نظرية العشوائية الحيوية، و جذبة التكوين


مجلس الإسلام والحياة يهتم هذا القسم بجميع مايتعلق بديننا الحنيف

إضافة رد
قديم 30-09-2012, 07:55 AM
  #1
محمد سعيد رجب عفارة
عضو جديد
 الصورة الرمزية محمد سعيد رجب عفارة
تاريخ التسجيل: Apr 2012
المشاركات: 23
محمد سعيد رجب عفارة is on a distinguished road
Lightbulb نظرية العشوائية الحيوية، و جذبة التكوين

بســـــــــــــــــم الله الرحـــــــــــــمن الرحـــــــــــــيم

... نظرية العشوائية الحيوية، و جذبة التكوين ...
الإنسان مؤلف من أشياء عديدة، لا تكون معا و لا توجد معا، و إن بدت شكلا معا و الإنسان لا يزال بعد جنينا. و خلايا الإنسان أشبه بأفراد الناس من المجتمع، في البداية تبادر الخلايا إلى تشكيل جنين عشوائي، كما يصنع المهاجرون من الريف إلى المدينة، ثم يرسل الله تعالى ملكا لخلق الجنين و تكوينه، و يتدخل التنظيم المدني، المبادرة العشوائية حكمة مستمرة إلهية، من أجل تنمية حركية أو انفعالية المادة، أي تكثير قدرتها على طاعة الفعل النازل من العالمين التي تعلوها.
.................................................. .............
... الأشنة طحلب و فطر،،، خلقان إتنان مستقلان،،، متغذ و ناسل، مجموعان في الشجرة ...
"وَ لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ # ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ # ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آَخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ"
الجنين في بطن أمه ليس أكثر من شجرة، و الشجرة طحلب و فطر، و بطن و فرج، شطر نام متغذ و آخر ناسل نابت متكثر، في بداية التاريخ الطبيعي للنبات لم يكن نبات، النبات تعني الكائن الحي الناسل، كان يوجد الطحالب و هي بطون متغذية نامية، نظير الورقة و الجذر من الشجرة الكاملة، ثم ظهرت الفطريات و هي أسلاف الأزهار، و أحيانا يجتمع الطحلب مع الفطر فيما يسمى بالأشنة، ربما تبدو الأشنة مخلوقا واحدا، لكنها في الحقيقة مخلوقان إثنان مستقلان طحلب متقدم ناضج، و زهرة فجة متخلفة، أو سلف زهرة.
... العدم عدمان عدم الكينونة، و عدم الوجود،،، المولود معدوم كينونة حواس الحيوان و أعضاؤه،،، و المشلول أو الأعمى معدوم وجود اليد أو العين ...
و المولود ليس يستطيع حركة، رغم أن لديه رجلان و يدان و لسان، و بعض المواليد كجراء الكلاب و القطط تولد عمياء، يكون للجنين منذ البداية عظام و لحم و لكن الله سبحانه و تعالى يخبر في القرآن.. "فخلقنا المضغة عظاما"، رغم وجود العظام من قبل، لكن العبرة في الوظيفة أي الفعل و الصفة، الرجل المشلول كأن ليس له يدين، لكن الوليد ليس له يدين حقا، أي عهد خلق يدية لما يجيء بعد، و ما يبدو له من يدين و رجلين و لسان و حواس، ليس سوى مقدمات بناء، للتكوين أو الخلق، المشلول معدوم محروم من الوجود، لكن الناعم غير حادث أي لا يزال غير كائن غير معطى له خلقه،
... ما يبدو شكلا ناعما معدوم الكينونة،،، و ما يبدو شكلا كبيرا لكن منتفي القدرة هو معدوم الوجود ...
المعدوم غير الأخرق أو المهمل، الأخرق هو كائن لكن ضعيف، مقابل المنعوت، و المهمل هو موجود لكن غير مؤهل مقابل المحظوظ، باكتساب متميز يرفع شأنه، و يبرزه حتى بالنسبة للكائن منعوت الصفات، لكن ضعيف الوجود أي الاكتساب للوسائل و الأساليب و المقتنيات من العلوم و الصور و الأموال.
المولود الرضيع يبدو له لسان ناعم، لكنه اللغة عنده هي في الحقيقة نغى، هي كلام حيوان، لا يستطيع الرضيع أن يربط الألفاظ بمعاني فكرية، فقط الألفاظ عنده هي قوالب لمعاني حسية، لمنظورات و مسموعات و مشمومات و ملموسات و مذوقات.
يبدأ كينونة الإنسان مع الفطام، الفطام ولادة ثانية، و ثمة ولادة ثالثة فيما بعد، إنها ولادة الإرادة، ما يعطيك الطفل إياه لا يكون عن تلبية أو مبادرة منه، بل يكون عن ضعف، بسبب أنك أحرجته، و ربما يكون بخيلا، أو ما طلبته منه عزيزا أثيرا لديه، لكنه يعطيك عن خضوع و رضوخ، باعتبار أن نفسه لما تولد بعد.
... الإنسان خلقان إتنان،،، التنسك غير الجدل ...
الحيوان خلقان إتنان أول و آخر، طفل الإنسان يبصر أولا،،، ثم مع السنة الآخرة من حضانة الأم ينغو و بحبو و يشتد عصب يديه،
يؤمر الصبي عند السابعة بالصلاة و يضرب عليها لعشر، قبل تعلمه النسك يتعلم البيان، ما يميز الإنسان عن الحيوان هو النسك و البيان.
... سيرورة الحياة في أحد اتجاهين،،، الجذب و السلوك،،، الهبوط إلى الوادي، أو الصعود إلى القمة ...
جذبة التكوين...
تحديد العظام و أخيرا اللحم من الخلق الأول، هو تنزل في التكوين من عالم إلى عالم،
و الجذب عكس السلوك، الجذب تنزل من عالم أعلى إلى عالم أدنى، و السلوك بالعكس هو ارتقاء، أي بناء أو أداء باتباع الاتجاه المعاكس لاتجاه الجذب.
تارة اللحم، و اللحم نظير عالم الملك أي المادة.
تارة العظام،، و العظام من نامية الشجرة أو بطن الجنين أي الخلق الأول هو نظير عالم الفلك من جملة العالم الأكبر (الخيال، الصور، الحواس، القوى المقتدرة)،
المضغة المخلقة و غير المخلقة أي احتياط مادة الخلايا، نظير عالم النفس،
العلقة نظير عالم العقل، العقل سقف البدن، كما أن كلمة الله هي سقف الروح و النفس.
النطفة نظير عالم الروح، و الروح قبل خلق البدن محلها تكون ساكنة الهواء غير عالقة بشيء.
التراب أي خلايا المبيض الفجة و نظائرها خلايا الذكر الكاملة قبل التشطر نظير عالم المثال.
المضغة ماذا غير المخلق فيها، غير الفرج أو الزهرة، لما يجيء وقت إنشاءه بعد،
لكن يبدو الفرج متعينا شكليا آخر تارة المضغة. (40+40+40 =120 يوم ÷ 7 > 17 أسبوع = 17+1)،
مخلق.. بدء إنشاءه أو يصير تحديده، و مخلق مقابل مخربش و هو مبادرة الخلايا إلى التخلق الفضولي لا مطاوعة لفعل الملك.
جاء في القرآن الكريم خلق الإنسان من علق، و مذكور خلق الإنسان من ماء دافق، و ألم يك نطفة من مني؟، و أنه من تراب، لكن لم يجيء خلق الإنسان من مضغة أو عظام أو لحم، الظن أن المخلوق من مضغة هو الأجزاء و التفاصيل، بينما لا تفصيل و تجزئ في النطفة أو العلقة، أي تكون الخلايا غير متعينة تعينا نهائيا، و يمكنها من تغيير اختصاصها، و لما تتمكن تماما من المناصب المشغولة من صورة الجنين و هو التمكن المانع لها من اختيار أو اضطرار إلى تقبل الاحتمال البديل من التخصصات.
ملحوظة ....
الجنين في التارة الثانية نطفة يبدو له عظاما و لحما،
فما دلالة عناوين التارات المتأخرة الخامسة و السادسة المخصوصة بالعظام و اللحم.
ملحوظة ....
يبدو الجنين متعين نوعه الزوجي في الأسبوع السابع عشر أي آخر تارة المضغة المخلقة و غير المخلقة، و بداية التارة عظام،
الظن أن التارة السابعة تارة إنشاء الخلق الجديد هي تارة إنشاء الزهرة (الفرج)، بمعنى تخليق الفرج بوساطة الملاك، بعد أن تخلق فوضويا في شكل جنين خربوش، كمبادرة عشوائية من الخلايا المتخصصة.
ربما يحتج البعض أن
لا يجوز الخلط بين ظهور شكل الفرج في نهاية تارة المضغة، و بين إنشاء الفرج، فإن إنشاء العظام أو اللحم كان في التارات المتأخرة الخامسة و السادسة، رغم العظام أو اللحم كان حتى في تارة النطفة متعينا شكله.
إنشاء بطن الجنين لم يبدأ إلا بعد مضي أربعين ليلة و ليلة، ما كان هو عشوائية أو خربوش جنين تكون بمبادرة من الخلايا المتطايرة المتشطرة المتخصصة، التي يقدرها تخصصها على كشف موقعها من الصورة الجنينية.
تماما قبل يصنع الناس المهاجرون من الريف إلى ضاحية المدينة، يبنون عشوائية، ثم يتدخل التنظيم المدني.
قال رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم: "إذا مر بالنطفة ثنتان و أربعون ليلة بعث الله إليها ملكا فصورها، و خلق سمعها و بصرها و جلدها و لحمها و عظامها ثم قال يا رب أذكر أم أنثى؟ فيقضي ربك ما شاء، و يكتب الملك، ثم يقول: يا رب أجله؟ فيقول ربك ما شاء، و يكتب الملك، ثم يقول يا رب رزقه؟ فيقضي ربك ما شاء، ويكتب الملك، ثم يخرج الملك بالصحيفة في يده فلا يزيد على ما أمر و لا ينقص."

 
قال رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم: "إن الله تعالى إذا أراد خلق عبد فجامع الرجل المرأة طار ماؤه في كل عرق و عضو منها،،، فإذا كان يوم السابع جمعه الله تعالى ثم أحضره في كل عرق له دون آدم في أي صورة ما شاء ركبك"
في أحاديث أخر يعطي رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم الأحداث الواقعة في الإسبوع الأول أو الأربعين يوم الأولى عنوان الطيران، أي طيران ماء الرجل في المرأة.
في الأسبوع الأول طيران،،،، المقصود بالطيران هو انتقال الخلية المتكاملة (زايجوت) من قناة فالوب إلى جدار الرحم حيث مهبط القمر.
بينما في الأربعين يوما الأولى طيران، المقصود بالطيران هو تشطر الخلايا و ازدياد تخصصها من جيل إلى جيل، حتى بداية التكاثر الكمي لتكوين الأنسجة.
..........................................
فخر النبي تلميذ علي .... محمـد سعيد رجب عفارة
الأحــــــــــــد 30\9\2012 مــــــــــــــ
محمد سعيد رجب عفارة غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 01-10-2012, 11:34 AM
  #2
مقبل السحيمي
..:: كاتب مبدع ::..
مشرف
مجالس الإسلام والحياة
 الصورة الرمزية مقبل السحيمي
تاريخ التسجيل: Aug 2007
الدولة: ؟؟؟
المشاركات: 6,432
مقبل السحيمي has a reputation beyond reputeمقبل السحيمي has a reputation beyond reputeمقبل السحيمي has a reputation beyond reputeمقبل السحيمي has a reputation beyond reputeمقبل السحيمي has a reputation beyond reputeمقبل السحيمي has a reputation beyond reputeمقبل السحيمي has a reputation beyond reputeمقبل السحيمي has a reputation beyond reputeمقبل السحيمي has a reputation beyond reputeمقبل السحيمي has a reputation beyond reputeمقبل السحيمي has a reputation beyond repute
افتراضي رد: نظرية العشوائية الحيوية، و جذبة التكوين

جزاك الله خير أخ محمد سعيد عفاره
طرح علمي جميل ومؤصل
مقبل السحيمي غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 01-10-2012, 09:29 PM
  #3
محمد سعيد رجب عفارة
عضو جديد
 الصورة الرمزية محمد سعيد رجب عفارة
تاريخ التسجيل: Apr 2012
المشاركات: 23
محمد سعيد رجب عفارة is on a distinguished road
افتراضي رد: نظرية العشوائية الحيوية، و جذبة التكوين

بســـــــــــــــــم الله الرحـــــــــــــمن الرحـــــــــــــيم
... نظرية العشوائية الحيوية، و جذبة التكوين ...
الإنسان مؤلف من أشياء عديدة، ستة حصرا لا تتكون أبنيتها معا و لا توجد حيواتها معا، و إن بدت في الشكل معا و الإنسان لا يزال بعد جنينا. و خلايا الإنسان أشبه بأفراد الناس من المجتمع، في البداية تبادر الخلايا إلى تشكيل جنين خربوش بحركة فضولية عشوائية، كما يصنع المهاجرون من الريف إلى ضاحية المدينة، ثم يرسل الله تعالى ملكا لخلق الجنين و تكوينه، كما يتدخل التنظيم المدني، المبادرة الفضولية العشوائية للمادة سواء الخلوية أو الناسية، هي حركة تمهيدية اقتضتها حكمة إلهية، من أجل تنمية قدرة المادة على الانفعال أي الحركة المطاوعة للفعل النازل من العالمين التي تعلوها.
.................................................. .............
... الأشنة طحلب و فطر،،، خلقان إتنان مستقلان،،، متغذ و ناسل، مجموعان في الشجرة ...
"وَ لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ # ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ # ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آَخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ"
الجنين في بطن أمه ليس أكثر من شجرة، و الشجرة طحلب و فطر، و بطن و فرج، شطر نام متغذ و آخر ناسل نابت متكثر، في بداية التاريخ الطبيعي للنبات لم يكن نبات، النبات تعني الكائن الحي الناسل، كان يوجد الطحالب و هي بطون متغذية نامية، نظير الورقة و الجذر من الشجرة الكاملة، ثم ظهرت الفطريات و هي أسلاف الأزهار، و أحيانا يجتمع الطحلب مع الفطر فيما يسمى بالأشنة، ربما تبدو الأشنة مخلوقا واحدا، لكنها في الحقيقة مخلوقان إثنان مستقلان طحلب متقدم ناضج، و زهرة فجة متخلفة، أو سلف زهرة.
... العدم عدمان عدم الكينونة، و عدم الوجود،،، المولود معدوم كينونة حواس الحيوان و أعضاؤه،،، و المشلول أو الأعمى معدوم وجود اليد أو العين ...
و المولود ليس يستطيع حركة، رغم أن لديه رجلان و يدان و لسان، و بعض المواليد كجراء الكلاب و القطط تولد عمياء، يكون للجنين منذ البداية عظام و لحم و لكن الله سبحانه و تعالى يخبر في القرآن.. "فخلقنا المضغة عظاما"، رغم وجود العظام من قبل، لكن العبرة في الوظيفة أي الفعل و الصفة، الرجل المشلول كأن ليس له يدين، لكن الوليد ليس له يدين حقا، أي عهد خلق يدية لما يجيء بعد، و ما يبدو له من يدين و رجلين و لسان و حواس، ليس سوى مقدمات بناء، للتكوين أو الخلق، المشلول معدوم محروم من الوجود، لكن الناعم غير حادث أي لا يزال غير كائن غير معطى له خلقه،
... ما يبدو شكلا ناعما معدوم الكينونة،،، و ما يبدو شكلا كبيرا لكن منتفي القدرة هو معدوم الوجود ...
المعدوم غير الأخرق أو المهمل، الأخرق هو كائن لكن ضعيف، مقابل المنعوت، و المهمل هو موجود لكن غير مؤهل مقابل المحظوظ، باكتساب متميز يرفع شأنه، و يبرزه حتى بالنسبة للكائن منعوت الصفات، لكن ضعيف الوجود أي الاكتساب للوسائل و الأساليب و المقتنيات من العلوم و الصور و الأموال.
المولود الرضيع يبدو له لسان ناعم، لكنه اللغة عنده هي في الحقيقة نغى، هي كلام حيوان، لا يستطيع الرضيع أن يربط الألفاظ بمعاني فكرية، فقط الألفاظ عنده هي قوالب لمعاني حسية، لمنظورات و مسموعات و مشمومات و ملموسات و مذوقات.
يبدأ كينونة الإنسان مع الفطام، الفطام ولادة ثانية، و ثمة ولادة ثالثة فيما بعد، إنها ولادة الإرادة، ما يعطيك الطفل إياه لا يكون عن تلبية أو مبادرة منه، بل يكون عن ضعف، بسبب أنك أحرجته، و ربما يكون بخيلا، أو ما طلبته منه عزيزا أثيرا لديه، لكنه يعطيك عن خضوع و رضوخ، باعتبار أن نفسه لما تولد بعد.
... الإنسان خلقان إتنان،،، التنسك غير الجدل ...
الحيوان خلقان إتنان أول و آخر، طفل الإنسان يبصر أولا،،، ثم مع السنة الآخرة من حضانة الأم ينغو و بحبو و يشتد عصب يديه،
يؤمر الصبي عند السابعة بالصلاة و يضرب عليها لعشر، قبل تعلمه النسك يتعلم البيان، ما يميز الإنسان عن الحيوان هو النسك و البيان.
... سيرورة الحياة في أحد اتجاهين،،، الجذب و السلوك،،، الهبوط إلى الوادي، أو الصعود إلى القمة ...
جذبة التكوين...
تحديد العظام و أخيرا اللحم من الخلق الأول، هو تنزل في التكوين من عالم إلى عالم،
و الجذب عكس السلوك، الجذب تنزل من عالم أعلى إلى عالم أدنى، و السلوك بالعكس هو ارتقاء، أي بناء أو أداء باتباع الاتجاه المعاكس لاتجاه الجذب.
تارة اللحم، و اللحم نظير عالم الملك أي المادة.
تارة العظام،، و العظام من نامية الشجرة أو بطن الجنين أي الخلق الأول هو نظير عالم الفلك من جملة العالم الأكبر (الخيال، الصور، الحواس، القوى المقتدرة)،
المضغة المخلقة و غير المخلقة أي احتياط مادة الخلايا، نظير عالم النفس،
العلقة نظير عالم العقل، العقل سقف البدن، كما أن كلمة الله هي سقف الروح و النفس.
النطفة نظير عالم الروح، و الروح قبل خلق البدن محلها تكون ساكنة الهواء غير عالقة بشيء.
التراب أي خلايا المبيض الفجة و نظائرها خلايا الذكر الكاملة قبل التشطر نظير عالم المثال.
المضغة ماذا غير المخلق فيها، غير الفرج أو الزهرة، لما يجيء وقت إنشاءه بعد،
لكن يبدو الفرج متعينا شكليا آخر تارة المضغة. (40+40+40 =120 يوم ÷ 7 > 17 أسبوع = 17+1)،
مخلق.. بدء إنشاءه أو يصير تحديده، و مخلق مقابل مخربش و هو مبادرة الخلايا إلى التخلق الفضولي لا مطاوعة لفعل الملك.
جاء في القرآن الكريم خلق الإنسان من علق، و مذكور خلق الإنسان من ماء دافق، و ألم يك نطفة من مني؟، و أنه من تراب، لكن لم يجيء خلق الإنسان من مضغة أو عظام أو لحم، الظن أن المخلوق من مضغة هو الأجزاء و التفاصيل، بينما لا تفصيل و تجزئ في النطفة أو العلقة، أي تكون الخلايا غير متعينة تعينا نهائيا، و يمكنها من تغيير اختصاصها، و لما تتمكن تماما من المناصب المشغولة من صورة الجنين و هو التمكن المانع لها من اختيار أو اضطرار إلى تقبل الاحتمال البديل من التخصصات.
ملحوظة ....
الجنين في التارة الثانية نطفة يبدو له عظاما و لحما،
فما دلالة عناوين التارات المتأخرة الخامسة و السادسة المخصوصة بالعظام و اللحم.
ملحوظة ....
يبدو الجنين متعين نوعه الزوجي في الأسبوع السابع عشر أي آخر تارة المضغة المخلقة و غير المخلقة، و بداية التارة عظام،
الظن أن التارة السابعة تارة إنشاء الخلق الجديد هي تارة إنشاء الزهرة (الفرج)، بمعنى تخليق الفرج بوساطة الملاك، بعد أن تخلق فوضويا في شكل جنين خربوش، كمبادرة عشوائية من الخلايا المتخصصة.
ربما يحتج البعض أن
لا يجوز الخلط بين ظهور شكل الفرج في نهاية تارة المضغة، و بين إنشاء الفرج، فإن إنشاء العظام أو اللحم كان في التارات المتأخرة الخامسة و السادسة، رغم العظام أو اللحم كان حتى في تارة النطفة متعينا شكله.
إنشاء بطن الجنين لم يبدأ إلا بعد مضي أربعين ليلة و ليلة، ما كان هو عشوائية أو خربوش جنين تكون بمبادرة من الخلايا المتطايرة المتشطرة المتخصصة، التي يقدرها تخصصها على كشف موقعها من الصورة الجنينية.
تماما قبل يصنع الناس المهاجرون من الريف إلى ضاحية المدينة، يبنون عشوائية، ثم يتدخل التنظيم المدني.
قال رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم: "إذا مر بالنطفة ثنتان و أربعون ليلة بعث الله إليها ملكا فصورها، و خلق سمعها و بصرها و جلدها و لحمها و عظامها ثم قال يا رب أذكر أم أنثى؟ فيقضي ربك ما شاء، و يكتب الملك، ثم يقول: يا رب أجله؟ فيقول ربك ما شاء، و يكتب الملك، ثم يقول يا رب رزقه؟ فيقضي ربك ما شاء، ويكتب الملك، ثم يخرج الملك بالصحيفة في يده فلا يزيد على ما أمر و لا ينقص."

 
قال رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم: "إن الله تعالى إذا أراد خلق عبد فجامع الرجل المرأة طار ماؤه في كل عرق و عضو منها،،، فإذا كان يوم السابع جمعه الله تعالى ثم أحضره في كل عرق له دون آدم في أي صورة ما شاء ركبك"
في أحاديث أخر يعطي رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم الأحداث الواقعة في الإسبوع الأول أو الأربعين يوم الأولى عنوان الطيران، أي طيران ماء الرجل في المرأة.
في الأسبوع الأول طيران،،،، المقصود بالطيران هو انتقال الخلية المتكاملة (زايجوت) من قناة فالوب إلى جدار الرحم حيث مهبط القمر.
بينما في الأربعين يوما الأولى طيران، المقصود بالطيران هو تشطر الخلايا و ازدياد تخصصها من جيل إلى جيل، حتى بداية التكاثر الكمي لتكوين الأنسجة.
... ضرورة الإلتزام بمدد التارات التي يعينها الحديث الشريف، عند التعليق على صور الجنين ...

حسن جدا الاستعانة بالعلم الحديث لفهم معاني النطفة و العلقة و المضغة، و هو اجتهاد واحب لكن لا بد من الإلتزام بالحديث الشريف قبل التعليق على الصور المأخوذة للجنين.
قال تعالى: "هو الذي خلقكم من تراب ثم من نطفة ثم من علقة".
قال رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم: ""إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوما نطفة، ثم يكون علقة مثل ذلك، ثم يكون مضغة مثل ذلك، ثم يرسل الله إليه الملك، فينفخ فيه الروح".
ظاهر القرآن أن جميع الناس قد خلقهم الله من تراب، قال تعالى: "خلقكم من تراب"، التراب جماد لكن ليس غير حي، الصحيح القول أنه ضئيل الحياة، أخذا بقول الشيخ الأكبر محيي الدين بن عربي قدس الله سره، : "ما ثم إلا حي" في تفسير قوله تعالى: " أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَ جَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ"، و المقصود بالماء هو المادة الأولى أو العنصر الأعظم الذي خلق الله منه الذرات أو العناصر و هي طلائع الأحياء. و البيض في مبيض الأنثى كثير بالآلاف و يتكون و الأنثى بعد جنين، و يبقى معظمه فجا، لا ينشط منه إلا العشرات كما هو معلوم، بينما المني يتكون عند البلوغ و يكون خلايا كاملة ثم تنشط و تتشطر إلى أنصاف خلايا، المهم أنه قبل النشاط و الإنشطار يكون حالها حال التراب ضئيل الحياة، التراب وصف لحال الخامل من المني و البيض و ليس اسم لهما.
النطفة حسب الحديث الشريف تارة تمتد أربعين يوما، و النطفة هي الماء الكثير، و المسألة نسبية، بمعنى أن الحوض الأولمبي بالنسبة لسمكة هو نطفة، لكن القارورة (إكواريوم) ليست نطفة، أما الإبريق الذي هو زنزانة بالنسبة لسمكة طولها شبرا، فهو نطفة بالنسبة لجنين الإنسان الحديث. إذا كلمة نطفة هي وصف لوضع الجنين في بطن أمه و ليس أن الجنين هو نطفة، بل الجنين هو ضائع لضآلة حجمة في نطفة من الماء، رغم ضآلة حجم الماء في رحم الأم. أما نفس الجنين فأنسب اسم أو وصف له هو طائر، باعتبار أن عروقه تتطاير، قال رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم: "إن الله تعالى إذا أراد خلق عبد فجامع الرجل المرأة طار ماؤه في كل عرق و عضو منها،،، فإذا كان يوم السابع جمعه الله تعالى ثم أحضره في كل عرق له دون آدم في أي صورة ما شاء ركبك"، و هذه الأيام السبعة هي مدة سفر الخلايا المتكاثرة من جوار قناة فالوب إلى مهبط القمر من جدار الرحم، و في حديث آخر يخبر الرسول عن طيران يستمر أربعين يوما.
طيران الأسبوع الأول في كل جيل تكون جميع العروق ناشطة، لكن منذ اليوم الثامن يبدأ صراع العروق، العروق المرتاحة و الشديدة و المنصورة بالموقع من صورة الجنين تستصحب الوجود، و العروق المتعبة و المكبوتة أو التي يخذلها الموقع من صورة الجنين ترجع إلى العدم و الخمول.
... العلقة عنوان لتارة الجنين في الأربعين الثانية من عمر الجنين ...
بعضهم يصف العلقة بأنها مجموعة من الخلايا التي تسعى لتتعلق ببطانة الرحم خلال 6 إلى 12 يوما تقريبا.
الجنين قبل أن يصل طوله نصف سم، يوصف بأنه مضغة، بسبب ما يبدو من آثار الأسنان فيه.
و الجنين و عمره 7 أسابيع و طوله أقل من 2 سم، حيث يبدأ تشكل العظام، يتوهمون أن هي التارة المقصودة بقوله تعالى: "فخلقنا المضغة عظاما".
و الجنين طوله أقل من 3 سم، و عمره لا يتجاوز 8 أسابيع يتوهمون أن تارة اللحم قد بدأت، و يستشهدون بالآية: "و انظر إلى العظام كيف ننشزها ثم نكسوها لحما".
واضح جدا أن جميع هذه الإجتهادات يبطلها الحديث الشريف، الذي يعين مدة كل تارة من التارات الثلاث، النطفة، و العلقة و المضغة بأربعين يوما.
الجنين الذي عمره 8 أسابيع أي 40 يوم (نطفة) زائدا أكثر من أسبوعين من تارة العلقة، يمتلك 90% من الأجهزة التي يتمتع بها جسد الكبير.
الأسبوعان العاشر و الحادي عشر أي خاتمة التارة علقة (11×7=77 يوما)، تبدأ الإمعاء بالحركة و تبدأ الأعضاء التناسلية بالتميز و البروز.
أي العلقة وصف لوضع كائن حي مكتمل الأركان هو جنين يملك قلبا يضخ الدم بالنسبة لكائن حي آخر هو الأم.
... المضغة عنوان لتارة الجنين في الأربعين الثالثة من عمره ..
.

قال تعالى: " يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاءُ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلَا يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئًا وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ"
بعد أربعة أشهر أي تمام تارة المضغة، يبلغ طول الجنين 12 سم، و وزنه 140 غرام، و يبدأ يسمع،
ما الذي يمكن استفادته من معاني المضغة؟ الحجم، أم الشكل المجمل ضعيف التفاصيل.
منذ الاسبوع الثاني عشر أي بداية تارة المضغة التي وصفها الله تعالى بتفاوت الأطوار (ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَ غَيْرِ مُخَلَّقَةٍ)، مخلقة أي أجهزة شديدة التخصص، غير مخلقة نسيج من الخلايا أو مادة من الخلايا متراكمة في خربوش، غير مجتمعة بصورة نظامية حسب توجيهات الملائكة.
الأسبوع 12 ... تنمو أصابع اليد و القدم، و تظهر أطراف الأعضاء التناسلية
الأسبوع 13... تتضح ملامح وجه الجنين، و يبدأ الجنين يتحرك بسرعة و باستمرار.
الأسبوع 14 ... تشكل أظافر أصابع القدم، تبدأ الأذن بالبروز، يكن تعيين نوع الجنين ذكر أو أنثى.
الأسبوع 15 ... يغطي جسمه الوبر، تشتد صلابة عظامه
الأسبوع 16 ... تشكل الرموش و الحواجب، تحرك الأذن غلى المكان الطبيعي.
الإسبوع 17 ... تصير حركة الجنين مؤثرة في الأم،
... الإنشاء مرادف للابتداء، و ليس للانتهاء ...
و يفسرون قوله تعالى: "ثم أنشأناه خلقا آخر"، بإيضاح شكل الجنين، لكن الإنشاء يعني الابتداء، بينما الإيضاح يعني الإتمام و الانتهاء.
... التوحد هو خرق و ليس مرضا،، هو جمود الإرادة عند الخلق الأول للنفس الكلية، و التوحد عامة هو خرق ضارب في الخلق الآخر للشيء ...
التوحد ليس مرضا، بل هو خرق في أصل تكوين الخلق، فكما يكون بعض الصفات منعوته، بشدة القوة أو حسن الكيفية، يكون بعض الصفات في المقابل مخروقة، أو معيبة ضعيفة الكيفية، و لخرق التوحد خرق مقابل، لما ينتبه إليه العلماء بعد.
مثال على خرق التوحد في الطبيعة الحية، الطحلب و هو كائن حي نام فقط أي متغذ، لكنه ليس نباتا، أي لا ينسل، بينما الفطر بالعكس كائن حي نابت أي ينسل لكنه لا يغتذ و يتنامى بالاعتماد على نفسه كما يصنع الطحلب، فلا يستطيع العيش في التربة المناسبة أو المتحلل فيها المواد العضوية ليغتذي عليها مباشرة، بسبب أن لا جهاز هضمي له. و بالمقابل لا جهاز ناسل للطحلب بل يتكاثر إما بالانشطار، أو بانتقال نواة الخلية الطحلبية إلى الخلية المقابلة. أي يتحول الطحلب كله إلى جهاز تناسلي، و في هذا الطور لا يكون طحلبا بل في الحقيقة يكون فطرا أي يصدق عليه وصف الفطر، و هو أنه كائن حي ناسل غير متغذ.
المتوحد يعيش فذا على سبيل الاضطرار، أي ينعزل عن الناس و يستقل بحياته بسبب أنه عاجز عن العناية بأكثر من نفسه، صعب عليه التعاون، و من باب أولى العناية بالآخرين، أي أن إرادته أو اختياره محصور في شؤونه الخاصة فقط، و هو يستاء من تدخل الآخرين في خصوصياته، مثل ترتيب مقتنياته من الألعاب مثلا.
... التوحد و نقيضه في الإنسان من جهة أنه مشتمل على حيوان ...
كما هو معلوم يوجد ناس تستغرقهم أحلام اليقظة، و يستولى عليهم سلطان الأحاسيس اللذيذة، هواة رياش وثيرة ناعمة، و أجواء مكيفة دافئة أو باردة، و عطور منعشة، و أطعمة لذيذة، و أصوات عذبة، و مناظر بهيجة، يعيشون حياة خمول و كسل، ربما لا يكلفون أنفسهم المشي إلى المغسلة لتنظيف أيديهم بعد الأكل، بل يطلبون من الخادم أي يجلب إليهم بشكيرا مثلث الطبقات، أوله مشبع بالصابون و أوسطه مبتل بالماء و طرفه الآخر ناشف. الفرد من هذه الفئة يصدق عليه اسم المتوحد، و غالبا ما يكون بدينا مترهلا من قلة بل من ندرة الحركة.
بداهة عكس هذه الطبقة من الناس هم الفئة المتطرفة من الرياضيين، أي الناس الذين نسبة الحركة في حياتهم عالية جدا، و هو ما يظهر على بعض الأطفال الذين يعجزون عن التركيز لمدة عادية.
أي بعض الأطفال المتوحدين من جهة النفس الكلية، عندهم خرق معاكس من جهة النفس الحيوانية التي تشتمل عليها إنسانيتهم، و هي النفس التي تنبع من القلب أي الدم، و التي يتبعها الحواس الخمس و عضلات اللسان و اليد و القدم، و خصائص الشهوة و الغضب.
غالبا ما يكون الخرقان التوحد و نقيضه، عيب في أصل التكوين، و نادرا ما يكون مكتسبا، بسبب خضوع لتأثير الآخرين و مسايرتهم أو طلب مصلحة، من عيش حياة كاذبة، فلا يستطيع شيء مصاحبة غير حقيقته، : "حقيقتك ما لا تفارقه، ليس كل علم أنت مفارقه".
... التوحد و نقيضه في الإنسان باعتبار أنه نفس ناطقة قدسية ...
الإنسان كائن حي مبين طاهر، متصف بالحكمة و النزاهة، فإذا كان مبينا حكيما غير طاهر و نزيه، فهو مخروق معيب في أصل تكوينه، أو أنه رديء التنشئة جدا، و على كل حال يصدق عليه وصف التوحد، بمعنى أنه انعزاله و استقلاله عن الناس يتخذ طابع الأنانية المفرطة، فهو داهية يحرص على مصلحته فقط، و لو على حساب الآخرين.
بداهة مرض التوحد بهذا المعنى له مقابل هو التضحية و السذاجة، و هو خرق أيضا، قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه و رضي عنه: "من قضى حق من لا يقضي حقه فقد عبده"، يعني أشرك بالله سبحانه و تعالى، إلا إذا كان يؤثر على نفسه محتسبا أجره عند الله تعالى. أما إذا كان يمارس التضحية على سبيل الخضوع و التنازل لا على سبيل التقدم في فضل الطهارة و النزاهة و الإيثار فهو مرض عارض أو خرق أصيل دائم، و الأخرق له العذر دائما، لكن الأخرق نادر، أما المريض فهو ملوم آثم على إهماله نفسه و تخاذله في علاجها.
... التوحد العقلي،،، خرق يستدعي تسطير خرافات صادمة للآخرين، لذا يحرص الأخرق على طيها ...
قانون التحريك الحراري الثاني متفرع عن مبدأ الكمال
نص القانون: "لا يزال الكيان الأعزل تتزايد فيه الفوضى، و في أحسن الأحوال و هو الكمون و الخمول يحتفظ بما تبقى له من نظام".
جماعات الأمة الواحدة تحتاج إلى التعارف، و إلا اتسع خرق الفوضى فيه عقلها و فكرها، حتى يخرجها من حد الأمة و يرديها في الردة و الجاهلية، كل جماعة من الأمة الإسلامية تحتاج إلى تعرف ثقافات سائر الجماعات الإسلامية، و تتطعم بها، و إلا بطل إسلامها، و فتقد الصحة.
كل شيء خلقه الله تعالى يعكس بالمفرق أحوال الخالق المجموعة،
قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه و رضي عنه في تمجيد الله عز و جل: "الذي لم يسبق له حال حالا، فو الأول و الآخر، و هو الظاهر و الباطن"، و قال نفس المعنى لكن بعبارة مختلفة المبنى رديفة: "كل باطن غيره غير ظاهر، و كل ظاهر غيره غير باطن"، بسبب أن حقيقة المخلوق ضيقة لا تتسع للأحوال المتضادة المتقابلة، و من سعة الله سبحانه و تعالى أنه : "لا يشغله شأن عن شأن و لا شخص عن شخص"، و أنه : " المرجو في غضبه، و المخوف في رضاه"، بينما بالنسبة للمخلوق فإن "صاحب بالين كذاب".
من نتائج انغلاق العقل المذهبي على نفسه، الردة إلى الجاهلية و مضاهاة الكفار و المشركين، بعض الحاسبين أنفسهم على الإسلام بل و المتوهمين أنه يحتكرون الإسلام و يستأثرون بالإيمان، لا تختلف عقائدهم عن المجوس أو النصارى، إلا في أسماء من يتوهمون فيهم الألوهية و الربوبية. ما الفرق بين يتوهم الألوهية في بوذا أو أهورمازدا أو المسيح أو علي أو الحاكم بأمر الله، لا شيء بداهة.
من معتقدات النصيريين لعنهم الله و أخزاهم و نصر المسلمين منهم و شفى صدورهم ......
يسأل الطارق: "هل ثمّ أمير المؤمنين؟"
تجب الجارية: "صه! إنه في بروج عالية يقسم الأرزاق و يخلق في الأرحام"
خلق محمــدا و خلق محمـد سلمان الفارسي، و سلمان خلق الخمسة العبادلة.
و بالمقابل لا يميز أكثر فقهاء السنة بين ملكة الاجتهاد التي يتمتع بها سيدنا محمد بن إدريس الشافعي رضي الله عنه، و بين المعرفة النورانية التي هي ميزة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه و رضين عنه، و سائر العلماء من آل بيت النبي صلوات الله عليهم و سلامه، المجتهد مهما رسخ و كان موفقا اجتهاده، لا يدري هل أصاب حكم الله أم أخطأ، و الاجتهاد يجهده، بينما الإمام هو ملهم يدري أنه أصاب، و الإصابة لا تتطلب منه مرور وقت و لا بذل جهد.

... استمرار التوحد الأممي،، حتما يعقبه فوضى مدمرة ...
لا تستطيع أمة من الأمم الثلاث أمة العروبة أو أمة الشرق الصيني الهندي أو أمة الغرب الأوروبي الأمريكي الاكتفاء بنتائج اجتهادها و ابداعها و اختراعها.
تفسير الآيات المتعلقة بأطوار الجنين من الشواهد على نقص حياة الأمة، و عجزها عن اكتفاءها بآثارها. و هو ما أدركه الدكتور زغلول النجار، الذي استعاد بالمكتشفات العلمية و ليس بالنظريات لتفسير النص المقدس، أي القرآن الكريم و الحديث الشريف، و الانطلاق من النص المقدس لتصويب النظريات أو ما يصدق عليها اسم الأساطير و الخرافات الحديثة، رغم أنه مبنية على المادة العلمية المحصلة باستعمال الأجهزة الحديثة.
تنتشر الخرافات في الغرب الأوروبي الأمريكي و تنتشر الإباحية، حتى صار أمرا عاديا عبادة الشيطان، و صار شائعا التعري و السفاح العلني في الشوارع، و زواج السحاقيات أو اللواطيين، و هو من قضايا الحرية الشخصية، كل هذا من نتائج استكبارالغرب و اغتراره بتمدنه و عماه عن تفوق الشرق عليه من الناحية السياسية و الاجتماعية، و تفوق المسلمين عليه من الناحية الدينية أي المعرفة بالله تعالى طاعة شرائعه.

حتى تنتظم حياة العرب، و تخلص من الفوضى السياسية، و الفوضى التجارية و الاقتصادية، يتوجب عليهم استئناف الاجتهاد من جهة، و من جهة مقابلة الاقتباس من الشرق حضارته السياسية ، و من الغرب مواصلة اقتباس مدنيته الصناعية.
... كلمة الله رابط بين الحياتين الدنيا و الآخرة ...
الخلق الأول و الخلق الآخر أو الحياة الأولى و الحياة الآخرة، أطوار مرتبطة بشيء ما، هذا الشيء هو يعيش الحياتين الأولى و الآخرة، أو يتخلق الخلقين الأول و الآخر، و ليس أن الحياة أو الخلق معاني أو وقائع أو أطوار مقطوعة غير منسوبة لشيء أو كائن ما.
قال رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم: "اسم الله منقوش في قلب كل مؤمن، ذكر الله تعالى أم لم يذكره"، و ليس أرفع شأنا من تكوين الإنسان غير اسم الله، و لا شيء سواه يمكن نسبة الحياتين الأولى و الآخرة إليه.
..........................................
فخر النبي تلميذ علي .... محمـد سعيد رجب عفارة
السبت30\9\2012 مــــــــــــــ
جرى تنقيح المقال في يوم الثلاثاء 2\10\2012 مـــــــــــــ
محمد سعيد رجب عفارة غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 01-10-2012, 09:35 PM
  #4
محمد سعيد رجب عفارة
عضو جديد
 الصورة الرمزية محمد سعيد رجب عفارة
تاريخ التسجيل: Apr 2012
المشاركات: 23
محمد سعيد رجب عفارة is on a distinguished road
افتراضي رد: نظرية العشوائية الحيوية، و جذبة التكوين

بسم الله الرحمن الرحيم
أخ مقبل السحيمي
السلام عليكم و بعد،

جرى تنقيح المقال، فلا تضن علي بنقدك البناء،
أرحب بأي نقد حتى السلبي لكن الذي يخلو من التجني و الإفتراء و المسارعة إلى سوء الفهم، خاصة من الأغبياء الذي يرمونني بالرفض لمجرد الانطلاق من كلام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كر الله وجهه و رضي عنه، و كأن المسلمين قد نحلوه مجانا للفرس المجوس. و هو سيد العرب و أقضى المسلمين, و يرمونني بالفلسفة أيضا لمجرد الاستفادة مما أصححه من أقوال الحكيم أرسطو، رغم قول رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم: "الحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها فهو أولى أو أحق بها."

التعديل الأخير تم بواسطة محمد سعيد رجب عفارة ; 01-10-2012 الساعة 09:38 PM
محمد سعيد رجب عفارة غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:58 PM

سناب المشاهير