رهبة الموت!!!!!!!!!!!!!

كنت وصاحبي الإندونيسي في طريقنا لحضور الفترة المسائية من المؤتمر.. كنا قد قطعنا المسافة في اليوم السابق بعشر دقائق.. ولكن هذه المرة بدا وكأن الأمر سيستغرق أكثر من ساعة لشدة زحام المركبات.. حدثتني نفسي بالترجل من المركبة والذهاب إلى المؤتمر سيراً على الأقدام..
- بالتأكيد هناك حادث مروري..
كان صاحبي يحاول أن يخفف عني، حيث إني لم أخفف ضجري.. لم أرد عليه.. سمح لنا الضوء الأخضر بالمرور من التقاطع الرئيس.. وإذا على الرصيف الفاصل بين الطريقين رجل مسجى على الأرض.. أتى أحدهم.. أمسك بمعصمه.. ثم تركه دون اكتراث.. ووضع إصبعه على جفني المسجى وأغمض عينيه.. علامة على أنه توفي..
تملكني شعور من الرهبة.. والحزن.. والهيبة.. ولكني لم أتكلم.. بعد برهة قصيرة من الصمت.. بدأ صاحبي..
- إنه منظر يصيبني بالحزن الشديد.. والخوف.. فلقد تعرضت لحادث مروري قبل أربع سنوات، وكنت أقود -موتوسيكل-.. وكدت أموت.. ومن قبلها توفيت زوجتي الأولى.. بطريقة مشابهة عندما دهسها قائد مركبة وهي تحاول عبور الطريق..
- للموت رهبة.. مهما يكن الإنسان بعيداً عن الطريق.. ومهما يكن منغمساً في الدنيا عندما ينزل الموت بساحته في صديق أو قريب.. يصيبه شعور ينبغي أن يتوقف عنه.. بعض الناس يحزن.. وربما حزنه يطول لأشهر أو سنوات.. وبعضهم يغضب.. وبعضهم يحتار.. ولكن المؤمن يعتبر.. نعم.. مهما كان المتوفى فإن في الموت عبرة.. هذا الرجل كتب عليه أن يموت هنا في هذه اللحظة دون تقديم أو تأخير.. وهكذا كل أحد منا.. كتبت ساعته.. ومكان موته.. والخاسر.. هو من يمر على -مصيبة الموت- وهو غافل.. لا يرى فيها إلا ظاهرة طبيعية تصيب كل كائن حي..
شعرت أن صاحبي لا يستمع إلي.. سرح بعيداً..
- عندما بلغني نبأ وفاة زوجتي الأولى.. أصابني الذهول بادئ الأمر.. وعجزت قدماي عن حملي.. وكان الذي أخذني هو والدها.. وبعد لحظة ذكرني بالله.. والاسترجاع والحوقلة.. فهدأت نفسي.. ولكن الشعور الأول الذي انتابني مازال يراودني كلما رأيت مثل هذا المشهد..
- إن الموت هو الأمر الذي لا يمكن لأحد أن يتحداه.. فإما أن يتعامل معه بطريقة إيجابية تنفعه.. وإما أن يتجاهله.. وإما أن -يسيء- التعامل معه.. فيزداد حاله سوءاً.. وللموت رهبة في قلوب المؤمنين.. ومن فضل الله علينا أن أعلمنا بتفاصيل الأمر.. من حيث حتميته.. وقربه.. وأنه سبحانه هو الذي يملكه لا أحد من الخلق.. وأخبرنا كيف يحدث.. وما الذي يحدث.. أثناءه وبعده مباشرة.. وبعده لفترة.. وكل ذلك من الغيب الذي أمرنا أن نؤمن به.. وجعل الله الإيمان بالغيب أول صفات عباده المؤمنين.. وهذا ليس إلا للمؤمن حتى إذا كان المتوفى كافراً.. فإن المؤمن يعتبر.. ويتذكر.. ويضع الأمور في نصابها.. فلا يغتر بالدنيا.. لأن نهايته فيها قريبة.. ولابد منها.. فإن كان غافلاً يتذكر.. وإن كان ظالماً يتوقف.. وإن كان مسرفاً يتوب.. وإن كان متكاسلاً ينشط.. وكل ذلك يحقق له مصلحة في دينه ودنياه.. ولذلك برر النبي صلى الله عليه وسلم زيارة القبور.. لأنها -تذكر الموت- فكيف إذا رأيت الموت في الشارع.. أو مكان العمل.. أو المستشفى.. أو الملعب.. تخيل.. رجل في قمة نشاطه وعطائه البدني.. وبينما هو يمارس الرياضة -يموت-.. ورجل يخلو إلى فراشه صحيحاً معافاً.. يضحك مسروراً قبل أن ينام.. ثم لا يصحو -يموت-.. ورجل يقود مركبته.. لإنهاء بعض أعماله -يموت-.. والسعيد من مات على طاعة..
- وما معنى الحديث: >من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه< هل هو حب الموت؟!
- كلا.. فإن المرء لا يتمنى الموت ولا ينبغي الدعاء به.. ولكن المؤمن بعد لحظات الاحتضار تأتيه البشرى برضا الله.. بأن يرى الملائكة البيض الوجوه.. الطيبة الرائحة.. فيحب لقاء الله.. ويحب الله لقاءه.. أما قبل ذلك فإن الخوف من الموت خوف فطري لا ينافي كمال العقيدة.



.......منقول للعبرة والعظة-----------------------الفقير للة ----عبدالمحسن مبارك----- لا تنسونا من صالح دعائكم

جزاك الله خيراً أخي على هذه الفائدة
لا هنت

__________________

حياك اللة اخى ابن رشد ولا شكر على واجب----- عبدالمحسن مبارك

حييت وبارك الله فيك

شكرا لمرورك اخوى سرحان ---------------------وحياللة--- ((((هل الهيلا))))-- عبدالمحسن مبارك