عرض مشاركة واحدة
قديم 25-12-2005, 08:37 AM
  #14
أبوعبدالله
..:: قلم من ذهب ::..
 الصورة الرمزية أبوعبدالله
تاريخ التسجيل: Dec 2004
المشاركات: 1,759
أبوعبدالله has a reputation beyond reputeأبوعبدالله has a reputation beyond reputeأبوعبدالله has a reputation beyond reputeأبوعبدالله has a reputation beyond reputeأبوعبدالله has a reputation beyond reputeأبوعبدالله has a reputation beyond reputeأبوعبدالله has a reputation beyond reputeأبوعبدالله has a reputation beyond reputeأبوعبدالله has a reputation beyond reputeأبوعبدالله has a reputation beyond reputeأبوعبدالله has a reputation beyond repute
افتراضي مزنة وابو شكمانين (الجزء الثاني)

--------------------
الجزء الثاني
طرقت هذه الكلمات مسمعي "حنش" فاضطرب وأخذ يدور ويخشخش ويرعد كصوت أبو شكمانين فتسربت آخر قطرة مما تبقى من غيرته وزمجر ثم هدر قائلاً:
"أفا ..والله لو يدري القاصي قبل الداني بسالفة أنك تشحذين عند الاشارات أن اركب ابو شكمانين وأنا اخوك ثم أخليه يمسح طبلونه هثم اطمر من فوق "شعفة جبل القهره" ..لا..وألف ..لا..يامزنة تعوذي من الشيطان وارجعي وأعاهدك أمام عمي(عمه جالس معهما) أن أكون عند حسن ظنك وظنه..ابداً ما لكما إلا (ولد يقرأ)."
والدها يعقب على حديثهما:"وأنا كفيله يامزينتي ..إذا رشك بقطرة ماء فسأرشه ياحبة يعيني بقطرة دميم من فصيلة (a+)"

حنش(ومضت نجمة في إحدى عينيه):"موافق .. قدام يابنت العم..لن اخون عمي ..هاه ما هو رأيك"
صمتت مزنة فهي لازالت حائرة الفكر مشتتة الذهن في العودة إليه إطلاقاً غير أنها أمام هذه الوعود والعهود والسلوم والعلوم قد أخذتها نخوتها العربية الأصيلة فحنت على حنشها رغم أنه ينهشها لعلها تكون الفرصة الأخيرة وتوافق باباً مفتوحاً فتنحل القضية.

وفي معمعة هذه القضية وتداعياتها قاد الحنين والدها إلى حياة البرية فرحل إلى قرية قصية ونصب خيمته يرعى بعض الشياة والماعز تاركاً حياة المدينة إلى غير عودة.
عادت مزنة عليلة وفي قلبها لوعة فراق البسمة ومرارة الديون وانقباض النفس .فاجتمع فراق والدها ولقاء حنش .أصبحت لا تطيق هذه الحياة جراء ما تتعرض له وما تتلقاه من لسعات حنشية.عادت وقلبها يرفرف ببصيص من الأمل علها تدلف ساعة الفرج ويتلاشى كثر الهرج.

مرت ثلاثة أشهر على عودة مزنة إلى حنش .بدأ حنش في التحسن إلا من بعض التصرفات الغريبة المريبة. فالأوضاع قد هدأت وبدأ تحسن طفيف في الأحوال الجوية. بدأ كانه يفيق من سبات عميق..ذات صباح ايقظت مزنة ابو شنب(الذي كل يتمناه) ليتناول طعام الإفطار فنهض بسرعة على غير عادته واعتدل :
حنش:"ياسلام !مزونتي..يا بنت عمي ..ادري إنك شهيانة موقعك فوق هام الجبال وإن كنت فوق الثرى..أنت مثل حمامة الورق التي تغني فتطرب وتحزن وأنت قبلة الأرض تيه..المهم ..فيه كليمة رأس ودي أقولها لك ..لكني متردد..ولاتزعلي ولاتنقدين علي وتقولين(ابن عمي رخمة عالة على بنت عمه)..أجلعيني بالك . لا احد يدري.. ؟؟!!
كانت مزنة حائرة من هذا كلام المعسول الذي قطر في أذنيها منذ احد عشر عاماً ولم يكن أمامها سوى سد الذرائع والمبررات فردت :"سرك في بئر..يا ولد عمي ..من طرف والدي فكفيلك في موضوع عودتي إليك..ولا عندي سوى ما يرضيك..خلك عند كلامك.."

حنش(مال إليها وفتل شنبه):"علمي سلامتك..يا مزونتي.. العلم أحممم.أععععع هاهههه..البارح طردتني الدوريات وهربت هثم اكل ابو شكمانين مطب-ودي إنه فيك ولا فيه-وانشقت واحدة من الدبتين واليوم يابنت عمي.. أبو شكمانين له هدير مثل الطيارة ..لو تركبين معي في غمارته ما سمعت صوتك..صوته ما عاد ينطاق.. غثيث.."هثم نبي نطلع نتمشى على الهواء الطلق ..نروح لديرة ما بعد شفتيها من حياتك ..والله اني صادق .."ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلة"
مزنة(وقد رفرف قلبها واسفهلت مشيرة إلى عينيها بسبابتها):"من ته قبل ته ياوجه آل فلان ...ما معي إلى ثمان مائة ريال.. مصروفنا لهذا الشهر..وإن ما غطت بعت الخاتم الذي اهديته لي(خاتم سويسر)..
حنش(يقول في نفسه"ويل أم الخلبة فإني قد قلتها"محلابة مركابه" ):"هاتيها ..الثمانمية..ما كان عندك من حامض فاطبخيه "

استلم حنش المبلغ وادخل ابو شكمانين الورشة وأصلحه ..ثم خرج ببقية النقود فرحا مستبشراً بعودة تدفق مصدر رزقه مرة ثانية . وفي ذلك المساء جلس يفرك كفيه ويدور في مكانه يستغل الفرص ولم يطق الصبر فنخى (بنت العم) قائلاً:
"علمي ..طيب ياطيبة الفال ..تعرفين أن الجمس ابو شكماين (454)ما يقبل أي عطل أو خلل .يعني لازم اصفيه.."
مزنة:"إذا عزمنا على السفر فصفه تيك الساعة..ونسافر على بركة الله .."
حنش:"لا.. لا.. يا بنت.. يا مزونتي .. ياحبة عيني..لازم أوديه للمهندس يصفي الكلب الايسر(الكاربريتر) بحيث أني أحط بيالة الشاهي مليانة على كبوته فلا تتحرك قيد رجل جربوع."
مزنة:"كم تكلفة تصفية أبو شكمانين(يابو شنبانين)(تمزح معه)"

فار دم حنش فلطمها على خدها ضربة أطاحت بقناعها فكانت خرقاً لمعاهدة الصلح بينهما ..أصبحت المسؤولية على عاتق الكفيل ..لكن أين الكفيل ..كانت هذه اللطمة إرهاصة للرحلة المزعومة التي وعدها حنش لرفيقة دربه.
لقد استغل حنش فراق الكفيل فانفرد بمزنة كانفراد ماجد عبدالله بلاعبي منتخب نيوزلاندا يوم لدغهم بهدفه العالمي .كانت الكرة في صالح حنش فأخذ يلعب بمزنة مرة ثانية وعاد صراخها ندياً حزيناً تنتشر موجاته عبر اثير الحي الهادي الذي يسكنانه.كان سكون الليل يتمزق بين حين وآخر من استغاثات مزنة التي لاتنقطع حتى تتلاشي فيتبعها صمت مطبق .كان يتناول المسكر ويتفاهم معها على موضوع الكفالة وأنها وأبيها قد ظلماه وأنهما لا يقدران وضعه وأنه ابن عمها وأن جماعته كثيرون ، ولن يصبر على الذل والهوان الذي وقع تحته..بلا كفيل..بلا مكفول..بلا خرطي..الأشناب ما يلعب عليهم..أحرار مأخوذين من رؤوس حرار..لا يرضون بالعايبة اليوم ودوم.
طلبت مزنة من حنش أن يوصلها إلى أبيها فرفض بحجة أنها ستخبر أبيها بموضوع "اللطيمة" ..ولن يوصلها مهما كانت المبررات..احتارت مزنة في كيفية الوصول إلى أبيها.. قالت له ذات ليلة وهو في حالة سكره.
مزنة:"حنيشوه.. اسمع كلامي ..لاتستعجل.. اعطني عقلك , وليس معدتك.. فكر قليلاً..فيه حل وسط وأنت رجال تعرف الدروب..؟"

حنش(في حالة سكر وقد لان رأسه ..لكن لايريد أن يظهر بالضعف أمامها):"هاه يا ناقصة العقل والدين..يامزونتي ..يا جحة رأسي..ما عندك إلا الخرطي ..آمري تدلي..جعلك فداء لبو شكمانين (454) ما تسخيه اليمين لليسار"
مزنة:"أبي أسلم على والدي في البر..وسأعطيك كل شهر نصف راتبي..ما هو رأيك"
حنش:"معصية يا شينتة الحلايا ..تلعبين علي وابوك بكفالة باطلة ..لانكم كتبتوها في الهواء .."
قام حنش بتثاقل واستند على الجدار ثم سقط مغشياً عليه..نضحت عليه من الماء فأفاق ثم عاد للجلوس مرة ثانية
مزنة:"نصف الراتب ..وأوصلني أسلم على ابي..هاه ..لا تكفح الفال لو مشعاب.."
وافق حنش على هذا الرأي وطلب من مزنة كتابة ورقة على نفسها .
(حنش يملي على مزنة):

"[frame="8 60"]الحيث أني قد وافقت على توصيل بنت عمي ، مزنة، إلى شايبها في قريته التي دروبها مطبات وشعبان كثيرة قد تكسر ركب الجمس ، أو تنشق دبات الشكمانين وافقت على أن أوصلها شهرياً بحيث تقسم لي مزنة من راتبها نصفه كل شهر .وأي خلل في جمسي طارية تحمله هي .
التوقيع
حنش ابو شنب منعكف
راعي الجمس ابو شكمانين(454)[/frame]
مع بداية العطلة الصيفية جهز حنش الشكمانين وحملت مزنة حقائب السفر ومرا السوق ولمح لمزنة بشراء خروف فأعطته(500 ريال)واشترى خروف ما يمشي من الشحم ، ناهي، واتجها إلى الشايب في قريته ووصلا بسلام. قضوا أسبوعاً كان حنش خلالها مضرباً للرجولة والكرم حيث يصلي الفجر ويوقد النار ويصلح القهوة وقرص الملة ثم يعلف الماشية بدلا من عمه..استغرب والد مزنة تصرفات حنش إذ لم يعهده بهذا النشاط..كان كلام حنش معسولاً .. إلا أن مزنة استشفت من تصرفاته دلائل الهرب الكبير من دائرة(خرق الكفالة والمعاهدة) بينهم..
في أحد الأيام أدار حنش مفتاح الجمس ، وأخذ يضغط على دواسة البنزين حتى تعالى هديره كطائرة داكوتا ، معلناً اقلاع رحلة ابو شكمانين (454)متجهة إلى المدينة. أخذ حنش ينادي (مزنة..مزنة.. اركبي..اركبي بنروح للديرة) . ضمت مزنة والدها وتلوت به (لا أطيقه..لا أطيقه.. ضربني يا أبتي .. لم يخبرك بالصحيح..خرق المعاهدة ومزق كلام الكفالة ..إنه ضرس خبيث , اقلعه يا ابي..)
استقل حنش ابو شكمانين ، ثم لف دورتين على خيمة مزنة وهي ملتفة على والدها (يفحط..خمسات)وانطلق مغادراً إلى الديرة.
تحسنت حالة مزنة بلقائها مع والدها واستردت جزءاً من عافيتها ونفسيتها .لم يمض اسبوع على فراق حنش حتى أحب اللدغ مرة ثانية.
في أحد الأيام كانت مزنة ووالدها يحتسيان القهوة إذا بابو شكمانين يقبل عليهما خلفه سحابة من الغبار يهدر ويرعد ثم توقف وترجل حنش ومعه والده وعمه ..ولم تمر لحظات حتى أقبلت خمس سيارات بها رجال ونساء :ددسن(ويل أم العراوي) ، وهاي لوكس(ويل أم الهاي) ،وجيب شاص(ويل أمه يقطع الفيافي) وجمسين (454) وارد بهبهاني.نزل الجميع واتجه الرجال إلى المجلس فيما اتجهت النساء إلى مزنة . رحب بهم والد مزنة تنحنح والد حنش ودار الحديث التالي :
والد حنش:" ما فيها إلا سلامتك يابو مزنة هذا حنش هربت رفيقته مزنة بدون سبب والآن نريدك تردها..وتبشر بالذي يرضيها..لا يصير في خاطرها إلا كل طيب.."وسلامتكم والجميع..
والد مزنة:"مرحباً (1000) من يوم ميشتوا إلى أن جيتوا .. لكن تقول مزنة أنه ضربها على وجهها وأسرف في حياتها وشين فالها ، وانا على يقين بأن مزنة بنتكم منكم وفيكم..وقطعة منكم..متى ما بغيتوها فخذوها ما عندي ما نع إلا إذا رفضت هي فلا يخلق المعدوم إلا الله هاه هذا رأي..وعفاكم."
والد حنش:"عفيت! جعلك تسلم..هذا عشمنا فيكم يابو مزنة..يقول رفيقنا أنه مزح معها ويلاعبها فنطت في خشمها..أنها مأخوذة نم رأسك .. جعلك تسلم ..والدينا هذى يا خوي مثل رشا أبو زيد مرة يسحبه ومرة يتنكبه.."
حنش:"ياعم انت كفيلها ولا يمكن أن امس مزنة بسوء..من يرشها بقطرة ماء ..ارشه بقطرة دم..ياعم..مزحت معها وقلت لو أضربك على وجهك ماذا ستفعلين ..بس وقطو"
هب الجميع إلى مزنة مشتتة الرأي ومحاصرة بالنساء اللاتي أتين طلباً لرتق فتق أكبر من راقعه.أخذت أمواج قيود العادات وحبال التقاليد تتأرجح بمزنة جيئاً وذهاباً لإرضاء الجميع ، وفي الوقت نفسه إرضاء نفسها ووالدها ..اقبل عمها والربع عن بكرة ابيهم بصوت عال(...طالبينك يامزنة .. بوجيه الربع ..مقبلين غير مدبرين من ديار..تشتاقين لها..يحبها قلبك)(أنت اسم على مسمى..أنت مزنة إن أمطرت فوابل أو طل..تكفين يامزنة لا تكبين في وجيهنا..)وبدأ الجميع واحدا واحد : هذا رمى غترته وآخر رمى عقاله ، وذاك رمى جنبيته كادت أن تستقر في صدرها ، وآخر رمي محزم ابو عطفه في عبها(حضنها) وإحدى النساء رمت رداء وأخرى رمت كيس أقط عليها وعجوز رفعت بطانية ورمتها على مزنة .فأصحبت مزنة بين أكوام الغتر والمحازم والبطانيات والملابس والجميع بصوت موحد(...وافقي ..وافقي.. مزنة..وافقي..مفتاح ابو شكمانين في حضنك ..وافقي..).
مزنة تحت الركام:"تكفون ياناس.. ياوووو ...ياوووو.. ياجماعه احرمتوني..بموت ..بموت.."
الجميع بصوت عال:"الله يرحم كرعان مزنة"

التعديل الأخير تم بواسطة أبوعبدالله ; 26-12-2005 الساعة 08:27 AM
أبوعبدالله غير متواجد حالياً