عرض مشاركة واحدة
قديم 08-02-2012, 04:20 PM
  #1
خالد العاصمي
مشرف مجلس التربية والتعليم
 الصورة الرمزية خالد العاصمي
تاريخ التسجيل: Jul 2006
الدولة: نجد
المشاركات: 8,288
خالد العاصمي has a reputation beyond reputeخالد العاصمي has a reputation beyond reputeخالد العاصمي has a reputation beyond reputeخالد العاصمي has a reputation beyond reputeخالد العاصمي has a reputation beyond reputeخالد العاصمي has a reputation beyond reputeخالد العاصمي has a reputation beyond reputeخالد العاصمي has a reputation beyond reputeخالد العاصمي has a reputation beyond reputeخالد العاصمي has a reputation beyond reputeخالد العاصمي has a reputation beyond repute
افتراضي رتب أولوياتك في الحياة دون أن تخسرها







في ظروف الحياة و أشغالها , لابد للإنسان من تحديد الأولويات حتى لا يتوه ..




عمر , مهندس يعمل في أحد الشركات الأوربية في كندا . هو نشيط و مخلص و يحب عمله كثيراً , و في المقابل يحبه زملاءه و مديره في العمل . مرتّ على عمر ظروف الحياة القاسية كما تمر على كل إنسان في هذه الحياة , فدوام الحال من المحال , و مهما ابتسمت لك الحياة يوماً , لابد أن تكشر لك عن أنيابها يوماً ما ..


هذه ظروف الحياة , أو إن شئت فقل "فلاتر الحياة" . يقف فيها الإنسان متأملاً ماضيه و حاضره , ثم يبعثر أوراقه و يعيد ترتيب أولياته . و هذا ما حصل لعمر تماماً . تاه قليلاً و ضاقت به الدنيا , كثرت أشغاله و اعتذاراته , و لم يعد ذاك الفتى المنتج , صاحب الوجه البشوش . الجميع لاحظ تغيره و ضجره من التوافه , حتى لو لم تكن مزعجه فعلاً . صارحه بعض زملاءه لكن عمر لا يدري فعلاً ما به . هو ضجر من حاله , فالتشخيص لم يكن دقيقاً حتى هذه اللحظة ..







بعد يومين , دخل عمر المسجد ليصلي العشاء , فوجد المكان شبه خال . بقي على صلاة العشاء قرابة الساعة تقريباً . انشرح صدر عمر و ارتاح لروحانية المكان و هدوءه . فهذا هو المكان المناسب ليفتح المرء قلبه و يصارح نفسه من دون تشويش الأصحاب و وسائل الإتصالات . ماذا دهاني و لماذا كل هذا الضيق ؟ ما سببه ؟ هل أنا فعلاً راضٍ عما اقدمه في دنياي ؟ هل أنا فعلاً أؤدي واجباتي الدينية كما يرضي ربي ؟ هل أولوياتي واضحة , و تتوافق مع أهدافي ؟ هل أشعر بالتقصير تجاه شيء ما ؟


عملي , عائلتي , ديني , أصدقائي , مدرستي , كم تتعارض المهام في حياتي و كيف أرتبها . عندما يكون اجتماع العمل المهم في وقت صلاة الجمعة , ماذا أفعل ؟ هل أصليها ظهراً أم استمر في اجتماعي حتى لا يؤخذ عني أني كسول و أتغيب عن الاجتماعات . ربما مديري المباشر سيأخذ فكرة سيئة عني بتغيبي , و قد يحضر مدير الدائرة أو مدير القسم لهذا الاجتماع . هل أترك صلاة الجمعة حتى لا أحمل الإسلام تهمة الكسل و الإهمال ؟ هل يستطيع الشيطان أن يخذلني فأترك فرضاً من أجل مستحب ؟!




عندما تطلب مني والدتي أمراً مهما , فأتعذر منها بانشغالي بالعمل . هل والدتي أهم أم عملي ؟ هل استطيع التوفيق بينهما ؟ على حساب من سيكون التأجيل و التأخير ؟ هل عملي أهم من تربية أبنائي ؟ أم أن عملي وسيلة لاطعام أبنائي و تحقيق متطلباتهم سعياً في تحقيق أهدافي في تربيتهم ؟ و ماذا عن ديني , هل جعلت له نصيباً و لو قليلاً من جهدي و وقتي لأقوم بنشره أو تقوية الضعفاء فيه ؟




أولويات متراكمة تدور في رأس عمر , كان لابد له من ترتيبها حتى يتضح له كيف يقف , و كيف يرسم شخصيته , و كيف يجعل الآخرين يحترمون أولوياته كما لهم أولوياتهم . أخذ عمر قلمه و كتب في ورقة صغيرة أخرجها من جيبه: "ديني أولاً فهو نجاتي و فوزي بآخرتي و نيلي رضى الله الذي برضاه يرضى الناس عني ثم عائلتي أمانة في عنقي لابد من رعايتهم و الاهتمام بهم فهم هدفي الأهم ثم عملي فهو وسيلة لتحقيق هذا الهدف" .

خالد العاصمي غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس