عرض مشاركة واحدة
قديم 10-03-2009, 07:51 PM
  #10
المناضل السليماني
مشرف
المجلس الاسلامي
 الصورة الرمزية المناضل السليماني
تاريخ التسجيل: Oct 2006
المشاركات: 3,909
المناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond repute
افتراضي رد : ايه الخطيب المبارك اليك سلسة من الخطب آآآآآآمل التثبيت

]جزاكم الله خيرا على مروركم ودعواتكم

وجميع الخطب التي اضعها في منتدانا العامر سبق وان القيتها في الجامع جعلها الله خالصة لوجهه الكريم
================================================== ==================================

هذه الخطبة في العقيدة وهي بعنوان من هو الله


الخطبة الأولى


أما بعد: فإن أصدق الحديث كلام الله، وخير الهدي هدي محمد ، وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.

في بداية الحديث نتكلم عن حق الله تعالى، فها هو نبينا صلى الله عليه وعلى آله وسلم يبين لنا هذا الحق الكبير في حديثه الصحيح الذي رواه البخاري ومسلم من حديث معاذ بن جبل قال: كنت رديف النبي يوما على حمار، فقال: ((يا معاذ، هل تدري ما حق الله على العباد؟)) قلت: الله ورسوله أعلم، قال: ((حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا، وحق العباد على الله أن لا يعذب من لا يشرك بالله شيئا))، فقال معاذ: قلت: يا رسول الله، أفلا أبشر الناس بذلك؟ فقال المصطفى : ((لا تبشرهم فيتكلوا))، وفي رواية: فأخبر بها معاذ تأثما، أي: خوفا من الوقوع في الإثم.

عباد الله، دائما نسمع: اتقوا الله، أطيعوا الله، اعبدوا الله، وكل هذه عبادة لله. فحق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا، ولكن وقبل أن نتكلم في حق الله تعالى أطرح هذا السؤال المهم: هل نعرف الله؟ والجواب عن هذا السؤال هو موضوع هذه الخطبة.

فإن هذا الموضوع مما يجدد الإيمان في القلب، ويعرف المخلوق بخالقة، ومحال أن أُعرِّف بحقٍّ لله تعالى قبل أن نتعرف على الله، ومن ثم فإننا سنتعرف هذا اليوم على الله جل جلاله وتقدست أسماؤه.

أولاً: من هو الله؟ والجواب من القرآن والسنة، فإن أول من شهد بالوحدانية لله هو الله، قال تعالى: شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُوْلُوا الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ [آل عمران: 18]. فإن أول من شهد بالوحدانية لله هو الله، وإن أعرف الناس بالله هو حبيبنا رسول الله، لذا فلن تسمع مني جوابا لهذا السؤال الجميل إلا بآية من كتاب ربنا الجليل أو حديث من كلام البشير النذير .

من هو الله؟ يرد ربنا جل وعلا: اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَلا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ [البقرة: 255].

من هو الله؟ الله يجيب ويقول: هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ [الحشر: 22-24].

من هو الله؟ الله سبحانه يجيب: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ اللَّهُ الصَّمَدُ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ [سورة الإخلاص].

وفي الحديث الصحيح الذي رواه مسلم من حديث أبي موسى الشعري أن الحبيب قال: ((إن الله لا ينام، ولا ينبغي له أن ينام، يخفض القسط ويرفعه، يرفع إليه عمل الليل قبل عمل النهار، وعمل النهار قبل عمل الليل، حجابه النور، لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه)).

وفي صحيح مسلم من حديث أنس أنه قال: نهينا إن نسأل رسول الله ، فكان يعجبنا أن يجيء الرجل العاقل من البادية ـ أي: من الصحراء ـ ليسأل رسول الله ونحن نسمع، فجاءه أعرابي ذات يوم، فقال الأعرابي لنبينا محمد : يا محمد، لقد أتانا رسولك فزعم أن الله أرسلك، فقال المصطفى: ((صدق رسولي))، فقال الأعرابي الفقيه: يا محمد، من الذي رفع السماء؟ فقال المصطفى: ((الله))، فقال الأعرابي: فمن الذي خلق الأرض؟ فقال المصطفى: ((الله))، فقال الأعرابي: فمن الذي نصب الجبال وجعل فيها ما جعل؟ فقال المصطفى: ((الله))، فقال الأعرابي: فأسألك بمن رفع السماء وخلق الأرض ونصب الجبال وجعل فيها ما جعل آلله أرسلك؟ فقال: ((اللهم نعم)). والشاهد هو إجابة الرسول على جميع الأسئلة، وهي إجابة واحدة: الله، الله.

وفي صحيح مسلم من حديث أبي هريرة أن حبرا من أحبار اليهود جاء يوما إلى الرسول فقال: يا محمد، إنا نجد عندنا في التوراة أن الله تعالى يجعل السماوات على أصبع ويجعل الأرضين على أصبع ويجعل الماء والثرى على أصبع ويجعل الشجر على أصبع ويجعل سائر الخلائق على أصبع، ثم يهزهن ويقول: أنا الملك، فضحك النبي من كلام الحبر حتى بدت نواجذه، ثم قرأ النبي قول الله تعالى: وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّموَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ [الزمر: 67].

اسم الله جل وعلا هو الاسم المفرد العلم، العلم على ذاته القدسية، الجامع لكل أسماء الجلال وصفات الكمال، لذا جعله الله تعالى الاسم الدال على جميع الأسماء، فقال سبحانه: وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا [الأعراف: 180]، وقال سبحانه: هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ [الحشر: 23، 24].

فالرحمن والملك والقدوس والسلام من أسماء الله، ولا نقول: الله من أسماء الرحمن، ولا نقول: الله من أسماء العزيز، ولكن نقول: العزيز من أسماء الله، والرحمن من أسماء الله، والقدوس من أسماء الله، والجبار من أسماء الله.

الله هو الاسم الجامع لكل أسماء الجلال وصفات الجمال لله الكبير المتعال، وهو الاسم الوحيد الذي تكرر في القرآن ما يقارب من ألف مرة. الله هو الاسم الوحيد في الأسماء كلها الذي ورد ذكره في القرآن ما يقارب من ألف مرة بحسب الإحصاء؛ إحصاء المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم، تسعمائة وثمانون مرة على وجه التحديد؛ لذا يرى الإمام ابن القيم والإمام الطحاوي في مشكل الآثار وغيرهما أن اسم الله هو الاسم الأعظم الذي إذا سئل به أعطى وإذا دعي به أجاب، فهو الاسم الذي ما ذكر في قليل إلا كثره، وهو الاسم الذي ما ذكر عند خائف إلا أمنه، وهو الاسم الذي ما ذكر عند همّ إلا كشفه، وهو الاسم الذي ما ذكر عند كرب إلا فرجه، وهو الاسم الذي ما ذكر عند فقر إلا تحول إلى غنى، وهو الاسم الذي ما تعلق به ذليل إلا أعزه، وهو الاسم الذي ما تعلق به فقير إلا أغناه، وهو الاسم الذي ما تعلق به مكروب إلا قواه، وهو الاسم الذي تستدفع به الكربات، وهو الاسم الذي تستنزَل به البركات، وهو الاسم الذي تقال به العثرات، وهو الاسم الذي تستدفع به النقم، وهو الاسم الذي يستنزل به المطر، وهو الاسم الذي يستنصر به من السماء، وهو الاسم الذي من أجله قامت الأرض والسماء.

الله اسم تستنزل به البركات، الله اسم تستمطر به الرحمات، الله اسم تزال به الكرب، الله اسم تزال به الهموم والغموم، الله اسم لصاحبه كل جلال، الله اسم لصاحبه كل جمال، الله اسم لصاحبه كل جمال وجلال وكمال، هو الاسم المفرد العلم على ذاته القدسية وأسمائه الحسنى وصفاته العلية، لذا تكرر هذا الاسم في القرآن قرابة ألف مرة، فلا يمكن أن تطالع في صفحة من قرآن الله تعالى إلا ويتردد على لسانك اسم الله تعالى ما يزيد على عشر مرات وهذا في الغالب.

أيها الأحبة الكرام، هذا الاسم الجليل العظيم الكريم الإيمان به أصل السعادة والنجاة في الدنيا والآخرة، لذا لا أكون مبالغا إن قلت لكم: إن القرآن الكريم كله من أوله إلى آخره لا يتحدث إلا عن قضية الإيمان بالله جل وعلا، لست مبالغا والدليل على ذلك في الخطبة الثانية بعد جلسة الاستراحة.

أقول ما تسمعون، وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.






الخطبة الثانية


أيها الأحبة في الله، أقول: لست مبالغا إن قلت: إن القرآن الكريم كله يتحدث عن قضية الإيمان بالله، وإليكم الدليل؛ القرآن كله من أوله إلى آخره إما حديث مباشر عن الله تعالى؛ عن ذاته أو عن صفاته وأفعاله، وإما دعوة إلى عبادة الله جل وعلا وترك عبادة ما سواه، وهذا من لوازم الإيمان بالله، بل هو الإيمان بالله، وإما حديث عن الكفار المعاندين الذين كفروا برب العالمين وبيان جزائهم في الدنيا وجزائهم في الآخرة، وهذا جزاء المعرضين عن الإيمان، وإما حديث عن المؤمنين الصادقين وما أعد الله لهم في الدنيا والآخرة من النعيم، وهذا جزاء من امتثل الإيمان وحقق الإيمان، وإما حديث يأمر بطاعة الله ويأمر بامتثال أمره واجتناب نهيه والوقوف عند حدوده، وهذا كله من لوازم الإيمان.

فلست مبالغا إن قلت: إن القرآن الكريم يتحدّث عن قضية الإيمان بالله، إذ إن الإيمان هو أصل الأصول، وهو أصل الاعتقاد، وعليه مدار الإسلام ولبّ القرآن، بل من أجله خلق الله السماوات والأرض، ومن أجله خلق الله الجنة والنار، ومن أجله أنزل الله الكتب، ومن أجله أرسل الله الرسل وعلى رأسهم المصطفى .

ثم إن أعظم منهج للتعريف بالله هو منهج القرآن، وينبغي أن نعلم يقينا أن القرآن يخاطب الناس في كل مكان، يخاطب القرآن ساكن البادية وساكن الصحراء ورائد الفضاء، ويخاطب الأمي الذي لا يقرأ ولا يكتب، ويخاطب عالم الذرة وعِلم المجرة، ويخاطب الأطباء، ويخاطب كل أجناس الأرض، وكل واحد من هؤلاء يجد في القرآن ما يربطه بهذا الكون العظيم وما يعرفه بخالقه الكريم. فكل واحد من هؤلاء يجد ما يملأ قلبه من الإيمان بخالقه.

فالقرآن الكريم له أسلوب فريد لا نظير له البته، أسلوب يستنطق الفطر السليمة بوحدانية الملك، يستجيش القرآن الوجدان، ويحرك القرآن القلوب، ويخاطب القرآن العقول السوية والفطر النقية؛ ليعرفها بخالق الكون سبحانه وتعالى، تارة بالحوار وتارة بالوصف وتارة بالاستفهام وتارة بالترغيب وتارة بالترهيب وتارة بالمثل وتارة بالقصص، إلى آخر هذا الأسلوب الرائع الذي جاء به القرآن الكريم. فالقرآن الكريم يعرفنا بالله الرحيم الرحمن من خلال تنقلاته الجميلة في آفاق السماء وفي جنبات الأرض، وفي ضروب النفس البشرية العميقة، كل هذا ليعرف القرآن الإنسان بربه سبحانه.

إنَّ اللهَ قد أمركم بأمر بدأ فيه بنفسِه، وثنى بملائكته المسبِّحة بقدسه، وثلَّث بكم أيها المؤمنون، فقال سبحانه: إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا [الأحزاب: 56].

اللّهمّ صلّ وسلّم وزد وبارك على عبدك ورسولك محمّد...


[/size][/color]
المناضل السليماني غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس