياسيين المحترفين واسمها هدى قامت بتوجيه سؤال الى يمامه به نزعة افتزازية ، قالت : ان بلادنا يجرى فيها انتخابات ، وبها تنظيمات سياسية ( احزاب )وتنظيمات اجتماعية ، فى حين لا يوجد فى بلا دكم شيء من ذلك قالت يمامة : ان صديقتى هدى تود ان تز ج بى فى ميدان لايخصنى وليس لدى قد ر ةعلى الحديث فيه ا وعنه .- ومع ذلك سوف اجيبها بمعرفتى المتواضعة وغير المسئولة .فا نا غير مخولة بالحديث حول هذه المواضيع ..اننى اولا اقدم لك ولبلادك كل الا حترام والتقدير هذه البلاد التى كرمتنى بالا ستظافة ومنحتنى الا قامة واتاحت لى تلقى العلم بها ،اما نظامها وامورها الداخلية فا ننى احترمها ايضا ولا اقول فيها الا كل خير ..اما عن بلادنا ، فاننى اشكر الله واحمده على مانحن فيه من نعمة واستقرار وامان ورغد .اما عن الا نتخابات فا نها قضية شائكة و يحدث من خلا لهاالكثير من النزا عات والا شكا لات لا نها تفرق البلاد الى شيع وجماعات وتحزبات ينتج عنها غالبا صدا ما ت د موية .. لذا فان بلا دنا تتجنب هذه الحالة .على الا قل فى الوقت الراهن ..لاسيما وان بلادنا لازالت العشائرية والقبلية لها وجود وانتشار . علما بان الا نتخابات نا درا ما تنجح فى معظم البلا د , وخا صة البلا د العربية ..ذلك لان للا نتخا بات شروط واوضاع معينة لم تتحقق بعد فى البلاد العربية ..منها على سبيل المثال عدم وجودالثقا فة الا نتخابية ومعرفة وفهم ما تعنيه ..ولقد حلت بلادنا هذه المشكلة بحل اسلا مى ناجح ، وهو مجلس الشورى .فقد جرى اختيار صفوة من رجالات البلد ومن كل التخصصات اطباء ،مهند سين ،علماء دين ، علماء اقتصاد ، خبراء سياسة وغير ذلك ممن تحتاج البلاد الى خبرتهم ، هؤ لاء الصفوة لو ان انتخابات حدثت فا نها لن تا تى بمثلهم .. هذه الصفوة تقوم بتخطيط ورسم سياسة البلد التى تتلا ئم مع مصالحها الوطنبة ثم تقد مها للجهات التنفيذية ..هذا ما يخص الا نتخابات يا اخت هدى.. اما عن الا حزاب ، فنرجو الله ان يكفينا جورها .فالا حزاب آ فة تقوم بتقسيم البلا د وادخال العقائد المخلة بالدين والا خلاق ، كما ان معظم الا حزاب ترتبط بجهات خا رجية تملى عليهم تنفيذ ما تر يده تلك الجهات ... .وحتى لو كانت ضد بلادها .لذافا ن بلادنا واهلها لايرغبون ولا يحبون وجود الا حزاب .
قالت هدى : لقد كنت ملكية اكثر من الملوك .
.قالت يمامه : اننى محقة وصادقة فيما قلت ،اننا فى نعمه والله سبحانه تعالى يقول (واما بنعمة ربك فحدث )
ولم تقتنع صديقات يمامه بذلك الرد المفحم واردن الضغط عليها بسؤال جديد قالت احدا هن :ان بلادكم لديها مو ارد كثيرة فهل يستفيد منها المواطن ؟
قالت يمامه :اشكرك ياا خت فا طمة على هذا السؤال ، نعم لقد حبا نا الله بنعم كثيرة والمواطن لاينقصه شيء التعليم الصحةالطرق الكهرباء الماء المو اصلات السلكية واللا سلكية والهاتف وغيره الكثير الكثير مما تتطلبه البنية التحتية .هذا هو الا جمالى .امابعض التفا صيل فمنها ان التعليم العلاج مجانى بل انه يصرف للطالب والطا لبةر واتب فى المراحل المتقدمة وليس ذلك فقط فا ن المبرزين فى الدراسة يبعثون للدراسة فى الخارج على نفقة الدولة .. و انا واخوتى ـ مثلا ـ من المستفيدين ..فلى ثلا ثة اخوة يد ر سون فى الخارج وانا كما ترين رابعتهم ..وهناك وزارة خاصة بالفقراء تصرف لهم الرواتب والمعاشات .وهناك مشروع مساكن المواطنين الذى يعم سا ئر البلاد مدنها وقراها .فكل مواطن يمنح ارضا ويعطى قرضا لبناء المسكن وبدون فوائد وعلى مدى خمسة وعشرين سنة .وفى حالة وفاة المواطن يعفى ورثته من سداد القرض .وغير ذلك الكثير يا اخت فاطمة مما لا استطيع حصره او احصائه ..فى هذه اللحظة .ولتسمح لى بلا دى اذ لم استطع ذكر كل خير اتها .
انتهى الحوار بين يمامه وصديقاتها وقد بهرتهن بمو قفها ودفاعها عن بلادها .وابدين لها شكرهن واعجابهن واعتذارهن .
امضت يمامة سنتين دراسيتين فى الجامعة الا ردنية ونالت شهادة الما جستير بتفوق .ثم عادت وكانت بلادها فى اشد الحاجة الى تخصصها ..واصبحت معلمة للغة الا نجليزية بالمدارس الثانوية ..بعد سنتين من العمل الجاد والمخلص .تقرر تعيينها موجهة لمنهج اللغة الا نجليزية وقد استطاعت ان ترفع من مستوى المنهج وتزيد من تطويره ..
يمامه الى جانب عملها الر سمى والميدانى .كانت لاتنقطع عن المطالعة ومتابعة قراءة الجر ائد والكتب المحلية .ولها مشا ركات صحفية .فقد اصبح لها زاوية اسبو عية فى جريدة تصدر باللغة الا نجليزية تنشر فيها شيئا من الا دب الا جنبي الذى تختاره ويتناسب مع المفاهيم العربية وله مردود ثقافى ..وقد حاولت فى نفس الوقت الا تصال ببعض الصحف العربية لتنشر بها شيئا من ادب ما وراء البحار بعد ترجمتها .ولكنها لم تجد استجابة .. فا بقت على اتصالها بالصحيفة التى تنشر لها باللغة الانجليزية ..وكان يشدها ويشجعها تعدد الا تصالات والمراسلات التى تاتى اليها من قراء الانجليزية .وحتى من المثقفين السعوديين ..فقد كتب اليها احدهم يقول : لااخفى اعجابى وسرورى حين قر أت لفتات سعودية تكتب باللغة الانجليزية وباسلوب جيد ومتمكن .لكن اعجابى هذا يتبعه بعض الملا حظات ..ان الكاتبه توقع باسم : شيماء العربية ..وفى اعتقادى ان هذا الاسم ا علامى وليس حقيقيا .فهذه سمة او طريقة يتخذها كثير من الكتاب .ولكل تبريره .لكن الملفت للنظر ان شيماء العربية ـ واضع تحت العربية اكثر من خط ـ قد اغرقت وتمادت فى الكتابة باللغة الا نجليزية وآ دابها ، ولم تعط لغتها الا م قدرا اونسبة ولو قليلة من جهد ها وكتابتها .اعنى لو انها عملت على ترجمة بعض المواضيع التى تنشرها ــ وهى جيدة كما قر أ تها ــ ثم تقوم بنشرها فى الصحف العربية ..ولا اريد ــ قبل سماع دفاعها ـ ان اظنها تفاخر بغربتها عن لغتها وتراثها ..
ولم تفاجأ يمامة بهذا الر أ ى ، ولكنها تستغرب ان يحمل مثقف سعودى هذا الر أى وان يوجه لها هذا الظن .وان كان لحنكته قد ( علق )الظن ووضع شرطا على اطلاقه .
وردت يمامه بقولها : :وانا ايضا ايها الكاتب المحترم ، لااخفى تقديرى لقدرتك فى عرض را يك الذى ضمنته ( الظن ) دون ان تلق به , وقضيت بشيء من العدالة لسماع الدفاع ، دون ان تمضى فى خط الحيف .. هذا امر لك الحمد عليه .. اما د فاعى : فا نا عربية الصميم .. نعم ..ولكن عر وبتى ــ فيما اعتقد ــ لاتمنع من ان اضيف لها كسبا , وان ازيدها اتساعا وتنويعا. ومن المؤكد انك لا تعارض هذا النهج .اما عن كتابتى باللغة العربية .فلا اريد ان احملك او ا سأ لك عن فشلى فى محاولاتى التى مارستها .لقد اتصلت بالصحيفة (ا ) و (ب ) و(ج ) وبعثت لهم بشيء من ادب الشعوب الا خرى , .بعد ترجمتها قاصدة بذلك الابتكار والا ختيار , مما فيها من تجديد وتنويع ليكون رافدا اضافيا لثقافتنا ..لكننى ووجهت بالسلبية وحين اكثرت الا لحاح .. كان المبرر ان قراء الجريدة لايهظمون ولا يقبلون بل لا يستطعمون هذا النوع من الكتابة ..وانكفأ ت بعدها على صحيفتى التى تعترف بى وبكتاباتى ..ا
ولم يقتنع الكاتب بدفاع يمامة وبحججها .ومضى يحاورها ويكاتبها .ولكن هذه المرة على صفحات الجرائد العربية
وندع هذا الجانب من مما رسات يمامه ونشاطها الا علامى .ونعود الى صميم مهنتها وميدان عملها ..ونحضر اجتماعا خاصا عقد لها ومن اجلها ..كان اجتماعا يضم عددا من كبيرات دائرة التوجيه وبرئاسة الدكتوره : سلمى العبد الله .مديرة مكتب التوجيه ..وكان داعى الا جتماع هو بحث شكوى مقدمه من موجهة اللغة العربية الا ستاذة .سناء ناصر ..تقول الموجهه سناء : ان الموجهه يمامة قد تجا و زت وتعدت على تخصصها ـ اللغة العربية ـ اذقامت بكتابة بعض الملا حظات على دفتر احدى معلما ت اللغة العربية التى هى من شأ نى ومن تخصصى .وليس من اختصاصها ..وبشيء من اللطف والا دب سأ لت مديرة التوجيه الدكتورة سلمى .سأ لت يمامه عن حقيقة الا مر .. قالت يمامه : مع احترامى وتقديرى لمقامك دكتورة سلمى ــ وكذلك احترامى للزميلة سناء ..والتى ربما تسرعت ورفعت شكوى من اجل هذه القضية البسيطة .فلقد تمنيت لو ان الزميلة فاتحتنى اوحتى لا متنى فيما بينى وبينها على كل انا اقدم اعتذارى ان كنت ــ فى نظر الزميلة ــ قد ارتكبت خطا ..وارجو ان تسمح لى الدكتورة .بان اوضح الظرف الذى حدثت به تلك الملا حظة ..فلقد وضعت مجموعة دفاتر معلمات اللغة الا نجليزية فوق احدى طاولات غرفة المدرسات .وذهبت لشأ ن آ خر .ثم عدت و حملت الدفاتر التى وضعتها لتدقيقها .ويبدو ان دفتر معلمة العربى كان بجانب الدفاتر التى وضعتها .فتوقعت انه منها فضممته الى تلك الدفاتر . واثناء مرورى على الد فاتر وجد ت من بينها ذلك الدفتر الخاص بمعلمة العربى .وفتحته لاعرف هو لمن ولما ذا وجد من بين دفاترى .وبالصدفة غير المقصودة وقع ناظرى على جملة لا حظت بما لدى من خلفية لغوية عربية ان تلك الجملة فيها ـ لحن ـ فقمت ــ اجتهادا منى ــ بتصحيحها ولم اكن اقصد بذلك اى نقد اوتدخل فى تخصص زميلتى والدليل اننى لم اوقع اواكتب اسمى على التصحيح .والجملة فى الحقيقة بسيطة .ومن المؤكد انها لن تمر اوتخفى على زميلتى . لاسيما وهى صاحبة التخصص .وانا اتوقع ان زميلتى لم تدقق الدفتر بعد ..لقد كان با عتقادى ــ حضرة الدكتورة ــ اننى وزميلتىنشكل كيانا واحدا وتكامليا , هدفه خدمة التعليم ومن يتعلم ..وكان الا مر بسيطا كما ذكرت .ولكن الذى اخشاه .ان تكون المعلمة اياها .. ولا اريد ذكر اسمها او جنسيتها , فهى غير سعودية ..اخشى انها لتغطى خطأ ها قد نقلت للزميلة قولا مدسوسا , ..مما اغا ضها , .ولها الحق ان حدث ذلك .ولتسمح لى الدكتورة ايضا .. ان اوضح بعض الملا حظات التى لمستها حول اسلوب شائع لبعض الزميلات العربيات .ومن جنسية معينة ..لا حظت انهن يتسا هلن ويجاملن ولا يتقيدن بالضبط والربط .. اما زميلتى سناء فا ننى مرة اخرى اعتذر لها .واريد ان اذكرها .. باننى اتقدم بالشكر لكل من ذكرنى بما نسيت او غفلت عنه .واذكرها ايضا بان لغتى العربية لم تلغها او تضعفها اللغة الا نجليزية .
وبعد هذا الد فاع الطويل المهذب والذى لايخلو من نبرات ونبضات من الحزن فى داخل اعماق يمامه , لان زميلتها قد ظنت بها خلا ف ما قصدته .. .
بعد ذلك ..شكرت الدكتورة سلمى الا ستاذة يمامة .واشادت با خلا قها وتواضعهاا و تقديمها الا عتذار لزميلتها ..ثم توجهت الى سناء وقالت ان الا مر بسيط كما يبدو ولا يستحق هذا التا ثر الذى ابديته . وهذه زميلتك قد اعتذرت اكثر من مرة . واوضحت وشرحت ما حدث وهو امر غير مقصود .لذا فا ننى ارى وارجو ان تكون المسأ لة قد انتهت .. قالت سناء : اننى اشكرك.. يا دكتورة سلمى على حسن ادارتك وطيب منطقك .كما اشكر الزميلة يمامة التى اوضحت بجلاء ما قصدته واننى اتقبل اعتذارها .كما اعترف باننى قد تسرعت فى هذا الموضوع .واعتقد اننى قد وعيت درسا وكسبت موعضة مما حدث . .
يمامة كان من عا دتها ان تعقد مع والدها جلسات وتتحاور معه هو يروى لها بعض خبراته ومما رساته وبعض القصص والحوادث التى تعطى صورة عن المجتمعات فى الماضى .وهى تحدثه عن نشاطها وعن صديقاتها . وكانت ترتاح وتنسجم مع ما يرويه .وقد سأ لت والدها ان يروى لها شيئا من صفات ذلك المجتمع ..قال والدها : اننى اذكر قصة حدثت بمعرفتى ومشاهدتى ..طرفيها بدوى وحضرى كانا يعيشان فى قريتنا التى كنا بها ..جاء رجل من البادية اسمه سالم الى سوق القرية راكبا جمله ويحمل معه شيئا من انتاجه ..سمن واقط .جاء ليبيعه ويشترى بثمنه ما يلزمه واسرته من طعام ولباس وغيره . وكان له صديق صاحب دكان قد تعود ان يبتاع منه كل لوازمه لانه يثق به .بعد ان انهى سالم شراء لوازمه وصرف كل نقوده .تذكر ان زوجته قد اوصته ان يشترى لها ( سحله ) وهى اناء للشرب ..ولانه لم يبق معه نقود ليشترى السحله فقد طلب من صديقه صاحب الدكان الشيخ عبد الله ان يبيعه السحله بالدين وكان ثمنها ريال واحد .قال له الشيخ عبد الله :خذ السحله ولا ترد ثمنها بل اجعله بضاعة عندك .يعنى نم هذا الر يال وليكن ناتجه بينى وبينك .ذهب البدوى بالسحلة ذات الريال وبعد عشر سنوات بلغت قيمة هذا الريال الذى نماه سالم البدوى .اربعة وخمسين خار وفا نجديا .اخذ سالم نصفها اما النصف الا خر فقد جاء سالم يحدوه الى سوق القرية ليبحث عن الشيخ عبد الله ليسلم له نصيبه سبعه وعشرين خاروفا .وحين دخل سوق القرية تلقفه اصحاب السوق ليشترو الخراف .لكنه اشار لهم بالا متناع . وقال اين اين الشيخ عبد الله انها له قيل له يرحمه الله لقد توفى .فقام سالم بتسليم الخراف الى ورثته مترحما عليه ..هذه يا يمامه قصة واقعية .قالت انها قصة رائعة توضج وتبين الا مانة وطيب الا خلاق .
اما يمامه فقد حدثت والدها عن نشاطها وعن صديقاتها ومجتمعها الوظيفى .وقالت : لقدنجحت انا ومجموعة من زميلاتى وصد يقاتىواتفقنا على رسم مسيرة تليق بالمرأ ة والفتاة السعودية هذه المسيرة التى نسجنا خيوطها من عاداتنا وتقاليدنا بل ديننا السمح العادل المعتدل والحفاظ على بلدنا ونعمه ونظامه واهله وتوعية شا با تنا الطالبات و حثهن على التمسك بالا خلاق وعدم الانزلاق الى الحضارة المزيفة وان لاينسقن للمغا لات فىشراء الملابس غالية الثمن اوشراء المجوهرات .وان عليهن التركيز على التحصيل العلمى والدراسى ورفع مستوى المعرفة فى اوساط المجتمع النسائى السعودى .يا والدى لقد بذرنا هذه البذور ونرجو من الله ان تثمر وتزهر .وثقتى بالله قوية بان بلا دنا وشعبنا سيهزم المضرين والضارين والعابثين به ..وتنفس ابو عبد الله الصعداء وشكر الله ثم شكر ابنته التى زادت وفاقت ما كان يا مله منها لتكون لبنة قوية فى جدار بلا دها.
يمامه الى جانب ثقا فتها ونشاطها الا دبى والا جتماعى والا نسانى ــ فهى دائما تشارك الجمغيات الخيرية فى الا ستدلال على الفقراء والمحتاجين ــ الى جانب ذلك فا ن لها صفات تختص بها ومنها حبها المتطرف لبلدها وحرصها على ان يكون نموذجا يحتذى .ومن صفاتها الا خلا قية التسامح والتعاون واتخاذها الوسطية فى تصرفها وتعا ملها .اما صفاتها البد نية .. .فلكونها بنت من الرياض .فان الرياض لايقبل التحدث عن صفات بناته .بل يصون ويحافظ على كل بنا ته تكريما واحتراما لهن ..ولان يمامة قد انغمست واندمجت فى نشا طاتها الاجتماعية واعمالها الوظيفية .فقد اقلق ذلك ام عبد الله ــ والدتها ـ لان يمامة قد بلغت الثامنة والعشرين ولم تتزوج . .وذلك بالرغم من عروض الزواج التى كان والدها يخبرها بها ..فقد كان يشاورها ويأ خذ رأ يها بكل من يتقدم لطلب الزواج منها ..كان يقول لها : هذا ( فلان ) يحمل شهادة من لندن ..وهذا آ خر متخرج من جا معات امر يكا وثا لث استاذ جامعة وهناك ابن صديقنا ابر اهيم العلى وهو جامعى ممن درسو فى الغرب .وكانت يمامة ترد بقولها : يا والدى ان الشهادات ليست كل شيء . انها وسيلة وليست غاية .لان معظم شباب بلا دنا للا سف يعتبر ان الشهادة هى نها ية مهمته فى الا تجاه العلمى والثقا فى ..يا والدى ان هناك صفات اهم من الشهادة لابد من ا خذها فى الا عتبار عند التقييم والمفاضلة . منها : حسن الا خلاق ،اغتدال السلوك ، ومنها الثقافة العامة ، الصدق ، الا مانة ،وحب الوطن ، ..وايضا فهمه عن الزواج وعن المر أة ومكانتها .. والسياج لكل ذ لك الد يا نة المعتد لة التى لا تصل الىالتطر ف ولا تبقى فى التخلف ..كان هذا جانب من الا فكار والصفات التى تتخيلها وتتمنى وجودها فى شريك المستقبل .وقد استمع اليها والدها .ووافقها على كل ما قالت . ولكنه استدرك قا ئلا :يا يمامة لقد ذكرت صفات كثيرة يصعب ان توجد فى اى انسان .ثم كيف نكتشف او نتحقق من تلك الصفات كلها او جلها .. قالت يمامة : :يا والدى ان لدى طريقة واسلوب سوف اتبعه , ومنه نستطيع معرفة وسبر اغوار من يقع عليه اختيارك انت واضافت : يا والدى انت رجل مجتمع معروف ولابد انك تعرف كل منهم حولك ويعر فك كل من تقد م لك يطلب الزواج , لذا فا ننى اقترح ــ وهذه طريقتى التى اشرت اليها ــ اقترح ان تسمح لى با ن اتحاور مع من يقع عليه اختيارك . ويكون الحوار عن طريق الهاتف , وان تذكر لى بعضا من الصفات التى جعلتك تختار..والله يا ابنتى لا استطيع تزكية كل من اعرفهم تزكية مطلقة , ولكن هناك مظاهر ومؤ شرات قد تعطى دلا لة على الا ختيار ..ومن هذا الا ستدلا ل لمست ان هناك اثنين ممن تخيلت الصلاح فيهم .
خالد ابن صديقى ابراهيم العلى , شاب متعلم درس فى الجامعات الغربية , لفت نظرى هدوؤه وءه وحسن منطقه وريادته للمسجد , من تلك الملامح اتوقع انه سيكون زوجا مناسبا .. الثانى ..عبد الرحمن مسعود .. رجل مستقيم , استاذ جامعى يبدو من مظهره الا لتزام الدينى .ونشاطه الا نسانى والا جتماعى ..هذان هما الرجلان الذان وقع اختيارى عليهما .يا يمامه ..فماذ ا انت فاعلة .وماهو الا سلوب والطريقة التى تنوين اتخا ذها ؟ .كما ذكرت لك يا والدى سوف اتحاور مع كل منهما على حدة . ربما تكون طريقتى هذه غير مأ لوفة فى بلا دنا , ولكننى اعتقد انها طريقة مبتكرة لكشف وسبر اغوار الشريك الذى سوف اقدم على شراكته ....اريد ان اعرف ماعند كل واحد ..ماهو تفكيره .ما هو فهمه .وماهى ثقافته ..قال ابو عبد الله : يا ابنتى انها بالفعل طريقة غير مأ لوفة .ولا ادرى ولا كيف اتصرف حيال هذا الا سلوب ..ما ذا يظن من تنقل اليه هذه الرغبة .انه امر محرج .. ليس به حرج . يا والدى بل اننى اتوقع ان يجد تفهما واستجابة عند كل ذى عقل ومعرفة .-ثم ان من الا مور التى يقرها الشرع ماهو اكثر من ذلك .وهو المقابلة والمشاهدة بين الرجل و المر أة الذان ينويان الا قتران ..هذا الاقتران الذى ربما لايتم ..
حصلت يمامة على هاتف خالد ابراهيم العلى .وهو ابن صديق والدها .والذى جعل له الا ولوية ..
اتصلت يمامه بخالد وقالت : السلام عليك .زانا يمامه محمد اليحياوى .لقد اخبرنى والدى انك ترغب الا قتران بى على سنة الله ورسوله ..أ ليس كذلك . ؟ .
ورد خالد بقوله : وعليك السلام .. نعم ايها الا خت المحترمة .اتشرف .بان انقل اليك رغبتى راجيا من الله ان يوفقنا انا وانت ان نلتقى على سنة الله ورسوله .
ــــ اشكرك على حسن تعبيرك .وار جو ان تمضى معى لبعض الوقت فى حوار حول مشروع المشاركة المقترح .فهل انت موافق ؟ .
ــ نعم اننى على استعداد لسماع حوارك والرد على ما يدور حوله .
ــ السيد خالد : بداية ما رأ يك فى هذا الا سلوب ..اسلوب الحوارالها تفى ؟
ــ اسلوب مبتكرو جيد واوافق عليه
ــــ اسلوب مبتكر وتوافق عليه .دعنى بعد ذلك ادخل الى صلب الموضو ع .واسأ لك : ما هى نظرتك الىالزواج .وما هى مقو ماته ؟ .
ــ الزواج مشاركة توا فقية.وسنة شرعية .مقوماته الا حترام المتبادل .والتعاون كل فيما يخصه .له تبعات ومما رسات يصوغها ويو جهها مفردات من المثل العليا .مثل الصدق والا مانة والا خلاص والعزيمة على بناء بيت واسرة صالحه .
بيت واسرة صالحه ..نظرة صائبة وتصور ممتاز .
ــ سيد خالد .. انت كما اعلم .تحمل شهادة جامعية من دول الغرب ولم تعمل حتى الا ن .لما ذا لم تستثمر وقتك وشهادتك .
ــ هناك عوامل معينة تحول دون ذلك منها اننى لم اجد المكان المناسب الذى يليق بى وبمكانتى الا مر الاخر ان حالتنا الا قتصادية جيدة ولله الحمد . وهذا يعنى عدم استعجالى على العمل
ــ امر يد عو الى الدهشة ـ سيد خالد ـ انت الا ن تنوى الزواج وانت لا دخل لك .الا ثروة والدك . الا ترى انك متعجل بعض الشيء فى سعيك للزواج ؟
ــ لا انا غير مستعجل .ذلك ان العلا قة الا سرية بينى وبين والدى تسمح لى بالتصرف كمالك للثروة و انا واثق باننى قادر على اقامة البيت المتكامل .
ــ انت في الواقع يا سيد خالد دارس ومثقف والمفترض انك من عداد المثقفين ..ما هو نشاطك .هل تمارس القراءة وماذا تقرأ جرا ئد ..كتب .اخبار فضا ئيات .
ــ الحقيقة انا قليل القراءة .واقضى بعض فراغى على الا نتر نت
ــ كما علمت انك متخصص فى اللغة الا نجليزية .الا تقرأفى تخصصك كتبا او جرائد ا
ــ لقد امضيت عدة سنوات فى دراسة اللغة الا نجليزية حتى شعرت منها بالملل . لذا لاا طيقها
ـما رأ يك ـ سيد خالد ـ فى عمل المر أة ؟
انه امر معقول ولكننى اعتقد انه من المبكر التمادى فيه ما عدا مجا لات معينة كا لتدريس د
ـ سيد خالد اشكرك على ما تفصلت به من حديث صريح ..
انتهت يمامة من حوارها مع خالد .ويبدو انها لم تجد فيه ما يرضى طموحها .وها هى تستعد للحوار مع الفارس الثانى .عبد الرحمن المسعود .
اتصلت يمامه بالشيخ عبد الرحمن وقالت السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ياشيخ عبد الر حمن ..واضافت : انا اختك فى الله .يمامه محمد اليحياوى .لقد اخبرنى والدى بانك تحدثت معه حول رغبتك الا قتران بى على سنة الله ورسوله .أ ليس كذلك ؟
ورد عبد الرحمن ..وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .نعم اختى فى الله .لقد حدثت والدك المحترم حول رغبتى الا قتر ا ن بك على سنة الله ورسوله .وار جو من الله التوفيق لاتمام هذه الخطوة ..
ــ ما هى الخلفية او الد ا فع ا لذى جعلك تختار الا قتران بى .
ــ امران مهمان دفعابى الى اختيارك ..الاول البيت الصالح الذى تربيت به تحت رعاية الشيخ الفاضل والدك ابوعبدالله .الامر الثانى .ثقافتك العالية ومركزك الوظيفى القيادى والذى تبذلين من خلا له جهودا مخلصة وموفقة فى تر بية وتوجيه الجيل النا شىءمن فتياتنا .فقد اخبرتنى احدى قريباتى التى تعمل غير بعيد من موقع عملك اخبرتنى بالكثير عن جهودك التربوية والا صلاحية لطالبات المدارس الثانوية التى تزو ينها وتوجهين النصح لهن .
ــ اشكرك على عوامل الا ختيارا لعائلية منها والوظيفية .غير ان هناك امورا اخرى اود الحوار حولها معك فهل انت على استعداد ؟
ــ نعم انا على استعداد .
ــ بداية اود التفضل بطرح وجهة نظرك حول الزواج و مقو مات نجاحه .ما هو واجب الرجل وماهى واجبات المر أة .
ــ الزواج توافق ورغبة شخصية وهو ايضا سنة شر عية ووظيفة بشرية .. اما واجب الرجل .فهو بداية توفير المناخ المناسب الذى يبعث الراحة والطمأ نينة لحياة زوجية ها نئة .اما واجبات الزوجة فان منها احترام الزوج وتقديم الطاعة والمودة والا خلاص والسعى لما فيه اسعاد الطرفين هذا ما استطاع ذهنى تذكره وذكره .
ــ تعبير مناسب يحتل فيه الرجل المقدمة ...فقد اوجبت على المر أة الا حترام للزوج ولم تمنحها احترام الزوج .وطلبت منها الطاعة .ولم تطلب التوافق .
ــ لقد قلت ان هذا مايحضرنى وان هناك ما لم اتذكر قوله .ومع ذلك فان من عا داتنا ومن تقاليدنا وربما من ديننا .ان للرجل شيء من التقدير الذى يجب ان يسبق به المر أة ..وذلك لان الرجل مكلف بالسعى وتأ مين البيت الا سرى .
ان الزواج ياشيخ عبد الرحمن يعتبر ـ كما اعتقد ـ شركة تضا منية يتساوى طرفا ها ا فى المسئولية طرف يسعى بالخارج والطرف الا خر ينتج بالداخل .ويقوم باعمال لا تقل اهمية عن سعى الخارج ولعل اهمها الحمل والولا دة وتربية الا طفال .فهل توا فقنى على ذلك ؟
ــ يبدو انك ـ اخت يمامة ـ تبالغين فى شأ ن المرأة التى نكن لها كل الا حترام .ولكنه احترام يضع المر أة فى مكانها المنا سب . وهو المكان الذى حدده لها الا سلام .
لم اتجاوز ـ فضيلة الشيخ ـ مكانة المرا ة ’ فى الا سلام .ولكننى ادرى ان الا سلام كرم المر أة وان المجتمع المسلم كرم المر أ ة ايضا . وها انت ترا ها فى بلا دنا وقد بلغت بفضل مابلغته من علم بمختلف درجاته وتخصصاته .قد تسنمت مهام ومناصب فى خدمةالمر أة ..طبيبات استاذات جامعة معلمات مرشدات .
اجتماعية .مربيات مثقفات كل ذلك حصلت عليه المر أة .وهى لم تغادر مكانتها فى الا سلام
ــ مهلا مهلا آ نسه يمامه ..لسنا فى ميدان مبارزة .لا توهمينى باننى ضد للمر أة .لا . لا انا احترمها ولكننى اتمنى ان تقوم بمهمتها الاولى .التى اول ما كلفت بها .تكليفا ربانيا .العناية ببيتها وتربية اطفالها ..
ــ هذا يعنى انك لا ترضى عن عمل المر أة .
ــ انا لا اعارض عملها . ولكن بيتها واطفالها افضل
ــ لقد حدث تبدل وحصل تغير ..فقد اصبح لدينا الا ف من النساء المتعلمات وفى كل التخصصات والدرجات ..وبلا دنا بحاجة ما سة لهن للقيام بو اجبا تهن فهل نتجا هل وجودهن ؟
ــ هذا هو ر أ يي .ولكن يمكن لكل امر أة لازوج ولا اطفال لها ان تعمل فى مجال التعليم
ــ يبدو ان المر اة قد اخذت من و قتنا الكثير .. وانا عندى بعض الا مور الا خرى التى اود الحوار معك حولها .انت استاذ جامعى ومتخصص فىالفقه ...هل لى ان اسأ لك عن ثقافتك العامه خارج مجال تخصصك .اعنى ما هى قراءاتك وما تشغل به فراغك -
ــ هل تحول ـ آ نسة يمامه ــ حوا رنا الى حوار اعلامى .؟ ربما لا تكفى هذه المهاتفة ة لتغطية هذا الجانب .وهل هذا الجانب من متطلبات حوار الزواج ؟
ــ نعم ـ استاذ عبد الرحمن ـ هذا الجانب من المتطلبات .لانه جانب مهم للطرف الا خر المطلوب للشراكة .فكل شريك لابد ان يعرف كل شيء عن شريكه ..
ــ كما تريدين .سوف اروى لك شيئا عن هذا الجانب ولكن با ختصار .فى بداياتى ومنذطفولتى وباكورة شبابى التى امضيتها فى القرية .كنت ارافق والدى الى المسجد ونستمع الى الدروس والا حاديث التى تتحدث عن العقيدة والتوحيد والحلا ل و الحرام . ولان العلم فى الصغر كا لنقش فى الحجر .فقد ترسخت العقيدة النقية فى كيانى .عندما التحقت بالجامعة . كان هناك احوال اخرى .وكانت تتقا ذفنى الكثير من الا تجاهات فطورا تا خذنى الى اليمين وتارة الى الشمال .كان والدى رجلا محنكا عا قلا و مجر با .فنبهنى من بعض الرفاق الذين اختلط بهم .وكنت احترم والدى وامشى فى طاعته المطلقة .تركت اليمين وتركت اليسار .واتخذت الوسطية العقلية .قراءا تى بالطبع اهتممت بتخصصى ورحت اتعمق فيه .وكم هو ممتع ان اتعمق فى هذا الجانب من الا سلام الذى لم يترك شيئا الا ابانه .ما توفر من وقتى اصرفه فى بعض كتب الا دب القديم .ة
ــ لقد احسنت فى رواية هذه المرحلة الممتعة من اولويا تك .ولقد كان لوالد ك اثابه الله دور فى ترشيدك واعادتك للطريق السوى .وقد اعادك العقل الى الوسطية وانقذك من الانحراف والتخلف .ولابد انك اليوم تحمد الله انك لم تكن مع من سارو ا فى طريق الظلا ل والغواية واساا لانفسهم ولبلا دهم .
ــ الحمد لله الذى انجانى من ذلك الطريق الزلق .وا ن كنت فى الواقع لا اتردد ان اقول ما هو حق وما ليس فيه ضرر .يصيبنى او يمس بلدى -
ــ نأ تى الى نهاية الحوار يا استاذ عبد الر حمن .واشكرك على حسن التعبير .ولان اختلا ف وجهات النظر لا تقضى على حسن العلا قة .اذ لابد انك لمست الفارق بينى وبينك بعض الشيء فيما يتعلق بالمر أ ة .
وعادت يمامة الى والدها خاليةاليدين وغير قانعة باى من الفارسين .. قال والدها لقد اخبرتك بانك لن تجدى جميع موا صفاتك . والا ن. ما ذبعد يا يمامه ..هل ستبقين على هذه الحال ؟ لا ترضين بالجل وانما تطلبين الكل ؟ .. انه امر صعب وانا اخشى عليك من فوات القطار ..قالت يماممه لا لا ياوالدى لن يمر القطار ولن يفوت . ان عندى حل اخر .وارجو ان لا تفا جأ ..وما هوياترى الحل الذى ترينه ويكون مقنعا لك وانت تتمسكين بكل تلك الموا صفات .. يا والدى ان الحل الذى عندى هو : اننى انا الذى سوف اختار من يتوافق مع تصورى .كما تقول الحكاية ( وافق شن طبقه ) اننى اعرف ( شـن ) الذى سيأ تى الى ( طبقه ) قال ابو عبد الله : ما هذا يا يمامه ما ذا تقولين .. انت التى سيختار ؟؟ هذا خروج على العادات والتقاليد .ما ذا سيقول الناس ..ياوالدى اثابك الله ..قلت ما ذا سيقول الناس ..هل الناس .هم من يوجه تصرفنا ويتحكمون بحياتنا ؟ نحن الذين ــ بالتا كيد ــ نعرف ما يسرنا وما يضرنا ..واسأ لك يا والدى . هل اختيار المرا ة لمن تعرف وتتا كد وتطمئن الى انه الا صلح لمستقبل حياتها .؟ هل فى هذا امر يخالف الدين .هل هو حرام ؟ يابنتى ليس حراما ولا يعارضه الدين ولكن فيه تقليل لمكانتك .وكرامتك .. ابى : انا واثقة من مكانتى ولا يعلونى مركب نقص .. واسأ لك ياوالدى ايضا سؤا لا صريحا وجر يئا .لما ذا الرجل هو الذى يخنار الزوجة والزوجة لا تختار زوجها .. الا يعنى هذا انها سلعة يمر بها الزبائن ويتجاوزها البعض وتروق فى عين آ خر او آخرين وقد يوافق مالك السلعة على بيعها وقد لا يوافق .هذا هو الحال .يا والدى .المر أة لا بد من منحها شيئا من الا عتبار .انها تحمل من اثقال الحياة . و متا عبها ما لايحملها الرجل .ولعل حالة الحمل والولادة وتربية الطفل وخدمة المنزل .تعطى مثالا على ما تتحمله المرأة ..يا يمامه ..كان ذلك فى الماضى .اما فى الوقت الحاضر فقد وجد من يعينها .فى مهام التربية وخدمة المنزل ..لقد نالت المر أة الكثير من المميزات .اتيح لها التعليم بلا حدود حصلت على الوظائف التى خصصت لها اكل حسب تحصيلها ودرجة علمها .ولا زالت تتقد م فى كثير من المجالا ت وحتى الا عمال الحرة والتجارة .ليتك تعلمين عن المر أة فى الماضى ..لقد كانت الفتاة اذا حل زواجها لاتنطق بكلمة واحدة .بل اهلها هم الذين يتصرفون وعلى الفتاة ان تتقبل الا مر الواقع .وربما لاتعرف ولا ترى الزوج الا ليلة الزفاف .
.تلك امة قد خلت وعادات قد مضت يا ابى ..
قال ابو عبد الله : يا يمامه دعينا نسمع رأى ام عبد الله حول ما تنوين وما ترين من خطوة نحو مستقبلك ..اتمنى ذلك .فوالدتى الحبيبة سوف لا تبتعد عن امر يسر نى
وانعقد مجلس العائلة .الذى يضم ابا عبد الله وام عبد الله ويمامه وبالصدفة كان يحضر الا جتماع كل من الدكتورعبد الله والدكتور سالم الذان جا ءا لقضاء بعض الوقت مع اهلهما ...
وتحدث ابو عبد الله وقال : نحمد الله اولا على ما ا سداه علينا من نعم فى ظل الدولة التى لم تأ ل جهدا فى تكريم ابنا ئها ..ولا ننسى جهود ام عبد الله التى كانت ترعى وتعتنى با بنائها . وها نحن نجنى ثمار تلك الجهود .هذه يمامة التى تحمل الما جستير الى جانب ثقافتها الواسعة . و التى جعلتها تحاورنا وتحا ججنا وتدافع عن آ ر ا ئها .وهذا عبد الله الذى انهى الما جستير فى الطب .اما سالم فقد انهى الد كتوراه فى هندسة الحاسب وبقى صالح الذى لم نحظى بحضوره لانه منغمس فى تحضير الدكتوراه فى الطب . مرة اخرى نحمد الله .بقى ان نعود الى ام عبد الله لنشكرها ايضا ونعرض عليها خطوة ابنتها يمامة التى تقول انها هى التىستختار شريك حياتها .وحجتها انها هى اكثر معرفة بمن يتفق ويتوافق مع تو جهاتها . فما ذا ترين يا ام عبد الله ؟ .قالت ام عبد الله : فى الحقيقة والواقع اننى اتمنى من كل اعماقى ان تسعد ابنتى و ان تنجح فى حياتها اما قضية اختيارها .لزوجها .فانه وان كانت هذه الطريقة غير مأ لوفة فى مجتمعنا الا اننى واثقة من رزانة عقل يما مه وحسن تصرفها ..ان الزمن يا ابا با عبد الله قد تغير وتحول واصبح للمرأ ة شخصيتها ان لها حق المشاركة اوحتى الا ستقلال برسم طريقها ومستقبلها .بالطبع فى اطار من سماتنا وتقاليدنا المنبثقة من تعاليم ديننا الحنيف .. هذا ر أى ام عبد الله . فما هو رأى الدكتور عبد الله . قال الد كتور : والله يا والدى انا ا ثق فى تصر ف يمامه وكما قالت الوالدة فان الا مور قد تبدلت واختلفت عن الماضى .لذا ار جولها الا ختيار الموفق ..وما لديك يا دكتور سالم .. –الواقع اننى معجب و مؤ يد لما ذهبت اليه يمامه .فهى صا حبة الشأ ن ولها الحق ان تختار ما هو متوافق مع توجهاتها .
انتهى مجلس العائلة ويبدو انه قد وقف الى جانب يمامه ..فما كان من والدها ابى عبد الله الذى يقدرها ويقدر راى العائلة الا ان يسير مع الر كب ..وكانت يمامة قد مضت واستمرت فى حوارها مع ذلك الكاتب الذى حاو رها وجادلها طويلا على صفحات الجرائد ..وقد اشتد الحوار بينهما حتى اشتهر فى الا و ساط الا دبية ..بحوار الشرق والغرب ..وكما يقال انه لابد لكل حرب من نهاية وقد يعقبها صلح. .لذا فقد قرر حسام احمد.. وهو الطرف الا خر فى الخصومة والحوار ان يقوم بمبادرة صلح ووفاق ..ولم يكن امامه الا ان يتوجه الى دار ابى عبد الله .ويطلب الوساطة .والدخول فى حلف وتعاون ..بل طلب الا لتقاء هع يمامة على شريعة الله ..وكان حسام هومن قررت يمامة اختياره ... انتهت
\ سعد محمد ابو حيمد جده 29 \ 12 \ 1426
تلفون 06930700 /02 جوال 0504598277
26-01-2009, 10:22 PM
رد : بنت من .. الرياض
تعليمات المشاركة
المواضيع المتشابهه
العرض المتطور