عرض مشاركة واحدة
قديم 11-11-2005, 08:40 AM
  #13
سعد بن حسين
عضو فعال
 الصورة الرمزية سعد بن حسين
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 470
سعد بن حسين will become famous soon enoughسعد بن حسين will become famous soon enough
افتراضي

الحلقة السادسة :
((التخلـي عن موانـع الفـهم،))


فإن أكـثر الناس منعـوا عن فهـم معاني القـرآن لأسباب وحُـجُب أسدلها الشيطـان على قلوبهـم
فعمـيت عليهم عجـائب أسـرار القرآن، وحُجُـب الفهـم ثلاثة:

أولـها: أن يكـون الهم منصـرفًا إلى تحقـيق الحروف بإخـراجها من مخـارجها،
وهذا يتولـى حفظه شيـطان وكل بالقراء ليصـرفهم عن فهم معـاني كلام الله عز وجـل
فـلا يزال يحمـلهم على ترديد الحـرف يخيل إليهـم أنه لم يخـرج من مخرجه،
فهذا يكـون تأمله مقصـورًا على مخارج الحـروف فأنى تنكـشف له المعـاني؟
وأعظـم ضحكة للشيـطان ممن كـان مطيعًا لمثـل هذا التلـبيس.

ثانيهـا: أن يكون مقـلدًا لمذهب سمـعه بالتقليد وجمـد عليه
وثبت في نفـسه التعصب له بمـجرد الاتباع للمسمـوع من غير وصـول إليه ببصيـرة ومشاهدة،
فهـذا شخص قيَّده معـتقدُه عن أن يتجـاوزه فلا يمكنه أن يخـطر بباله غير معتقـده
فصـار نظره موقـوفًا على مسمـوعه،
فإن لمـع برق على بُعـد وبدا له معنـى من المعاني التـي تباين مسموعـه حمل عليه شيـطان التقليد
حمـلة وقال كيف يخـطر هذا ببالك وهـو خلاف معتـقد آبائك،
فـيرى أن ذلك غـرور من الشيطان فيـتباعد منه ويتحـرز عن مثله،
ومثـله من يقرأ قولـه تعالى: {الرحمن علـى العرش اسـتوى}
وما يحـتويه معـنى الآية من علـو الله عز وجل عـلى كل مخلـوقاته وهيـمنته
وتصرفـه في كل الموجـودات فيجـيئه تقليد المعـتقدات الموروثة
في وجـوب تنزيه الله عن الجـهة فيُحـرم من تجلـيات تأمل صفـة العلو والاستواء
وهي من الصـفات التي تكـررت في القـرآن بغرض التنبيه عـلى جلال الله وعظـمته
وحقـيقة علوه على خـلقه.


ثالثـها: أن يكون مصـرًا على ذنب أو متـصفًا بكبر
أو مـبتلى في الجمـلة بهوى في الـدنيا مطاع فإن ذلك سـبب ظلمة القلب وصـدئه،
وهـو كالـخبث على المـرآة وهو أعظـم حجابٍ للقـلب وبه حُجـب الأكثرون.
وكلمـا كانت الشهـوات أشد تراكـمًا كانت معـاني الكلام أشـد احتجابًا
وكلـما خف عن القـلب أثقال الـدنيا قرُبَ تجلـي المعنى فـيه.
فالقلـب مثل المـرآة والشهـوات مثل الصدأ ومعـاني القرآن مثـل الصور التي تتراءى فـي المرآة.

والرياضـة للقلب بإمـاطة الشهـوات مثل تصقـيل الجلاء للمـرآة،
وقد شـرط الله عز وجـل الإنابة في الفهـم والتذكير
فـقال تعالى: {تبصرة وذكـرى لكل عبد مـنيب}
وقال عـز وجل: {وما يتذكـر إلا من ينيب}
وقال تعالى: {إنما يتذكـر أولوا الألـباب}
فالـذي آثر غرور الـدنيا على نعيـم الآخرة فلـيس من ذوي الألبـاب
ولذلك لا تنكـشف له أسـرار الكـتاب.
* *

............... يتبـــــع
__________________
ـــــــــــ التوقيع ــــــــــــ
أخوكم في الله / سعد بن حسين الشهري
سعد بن حسين غير متواجد حالياً