عرض مشاركة واحدة
قديم 15-03-2006, 11:27 PM
  #4
عبدالله الوهابي
مراقب سابق
تاريخ التسجيل: Apr 2005
الدولة: مكة المكرمة
المشاركات: 5,988
عبدالله الوهابي has a reputation beyond reputeعبدالله الوهابي has a reputation beyond reputeعبدالله الوهابي has a reputation beyond reputeعبدالله الوهابي has a reputation beyond reputeعبدالله الوهابي has a reputation beyond reputeعبدالله الوهابي has a reputation beyond reputeعبدالله الوهابي has a reputation beyond reputeعبدالله الوهابي has a reputation beyond reputeعبدالله الوهابي has a reputation beyond reputeعبدالله الوهابي has a reputation beyond reputeعبدالله الوهابي has a reputation beyond repute
Read حــــوار مع حمـــــار!!

لا تستغرب أو تستعجب العنوان أيها القاري العزيز ، وأرجو ألا تستنكف من هذا الحوار !! فليس غريباً في هذا الزمن ، ونحن نتفاوض مع " خنـزير نتن " أن نتحاور وحمار ... ذلك إذا تنازل الحمار وقبل بحوارنا ... !
فمن منا لم يمر بتجربة حوار " الأشياء " أو حوار الكائنات غير العاقلة ، كتلك التي تقتسم معنا الهواء والماء ... وربما الغذاء !! من منا لم يمر بالتجربة ؟! من منا لم يفقد صوابه في وقت من الأوقات وتحاور من قبل مع الجماد ! ؟ أو على الأقل تحدث إليه !! قل لي أيها القاري : كم من مرة تنبهت أو أفقت لتجد نفسك وأنت تكلم سيارتك وتلعنها وربما ترفسها بقدمك عندما تعاندك وترفض " الخدمة " والانصياع !!
وكم مرة وجدت في نفسك تثني عليها مبتسماً سعيداً بها لأنها أنجزت وأظهرت أصالتها وشهامتها ، ورفعت رأسك في يوم ماطر موحل وسط البحيرات والمستنقعات ؟! أعرف كثيراً من الناس – وخاصة من يقومون بالتعامل مع الأجهزة والمعدات أو يمتهنون إصلاحها وصيانتها – بينهم وبين الجماد الذي يعايشونه حوارات مستمرة ومفيدة انهم يحاورون حتى الأجهزة الخربة المعطلة الراقدة أمامهم مستسلمة لمفكاتهم وشواكيشهم ولأدوات الإصلاح ونيران الصهر واللحام !!
ولا شك في أنكم تتذكرون تلك العبارة الغاضبة التي دائماً ما نصرخ بها في ألم مخاطبين السكين في يدنا بعد أن يجرحنا ويسيل دماءنا أثناء استعماله !
وإذا كان الأمر كذلك : فلماذا نتعالى على كائنات حية تشاركنا الحياة ، وتقوم على خدمتنا وحمل أثقالنا ؟ أليس الحمار أولى بالحوار من الأشياء والموجودات الأخرى الجامدة الصامتة … غير الحية ؟!ما المانع من محاورة " أخ " في الحياة !! ما المانع من محاورة كائن حي وان كان " حماراً " ونحن نسوق الدنيا ونتسول العالم شرقه وغربه حتى " نشف ريقنا " ليقبل " وحش صهيوني " حوارنا والاستماع إلينا ؟!!
لقد قرأنا فيما مضى حوارات بين الحيوانات وبعضها مثلما جاء في " كليلة ودمنة " وقد استخلصنا من هذه القراءة عظيم العبر وجلي العظات ، فلكل حيوان طبائع وصفات جبل عليها وفطر ، ومن الحيوان الفطري تمثلت لنا الخصال والصفات الواضحة الخالصة ، بلا تزييف أو مواربة أو أقنعة … وقد تعلمنا جميعاً أن الوفاء للكلب ، واللؤم للحية والثعلب ، والشراسة للنمر ، والخسة للضبع ، والغدر للقط ، والقذارة للخنـزير ، وقوة الذاكرة والذكاء للفيل ، والصبر والتحمل للجمل ، والسرعة وخفة الحركة للغزال ، والقدرة على التقليد والمحاكاة للقردة والنانيس ، وتقليد الأصوات والكلام للبغباء !!
أما ضيف اليوم ... الحمار ... فأعتقد بعد حواري الجريء الصريح معه أعتقد بأنا قد ظلمناه برغم ما له من صفات عديدة بعضها حميد وبعضها الآخر نختلف عليه وننقسم بين مستنكر ومستحسن – بعيداً عن صوته – وقد تأكدت بأنه موصوم ظلماً وتجنياً بالغباء !! وجدته غير ذلك بل وأتصوره حكيماً ، فيلسوفاً بصمته واستكانته وصبره وقناعته ورضاه !!
أرى بأن تميزه بهذه الصفات وانحيازه إلى هذا السلوك يعود إلى درجة عالية من الفطنة والاستيعاب للواقع الذي يعيشه نوع من التأقلم للمواءمة الوظيفية في الحياة ولتقبل ظروف وجوده وسخرته والتسلط عليه !! إنها حكمة ومع ذلك فلا يود أحدنا .. ولا يقبل بل ويستاء .. لو وصف بأنه يشبه الحمار !!
لقد سبقني الأديب الراحل توفيق الحكيم في محاورة الحمار ، وأعتقد بأن وقت توفيق الحكيم غير الوقت والظرف غير الظرف وبالتأكيد فالحوار غير الحوار ، والحمار غير الحمار ، قد تختلف الآراء !! وقد يختلف رأي الحمير !!
فحماري يطل على العالم اليوم ويبتسم ساخراً ..! يبتسم ابتسامة الشامت ولسان حاله يقول : ألم تستوعبوا فعلي وسلوكي !؟ ألا بد أن انطق واصرخ في وجوهكم وأتكلم حتى تفهما طلاسم الأمر الواقع ؟ ألم اضرب لكم المثل والقدوة بالعمل ثم العمل ثم العمل .. في صمت وصبر وتحمل ؟!
ألم تروني وأنا اعمل دون أن التفت يميناً أو يساراً ؟!
ألم تروني اعرف واحفظ طريقي المعتاد جيداً لا أحيد عنه ولا أغيره ولم أبدله يوماً !؟
تلومونني وتعيرونني على كوني احمل الأثقال ، واجر العربات واركب وامتطي !!
نعم .. ولكني احمل ، واجر واركب مختاراً راضياً .. هذه مهمتي ولهذا خلقت !! افعل مختاراً بدلاً من أن احمل مجبراً مقهوراً والسوط يلهب ظهري !؟ بيدي لا بيد عمرو كما تقولون .. انه اختيار .. تفضيل .. بدائل !!
أنا صبور جداً . وحمال أسية ، ومتسامح مع من يشاركني الحياة !! ولكني اعرف متى وكيف احزن واعتمد العناد وسيلة للتعبير ... !! اعرف كيف ارفض الظلم والقهر بطريقتي وأسلوبي " الحميري " !! اعرف كيف اقف للعصا وأمام الكرباج !! فعندما تضيق بي السبل وافشل في التعامل والتفاهم مع صاحبي " العربجي " المتسلط الظالم .. سيد المواقف دائماً .. اقف به وبعربته أمام القطار تماماً فوق القضبان .. أقول كما قال عظيم منكم : عليّ وعلى أعدائي ..!!
• أنت لا تفهم شيئاً .. أنت غير قابل لتعلم .. لا تستوعب !
لا افهم .. ربما في عرفكم !! ولكن ما الذي تودنني أن افهمه ؟! وما الذي أحدثه فهمكم للأمور التي لا افهمها ولا استوعبها ؟؟! ماذا فعلتم بفهمكم ؟! وهل حقيقة أنكم فهمتم وتفهمون كما تدعون ؟
• أنت حمار .. غبي . !
• وهل أنتم أذكياء .. تفهمون ؟! أتصور – وأنا الحار الموصوم بالغباء – بأنكم لو فهمتم حق لتغيرت أحوالكم وتبدل عالمكم واستطعتم التكاتف في مواجهة الظروف المحيطة بكم !! ثم لو سلمنا جدلاً بأن الفهم من نصيبكم وحدكم .. ! فماذا يفيد " الفهم " والاستيعاب إذا لم يكن دافعاً لتغيير الواقع المر الذي يلفكم ويتربص بمستقبلكم ؟!
انه الفهم " العذاب " الفهم المؤرق المضني !!
إن الفهم أيها البشري المتفلسف .. يفرض أن يكون " نعمة " تضاف إلى النعم ..! أما فهمكم هذا فهو " النقمة " بعينها ! ما هي الميزة في فهم واستيعاب "نصف" الأشياء والأمور بينما "النصف " الآخر المكمل للصورة مبهم غير واضح ولو صادف واتضح نصفه الخفي لبعض الخاصة منكم فتأكد بأنهم من المعذبين في الأرض وسيتقلبون بقية عمرهم في شقاء وعناء وصياح وكتابة في محاولة مستميتة يائسة لتنوير الغالبية من العامة وحملهم على رؤية الصورة واضحة مكتملة و "فهم " الحقيقة وتأكد بان الأمر سينتهي بهم إلى الجنون البيّن !!
• نحن البشر نعيش سعداء ، وبشكل أفضل مما تعيش أنت وأمثالك .. نحن " نفهم " معنى الأشياء ، ونعي\ماهية السعادة والفرح والحزن والأفضل نستطيع أن نميّز وننتقي .. !! وعلاوة على ذلك فنحن لنا " ضمير " لا تملكه يا حمار !!
ها ها .. آكل وتأكلون !! أشرب وتشربون !! أنام وتنامون !! اعمل وتعملون !! أتزوج وتتزوجون !! أتكاثر وتتكاثرون .. استمتع ولا أظنكم تستمتعون !!
ماذا ينقصني .. فهمت أم لم افهم ؟! بل تأكد بأنني وبعدم فهمي هذا – المزعوم – أحيا في سعادة وحياتي تمضي ايسر من حياتكم !! فان لا اعرف الظلم ، ولا أحارب بني جنسي طمعاً وتأسداً وتسلطاً ولا اقتل أخواني الحمير بلا دوافع منطقية مثلما تفعلون !! الكون يكفينا جميعاً ولا نلوثه والغذاء والكلا يكفينا جميعاً ونشبع والماء يكفينا ونرتوي لا اعتدي ولا اغتصب أعيش في سلام وأمن بلا فهم سقيم ولا إدعاء فارغ !
أما عن الضمير الذي تملكونه وتفاخرون به ولا أملكه : فهو سوط عليكم يؤرقكم بأفعالكم ولو امتلكته .. ما ارقني بأفعالي ... بل لأرحته واسترحت ..!!
أنت لك ذيل ... يا أبو ذيل ..!!
نعم إنه سلاح !! فزريبتي بها روث والروث له رائحة لأنه " نتن " وعليه تلتئم الحشرات وبذيلي أذب الذباب والناموس أدافع به على نفسي وأكافح الكائنات الطفيلية ! أما في المواسم والمناسبات السعيدة فيقف خلفي شخص مثلك تماماً وبيديه الناعمتين يخضب لي ذيلي بالحنة الحمراء لا تبختر به وأزهو واعبر عن سعادتي وسعادة راكبي !! ثم قل لي هنا كيف لك أن تعيرني بما لا تملك ولا تعرف ؟؟!
• روث .. نتن … كائنات طفيلية .. كفاح .. بذيلك .. زهو .. سعادة .. !
قل لي يا حمار : بماذا كنت تكافح لو لم يكن لك ذيل ؟؟!!
ولو لم يكن لك ذيل ماذا كنت " ستّحني " في المناسبات السعيدة !؟؟
__________________
عبدالله الوهابي غير متواجد حالياً