خبــــر عــاجـــــل مـن أيــلاف
تحول مساء الرياض، ليلة الأربعاء، من يوم روتيني، يعتبر اليوم الأول في العطلة الأسبوعية، إلى مساء حافل بالصخب والرسائل النصية على خلفية وجبة من القرارات الملكية، صدرت قبل ساعات، سوف تجعل من الصحف السعودية تنتفخ أكثر فأكثر نتيجة لكمية إعلانات التهاني المرتقبة للأمراء المعينين، والممدد لهم، وكذلك المعينيين حديثًا.
وكان أبرز هذه القرارات تعيين الأمير خالد الفيصل بن عبد العزيز أميرًا على مكة المكرمة بمرتبة وزير خلفًا للأمير الراحل الأمير عبد المجيد بن عبد العزيز، الذي توفي صباح السبت الخامس من الشهر الحالي، على أن يكون نائبه الأمير فيصل بن خالد بن عبد العزيز، أميرًا لعسير التي كان الأمير خالد يحكمها منذ عام 1971 حتى ظهر اليوم.
وكان الأمير الفيصل مرشحًا لمنصب إمارة مكة منذ سنوات طويلة، غير أن ظروفًا مختلفة أسهمت في تأخير وصوله إليه، فيما ذكرت مصادر مطلعة، في حديث مع "إيلاف" حول نبأ التعيين، أن نائب وزير الداخلية الأمير أحمد بن عبد العزيز ظل أحد المرشحين الكبار لهذا الكرسي دون أن يعين فيه بسبب اعتذاره عنه.
وتعتبر إمارة مكة ثاني أهم إمارة من إمارات المملكة، البالغة ثلاثة عشر، برفقة إمارة المنطقة الشرقية الغنية بالنفط بطبيعة الحال، إذ لا تسبقهما في الأهمية سوى إمارة الرياض التي تعتبر عاصمة حكم البلاد منذ تأسيسها، ويحكمها الأمير سلمان بن عبد العزيز لمدة جاوزت نصف قرن، مما سيجعل الأمير خالد المعين حديثًا واحدًا من أمراء "المناطق السوبر" في المملكة.
وفي بادئ الأمر، لم يكن الأمير متحمسًا لإمارة منطقة عسير حين عُين في أوائل السبعينات، حين كانت المنطقة في أوائل نموها بعيدة عن مخططات التطوير، إذ لم يجد الأمير الواصل حديثًا إليها، عبر طائرة عسكرية، سوى مطار متهالك، وطرق غير معبدة تحفها الصخور من كل جانب.
وبدت له آن ذاك حالة مستعصية على الحل أو التطور.
وقيل له حينها إن مدة عمله في إمارة منطقة عسير ستكون موقتة لسنوات قصيرة ريثما تكون هنالك فرصة للحصول على منصب آخر في البلاد، يكون أكثر أهمية بقدر يوازي طموحات الأمير الشاب المتخرج حديثًا من جامعة "أكسفورد" في بريطانيا العظمى.
وبعد مضي عدة أشهر وجد الأمير، الذي يعد واحدًا من نسل ثالث ملوك المملكة العربية السعودية، نفسه غائصًا حتى الركبتين في عشقه للمنطقة التي تتميز بطقسها المعتدل وطبيعتها الخلابة.
ويضاف إلى ذلك أن الأمير أصبح أكثر تمرساً في فهمه لطريقة تفكير أهل المنطقة مجيدًا لهجتها المحلية التي تعتبر خليطًا من اللهجة اليمنية والعمانية والإماراتية بفعل الرحلات التجارية والروابط الجغرافية بين سكان هذه الدول الثلاث.
ويُحسب للأمير خالد الفيصل نقله المنطقة، التي تعتبر الفناء الخلفي للمملكة السعودية، من منطقة غارقة في الفقر والتخلف والتفكير القبلي المحض، إلى واحدة من أهم مناطق المملكة وقبلة لمبتغي السياحة المحافظة من دول الخليج العربية، وذلك عبر خطط طموحة للتنمية كلفت الدولة مليارات الدولارات.
ومع الوقت أصبح الأمير، الذي يعتبر واحدًا من ألمع الأسماء الشعرية في البلاد، يجد في المنطقة ملهمته الكُبرى للشعر والرسم، مهديًا إياها العديد من "الذهبيات الشعرية" التي غنيت وأصبحت سمة دالة للمنطقة.
ويخلفه في كرسيه على منطقة عسير الأمير فيصل بن خالد الذي ظل لعدة أعوام مرشحًا لإمارة المنطقة بعد أن عينه عمه ملك البلاد على هذا المنصب المهم.
ولعل القاسم بين الأمير الخلف لمنطقة عسير وأميرها السلف، هو الولع الواضح بالشعر والطبيعة، وتربية الخيول، إذ يملك الأمير فيصل واحدًا من أهم الإسطبلات في المملكة التي تحوي عددًا من الجياد الباهظة الثمن.
وخلال الأشهر الأولى من تعيينه في منصبه كنائب لأمير منطقة عسير، دأب الأمير فيصل بن خالد على القيام بزيارات مستمرة لشيوخ القبائل وأعيان المنطقة مكونًا معهم رابطة حميمية، وأصبح يستقبلهم في منزله الجديد المبني حديثًا بعد أن كان يقطن لمدة موقتة في فندق "قصر أبها".
كما قرر الملك تمديد خدمة الأمير سلطان بن فهد بن عبد العزيز آل سعود الرئيس العام لرعاية الشباب بمرتبة وزير لمدة أربع سنوات. وكذلك تمديد خدمة الأمير فيصل بن عبد الله بن محمد آل سعود مساعد رئيس الاستخبارات العامة بالمرتبة الممتازة لمدة أربع سنوات.
نبذة شخصية:
ولد الأمير خالد الفيصل في مكة المكرمة عام 1940، وهو نجل الملك فيصل بن عبد العزيز ثالث ملوك المملكة العربية السعودية. تلقى تعليمه العام بمدرسة الطائف النموذجية، وواصل بعدها دراسته الجامعية في جامعة أكسفورد بالمملكة المتحدة وحصل على درجة البكالوريوس في الاقتصاد السياسي. عمل في رعاية الشباب بوزارة الشؤون الاجتماعية وإليه تعزى فكرة إقامة بطولة كأس الخليج لكرة القدم، ثم عين أميراً لمنطقة عسير عام 1971.
يدير الأمير خالد مؤسسة الملك فيصل الخيرية التي تحتضن جائزة الملك فيصل العالمية وعدداً من المراكز البحثية والمعاهد التعليمية وهي المؤسسة المالكة لبرج الفيصلية أول ناطحة سحاب في المملكة العربية السعودية. متزوج وله من الأبناء: بندر، سلطان، سعود ولؤلؤة (توفيت في الثالثة من عمرها).
يرأس الأمير خالد مؤسسة الفكر العربي والتي تعد أحد المؤسسات الفكرية الأهلية التي تدعو إلى النهضة والتضامن العربي وتهتم بالشأن العربي، وقد دعا إلى تأسيسها في يونيو 2001، واختيرت بيروت مقراً لها.
17-05-2007, 01:11 AM
تعليمات المشاركة
المواضيع المتشابهه
العرض الشجري