قالت صحيفة «فايننشال تايمز» البريطانية أن الولايات المتحدة ظلّت تتخبّط بحثا عن رجل يستطيع أن يحكم العراق بدءا من الجلبي الذي نسج خيوط حلم العراق الجديد الاولى وانتهاء برئيس الوزراء الحالي نوري المالكي الحبيس في شبكة من الكوابيس الطائفية.
وتساءلت الصحيفة بعد اعترافها بأن مقتدى الصدر لم يكن من بين من حاولت الادارة الامريكية المراهنة عليهم في العملية السياسية بالعراق قائلة «هل يمكن ان يكون الصدر هو العنكبوت الذي يقف وسط الشبكة بعد أن أحكم بناؤها بعيدا عن ضربات مكنسة الاحتلال الامريكي ـ البريطاني؟».
وتساءلت الصحيفة «هل يمكن ان يكون مقتدى الصدر كما يصوّره أتباعه بطل العراق ورمزا للمقاومة العربية؟ على حد قولها.
ورأت الصحيفة أن الاجابة عن هذه الاسئلة مهمة لأن هذا «الرجل العنيد» سليل الاسرة الدينية السياسية الذي يحُيّر الغربيين يبدو أنه وضع نفسه في موقع يجعله وريث السلطة في العراق بمجرّد ان يرحل عنه المحتل.
وأضافت الصحيفة أن قوة مقتدى الصدر في ضعفه وتكتيكاته في العمل سياسية لا عسكرية فمقتل أفراد جيش المهدي الذي يتزعمه امام الدبابات الامريكية يجعل منه منتصرا وهو بذلك شديد الحنكة، بحسب الصحيفة ذاتها.
وأشارت الى أن الصدر يهيئ نفسه لوراثة السلطة فور رحيل الامريكان.
وتابعت ان رجل الدين الشيعي المتشدد مقتدى الصدر اكتسب شعبية كبيرة بعد العمليات المسلحة التي خاضها عام 2004 ضد قوات الاحتلال بحسب ذات الصحيفة.
وكان الصدر قد أجرى حوارا مع صحيفة «الأنديبندنت» البريطانية وعد فيه بمساعدة الأمم المتحدة اذا حلّت محل قوات الاحتلال الامريكية والبريطانية في العراق.
وفي المقابلة التي نشرت منذ أيام قليلة كان الصدر قد قال ان الاحتلال البريطاني سيغادر العراق قريبا بعد ان أدرك صعوبة الاستمرار في هذه الحرب التي لا يستطيع الانتصار فيها