عرض مشاركة واحدة
قديم 08-10-2006, 08:01 PM
  #2
سعد بن حسين
عضو فعال
 الصورة الرمزية سعد بن حسين
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 470
سعد بن حسين will become famous soon enoughسعد بن حسين will become famous soon enough
افتراضي رد : ( لا بأس أن نتعلـم من الحـيوان ..!! ) ( الكـلب ) خير وأفـضل وأرقـى منه)!!!

وللحـكاية بقـية ....!!

هذا وقـد أغفلنـا عن عمـدٍ صـورتين من صـور العقوق ،
إحداهمـا أعظم من حق الـوالدين ، والأخـرى دونها ، ولكنـها لا تقل عـنها في الأهـمية والوجـوب ..


وهـذا أوان الشـروع في طرح هـاتين الصـورتين _ بشـكل مقتـضب _
أمـا أولاهمـا :
فحـق الله سبحـانه وتعالى ، أليس هـو المحـسن أولاً وأخـيراً !؟
وما إحـسان الوالدين الكـريمين إلا تفـريع من إحسـان الله ابتداءً ..
أليس هـو المنعم بمـا دق وعظم من النـعم ، ظاهرها وخـافيها ، سرها وعـلانيتها !؟


فمـا بال جمـهرة غفيرة من الـناس ، لا يعرفـون حق الله عـليهم ،
فيقبلـون عليه بالحب والـولاء والطاعـة والـحماس في خـدمته ،
وفـاء لما له من حـق عليهم ، وأداء لحـقيقة العبـودية التي يتلبـسون بها شـاءوا أم أبوا ..
أليس مـن حقه سبحانه أن يعكـف القلب بكـليته على محـبته جل جلاله !؟

كـيف ينصـرفُ القلبُ عن حـبهِ ** وهل ينبـض القلـبُ إلا بهِ !؟
ولكـنك ترى هـؤلاء المناكـيد يديرون ظـهورهم لمن أحـسن إليهم ورباهـم وأحـسن تربيتهم،
وهي فعـلة رأينا ( الكـلب ) لا يفعـلها مع سيده الـذي عوده الإحـسان !!؟

والكـلام في هذه الـدائرة يطول ويتشـعب .. ويكـفي من القـلادة ما أحـاط بالعنق !!

أما الصـورة الثانيـة :
فـهي حق من تعلمـت منه شيئا ولـو يسيراً .. بل ولو مـسألة واحـدة فقط !!
فيكـف بحق من تعلـمت منه أمـوراً كثيرة ، ومـسائل عديدة ، وقـواعد شتى !؟
كيف بمـن علمك كـيف تمشي سـويا على صـراط مستقيم !؟

كيـف بمن ظل مـعك سنة أو أكـثر ليدربك كـيف تمسك قـلمك ،
وكيف تنطـق الحرف بعد الحـرف ،
أو عـلمك بعد ذلك كيـف تقبل على الحيـاة بشكل إيجـابي ، تنعم بهـا وتنعم معـها ؟
وكيف بمـن أعانك أن تتجـاوز مراحل الـدراسة حتى تحـصل على شـهادتك العـالية ،
فيكـون لك شأناً في حـياتك !؟

أليس مـن حق هذا الإنسـان أن تعرف فضـله عليك ، وإحـسانه إليك ؟!
أم أن مفعـول ( العقـوق ) قد خـالط دمك وجـرى في عـروقك ؟!


ألا رحـم الله سلفـنا الـصالح ، حـيث كان الواحـد منهم يعرف حـق من تعـلم منه مسـألة
ربما ليسـت بذات شـأن ، ولكنه مع هـذا يبقى الدهـر كله يعـرف جميل ذلك الإنسـان الذي عـلمه تلك المسـألة ،
وقـد رود في سـيرة الشافعي رحـمه الله أنه كان جـالسا مع تلامـيذه واصحابه
، فدخـل عليهم أعـرابي ، فلمـا رآه الإمام الشافعي وثب إليـه ، وحياه
ورحـب به وهـش لـه وبش ، وأجلسـه إلى جـانبه ،
ولما فـرغ الرجـل أكرمه الشـافعي وأعـطاه وحـباه ، وقام يشيـعه ...
فلـما سأله أصحـابه عن الرجـل قال الشـافعي :

هذا أعـرابي لقينـي في البادية يومـا ، فعلمـني مسـألة ، ولا زلت أعـرف حقـه عليّ فيها ..
وكـانت المسألة ليـست من مسـائل الدين ، ولا مـن المسائل التي يحـتاجها الإنسـان في حياته الـيومية ،
بل هـي مجـرد معلـومة ، لا يترتب عـلى الجهل بهـا شيء ..!

_ لم أعـد أذكر تلك المـسألة وإلا لأوردتهـا _
والشـاهد فيما فعـله الشافعي مع الرجـل ، من إجـلال وتكـريم وعطاء ..
والشواهـد على هذا فـي سير السلـف كثيرة ..

لكـنا اليوم نرى العكـس تماماً !!
العـقوق في أجلـى صوره وأشـدها مـرارة ، تتجـلى في هـذا الباب :
عـقوق الإنسـان المعـاصر مع من تعلـم على يديه ...!!

وقد رأينا الكـلب ( المعـلَم_ بفتح الـلام _ ) كـيف يكون فـي أرقى صـور الوفـاء لمـن دربه وعلـمه !

فتعـسا ثم تعـساً ثم تعسـاً ، لإنسان يمـسي الكلـب ويصبح وهو خـير منه !!!

لقد كـانوا يقولـون :
إن مـن شأن العـاقل أن لا ينسـى الإحـسان إليه ( أي صـورة من صـور الإحـسان )
ولو نصيـحة يقدمـها له أحـدهم .. بل يبقـى ذاكرا لـذلك ما بقي فيـه نفس يتـردد في صدره ..
فليـت شعـري ماذا فعلـت الأيام بجمـاهير أمـتنا حتى ارتكـس أكثرها وانتكـس..!!؟

نسـأل الله سبحانه أن يعـننا على ذكـره وشكـره وحسن عـبادته ..
__________________
ـــــــــــ التوقيع ــــــــــــ
أخوكم في الله / سعد بن حسين الشهري
سعد بن حسين غير متواجد حالياً