أفيضي بدمع ياسحابة !
قصيدة في رثاء الشيخ محمد بن علي جماح رحمه الله
المناسبة : حين بلغني وفاة الشيخ العلامة محمد بن علي جماح رحمه الله ورضي عنه
كتبت هذه الأبيات , وهي على نهج قصيدة إبن الرومي رحمه الله في رثاء ولده
التي مطلعها :
بكاؤكما يشفي وإن كان لا يـُجدي ... فجودا فقد أودى نظيركما عندي
قلتُ :
أفيضي بدمعٍ يا سحابةُ واستجدي ... وجودي فقد فاضت دموعي ولم تـُجدِ
وسيـري إلى أرض الحجاز وبـلَّغي ...سلامي إلى الشيخ المـُوسّـَدِ في اللحدِ
قـضى نحبهُ من بعـد تسعـين حجةً ... فـللهِ كيف السيف قـد شيـم بالغـمدِ
فكانَ على مـرِ السـنيـنِ مـُـؤَدِباً ... يـُعـلّـمُ أجـيـالاً ويهـدي و يستهـدي
وأعـلمُ أنَّ الحـيَّ لابـدَ ميــتٌ .... فيـا حـبـذا مـوتٌ على منهـجِ الرشـدِ
أ فـي كـلِ عـامٍ يـُثلـمُ العـلمُ ثـلمةً ... بـموتِ إمـامٍ صادقٍ ثاقـبِ الـنـقدِ
فيا هيـبةَ العلمِ الجليل ألا اندبي ... وشـُقي جـيبوباً والطمي صفحةَ الخـدِ
ونـوحي على فقدِ الإمـام حقـيقةً ... فيا حسرةَ الباكي ويا حرقة الـفـقـدِ
فيا ليـتَ أنـّي أستـطيعُ فــداءَهُ ... ولو ذهبت نفسي مـع باهض النَّـقـدِ
ولكـن قـضاءُ الـلهِ لا بـد نافـذٌ ... وسهـمُ المنايا صادقُ الرمـي والقصدِ
فلـلهِ ما يـأتي ولـلهِ ما مـضى ... وللـهِ ربي خالـصُ الـشكر والحـمـدِ
فيا أيـها اللــوامُ مهـلاً ترفـّقوا ... فما لومكم يـُثني عناني ولا يـُجـدي
ويا أيـها الأحـبابُ إنّـي مـولـعٌ ... بحب ابن جماح وما ذاك لي وحدي
فيا ليت شعري كيف أوفي بحقهِ ... ولكـنَّ حسـبي أنني صادقُ الـودِ
فبوركت من شيـخٍ وبوركَ علمكم ... يضيء لنا الدنـيا على قدمِ العهدِ
فيا قـبـرَ جمَّاحٍ هنـيئاً لـكم بـهِ ... هنـيئاً لكم بالعلمِ والفـضلِ والزهـدِ
كأنّـي بـذاك القـبـرِ قـد قامَ ينتشي .. ويـنثـرُ أزهاراً من الفلِ والـوردِ
كأنّـي بهِ قـد أذرفَ الدمـعَ فرحـةً ...فكان لقـاءً لا يكـونُ على وعـدِ
كأنّـي بهِ قـد مـُـدَّ من جَنَبَاتهِ ... وشــُقَ بهِ نهـرُ الكرامـةِ والرفــدِ
كأنّـي بهِ قد قال أهـلاً ومرحباً ... فيا سعـدَ مـَن زفَّــت لهُ جنةُ الخلدِ
نظم : سعيد بن صالح بن علي الحمدان
__________________
اللهم ربنا وسيدنا ومولانا صل وسلم وبارك على عبدك ونبيك أبي القاسم محمد بن عبدالله وعلى أبويه إبراهيم ونوح وعلى أخويه موسى وعيسى وعلى أمهات المؤمنين والخلفاء الراشدين وعلى الصحابة أجمعين ومن سار على أثرهم إلى يوم الدين .