عرض مشاركة واحدة
قديم 10-01-2007, 11:44 PM
  #18
معيض بن صميع
..:: شاعر ::..
 الصورة الرمزية معيض بن صميع
تاريخ التسجيل: Aug 2006
الدولة: خيالات القصص
المشاركات: 1,201
معيض بن صميع has much to be proud ofمعيض بن صميع has much to be proud ofمعيض بن صميع has much to be proud ofمعيض بن صميع has much to be proud ofمعيض بن صميع has much to be proud ofمعيض بن صميع has much to be proud ofمعيض بن صميع has much to be proud ofمعيض بن صميع has much to be proud ofمعيض بن صميع has much to be proud ofمعيض بن صميع has much to be proud of
افتراضي رد : بيان الشيخ العلامة البراك حول مقتل صدام....

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سعيد آل حازب
الأخ معيض بن صميع
حياك الله وبياك المسألة اجتهادية بين العلماء وفيها رأيين لا يلزم أحد باتباع الآخر ولا انكار فيها.
ردك جميل جدا ويعكس صوره عن كاتبه ومدى احترامه للعلماء.
وأنا لم أقصدك بارك الله فيك في قضية احترام العلماء.

أما قولك : ( فما\ استفادت الأمة منكم أنتم )
وما بعدها
فاتوقع أنها غير مناسبة ولا ينتج عنها إلا الإتهام والظن السيء ......


أدعوك أخي معيض للموضوع التالي

توحيد القلوب أولى من الحكم على صدَّام ؟

بقلم : علوي بن عبدالقادر السَّقَّاف


الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد

فقد كنت عزمت على ألاَّ أكتب في هذا الموضوع شيئاً وقد كتب فيه كثيرون، وكلما كتب أو تكلم عالمٌ أو طالبُ علمٍ زادت الهوة واتسع الخلاف -مع الأسف- ما بين مؤيدٍ لهذا أو معارضٍ لذاك، وهذا من القصور في النظر وضيق الأفق، فالمسألة لا تعدو أن تكون مسألة اجتهادية في تحقيق المناط لمسألة شرعية، إذ الكل متفق على الأصول الشرعية التي تحكم هذا الباب وإنما اختلافهم في تنزيل هذا الحكم على شخص معين لاختلاف أنظارهم في بعض أحوال هذا المعين والواقع الفعلي لأيامه الأخيرة، إنما الأمر الذي يجب ألا يُختلف فيه هو أن توحيد الصف وائتلاف الكلمة أولى بكثير من الحكم على صدَّام : هل مات مسلماً أم كافراً؟

أمَّا أن تكون هذه المسألة سبباً في الطعن في العلماء وطلاب العلم والدعاة، وسبباً للفرقة والاختلاف فهذا مما يكرهه الله ورسوله، ولا ينبغي لأهل العلم أن يجعلوا هذه المسألة شعاراً يفاضلون بها بين العلماء، وقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في مجموع الفتاوى (20/207) : ((مسائل الاجتهاد من عَمل فيها بقول بعض العلماء لم يُنكر عليه ولم يُهجر، ومن عمل بأحد القولين لم يُنكر عليه، وإذا كان في المسألة قولان؛ فإن كان الإنسان يظهر له رجحان أحد القولين عمل به، وإلا؛ قلَّد بعض العلماء الذين يعتمد عليهم في بيان أرجح القولين، والله أعلم)) فكان ينبغي على من خاض في هذه المسألة إن ظهر له رجحان أحد القولين أن يأخذ به دون أن ينكر على غيره، وإلا قلَّد من يثق فيه من العلماء وانتهى الأمر. أمَّا تسويد الصفحات والوجوه بالردود على هذا أو ذاك دون أخذ العبر والدروس من إعدامه، وما لابس ذلك من ظروف زمانية ومكانية وغير ذلك فهو من الحرمان، أو قل من قلة التوفيق لملاحظة حكمة الله، وسنته في خلقه.

إنَّ صدَّام حسين كان يعلن انتماءه لحزب البعث العربي الاشتراكي -الكافر- بل إنه أحد دعائمه، وقد حارب الله ورسوله أيام حكمه وقتل من العلماء والمصلحين والأبرياء ما الله به عليم، وكان يحكم شعبه بغير ما أنزل الله، وجرَّ على شعبه وعلى الأمة الإسلامية الويلات والدمار، وكان يتحدث باسم البعث لا باسم الله، ثم نُقل عنه بالتواتر من أهل العراق أنه قد تغير في نهاية حكمه للعراق وربما صحب هذا الزعم شيءٌ من المبالغة، وقد وُجد في زمن المتناقضات من يرفع شعار الإسلام ويحاربه في آن واحد!، فإذا لاحظت ذلك كُلَّه ثُم أضفت إليه أن العلماء نصُّوا على أن من كان مرتكباً ناقضاً من نواقض الإسلام ولكنه ينطق بالشهادتين على وجه العادة فهو كافر حتى يتبرأ من هذا الناقض = علِمتَ مأخذ من حكم بكفر صدَّام وعدم الترحم عليه من العلماء .

وأما الفريق الآخر فقد لحظوا أن صدَّاماً بعد سقوط بغداد وهروبه ظهرت منه قرائن تدل على نوع تغير عنده: فقد قُبض عليه في مكان يدل على أنه كان يقرأ القرآن ويصلي فيه وحده أو مع نفرٍ قليلٍ من حرسه، وهذا ينفي عنه أنه كان يفعل ذلك على وجه العادة أو الخداع للشعب حيث لا شعب ولا دولة، وكذا ما نَقل عنه الأعداء والأصدقاء عن حاله في السجن من كثرة صلاته وقراءته للقرآن حيث لا يراه إلا الله عزَّ وجل وأعداؤه وهذا نقلٌ ثابتٌ لا يتطرق إليه الشك، وفي هذه الأثناء لا يُعرف عن الرجل أنه كان يدعو لمبادئ حزب البعث الكفرية مما قد يشير إلى أنه أقلع عنها، فمن كان يرى من أهل العلم أنه لابد من التبرؤ مما كان يعلنه من الكفر رأى أنه ما زال على كفره، ومن كان يرى أن الإقلاع عن الكفر وعدم الوقوع فيه مع قرائن أخرى تدل على إسلامه حكم بإسلامه ولو لم يتبرأ صراحة، فالمسألة اجتهادية.

ومن القرائن التي تدل على تغير صدَّام في أيامه الأخيرة، آخرُ وصية كتبها قبل إعدامه ففيها الكثير من التوجه إلى الله، والاستشهاد بالآيات، ولم يذكر حزب البعث ولا لمرة واحدة إلا إشادته بثورة 1968م التي مكنته من مسك زمام الحكم في العراق.

وعندما سيق إلى المشنقة ولم يبق بينه وبين الموت إلا لحظات لم يتوجه إلى حزب البعث، ولم يذكره، بل ذكر الله وتوجه إليه، ونطق بالشهادتين في ظروف يعرفها من استمع إليها وشاهدها، ومثل هذا التشهد في مثل هذا الظرف يصعب أن يكون على وجه العادة، ولو قالها خوفاً من المشنقة لقلنا لمن كفره: أ شققت عن قلبه؟ فكيف وقد قالها أمام من ساءهم نطقُه بها، وقد ثبت في الحديث الصحيح قوله صلى الله عليه وسلم: ((من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة)) ، فالذي يغلب على الظن -والعلم عند الله- أن الرجل مات مسلماً تُرجى له الرحمة، وليس كلُّ من مات مسلماً يجب الترحم عليه، ورحمة الله واسعة ((وإن الرجل ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل الجنة فيدخلها))

وأمَّا ما يذكره بعضهم من أن الحكم على صدَّام بإسلام يقتضي أنه كلما نطق مرتدٌ محاربٌ للإسلام بالشهادتين عند موته حكمنا بإسلامه، فجوابه: هل من كان حاله الكفر المحض عملاً واعتقاداً يثبِّته الله ويوفقه للنطق بالشهادتين عند وفاته وهو باقٍ على كفره؟ قال البغوي في تفسيره: ((قوله تعالى: { يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ} كلمة التوحيد، وهي قول: لا إله إلا الله {فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} يعني قبل الموت، {وَفِي الآخِرَةِ} يعني في القبر. هذا قول أكثر أهل التفسير.وقيل: {فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} عند السؤال في القبر، {وَفِي الآخِرَةِ} عند البعث، والأول أصح.)) أ.هـ ولو سلمنا أنَّ ذلك جائزٌ عقلاً، أليس هناك فرقٌ بين من كان يصرح بالكفر حتى إذا ما أدركه الموت نطق بالشهادتين وبين من أظهر الإسلام قبل وفاته بزمن ولم يصرح بكفر ثم نطق بالشهادتين عند وفاته؟ أليس هذا من تثبيت الله له؟

وإني لأعجب من حماس بعض الناس لتكفير صدَّام، كما أعجب من حماس آخرين للترحم عليه والغلو في التعاطف معه حتى عدُّوه شهيداً! وهو لم يقاتل في سبيل الله يوماً واحداً في حياته، ناسين جرائمه وقتله لعلماء المسلمين، فما أضعف العقول!

وأيَّاً كان الأمر فالمسألة اجتهادية، وتوحيد القلوب أولى من اختلافها في الحكم عليه.

والله أعلم.




رابط المقال

لي عودة إن شاء الله.


الأخ الكريم :


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


إن إحترام الناس هو ديدننا وهو ما أمرنا به الشرع والدين الحنيف


فما الغرابة في أن نحترم العلماء وغيرهم !!


ثم إن من إحترام الإنسان لنفسه وللآخرين أن يحترم مشاعر غيره

ووجهات نظرهم الغير مخالفه للشرع والعرف المستند على

قواعد ومبادئ يقرّها الدين ، وما أجمل

أن يسود الإحترام بين الجميع ، ويتم الإحتكام دوما إلى صوت

الحق والحكمة والصواب .


ثم إن كل من يقول بأنه ذهب صدام غير مأسوف عليه فإننا نقول له:

بلى ورب الكعبة إن مشاعر الأسف والأسى والحزن ليطغى على الوجدان

ويعكر صفو العقول و والله إن كل غيور منصف مهتم لأمر دينه وإخوانه وأمته

وولائه للحق لمحزونٌ غضبان أسفا، فالخسارة فادحه والخطب عظيم والمصاب جلل.

ثم إن قولي أيها الأخ الفاضل ماهي فائدة الأمة من بقاء من فرحوا

وقرّت عيونهم بموت الفقيد غفر الله له وأسكنه فسيح جناته ، او تهكموا عليه أو ذكروا مساوئه

بعد موته غير مراعين مشاعر من يرونه من زاوية أخرى وبنظرة مختلفة ، وغير مبالين بمشاعر

من خالفهم في وجهات النظر ، مستأثرين لأنفسهم بما يرونه فقط صوابا ، ومصادرين لحريّات

الآخرين والتي يستندون على أحقيتهم بها بالكتاب أو السنة ، فإليك تفصيل ذلك القول:



أنا أتساءل ماذا إستفادت الأمة من الفرحين برحيل الفقيد مع أن الموقف ليس موقف

فرح وسعادة ولا شماتة أو على الأقل هو موقف غير مشرّف للمسلمين عموما وللعرب

خصوصا ، فوالله إن الرجل الحر ليحزنه التنكيل بأي إنسان ولو كان عدوه اللدود

وكذلك هم الأحرار لا يرضون الظلم ولا يقرونه بأي حال من الأحوال ، والنفس الأبية

والشريفة تأبى الشماتة بالآخرين ، كما تأبى الضيم ، وهذه هي صفات النفس المؤمنة

وهي صفات النفس العربية من قبل ذلك ، ولكن مانقوله هو الحمد لله على كل حال

ففي هذا الزمان تغير كثير من المفاهيم وإختلف كثير من الثوابت ولا حول ولا قوة إلا بالله.

إذن ونعود لتساؤلي ماذا إستفادت الأمة من هؤلاء سوى قلب الحقائق وتضليل العقول

وإصدار الفتاوى المغلوطة ، والمتناقضة في مضمونها والمتجاهلة لصحيح حديث

النبي محمد صلى الله عليه وسلم بل والمناقضة له ، والتي من شأنها أن

تجر الأمة إلى هرج ومرج لا مردود له سوى الشقاق والفرقة ، أليس الأولى

أن يقول الجميع كلمة حق تقرّها العقول وتنسجم مع الصواب والواقع؟!

أوعلى الأقل إلتزام الصمت إن لم يكن لقول الخير لدى هؤلاء نصيب من الحديث؟!

وأنا أقول لك إن قولي هذا ، ليس من باب الظن السئ وإنما من باب المقارنة

بين الفقيد ونفعه للأمة وبين من يتجاهل ذلك ، بعيدا عن الحزبية

والطائفية والمذهبية ، فالفقيد إستفادت منه الأمة فوائد عديدة وجليلة

وأكثرها فائدة ً لم يتجلّى بعد ،ولكن بدأت بشائره وهو آت ٍ لامحالة

لأنه وعد الله ووعد ربنا حق تبارك وتعالى ، وأقصد زوال دولة الكفر

والطغيان بإذن الله ، وأما ماتبين لنا من فوائد فكثيرة جداً ، رحم الله

فقيد الإسلام صدام المقدام ،والبطل الهمام ، فقد أعاد للأمة روح الجهاد ومقاومة الأعداء

بعد عقود من الذل والهوان والإستسلام للأعداء ،كدنا معها أن نفقد هويتنا وإعتزازنا

بأنفسنا وبديننا وبقوميتنا ، كما كان سلفنا الصالح الذين لا يرضون الذل ولا الهوان

ويأبون الضيم ، ويقدمون إقدام الشجعان غير متخاذلين ولا مداهنين ولا متواطئين.

ويكفيه رحمه الله ، وقوفه في وجه الخطر الداهم والقادم من الشرق ، والذي

بات واضحا وجليا ، وعند مقارنة هذه المنجزات على الأقل بغض النظر عن

ماحققه في عهده من تنمية في بلاد الرافدين برغم الفتن ومعاداة الأعداء

من الداخل والخارج ، فإنه يتضح للعاقل أن من يقول ذهب صدام غير مأسوف

عليه ، أن هذا القائل متجني ٍ ، مغالط للحقيقة ومجانبا للصواب ، ومضللاً للمسلمين بقوله

أو عمله أو موقفه ، ومؤذيا لمشاعر غيره من الناس ، ومتجاهلا ً لنصوص الحديث الشريف

ومتبعاً لهوىً أو مصلحة أو متعصباً لأمر ما ، أو بانياً أقواله ونظرته على ماض ٍ سحيق

جدّت بعده أمور عظام وجوهرية ومفصلية ، فإن الأمة لا تستفيد من مثل هؤلاء وأقوالهم

أو مواقفهم إلا الشقاق والفرقة وضياع الأوقات في الجدال لأنهم بأقوالهم تلك يضطرون غيرهم

من مخالفيهم في القول والتوجه ، إلى الرد عليهم وبيان الصواب لهم أو على الأقل مناقشتهم

ومحاورتهم ، مع أن الأمر واضح وجلي ، وليست المسألة محل خلاف بأي حال من الأحوال متى كان

الحق هدفا ً ، والدليل محكـّـماً و نسأل الله لنا ولهم الهداية .



أما بالنسبة للمقال الذي أوردته للسقاف فأقول :

يتضح مدى قصر نظرهذا الشخص وسطحية تفكيره و تهميشه للحقائق الجليلة، وفي أحسن الأحوال

يتضح ضيق أفقه هو وليس من ذكر في مقاله ،هذا إذا كان لايروم سوى الحق والعدل والإنصاف ،

ويتضح مدى إستهتاره برمز الشرف والبطولة ، وكأن صدام ليس إلا أحد الرعاع أو حملة الأقلام الكاذبة

والفتاوى الباطلة ،أو كأنه رحمه الله شخص عادي ليس له وزن ، وهذا ما لا يجب على أحد قوله أو عمله

ومن باب العدل والإنصاف عدم هضم الناس حقوقهم وعدم سلبهم ما إختصهم به الله من فضله

فالفقيد يبقى قائدا من قادة الأمة ورمز من رموزها ، وفقده أمر ليس بالهيّن، ومصابنا

فيه جلل ، ولا حول ولا قوة إلا بالله.


ثم إنه يقول إن المسألة إجتهادية ، فيالله العجب ، فكلنا يعلم أنه متى ورد الدليل الصريح

فإن المسألة ليست إجتهادية ، بل محكومة بالدليل وفي هذه الحالة وجب تحكيم ماقال الله

سبحانه أو قاله الرسول صلى الله عليه وسلم ، ونحن نعتقد أن من أصر على قوله متى ماتبين له بطلانه

وكابر على الدليل وعلى الحديث ، إنما هو ذو غرض آخر أو متبع ٌ للهوى والله المستعان.

ثم إنه يستشهد بقول ابن تيمية رحمه الله ، وهو دليل قائم عليه من حيث لايدري وسأبيّن ذلك:


إن الأخذ بالقول الراجح هو المخرج لمن أشكل عليه أحد القولين ، ولكن كيف السبيل إذا كان

كل قول من القولين مناقضا ومعاكسا وضدا ً للقول الآخر ؟!

خصوصا وأن الإختلاف يمس العقيدة والولاء والبراء ، وفيه حكم بالكفر على قائد مسلم ، وفيه تجاهل

من صاحب أحد القولين لأحاديث المصطفى عليه الصلاة والسلام ، أفيكفي هنا الأخذ بأحد القولين ، مع

عدم الإنكار على الآخر ،كما يطالب ويقول هو ؟!


ثم إن الحرمان وقلة التوفيق وأخذ ومشاهدة حِكـَـم الله في خلقه ، ليس في بيان الحق وتصويب الخطأ

كما يقول هو ، إنما الحرمان والخذلان هو عدم تغيير المنكر ، وبيان الحق ليتبعه المسلمون ، وإن لنا في نطق الفقيد

للشهادة قبل موته ، من العبرة والتفكر في حكمة الله سبحانه ،ما هو أجل وأعظم مما يدعيه هو ، وفيه

من المطابقة والموافقة لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم والذي قال فيه :(من كان آخر كلامه من الدنيا

لا إله إلا الله دخل الجنة) ، وكذلك حديث الأعمال بخواتيمها الشئ الكثير ، ثم إن الكاتب أقرّ بأن الله لايوفق

أحد للنطق بهذه الكلمة العظيمة ، في ذلك الموقف العظيم ، سوى من إرتضى له سبحانه الجنة منزلا ، وأراد

به سبحانه خيرا ، كما أخبرنا الصادق المصدوق صلوات الله وسلامه عليه ، والذي نؤمن بقوله غير متأولين

ولا مجتهدين ولا مخذولين ، ونرد على من خالف قوله ببيان الحق ودعوته إلى عدم مشاققة الرسول الكريم

والتوبة والإستغفار إن كان ذلك قد نتج عن عمد ، أو نبين له ليصحح مفاهيمه الخاطئة ويصوّب إجتهاده

إن كان بالفعل مجتهدا.


ثم إن من يطالب بتوبة صدام من إنتمائه لحزب البعث قبل موته قد لا يعلم توبته من عدمها ، فقد يكون

رحمه الله تاب ، وما إستطاع بيان ذلك لحكمة ولأسباب يعلمها الله وحده ، هذا إذا إفترضنا جدلا ، وجوب

التوبة في حقه ، ولكن وبعد أن تبين لنا أن آخر كلامه من الدنيا كان لا إله إلا الله ، فحديث الرسول صلى الله

عليه وسلم ، واضح وصريح ، ولم يشترط عليه الصلاة والسلام أي شئ آخر سوى أن تكون هذه الكلمة

هي آخر كلامه من الدنيا ، وذلك لما بينت لك في ردي السابق من أن المناسبة هنا ليست كغيرها من المناسبات

فهي مناسبة ترتعد منها الفرائص ، وتكرهها الأنفس ولم يكره البارئ جل في علاه شيئاً أكثر منها وهي لحظة

قبض روح المؤمن، وكلنا يعلم ذلك ، ومن لايعلم حقيقة إختلاف هذه المناسبة ، فسوف يعلمها ولكن حينئذ ليس

هناك مجال للتوبة والرجوع إلى الحق وإستيعاب هول هذه المناسبة ، ولذلك فإن لخصوصية هذه المناسبة

مايجعل المرء غير قادر على التظاهر بالدين ، كما ذكر البعض والكاتب يؤكد ثبوت القرائن التي تدل على تغير حال

الفقيدقبل موته وهويسرد لنا ماظهر على حال الفقيد من

علامات الخير الكثيرة من قراءة للقرآن والصلاة ، وكذلك إقراره بالفضل للفقيد بأن نطق بالشهادة قبل الموت وأنه مات

رحمه الله في يوم عظيم عند رب البرية ، ومع كل هذا الإقرار فهو لا يرى ضرورة الرد على من حكم وأفتى بكفر الرجل

وعدم جواز الترحم عليه ، والدعاء له ، والمناداة بكف أذى الألسن والأقلام عنه ، والمطالبة بعدم ذكر مساوئه وعثراته

ونقول له: إن الخذلان ورب الكعبة هو ترك الناس يتمادون في الباطل ويلعنون رجلا نعتقد بعفو الرب عنه وتيسيره له للخير

كما دلت لنا الأدلة على ذلك ، وإن الخذلان الكبير والخسران المبين هو لعمري التمادي في الباطل بعد الإقرار بالحق

ومعرفته ، وإن من لم تثور لديه غيرته على الحق ولم يقوده حبه للخير ولم يهب لكف ألسن المسلمين عن أذى أخيه

الميت ، لهو بحق من دنت همته وغلبه هواه ولم يكن به من النفع لنفسه أو لأمته ذرة من نصيب.

كما نقول له :إن توحيد القلوب والتأليف بينها بيد الله عز وجل قبل أن يكون بيد غيره سبحانه وتعالى

وإن من أعظم أسباب التآلف والتوحد هو بيان الحق للمخطئ في تقديره وحكمه وفتواه ، ليعود إلى الحق

ومن ثم من الممكن إذا شاء الرب عز وجل أن يحصل التآلف والتوحد ، وهنا يجب أن يعرف كاتب المقال من أين

تؤكل الكتف.


وفي الختام أوّد بيان حقيقة تم الكشف عنها كما سيتم الكشف عن كثير من الحقائق بإذن الله تعالى

وهي أن الفقيد لم يكن مختبئا في خندق في الأرض كما يزعمون ، مع أنه لو إختبأ في خندق أثناء

الحرب فلا عيب ولا جرم في ذلك ، فكلنا يعلم أن الخنادق تحفر وقت الحروب للإختباء فيها عندما يتطلب

الوضع الإختباء ، فالحرب كر وفر وظهور وإختفاء ، ولو كان إختبأ رحمه الله ، لكان ذلك من الحكمة

ولما تمكن أعداء الرحمن من الإمساك به ، ولكن قدّر الله وماشاء فعل سبحانه، وما حدث وتم الكشف

عنه قبل أيام وسوف ينتشر هذا الخبر بصورة أكبر قريبا بإذن الله تعالى، أن الفقيد تمت خيانته من قبل ظابط

كان الفقيد يزوره في منزله لأمر من الأمور ، وتم القبض عليه من قبل الأمريكان لعنهم الله وأهلكهم ، عندما

كان يتهيأ للصلاة وقد وضع سلاحه جانبا ، ولو كان على غير تلك الحال رحمه الله ، لقاتلهم حتى يتمكن منهم

أو يستشهد ، فإن من وقف ذلك الموقف والحبل يطوق عنقه ، بكل مارأينا من رباطة جأش وإصرار على الحق

وبكل شجاعة كنا نسمع عنها كثيرا في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وفي سير صحابته ولكننا لم نرها

في أعظم مشاهدها إلا عندما رأينا فقيدنا في لحظات موته ، إن من كان في ذلك الموقف كما رأينا لا يمكن بأي حال

من الأحوال أن يكون جبانا ولا حتى مختبئا ، ولا هاربا كما يقول بعض أهل الفتوى ولو هرب لما بقي في العراق

مجاهدا صامدا ، فلله دره ما أعظمه حيا وميتا ، وسيبقى ذكره الذي ملأ الآفاق وسيرته التي سار بها الركبان

على ألسن البشر مدة طويلة وأزمنة مديدة ، وسيخلد التاريخ إسمه ، وسيكون بعون الله مثالنا الذي نضربه لأبنائنا

عندما نعلمهم أبجديات البطولة والشرف والعزة والإباء والثبات على الحق ومواجهة الباطل والإعراض عن الدنيا الفانية

وعدم التنازل عن الدين والحق والمبدأ والأرض والعرض وعدم الخيانة للأهل والمبادئ والأمة والوطن.


رحمك الله يافقيد الأمة ، ويازعيم الكرامة ، ويافاتح أبواب الجهاد ، ويامؤسس أشرف مقاومة في عهدنا هذا

ونسأل الله بإسمه الأعظم أن يقرّ عينك بما أعده لك من النعيم المقيم وأن يوفيك حتى ترضى من كل من

آذاك حيا وميتا ومن كل من أنكر لك الخير والخاتمة الحسنة ، بسبب هوى نفسه أو حسده أو كان ذلك لعرض

زائل من الدنيا ، لم تعره يافقيدنا أي إنتباه بل وطأته بقدمك هو و كل عروض الذل والعار ، وأسأل الله أن يوفقنا

للنطق بالشهادة عند الموت كما وفقك ويسّر لك ذلك ، وله الحمد والفضل والمنّة .

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
معيض بن صميع غير متواجد حالياً