هذه سلسلة مذكرات الحادي يوم كان في براري ابو صبيح يشم نفحات الحبل والبرم ، والحمض ، والبعيثران ، والعبل ، والعوسج.مذكراته في صحراء نجد العزيزة . أتمنى لكم طيب القراءة وحسن الفهم واستنباط الفوائد .


كنت اعشق صيد الطيور مثل القهبيات(التدرج) ، والعصافير بأنواعها .ذات مرة نصبت القفص(مصيدة القهبية) ونثرت تحته حباً وأسندته بأعواد ينهار حالما تطأته قهبية أو حمامة فيطبق عليها .اتجهت إليه بعد منتصف نهار يوم واقترتبت منه وجدته مطبقاً ولا صيد فيه.أبصرت أثر أقدام فتبعتها وعند منحنى الوادي لحقت بسارق الصيدة "محماس" واسم الشهرة(سراق العصافير)وهو أحد أفراد فخذ من قبيلتنا العريقة بيننا وبينهم ضغينة منذ زمن يوم طردوا حلال حتى لايشرب من بئر كانت في حماهم.
اقتربت منه ورفعت مشعابي و هويت على كتف محماس وظهره وملخته به وهربت إلى جدتي وجدي .ولما أرخى ليل سدوله في ذلك اليوم وحينما كنت أصلي المغرب جاءنا أحد الربع ونادى جدي ولما سلم جدي وشرع في قراءة "المايته"--التهليل والتسبيح، اقبل هذا الزائر على منخر جدي وطشمه ثلاث مرات الأخيرة كانت على جبهة جدي على مقطع الشعر من الجبهة ثم انفرد بجدي وأسر إليه بشيء سمعت هرج ومرج سرى بعده الزائر تحت جنح الظلام.
عند صباح اليوم التالي كنا متحلقين حول النار وأنا أصب القهوة لجدي وجدتي سألني جدي بنبرة غضب
"لماذا لم تخبرنا البارحة أنك ضربت فلان بن علان ، ياشين الحلايا؟"
فرديت عليه:" يا جد..لقد نصبت القفص ووجدت محماس-سراق العصافير- قد اخذ الصيدة وهرب بها فغضبت وضربته بمشعابي وجيت لكم مباشرة ، ولا حصل إلا كل خير يا جد..!!
رد جدي بغضب:"يقوله الذي لا يدري" ، والشرر يتقطع من ناظريه أردف قائلاً"خل ولد خالك يعلمك بالعلوم"
ولد خالي من؟" نجر" ماذا حل به؟قابلته البارحة عند أهله!!!
رد جدي بحسرة :"إيه .. نجر طعنوه الرجال البارحة وخلوه سابح في دمة"تركوه يتشحط في دمه"
رديت :"يا جد اذكر الله ؟!! ماذا تقول ؟انت مخرف"
جدي:"المخرف الذي ما يعلم اهله إذا فعل وبية--"خزي" ويندس بين أهله كأنه عذراء"
رديت:" يا جد.. نجر ما له علاقة بالموضوع ..بريء منه كبراءة الذيب من دم يوسف .أنا الذي ضربت محماس بالمشعاب وأنا الجاني ؟؟!!
رد جدي بضحكة تهكمية:"براة الذيب من دم يوسف..أها ..أها ..أنت ما تعرف سلم ابيك وجدانك؟"أنت صغير نعلمك السلوم ؟أنت لو ترقد مع المرة أصبحت حامل؟
واردف :"أدري أنك تيس اربد..ما تطعم العلم، ما تعرف كوعك من بوعك.. يارخمة .. الرجال اخذوا ضربتهم" وكان؟!
رديت:" طيب وماذا نعمل.."
رد جدي بغضب:" أختر-وأنا جدك- إحدى الجنبيتين : إن بغيت "الخلب دقة محيسن" وإن بغيت "جنبية الزراف" وأنصحك بالزراف ألحيث أنها تلقط الحب(أحد أنواع الخناجر نصابها مصنوع من قرن زرافه)ثم تنقز وتربص بأحد أقارب "محماس" الدواوير هثم تغفله واخبطه على عاتقه وانتبه لاترفع ذراعك حتى ماتبين بيضة الزغن ، هث تنزع عدة ولد خالك"نجر"منهم ، علم؟!!.
كانت الافكار تجول في راسي كقطيع المعزى في المفلى.فكرت ملياً في القضية فإذا هي واضحة كسطوع يوم مشرق جميل. هل اعتدي على أحدهم بلا ذنب اقترفه ؟ما الفائدة من ذلك؟ إذا رفضت فيسنعتني جدي بقولته المشهورة:"إللي ما يأخذ بثأر رفيقه يلبس برقع مرة ووجهه اسود" ويعدى الفنجال(إذا جلس مع الرجال فلا يصب له قهوة إشارة إلى هول ما ارتكب من عار).كنت اصارع افكاري كيف اعتدي على شخص ليس بيني وبينه عداوة ؟لازلت افكر وافكر ومتردد؟ وأنا مستغرق في افكاري ، ولأن جدي مدمن على شرب حليب الشرفاء-جعلها الجرب-زعق على فارتبكت وقلت:"أأأأه ، أأأأه سم ياجد" فرد :"قم ..ماذا قلت لك يا عفنش؟ذليت ، خفت ، دخلت بيت الذرة"فردت عليه متظاهراً بأني عنتر زماني:"لا ..لا .. حاضر..حاضر".
اتجهت إلى عمود بيت الشعر حيث كانت الجنبيتان معلقتان فمددت يدي مرتعشة واستليت خنجر الزراق فوقعت على ظهر كفي وقطعته بصورة طفيفة وسالت بعض قطرات من الدم.
لامني جدي معاتباًَ:"ياوالله ما هقيت إنك ستأخذ بثأر "نجر"؟!يديك فيها شيء؟كأنها يدي مشمل الكلاب ، تراعد؟؟!!.
وعند الظهر ، حزة صكة الزيز(حشرة تسمى (Cicada اقبل أربعة رجال تقدم أحدهم وصاح بأعلى صوته :
"مقروعين من محماس وأهله وربعهم . مقروعين قرعي يشق خشومكم".كان هذا النداء بمثابة رصاصة قتلت جدي جعلته بلا حراك.كان هذا المشهد أول مرة أعايشه في حياتي .
سألت جدي ببراءة:" يا جد .. ماذا يريد هؤلاء؟!
رد جدي:" ياوالله الغبن.. اسكت ، تقلع،اقلب وجهك.الرجال قرعونا ما عاد نأخذ بثأر نجر".
فتساءلت:" جد..يعني أن نجر خلاص ما نطالب حقه أو ننصفه"
رد جدي:" يابهيمة ما نقدر نضرب احد من جماعة محماس..لازم مجلس صلح "
بعد شهرين ، جاء ابو محماس وربعه إلى جدي وحددوا موعداً للحضور عند (مقطع الحق) لحل القضية بيننا وبينهم .
مرة أيام وأنا لا ادري ما سيحصل.جاء موعد الحضور عند مقطع الحق وحضرنا.انتابتني مخاوف من مقطع الحق هذا فأمره مطاع ولا احد يتردد أو يسفه له رأي.فهو الآمر الناهي مطاع الرأي ومصدق الكلمة ونحن لأوامره منفذون . قال مقطع الحق:"فينك ياذا .. اذهب ألحيث مبرك الرجال ذاك هثم ابرك فيه ووجهك صوبنا . فكم ياولدي من اعطر شنب وكريم لحية قد نوخناه في تيه مثل الناقة الجرباء" أ.هـ . سحبت قدمي وجلست أمام الجميع في الشمس المحرقة وهم تحت ظل بيت شعر المثومن(ذو ثمان أعمدة). ولما جلست متربعاً صاح مقطع الحق قائلاً:" الحادي..اعدل من جلستك فأنت ولد حمولة طيبة ما تؤخذ لهم إبل ولا بهم .أنت من رجال أحدهم يمسك بخصمه هثم يشق بطنه ويأكل كبده نية.هو أنت ما شفت البعير حين يبرك ، فافعل مثله(جلسة القرفصاء).بركت وأنا اصدر صوت بعير:"أععععععع أمممممممم"فرد مقطع الحق مشجعاً:"إيه ، كذا الرجال وإلا فلا" ثم شرع في استجوابي وبدأ يتمعن في ردودي فأنا الآن في مكتب تحقيق جنائي في الهواء الطلق ، بدأت الجلسة على النحو الآتي :
مقطع الحق:"أحلف بالله العظيم إنك ماقصدت محماس بالضرب " ، وعلى طول حلفت له بذلك
مقطع الحق:"هل بانت بيضة الزغن(الإبط)؟"
الحادي:"محماس سرق طير ولم يسرق بيض ياطويل العمر"
مقطع الحق:" يا عفنش ،، بيضة زغنك ، هل ظهرت ، يعني هل رفعت ذراعك أكثر من مستوى كتفك"
الحادي:"ما ادري ولكن الذي اذكره أنني مسيته بالحاجونة وانتهى الكلام؟"
مقطع الحق:" حاجونة أو مشعاب"
:"أحم ,,أحم مشعاب "
مقطع الحق:"هل رآكم أحد؟"
الحادي:"أبداً ،هو سرق صيدتي واقتفيت اثره حتى لحقته ثم ضربته بالمشعاب"
مقطع الحق:" طيب ، المشعاب من شجرة طلحة أو سمرة أو سلمة؟"،"وهل كان مدهون أو ناخرته الأرضة" وهل كان وجهك للشرق أو للغرب ، وهل أنت حافي تيك الساعة ، وهل أنت شبعان أو جويعان ، وهل غريمك "محماس" يأكل الصيدة تيك الساعة؟ وهل كان عليه كوفية ذاك الحين أو حاسر الرأس ، وهل نبهته حين ضربته بالمشعاب جعلها تحج؟وهل أنتم في واد فيه سمر أو طلح أو سلم، وهل انتم تمزحان أم جادان"؟؟فغرت فاي أما سيل هذه الأسئلة وانعقد لساني .
قال مقطع الحق:"يا جماعة الخير اذكروا الله وصلوا على النبي" فكبر جلس وهلل .
أردف مقطع الحق:
"حكمت على "الحادي" بجمع التوادي من بطن الوادي وهو يمشي عادي لين يتعب العادي وقولوا يالله ياهادي ارحم الحادي من محنة الوادي"
"وحكمت على الحادي أن يسوق ناقة عفراء قد رعت في مناشي الصمان منذ مبطي ، وشربت من عد في وادي الوهوهي يوم هل نجم سهيل السنة التي نطت تيك"
هاج المجلس وماج :" احلم ،، احلم ،، يا مقطع الحق " حتى نهق حمار القايلة يركبه أبو الأشرار الذي استشم رائحة جلسة في ""ديوان مقطع الحق"" وجاء بلا دعوة.فقد قفز تدخل قائلاً:"
أشهد بالله أن " الحادي وجده" قد أخطاؤا في حق خصومهم "
مقطع الحق:"وضح لنا يابو الأشرار"
أبو الأشرار:"الحادي حينما ضرب محماس ، ما رد الشأن من خصمه وربعهم، وهذي عار عليهم ، وتنقص من حق ربعهم، ياعيباه كيف الرجال يسوي له"وبية" هثم يندس بين العذارى كأنه بنت مخباة(بنت مخدرة لم تتزوج)
مقطع الحق مستأنفاً التحقيق وقد واجهني بالشهادة الأخيرة يقول:" أهااااااااااا..هذي بحق..لربعكم"
الحادي:"ياطويل العمر ، المشكلة بيني وبين محماس ولا أحد له علاقة بالموضوع لا جدي ولا أهل محماس لا بعيد ولا قريب ، ولازيد ولا عبيد"
مقطع الحق:"رفعت الجلسة لموعد ناخر ألحيث أن الوضع "متوتر" ويلزم حضور فخذ جماعة محماس على محك حبلهم(جميعاً)
التوادي:جمع تودية وهو عود اسمك من المسواك يربط إلى خلفالناقة(رأس ضرع الناقة) كي لايرضعها حوارها.
-----------------------

الحادي
السلام عليكم

وجهة نظرك وصلت وبالفعل انت محق في ان تفرد لها موضوعاُ مستقلاُ .
فهذه الافكار وهذا الطرح المميز اكبر من ان يكون مجرد رد .

لقد استمتعت بقراءة هذه (المذكرات) اكثر من مرة
المرة الاولى مستمتعاُ للقصة وللمفردات التي غابت عن ذهني لسنوات.
والمرة الثانية لاستنباط ما تقصده من هذه القصة وقد وصلت افكارك وخاصة انك بهذا
ضد ظرب المعفي وضد الصلح (على الاقل العشوائي)
وان لم اكن مخطيء فانت مع القرعية على الاقل خلصتك من ثأر نجر.

اسلوب رائع ومميز
والى الامام

__________________
مجموعة من صوري





مدونتي

ابو علي / شكرا على مرورك وتعليقك على الموضوع.
أنا ضد ضربة الذي لا دخل له في القضية قريب أو بعيد.
وضد القرعي أيضاً فلا طائل منه بل شر . اذا صارت مشكلة يذهب المجني عليه ويشتكي وياخذها حكم شرع.

تحياتي واشواقي
اخوكم
الحادي

هذه القصة في أي قرن يا (الحادي) ؟؟
ما شاء الله عليك معمر
الله يعطيك طولة العمر على طاعته


مشكور وأتمنى أن تكون رسالتي وصلت
أبو زيد

__________________
الـجـراد يـأكــل البـعـوض،
والعصفور يفــترس الجراد،
والحيّة تصطـاد العصـافير،
والـقنفـذ يــقــتـل الــحيّـة،
والـثعـلـب يأكـل الـقـنـفذ،
والـذئـب يفـترس الثـعـلـب،
والأســد يــقــتــل الـذئـب،
والإنسان يـصـطـاد الأسـد،
والـبـعـوض يـميت الإنسان ...

هذه هي السلسلة الخالدة لا تبديل لها ولا تغيير.

إما أن تقتل الأسد وإما أن يقتلك البعوض !!
فيا شباب ! لا يغلبكم البعوض ولكن اغلبوا الأسود.

( علي الطنطاوي )

في ال21 من حزيران في القرن السادس عشر

وفي زمن اللورد هنري لويس


هههههه


موضوع جداً خطير


بحر المشاعر ( طير شلوى )

الحادي
صراحه لاتعليق

__________________
الحرتكفيه الاشاره

أبو زيد مربحاً بك.
الله يتقبل دعواتكم لنا.
ثق تماماً أنني غذا تطرقت إلى موضوع فخذه بمحمل الجد.يعني أن القضية التي اتطرق إليها لازالت باقية أو لنقل بقي شذرات منها.
اتظن أنني اتعب في كتابة موضوع بلا هدف أو قضية؟ الإجابة (لا) كبر جبل أحد.واملي في بعض الناس ينطبق عليه توقيع أخوي(أبن وهف)
---------------------------------------------
أبن وهف ، مرحبا بك
الله يوفقك في دراستك وترجع إلينا سالم غانم.
I hope that you are not afflicted with homesickness

بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الحادي
أنا لم أكن أمزح في لحظة من اللحظات لأن الموضوع جاد منذ بداية طرحه بواسطة حسين آل حمدان سواء طرحته أنت جاداً أم هازلاً
ولكنني أحببت أن أعلق على مشاركتك التي أصبحت موضوعا مستقلاً بنوع من التورية كما يحب أن يسميها أهل اللغة(يعني يفهما أشخاص دون أشخاص).
طرح الموضوع منك أو من الإخوان في موضوع الأخ حسين فيه الكثيييير من المبالغة والبناء على الماضي ونسيان -أو تناسي- الحاضر، وإن كنت لا أنكر وجود بعض ما أشرتم إليه.
هذا ما أردت أن أوصله ولكن للأسف أن وصل إليك خطأً
وأخيراً
إذا كنت تبيني أقول: الله لا يهينك على تعبك من البداية وبدون أي تعليق فأنا أقولها الآن (الله لا يهينك صراحة موضوع جميل،،،،،،،،،،، لا تعليق -على قولة ابن وهف-)
------------------------------------------
الله يسامحك
شكرررررررررررررررررررررررررررراً
--------------------------------------------
أبو زيد
يشكرك مع بالغ الاستغراب

__________________
الـجـراد يـأكــل البـعـوض،
والعصفور يفــترس الجراد،
والحيّة تصطـاد العصـافير،
والـقنفـذ يــقــتـل الــحيّـة،
والـثعـلـب يأكـل الـقـنـفذ،
والـذئـب يفـترس الثـعـلـب،
والأســد يــقــتــل الـذئـب،
والإنسان يـصـطـاد الأسـد،
والـبـعـوض يـميت الإنسان ...

هذه هي السلسلة الخالدة لا تبديل لها ولا تغيير.

إما أن تقتل الأسد وإما أن يقتلك البعوض !!
فيا شباب ! لا يغلبكم البعوض ولكن اغلبوا الأسود.

( علي الطنطاوي )

عندما نتكلم عن قيمة (( شيء )) ، فقيمته تكتسب في الغالب من بعدين :
بعد زمــــاني ، وبعد مكــــاني.
1- البعد المكاني : فوجود (( شيء )) في مكان ما قد يكسبه قيمة أكبر منه ، لو وجد ذات الشيء في مكان أخر...من ذلك لو أذيع خبر عاجل في قناة الجزيرة عن مقتل عشرة جنود من الآمن في العراق فهذا لا يماثل قيمة الخبر لو كان مقتلهم في منطقة مثل (( صماخ أو الوهوهي!!!))،، مع أنه ذات الخبر المؤلم وخسائر الأرواح ولكن اختلاف المكان ،، رفع قيمة الأخير على الأول.
2- البعد الزمني : فالسيف الذي عمره 3000 سنه ، لا تساوى قيمته قيمة السيف الذي صنع قبل سنة وأن كان من ذات المعدن أو أجود منه وأدق صنعه!!.

إن أتفقت معي على ما سبق طرحه ، فبإمكاننا أن نناقش قيمة ما يعرف بالسلوم والعوايد والتقاليد ومنها (( الجيرة ، ومقطع الحق ، وضربت المعفي ، والقرعي ، الابتلاء في النفس))،،، فهي تكتسب بعد زمني مرتبطة بفترة زمنية طويلة ما بين الأحفاد والأجداد،، وكذلك ترتبط بالبعد الآخر (( المكاني )) ففي القرية أو الهجرة يكون لها قداسة لاتماثل قيمتها في إحدى العواصم العالمية ،،
ولك أن تتخيل معي بوجود جحدري و عبيدي !!! في ولاية او مدينة غربية ،،، وبينهم هدة بل هدات في السعودية قبل سنوات لم تحل ،، هل يكون الأمر كما لو تقابلوا في أحدى محطات الجله!!!!
البته ،،، فهناك سيكون صدة ، وأعراض ،، وهنا تقابل الأحداق بالأحداق ،، ورفع الأصوات يالثارات كليب... مع انني اجزم بان الذين تقابلوا في خارج الحدود المكانية يحملون من الاعتقاد ما يحملوه قاطني قرى قحطان ،، ولكن هؤلاء وجدوا مسرحاً ليطبقوا المعلومة الأعتقادية سلوكاً ،، وأصحابنا في الغرب قومٌ يكتمون ايمانهم!!!.

في قصتك _ أخي الحادي_،، التي أوردت جانب خيالي له تأصيل في واقعي ، وأن اعترض احدهم ،، مدعياً باندثارها وأن الزمان عفا على أطلال أثارها ،، ولكن أعود لأقول – كما سبق أن قلت – أننا نتكلم عن الفكر التليد بوجه جديد.. ولكن ننطلق من نفس الثقافة والفكر!!!وبالآخير نجني نفس النتائج المتوقعة سالفاً ..لكن هذا لا يعذرنا من طرق الباب مرة ومرات ،، لعل وعسى ..
ومن هنا أعلق على النقاط المهمة التي عرجت عليها في قصتك فدعنى أفصل فيها بعض الشيء:
1- الجيرة : أن كانت الجيرة ، هي الإجارة ما بين متخاصمين ، فأنعم بها وأكرم .. وأن كانت ذات اثر طيب في المجتمعات البدائية أكثر من غيرها من المجتمعات المتحضرة ،، ولو التزم الناس بما يأمر به ولي الأمر من سجن المتخاصمين ، أو أخراجهما بالكفالة الحضورية حتى البت في قضيتهما شرعاً أو صلحاً يرتضيه القاضي.. لكان ذاك أجدى وأنسب.
2- مقطع الحق: ولقد رايت وجه أحدهم يتأجج ظلمة ،، وأنا لا أعلم أنه مقطع حق ،، فسألت ما بال وجهه نزع منه القبول ، مع أن المتعارف أن كبار السن من أهل القبلة تكسوهم في الغالب نور يلتمسه الناس في سيماهم ،، فقيل بانه مقطع حق ،، قلت : بل (( قاطع الحق )) فقطع صلته بالحق سبحانه وتعالى ، وحكم باحكام ما أنزل الله بها من سلطان ، ولا أدري بأي مرجعية يأخذ،، والذي انا متأكد منه أنه لا يرجع الى القران والسنة.. من يدري لعله وجد صحف ابراهيم وموسى أو زبور داود (( عليهم السلام ))!!!!!!!!.
3- ضربت المعفي : كارثة متأصلة من الجاهلية الأولى ،، وما حرب البسوس عنا ببعيد،، تجد أحدهم في الخبر ،، والمشكلة في سراة عبيدة ،، وبغمزت زر على الموبايل ،، يضرب هناك وهو لا يعلم ما حصل مردداً ،، من بي من بي!!!.
ولعل الربع استغلوا الجانب التكنلوجي في هذا ،، فبعضهم يتصل عبر الماسنجر على ابن عمه كي يأخذ بالضربة !!!.
من ذلك أن اثنين قلطوا عند رجل من قبيلة اخرى ،، ولما تعشوا وخرجوا من مجلسه جاءهم اتصال مشؤم يقول لهم اضربوا الرجل الذي تعشيتم عنده لأن ولد خال جده أعتدى على ولد عمكم ،،، فما كان منهم الا أن عادوا عليه وهو لا يدري ما الأمر ،،، وقال لعلهم نسوا شيء ،،، وحين اقبل عليهم اعتدوا عليه قبحهم الله ..
4- القرعي : له ما للجيرة وعليه ما عليها.
5- إما الابتلاء في النفس ، فهو لدوافع الفراغ أو الحسد ،، أو النميمة ، فتجد مشكلة تستمرلسنوات لسبب تافه ،، ولا يعان المعتدي على الآخرين فحقاً على الله نصر المظلوم ،، اذكر في ذلك ،، أن أحدهم أراد منع شيخ قبيلتهم من ركز ارتوازات في أرض الشيخ ،، فما كان من الشيخ بعد أن تعوذ واستجار منه وذاك يأبى إلا الابتلاء،، فما كان من الشيخ ألا أن ركز الارتوازات في راس من أبتلاه في نفسه ،، وأنتهت القصة لا من شاف ولا مندري وراح المقرود الأعور يعض أصابع الندم....بعد أن نقر الغراب راسه سبع نقرات ..فليحذر كل مبتلي لغيره..

كتبت هذا على عجل ولي تعقيب على الموضوع ،،،، وأشكر الحادي على طرحه المتميز كشخصه...

ناقد خطير

__________________
خلف كلماتي..هناك نية ايجابية...يراها الايجابيون...حاول أن تراها....

أبو زيد مرحبا لك مجدداً
التلميح أبلغ من التصريح ويعطيك العافية وبقية الربع.لايكون زعلت؟لاتكن مماحكاً فالقضية أهم من كل هذا.
-----------------------------------------------------------------------------
أخي ناقد خطير:
مرحبا بك وعودا حميداً.
لست أدري هل تلقيت لرسالتي الخاصة ؟
عموماً ، شكراً على التعليق وإيراد نقاط متعلقة بالموضوع ذاته.إن كان هناك من خيال فهو ملحة وعلينا بصلب الموضوع لا بقشورة.
المعضلة هي ما ذكرتها أخي ناقد خطيرالبعدين الزماني والمكاني.
ارى أن القيمة الزمانية أو الثقافة المتزامنة مع نمو عقلية الانسان لهي اشد من المكانية وإن كان كلاهما مرتبط بالآخر ارتباطاً وثيقاً يكاد يضعف كلما بعدت القيمة الزامنية عن منبعها المكاني.الزمانية تضع وتكاد تتلاشى اذا انفصلت عن المكاني التي هي ""بؤرة البلورة"المشكلة لها أو لنقل العقل الجمعي لها.
ولكن هذه القيم أو الثقافة تكون في اوجها إذا اتحدت واصبحت"زماكنية"(spatio-temporal values )


أما ذلك الشخص الذي أقرى ربعه ثم تلقوا اتصال هاتفي يفيد بضربه فقصته أعرفها وكنت ناوي أنزلها ههنا في المنتدى لنتعرف كيف العقل الجمعي في ظل التقنية الحديثة .
بانتظار تعليقات جديدة.
---------------------------------
محلاظة:
عدد اعضاء المنتدى 4089 حتى كتابة هذا التعليق وعدد الزوار تعدى 60 "بركة"
وبانتظار تعليقات الربع الباقين