كان سعد بن ناصر بن هتيل المساعرة الدواسر جارا للشيخ الفارس / علي بن الشايب ابو رقطه ال فاضل من ال سعد قحطان

وكانت احوال ابن هتيل ضعيفة ولايوجد معه سوى ثلاثة بعارين , وله من الصفات الطيبة ماجعل جيرانه يأسفون لفقره ، فقاموا ال سعد وعلى راسهم الشيخ : علي بن الشايب بجمع مجموعة من الإبل لجارهم الدوسري حتى اصبحت رعية , وبقى يجانبهم سنوات عديدة ثم ارتحل الى جماعته الدواسر ,

وأرسل لآل سعد قصيدة طويلة منها الا هذه الأبيات :

جربت أنا كل القبايل والأجناس = ولاشفت مثل اسلومكم يالقحاطين

قصيركم كنه على جال هباس = لو كان ماعنده ثلاثة بعارين

اصل العرب روس العرب للعرب ساس = بني مضيم مرجحين المواين

الى ان قال

خيّالة البلها على قب الأفراس = ياماخذوا في دقلهم من سلاطين

ترعى بهم بين الفريدة والاطعاس = ملحا طويلة سلف ولها عرانين

جرد الرقاب مذعرات من الراس = فيها من المغتر ظهور وعثانين

وبعد وصوله الى جماعته الدواسر بفترة من الزمن اغارت خيل من قبيلة ال عاطف قحطان وأخذوا ابل من الدواسر ومن ضمنها ابل ابن هتيل التي اعطوها اياه ال سعد

فأرسل الى قصيره السابق الشيخ الفارس/ علي ابن الشايب ابو رقطة آل سعد قصيدة لم يحفظ الراوي منها سوى هذين البيتين :

يافاطري زل الشتاء واقبل الصيف = والعاطفي يشرب حليب المتالـي

لومك على اللي يحتمي الجار والضيف = سعدية تركي لشيل الثقالــي

وعندما وصلت القصيدة: لإبو رقطة ذهب هو ومجموعة من ال سعد إلى أبناء عمومتهم آل عاطف وأخبروهم بالأمر وماهم قادمون لأجله...

فقالوا آل عاطف: إن الإبل لم تعد لكم وابن هتيل لم يكن جارا أو قصيرا لكم عندما اخذناها..

قالوا آل سعد: نحن نعلم ذلك وأنتم ونحن لدى بعض أهم من الإبل وغيرها, وهذا الدوسري إنتخى بنا , والآن أعطونا الإبل واعتبروها هديّه منكم.

فقال شيوخ ال عاطف وعقلاؤهم وحكماؤهم للرافضين اعطوا ال سعد الإبل.. جملوا إبن عمكم عند الدواسر من ناحية ومن ناحية اخرى تجملوا عند بني عمكم ال سعد ولاتخسرونهم ، والإبل عوضها في ابل الدواسر مرة اخرى...

فقاموا بإعادة الإبل الى آل سعد الذين بدورهم اعادوها للدوسري .

وهذا يدل على مكارم الأخلاق وحق الجيرة وصدق الاخوة والإنتماء بين ال سعد وبين ال عاطف الذين لم يتمسكوا برأيهم مع أن الإبل من حقهم..



منقول