عرض مشاركة واحدة
قديم 22-03-2006, 02:29 PM
  #8
عبدالله الوهابي
مراقب سابق
تاريخ التسجيل: Apr 2005
الدولة: مكة المكرمة
المشاركات: 5,988
عبدالله الوهابي has a reputation beyond reputeعبدالله الوهابي has a reputation beyond reputeعبدالله الوهابي has a reputation beyond reputeعبدالله الوهابي has a reputation beyond reputeعبدالله الوهابي has a reputation beyond reputeعبدالله الوهابي has a reputation beyond reputeعبدالله الوهابي has a reputation beyond reputeعبدالله الوهابي has a reputation beyond reputeعبدالله الوهابي has a reputation beyond reputeعبدالله الوهابي has a reputation beyond reputeعبدالله الوهابي has a reputation beyond repute
Thumbs هل اليهودية ذات منشأ يمني

المحمود الله جل جلاله ، والمصلى عليه محمد وآله ، والمدعو له الإسلام ورجاله وبعد :
هل اليهودية ذات منشأ يمني ، أم أنها قادمة من خارج جزيرة العرب وفق ما هو مسود؟ نحاول الإجابة على هذا التساؤل في ذروة حرب الاقتلاع والنفي الصهيونية ، وفي ظل سيادة ثقافة عربية تظل التوراة واليهودية ، فيما الزجليات التوراتية نتاج عربي مسرحها اليمن ، وفيما بدأت تخرج إلى العلن نتائج الأبحاث الأثرية الإسرائيلية التي تؤكد غياب أي اثر يدعم إسقاطات التوراة في فلسطين .
اليهود نسبة للنبي هُود
جاء في قاموس " الصحاح للجوهري " ، وهو الأقدم بين القواميس العربية ، ان : " هاد يهود هوداً: تاب ورجع إلى الحق . فهو هائد مقدم هُود . وقال أبو عبيدة : التهود : التوبة والعمل الصالح. وهاد وتهوَّد إذا صار يهودياً. وهُود اسم نبي ينصرف . والهُود : اليهود (1).
والنبي هُود يرد ذكره في القرآن في عدة سور: (هود ، الأعراف ، ق ، الشعراء، الأحقاف ) . وهو نبي مرسل إلى قوم عادٍ في الأحقاف ، شمال شرق حضرموت . يؤكد المؤرخ اليمني القاضي محمد بن علي الأكوع الحوالي ، إن الآية 129 من سورة الشعراء تورد "كيف خص الله عاداً، قوم نبي الله هود عليه السلام بالتعنيف عن قبول دعوة نبيهم إلى العمارة وإشادة القصور... ولا ريب أن هوداً وقومه من أصل العرب اليمنيين ، وأنهم كانوا في أرض الأحقاف من حضرموت (2) ويقول أيضا: " الأحقاف اليوم ، ومن قبله بآلاف السنين ، مناطق جرداء محرقة ، وقبيلة عاد بإجماع المؤرخين والمفسرين ، قبيلة يمنية (3). كما يورد ابن واضح في كتابه ( تاريخ اليعقوبي ) " أن ملوك اليمن كانوا يدينون بعبادة الأصنام في صدر ملكهم ، ثم دانوا بدين اليهودية ، وتلوا التوراة " (4).

الاختلاف في نسب النبي هود
يقول الهمداني في كتابه " الإكليل " ، افترق الناس في نسب هود ، فمنهم من قال " أن قحطان هو ابن هود بن ارم بن سام بن نوح ( قحطان وعدنان أصل العرب) ومن قال ، أن هود غير قحطان ( الذي يرد في التوراة باسم قطن ) ، ومن قال ، أنه هو قحطان بن عابر بن شالح... بن سام (5).
أما الشاعر اليثربي حسان بن ثابت الأنصاري الذي كان يهودياً وأسلم ، فقد قال (6) :
فنحـن بنو قحطان والملك والعلا
ومنـا نبـي الله هُود الأخايـر
وإدريس ما إن كان في الناس مثله
ولا مثـل ذي القرنين أبنا عابر
وصالح والمرحـوم يونس بعد ما
ألآت بـه حوتٌ باخلب زاخـر
شعيب والياس وذو الكفل كلهــم
يمانيون قد فازوا بطيب السرائر

وذو القرنيـن في شعر حسان هو الفاتح العظيم الصعب بن رائش الحميري ، فيما ذو الكفل هو دانيال صاحب السفر في التوراة والذي يقع قبره حتى اليوم في قرية هارون جنوب اليمن (7) .
وإذا كانت قرية وقبر النبي هود في منطقة الأحقاف قرب حضرموت ، فإن قبيلة باسم هود ما زالت تقيم في حضرموت بين قريتي هود وظفار (8) ، في حين أن اليهودية التي تسقط تعسفاً على أنها اسم الضفة الغربية الفلسطينية ، فما زالت في اليمن ، حيث حصن اليهودية في مخلاف العرافة من بلاد خبّان (9) جنوب شرق ظفار ، ويشعب اليهود يسكنها بنو زيد في يافع السفلى جنوب اليمن (10) ابرهيم عبراني ، وموسى آرامي ، فأين اليهودي؟
إذا النبي هود واليهودية المنسوبة له كعشيرة نتاج يمني ، لكنه لا يرد في التوراة ، فسفر التكوين ، وهو أول أسفار التوراة، يتكلم عن إبرهيم وإبرام ويعقوب ويوسف العبرانيين ، فيما عدا يعقوب الذي بدل نسبه وانتسب إلى جدته سارة ( ساراي من بني ساري ) وبات اسمه إسرائيل .
أمـا موسى الـذي كـان يعبد البركان في مرحلة من سيرته ، فإنه يقول في سفر التثنية : " آرامياً تائهاً كان أبي فانحـدر إلى مصر وتغـرب هناك ". والسؤال أين النسب اليهودي في الأسفار؟ في رسائل القديس بولس العربي ( بولس في انساب العشائر اليمنية ) الملحقة بالأناجيل ، رسالة إلى العبرانيين ، لكن " بيير رويسي " يرى أن " الرسالة إلى العبرانيين مرفوضة من شراح الكتاب المقدس ، لأنها مضافة هامشياً ، وليس من اتفاق على تفسير معنى ( عبري ) ، لأنه يصعب أن نعرف العبرانيين بواسطة المكان أو الزمان أو بمعونة علم الاجتماع أو الأديان (11) ، لكن الحقيقة أن العبران هناك في عُمان ومن الدلائل :
1- يورد الباحث اليمني مطهر الأرياني في كتابه " نقوش مسندية وتعليقات " محتوى النقش رقم 32 الذي يتكلم عن حملة سعد تالب كبير أعراب ملك سبأ وكندة ومذجح إلى عبران حيث عاد ورابط في مدينة نشق (12) ونشق هذه تقع في الجوف شرق اليمن.
وعبران الواردة في النقش هي اليوم ولاية " عبري " العُمانية وقربها ولاية سمائل (صموئيل في التوراة ) (13).
2- أن كلمة عبران لا تشذ عن جذر عبر اللغوي . فالعابر هو غير المستقر، البدوي المتنقل ، الذي كان على تناقض مع الكنعان الثابتين المزارعين ، حيث الكنعان من جذر كنع : ثبت ، لصق . وفي الجغرافية التاريخية العربية التي تغلب الصحراء فيها على المناطق الزراعية ، دلالات على الصراع بين البداوة والحضر ، تم اختصارها في مصطلحات : قابيل وهابيل ، العبران والكنعان ، إعرابي ونبطي ، بداوة وحضر ، وقبلها قحطان وعدنان (14). أليست أسفار التوراة روايات لعشائر رحّالة أقحطت أراضيها؟
3- إبرهيم بدوي عبراني عربي ، وكذلك ذريته. فيعقوب اسم كما إيهود ويهود ، وآمن ويا من ، أساسه أعقوب بدلت الهمزة فيه إلى ياء ، كما اسحق يتسحاق ، وصائغ وصيّاغ (15). وفي صحاح الجوهري ، هو من جذر عقب ، " فاليعقوب ذكر الحجل ، والعقاب طائر ، وجمع القلة أعقُب (16) وسواء كان يعقوب نسبة لذكر الحجل ، أو لأنه اعقب توأمه عيسو في الولادة ، فإنه اسم عربي التسمية. وحتى عندما بدل اسمه وانتمى إلى عشائر جدته سارة ، ساري ، فإن الجمع النسبي العشائري كان السرايين ، وبالهمز اسرائين وإسرائيل (17) وما زال " بنو ساري من قرى بلاد يريم (18) جنوب صنعاء على مسافة من مدينة حبرون في منطقة الواحدي شمال عدن ، قرب مدينة الروضة التي ما زال يسكنها حتى اليوم عشائر آل بن إسرائيل وآل النجار (19) وحبرون تسقط اليوم تعسفاً على أنها مدينة الخليل.
أين اليهود في الناموس؟
إذا في الأسفار الأولى الأساسية التي يختصرها معظم البحّاثة على أنها التوراة ، وتسمى الناموس (والناموس مصطلح شائع في لغتنا اليومية في بلاد الشام ، حيث يقال: فلان بلا ناموس ، أي بلا أخلاق وضوابط وشرائع) ، وهي أسفار: التكوين ، الخروج ، اللاويين ، العدد ، التثنية ( قرية بيت لاوي غرب صنعاء وليس في فلسطين ) ، يرد مصطلح العبراني ، الآرامي ، بني إسرائيل ، ولا ترد عبارة يهود أبدا . فحتى في السفر السابع وهو سفر القضاة ، يرد اسم ( إهود بن جيرا ) ، وفي السفر الثاني عشر المسمى الملوك الثاني ، يرد ان " اليهود طردوا من أيلة التي جاءها الآراميون " ، وفي السفر نفسه ( الإصحاح 18 الفقرة 26 ) : " فقال الياقيم ( علقمة بالعربي ) بن حلقيـا وشبنة ويواخ لربشاقي ، كلم عبيـدك بالآرامي لأننـا نفهمه ، ولا تكلمنا باليهودي في مسامع الشعب الذين على السور ". وربشاقي هـذا مرسل من ملك لخيش ( أي ملك لحج وهي منطقة يمنية). وبالمحصلة ، كان موسى آرامياً ، لكن عشائر الآراميين كانت في حال صراع مع بني إسرائيل ، ومع عشائر اليهود أيضا، لكن الآرامية كانت لهجة البعض في الوقت نفسه! فكيف أصبحت الزجليات التي تتحدث عن ترحال إبرهيم العبراني وذريته ، وموسى وشرائعه ، كتاباً دينياً لعشيرة اليهود غير الواردة في التوراة، وكيف فرضت على عشائر أخرى ومتى؟
لا آثار توراتية في فلسطين والنقوش اليمنية
في عدد 5/12/1995 من مجلة " التايم " تحقيق بعنوان " هل التوراة حقيقة أم خيال " يخلص إلى انه ليس من أثار في فلسطين تدل على مسرح أنبياء التوراة كذلك مجلة نوفال اوبزرفاتور الفرنسية عدد 11-17/7/.2002 كما أن المسود في الفكر التوراتي اليوم ، أن ابرهيم جاء من حرّان في العراق إلى فلسطين وقطع الصحراء دونما إشارة إلى أحداث هذا الانتقال، في حين أن ترحاله إلى "مصر عبر صحراء سيناء" وعودته من لدن الفرعون ( أي فرعون؟ في الأقصر والكرنك جنوب القاهرة ام أين؟ ) عبر هذه الصحراء لا إشارة له في التوراة. والسبب أن مسرح هذه البداوة المتنقلة لم يكن هنا ، بل في جنوب اليمن . لكن السؤال الذي يطرح هو: هل في النقوش اليمنية المسندية التي تبلغ الآلاف إشارة إلى أنبياء التوراة أو إلى عشائر اليهود؟ والجواب كلاّ رغم ورود أسماء توراتية ، إلا أن أسماء المدن والقرى الكنعانية وغير الكنعانية الواردة في الزجليات التوراتية ما زالت موجودة في اليمن ، وهذه أهم من النقوش ، ومنها : يراخ ( أريما ، وهي يريخو بالسريانية المستخدمة في عبرية اليوم ) وعراد وآكام المرايم ، ومدفن يشوع بن نون ، وحبرون ( المسقطة على مدينة الخليل ) وجرار ( حيث تقرب ابرهيم ولا وجود لها في فلسطين ) ، والنيل وهو نهر شمال شرق مأرب ، وصحراء سناء في حضرموت التي أسقطت في ما بعد على اسم سيناء بين مصر (بلاد القبط تاريخياً) وفلسطين واليهودية جنوب صنعاء... ومئات من الأسماء التي لا وجود لها في فلسطين ومحيطها ، كما أن المؤرخين العرب من الطبري إلى الهمداني يحددون أسماء فراعنة مدينة مصر أيام يوسف وموسى!
أما في النقوش الأثرية اليمنية ذات اللغة والحرف الكنعاني وليس العبري فترد إشارة إلى ( عبران ) ، كما يرد في نقش "بيت الأشول" الذي يعود إلى عصر ملوك سبأ ، اسم صاحب النقش وهو ( يهودا يكف ) (20) وأسماء مثل : أشوع ويشوع ، في حين أن الآلهة الوثنية المتعددة تصاحب كل نقش ، فيما عدا نقش متأخر عثر عليه الباحث مطهر الإرياني في منطقة ناعط ، وردت فيه عبارة الإله الذي في السماء ، وعبارة آمين (21) فالنقوش اليمنية كتبت من أقيال ( وكلاء ) أو قادة يكرسّون حدثاً لأسيادهم وادعية للآلهة لحفظهم ، أو كتبت بمناسبة حفر بئر (مصنع أو كريف) أو رحلة صيد ، أو صد غارات أو العودة من معارك. لكن الوثنية ظاهرة بوضوح. يقابل ذلك التساؤل البسيط وهو; متى عبدت عشائر العبران أو بنو إسرائيل إلهاً واحداً ؟ فكل الأسفار ليست إلا تقريعاً لهؤلاء بسبب عودتهم إلى عبادة الأوثان وتخليهم عن الشرائع.
ويبقى التساؤل المهم هو: متى تحولت الزجليات التوراتية التي ظلت محفوظة باللهجة السريانية (لهجة ملوك حمير من سبأ) إلى كتاب ديني التزمته عشائر اليهود، ومتى فرض على عشائر أخرى، وبأية سلطة أو كهنوت؟
إن الإجابة على هذا التساؤل مسألة ليست بالمتناول حتى الآن ، علماً أن صراع البداوة والحضر الذي طبع تاريخ المنطقة واليمن تحديداً ، والامبراطوريات اليمنية التي غزت مشارق الأرض ومغاربها (22) والحضارات اليمنية العظيمة التي انتجت الحرف والكتابة والسدود وتدجين الحيوانات وتأصيل النباتات وتقنيات قطع الأحجار الكبيرة (23) ، كل ذلك أدى في النهاية إلى عزلة اليمن منذ ما قيل الإسلام حتى اليوم حيث اندثرت حضارات ومزقت شعوب وتفرقت " أيادي سبأ " كما يقول المثل. إضافة إلى وجود أنبياء ورسالات حفظت كزجليات لا يستدعي فرض دين ، إذا لم تفرضه سلطة ما. فالمسيحية كانت منتشرة قبل قسطنطين لكنه فرضها على الدولة الرومانية وشعوبها عام 350م حيث أرسيت سلطاتها الكهنوتية ، وشاعت مفاهيمها بعد فترة اضطهاد حادة ، وانتشرت أناجيلها المدوّنة باتساع . في حين أن السريانية كانت حافظة لزجليات التوراة وليس العبرية التي لا اثر لها في المنطقة ، والتي بطل استخدامها حوالى 300 ق.م.
يهودية ملوك حمير ويثرب
من ناحية ثانيـة ، فإن شجرة نسب أولاد سبأ بن قحطان بن هود ( حسب المؤرخ الحوّالي ) ، تشمـل عشائـر حمير ، وكهلان ، الأزد ، همدان ، حاشد ، وخولان ، والسكاسك وقضاعة ، وعمران ، وعذرة ، وعبد شمس ، وجشم ، وملوك حمير: الحارث الرائش ، ابرهة ذو المنار ، افريقش ، شمر يرعش ، تبع الأقرن ، تبع الأكبر ، ملكي كرب ، اسعد الكامل ، حسان ، عمرو الأصغر ، زرعة ، حسان الأصغر ، زرعة الأصغر ، زرعة ذو نواس ، سيف بن ذي يزن . وهذه العشائر وغيرها من نسل سبأ لم تشمل بني إسرائيل ولا " العبران " ، وكانت في ممالكها خلال الالف عام من ورود اسم سبأ وملوك حمير في النقوش اليمنية والبابلية تعبد الشمس والهلال والنار وآلهة لا حصر لها.
وإذا كان المؤرخ العربي " ابن واضح اليعقوبي " قد حدّد كما اسلفنا أن ملوك اليمن دانوا بعبادة الأصنام في صدر ملكهم ، ثم دانوا باليهودية ، فمن الواضح أن "يوسف ذو نواس" الملك الحميري كان على الديانة اليهودية التي كانت دين اليمن الرسمي ، وهو يسمى صاحب الأخدود الذي نظم مجازر بحق مسيحيي اليمن ونجران ، والذي احرق بعضهم في ما يسمى الأخدود الذي ورد في القرآن في سورة البروج : " قتل أصحاب الأخدود . النار ذات الوقود . إذ هم عليها قعـود . وهم على ما يفعلون بالمؤمنين شهود . وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد". ولهذا القهر والاحراق والقمع ضد المسيحية في نجران واليمن اسباب كانت وراء حملة القائد المسيحي ابرهة الأشرم اليمني الأصل الحبشي الموطن ، الذي شنّ حملة على غرب اليمن ونجران والحجاز ، أدت إلى تدمير مدن وحصون ، والى موت ذي نواس . وكان ذلك عام 570 م أو عام الفيل. وقد استمرت سيطرة الأحباش المسيحيين علي اليمن حتى 575م حين استطاع ابن احد وكلاء ملوك حمير ، سيف بن ذي يزن أن يتحالف مع الفرس عبدة النار في طرد الأحباش وتدمير كنائس حضرموت وظفار وصنعاء ، بعد أن خذله المسيحيون من غسّان ولخم وعشائر سبأ في بلاد الشام ورفضوا مساندته ضد الأحباش (24).
كما أن " التبع اسعد الكامل" الذي يتصدر " سيرة الملوك التباعنة " والذي غزا مشرق الأرض حتى الصين (25) وكان يسمى " ملك سبأ وذي ريدان وحضرموت ويمنت واعرابهم طودا وتهامهَ " ، كان يهوديا أيضا وكان بينه وبين ذي نوأس تسعة ملوك من بني حمير وقد اشارت النقوش إلى بعض مآثره عام 428م. وإذا كانت ممالك بني حمير قد امتدت من 115 ق م حتى 575م ، فإننا لا نستطيع تحديد جعل اليهودية دينا لهذه الممالك ، وان كنا نميل إلى أن نعتبر ظهور المسيحية بعد الميلاد بقليل شكّل التحدي للمفاهيم التوراتية ، وان جعل المسيحية دينا رسميا للدولة الرومانية عام 350م ومحاولاتها السيطرة على اليمن وانتشار المسيحية فيها ، شكلت التحدي الذي أيقظ الديانة اليهودية اليمنية. هذا مع الإشارة إلى أن اليهودية قبل 350م لم تكن مستنكرة على الصعيد الرسمي أو الشعبي. بل أن الكثير من نساء العرب كن ينذرن إذا ما رزقن بمولود ذكر أن يهوِّدنه (26).
عبر هذه الممالك اليمنية انتشر نوع من التديّن اليهودي المستند إلى المحفوظ من الزجليات التوراتية في البقاع التي شملتها سلطتها وفتوحاتها البرية والبحرية. لذلك نلاحظ أن حملة ابرهة الأشرم الحبشي المسيحي ضد مملكة اليمن المتهودة ، امتدت إلى نجران والحجاز ، حيث توقفت قبل مكة ويثرب.
أما في يثرب " المدينة " حيث قبر " هاشم " الجد الأكبر للنبي محمد فكانت العشائر اليمنية من الأوس والخزرج تتعاطى الزراعة، وكانت على تدين يهودي أيضا. لكن ذلك لم يمنع أن تسلم معظم هذه العشائر وان تناصر النبي باعتباره من عشيرة الأخوال ، بعد أن قاتله وتخلى عنه الأعمام في قريش. وقد اجمع المؤرخون من القاضي محمد بن علي الاكوع الحوالي ، إلى الهمداني في كتاب الإكليل ، أن الاوس والخزرج بطون من عشائر حارثة بن ثعلبة من عشائر الأزد السبائية اليمنية (27)، وان التهود لم يأت من فلسطين بل عبر ممالك حمير اليمنية. ومن الذين اسلموا من مشاهير يهود الاوس والخزرج هذه العينة (28).
أُبي بن كعب بن قيس بن عبيد الأنصاري كان قبل إسلامه حبراً من أحبار اليهود. ولما اسلم أصبح من كتاب الوحي.
اسعد بن زرارة بن عدس بن عبيد الأنصاري الخزرجي ، وكان نقيب بني النجار.
بشر المريسي ، فقيه معتزلي قيل أن أباه كان يهودياً.
حسان بن ثابت بن المنذر الخزرجي الأنصاري.
سعد بن عبادة بن حارثة الخزرجي وكان سيد الخزرج.
أبو سعيد الخدري الخزرجي ، أصبح مفتي المدينة.
سعيد بن أوس بن ثابت الأنصاري.
سند بن علي اليهودي.
عبد الله بن سبأ ، رأس الطائفة السبئية التي تقول بأُلوهية علي بن أبي طالب. قيل انه كان يهوديا واسلم.
عبد الله بن سلام بن الحارث الإسرائيلي ثم الأنصاري ، وكان احد أحبار اليهود.
كعب بن الأشرف الطائي ، تزوج من يهود المدينة ، ولم يسلم.
كعب الأحبار بن ماتع بن ذي هجن الحميري اليماني ، كان في الجاهلية من كبار علماء اليهود في اليمن ، نعيم بن مسعود الأشجعي .
هذه العينة من الممالك الحميرية ويهود الأوس والخزرج تؤكد المنشأ العربي لليهودية التي كانت أكثر انتشاراً من المسيحية في اليمن والجزيرة وعلى عكس بلاد الشام. فالمسيحية أخذت مؤمنيها من العشائر المتهودة والوثنية ، والإسلام كان مؤمنوه من الأديان التي سبقته ومن الوثنية ، وهكذا ظلت في ثنايا العشائر العربية مجموعات يهودية استقرت في المدن غالبا حيث القرب من السلطة ، وفي المرافئ القريبة والبعيدة ، وظل بعضها على الشكل العشائري كما في تونس واليمن حتى اليوم.
هذا التدين اليهودي الشعبي ، كان يستند في غياب تدوين التوراة، وفي غياب سلطة كهنوتية منظمة ، على الزجليات التوراتية المحفوظة تماما كسيرة بني هلال ، التي تحدثت عن عشائر يمنية وما صادفها في ترحالها من اليمن حتى المغرب العربي ، والتي كان يحفظ سيرتها أجدادنا، تماما كما كانوا يروون حكايات سيدنا إبرهيم ويوسف وموسى وأيوب. وبما أن التشريعات التوراتية لا تخرج بغالبها عن الثقافة الشعبية ، فان التدين كان سهلا رقيقا حفظه المثل الشعبي المقدسي على انه رقيق " رق دين اليهودي ".
والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلــم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المـراجـــع

1. قاموس الصحاح ، للجوهري. ص.557 ج،2 دار العلم للملايين، بيروت .1984
2. القاضي محمد بن علي الاكوع الحوالي. اليمن الخضراء مهد الحضارة. مكتبة الجيل الجديد. ط 2 - 1982 ص .219
3. المرجع السابق ص .323
4. المرجع السابق ص .345
5. الهمداني ، كتاب الإكليل ، ج أول ص 87 منشورات المدينة - صنعاء - تحقيق محمد بن علي الاكوع الحوالي، ط 3 - 1986 - صنعاء.
6. المرجع السابق ص .96
7. ابن المجاور الدمشقي. صفة بلاد اليمن ومكة وبعض الحجاز، المسماة: تاريخ المستبصر لابن المجاور. صححه: اوسكار لوفغرين. منشورات المدينة - صنعاء. ص .258 والجزء 8 من الإكليل للهمداني ص .246
8. ابراهيم احمد المقمفي. معجم المدن والقبائل اليمنية - دار الكلمة - صنعاء 1985 - ص .454
9. المرجع السابق ص .479
10. حمزة علي لقمان ، تاريخ القبائل اليمنية. دار الكلمة ، صنعاء 1985 ص .192
11. بيير روسي - مدينة ايزيس - التاريخ الحقيقي للعرب. ترجمة فريد جحا. وزارة التعليم العالي . دمشق 1980 ص .23
12. مطهر علي الارباني. نقوش مسندية وتعليقات. مركز دراسات البحوث اليمنية، ط.2 1990 ص 200 - .201
13. عمان 98/ 1999 وزارة الأعلام ص .10
14. فرج الله صالح ديب. معجم معاني وأصول وأسماء المدن والقرى الفلسطينية - دار نوفل 1991 ص 20-.25
15. الصحاح للجوهري ، المعطيات السابقة ج3 ص 1324 وكتاب: مزوقات من كلام العرب في اللغة الفرنسية ، دار نوفل 2001 ص .154
16. الصحاح للجوهري ، المعطيات السابقة ج1 ص .187
17. المرجع السابق ج6 ص .2376
18. معجم المدن والقبائل اليمنية المعطيات السابقة ص .197
19. حمزة علي لقمان ، المعطيات السابقة ص .332
20. محمد عبد القادر بافقية. تاريخ اليمن القديم. المؤسسة العربية للدراسات، بيروت، 1973 ص.158
21. مطهر علي الارياني ، المعطيات السابقة ص .402
22. كتاب التيجان في ملوك حمير ، عن وهب بن منبه. الطبعة الأولى ، 1307 هـ الهــند ، حيــدر آبـــاد الدكن، ص .297
23. ارنولد توينبي ، تاريخ البشرية ، ترجمة د. نقولا زيادة. الأهلية للنشر،( 1/55 ) 1981م
24. محمد بن علي الاكوع الحوالي، المعطـيات الـسابقة ص (404 - 405 ) ومحمد عبد القادر بافقيه ، المعطيات السابقة ص ( 159 )
25. شوقي عبد الحكيم. سيرة الملوك التباعنة ص ( 15 ) . الدار المصرية اللبنانية – 1997م
26. د. محمد بيومي مهران. حضارات الشرق الأدنى. إسرائيل (1/214 ) 1983 القاهرة.
27. محمـد بن علي الاكـوع الحوالي ، المعطيات السابقـة ص 497 والإكليل للهمداني ج2 ص 54-60 و د. محمد الخطراوي. دمشق. دار القلم 1980 شعراء الحـرب في الجاهليـة عند الأوس والخزرج ص .12
28. د. عبد السلام الترمانينـي. ازمنـة التاريخ الإسلامي ج1 مجلد .2 الكويت المجلس الوطني للثقافة 1982 عدة صفحات .
__________________
عبدالله الوهابي غير متواجد حالياً