الموت ... هام اللذات ... ومفرق الجماعات
فلابد للمذكور أعلاه
أن يقطع علينا الطريق
فينهي المشوار ... لنغادر هذه الدار
ولكن السؤال هنا ... قبل أن يفعل هو بنا ؟؟
هل كرمتموني !!!
هل فعلتم ذلك !!!
الجواب ... طبعاً
لا
فتجد كثيراً من أدبائنا وعلمائنا
وغيرهم من مبدعي بلادنا الغالية
بل وعلى مستوى قبيلتنا وعلى مستوى أسرنا
هناك أناس يستحقون التكريم والمديح والثناء
بسب أو بأخر
ولكننا لا نفعل !!!
نعم
ماتوا ولم نذكرهم إلا بعد موتهم !!!
فبعد أن ماتوا ذكرناهم
وبعد أن راحوا مدحناهم
وبعد أن ذهبوا كرمناهم
ولا ينكر أحدكم أنها تقام حفلات تكريم لأناس قد ماتوا
وفارقوا الحياة
بل توزع لهم هدايا ودروع
تكريم لمنجزاتهم وتقديراً لجهودهم
أين الخلل ؟ فينا أم فيهم
أي تكريم وأي منجزات !!
ألا نعرف من يستحق التكريم إلا بعد الموت ؟
أين هذا التكريم قبل هادم اللذات ؟
أين هذا المديح قبل مفرق الجماعات ؟
أين الثناء والإطراء أين وأين ؟
لماذا لا نعترف بتكريمهم قبل موتهم ! وذهاب أرواحهم
هل هو غرور أم استكبار على الروح البشرية ... ما دامت حية ؟
لماذا لا نكرمهم لحماً حياً بفكر حي ؟!
لماذا لا نكرم عقولهم ؟
من يستفيد بتكريم جثة هامدة ؟
بلحماً ناشف !!
وفكر أكله الدود!!
وعظم لا يقوى على الصمود !!!
للأسف هذا حالنا
لا نكرم من يستحق التكريم إلا..... بعد موته !!
وذلك على جميع المستويات
فعندما يموت لنا قريب
نقول كان طيب و رحوم وكريم ، كان عبقري ، كان عالماً
كان من احب الناس إلي
كان كان كان كان كان
وكان وكان
ويستحق كذا و كذا
و المفروض أننا عملنا له كذا وكذا
فلماذا لم يكرم هذا قبل موته !!
بكلمة واحده
بمديح بفعل
بمصارحة حب
بقول حق
بثناء بإطراء
بذكر المحاسن
بهدايا بدروع
لأسره ذلك وأسعده
بل لزاده ذلك وأصلحه
ولكن للأسف هذا هو حالنا
ومثل أننا لا نمدح ولا نكرم إلا بعد الموت!!!
فإننا أيضاً قد نسب ونذم ونشتم
بل ننكر الحقوق ونتجاهل التاريخ
لهؤلاء ونجردهم
( أعوذ بالله )
من كل شي
لمجرد رغبات في نفوسنا أو لاختلافنا معهم
لأي سبب أو لآخر
فأي شيمة هذه !!
وأي أخلاق !!
كيف نطلق ألسنتنا في ذم ميت !!
ألا نخشى الله تعالى ؟؟
ولكن في الأخير ما دمنا
جحدنا حقوقهم في حياتهم
وتناسينا تكريمهم قبل وفاتهم
مادام وفائنا ضاع
وصدقنا سراب
فليس بغريب ولا مستغرب
أن تضيع شيمنا وأخلاقنا
لنشبع رغبات أنفسنا في سبهم والنيل منهم
والقارئ هنا وأنا وكل من يستحق تكريم
نتساءل
بعد أن نموت تكرمون أم تذمون ؟