عرض مشاركة واحدة
قديم 18-05-2009, 04:03 PM
  #1
ابومحمدالقحطاني
مشرف سابق
تاريخ التسجيل: Apr 2007
المشاركات: 525
ابومحمدالقحطاني is a splendid one to beholdابومحمدالقحطاني is a splendid one to beholdابومحمدالقحطاني is a splendid one to beholdابومحمدالقحطاني is a splendid one to beholdابومحمدالقحطاني is a splendid one to beholdابومحمدالقحطاني is a splendid one to beholdابومحمدالقحطاني is a splendid one to beholdابومحمدالقحطاني is a splendid one to behold
افتراضي من يوقف هدردماءاهل السنه يامسلمين في ايران المجوسيه الرافضية الصفوية ؟؟

معاناة أهل السنة في إيران ( الحلقة الأولى )
أبو سلمان عبد المنعم محمود البلوشي


الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء وسيد المرسلين وبعد.



إن قضية السنة في إيران وما يواجهونه من مصاعب وحرب إبادة اتخذت أشكالاً وصوراً عدة تبلورت كلها في عصر الآيات الذين يقبعون على سدة الحكم الآن لا يعني بالضرورة أن المعركة محصورة فقط على نطاق أهل السنة في إيران، كما أنه من الخطأ جداً أن يتصور أن المعركة قد تنتهي بانتهاء السنة هناك، أو أن لظى نيران هذه المعركة لا تحرق ولا تصيب إلا من يعيش فيها من السنة في إيران فقط، إذ أن نظرة بسيطة إلى أسباب ومبررات هذه المعركة لكفيلة بأن تضع المرء أمام الحقيقة التي غابت عن أذهان الكثير خاصة تلك الأهداف التي قامت عليها الثورة وعلى رأسها مصطلح تصدير الثورة على حد تعبير قادة طهران، ولقد نوه الدستور الإيراني بهذا العمل - أي تصدير الثورة - وذلك حين نص على ما يلي: "فإن جيش الجمهورية الإسلامية وقوات حرس الثورة لا يتحملان فقط مسؤولية حفظ وحراسة الحدود؛ وإنما يتكفلان أيضاً بحمل رسالة عقائدية أي الجهاد في سبيل الله والنضال من أجل توسيع حاكمية قانون الله في كافة أرجاء العالم"، وقانون الله الذي تقصد ثورة إيران فرضه على العالم هو المذهب الجعفري الاثنا عشري والذي يعيش الملايين من السنة تحت ويلات عذابه، ومن أجل ذلك نرى أن هذا المبدأ له تأثير كبير على السياسة الخارجية وعلى القرارات السياسية عموماً التي تتخذها إيران، إن مبدأ تصدير الثورة والذي ينتهجه قادة طهران ما هو في حقيقته إلا سعي لإيجاد قوة شيعية على مستوى عالمي يكون لها الدور في اتخاذ القرارات أو على الأقل تؤخذ في الحسبان عند اتخاذ القرارات في تلك الدول، ولا يقتصر مصطلح تصدير الثورة على نشر المذهب الشيعي والدعاية له فحسب؛ بل يتعداه إلى العمل على احتلال الأراضي والسيطرة عليها أيضاً من خلال استغلال الواجهة الدينية واستغلال المذهب الشيعي والدفاع عن حقوق معتنقيه للوصول إلى أطماعهم السياسية، وأكبر دليل على ذلك هو أنه قبل مجيء ثورة الخميني لم يكن هناك أي حزب شيعي مسلح أو معارض في الدول العربية والإسلامية، ولكن بعد نجاح الثورة واستلامها مقاليد الحكم في إيران نجد أن الشيعة قد شكلوا أحزاباً سياسية معارضة أو على شكل فصائل عسكرية ذات ولاء تام للقيادة الحاكمة في إيران، فمن خلال استغلال مبدأ الدفاع عن حقوق الشيعة في لبنان شكلت إيران منظمة حزب الله التي لا تقل ميزانيتها عن 150 مليون دولار سنوياً وذلك لخدمة مصالح إيران على الأراضي اللبنانية، وبنفس الأسباب والمبررات أسست إيران حزب "وحدت" الشيعي في أفغانستان والتي استطاعت أن تمثل الدور الإيراني أفضل تمثيل على الساحة الأفغانية بحيث أصبح لها تأثير على القرارات الأفغانية فيما يخص مصالح إيران على أرضها، وكذلك إنشاء حزب الدعوة والذي مثل أكبر الأحزاب المعارضة المسلحة في العراق والذي كان له دور كبير في زعزعة أمن الخليج إبان معارك إيران والعراق خاصة في دولة الكويت حيث محاولة اغتيال الأمير والقيام بعمليات تفجير كبيرة فيها، وأيضاً الأحزاب الشيعية في المملكة العربية السعودية والتي ثبت تورطها في محاولة تفجير الحرم المكي - حفظه الله من كل سوء - وكذلك الأحزاب الشيعية المعارضة في البحرين والتي حاولت أكثر من مرة الانقلاب على الحكم هناك، وما زالت تثير القلاقل والاضطرابات إلى يومنا هذا حيث أعلنت الحكومة البحرينية رسمياً تورط إيران في هذه الأحداث، وكذلك الأحزاب الشيعية المعارضة في باكستان وعلى رأسها حزب جنود محمد ومنظمة الطلاب الإمامية ومنظمة تطبيق الفقه الجعفري وحركة أمل الباكستانية، تلك الأحزاب التي كان لها الدور الكبير في اغتيال أشهر علماء وقادة السنة هناك كالشيخ إحسان إلهي ظهير والشيخ حق نواز جنكوي والشيخ إيثار القاسمي والشيخ ضياء الرحمن فاروقي وغيرهم من العلماء، إن عدم وجود هذه المنظمات قبل انتصار الثورة الخمينية ووجودها فجأة وبهذه القوة والعدد بعد الثورة ليؤكد لا محالة دور إيران في قيادة هذه الأحزاب واستغلالها لمصالحها السياسية وأن إيران لا تسعى إلى أن يكون لها دور قيادي للشيعة يقتصر على الأمور الفقهية فقط بل - كما هو واضح - إنها تسعى إلى تسخير هذه المنظمات الشيعية كجنود لها لتنفيذ أطماعها السياسية أيضاً، وليس وجود مثل هذه الأحزاب إلا ثمرات قريبة المدى جنتها القيادة في طهران وذلك تمهيداً لثمار كبيرة تنوي وتخطط إيران لقطفها في المستقبل، وإنه لمن المؤكد أن حجمها سيكون أكبر بكثير من تلك التي قطفتها الآن، كما يجب ألا ننسى شعار طريق القدس يمر عبر مكة والمدينة وشعار تحرير الحرمين الشريفين من الاحتلال الوهابي، تلك الشعارات التي نادى بها الخميني قائد هذه الثورة والأب الروحي لقيادتها الحالية، ولم يكتف بذلك فقط بل جند جميع الأجهزة الإعلامية والتربوية والعسكرية لتعمل على تحقيق هذه الشعارات كي يكون لها المكان والمكانة الأولى في قلب وفكر رجل الشارع الإيراني من الشيعة، ولكن وجود أهل السنة وبنسبة لا تقل عن 25% في إيران ليشكل حجر عثرة أمام تطبيق تلك الأهداف البعيدة والكبيرة التي ينشدها حكام طهران، وذلك للانتماء العقائدي الذي يربط أهل السنة في إيران مع إخوانهم السنة في الخارج والذين يقعون داخل دائرة أحلام التوسع الشيعي في المنطقة، ومن أجل هذه الرابطة تصنف الحكومة أهل السنة دائماً مع الطابور الخامس، لأنها في الواقع تنتظر في أي لحظة ردة فعل من السنة في الداخل جراء السياسة العدوانية التي تنتهجها الحكومة ضد كل ما يتعلق بالسنة على النطاق الداخلي والإقليمي، هذا إضافة إلى أن الموقع الجغرافي الذي تمتاز به مناطق أهل السنة في إيران هو بحد ذاته أمر لا يقتصر على إثارة قلق ومخاوف حكام طهران فحسب بل يتعداه إلى إيجاد نوع من التهديد لأمن واستقرار الحكم الشيعي في إيران، وأن تكون طهران هي المقبرة التي تدفن فيها أحلام وأهداف حكام طهران التوسعية في المنطقة وذلك في حال قيام السنة في إيران مطالبين بحقوقهم على غرار ما تفعله حكومة طهران الآن الإيعاز للشيعة في البحرين وأفغانستان ولبنان وغيرها من الدول للمطالبة بحقوقهم، من أجل ذلك أدرك حكام طهران خطورة وجود الكيان السني في إيران وأنها بمثابة القنبلة الموقوتة التي تهدد مستقبل مصالحها السياسية والعقائدية في الداخل والخارج على السواء، لذا فقد سعت منذ نشأتها الأولى ليومنا هذا إلى إبادة هذا الكيان بشتى الوسائل وجميع الطرق للتقليل من أثر هذا الانفجار وللحد من آثاره المترتبة، والتي كما أسلفنا أنها لا تودي بحياة أحلام وأهداف حكام طهران فقط بل تتعداها إلى القضاء على حياة من يخططون لها أيضاً، وقد أخذت هذه الإبادة صوراً شتى وأساليب عدة بدءاً بأسلوب الغزو الفكري وغسيل الأدمغة وانتهاء بأساليب محاكم التفتيش والتطهير المذهبي على غرار ما فعله صرب البوسنة من التطهير العرقي ضد المسلمين هناك.


إن هذه السياسية التي تنتهجها الحكومة لم تترك للسنة مجالاً إلا وحاربتهم فيه فمن الحرمان من الحقوق المدنية والسياسية والمذهبية إلى محاربة الاقتصاد والتعليم والنمو السكاني لدى السنة والسعي الحثيث لطمس معالم أهل السنة في البلد حتى ولو كانت على شكل مساجد ومدارس تاريخية، بل حتى التاريخ نفسه لم ينج من هذا الطمس من حيث تزويره والتلفيق فيه وعزل السنة عنه، هذا عدا سياسة التصفية الجسدية لقادة وعلماء السنة.


كل ذلك هو بعض ما يعانيه السنة في إيران، وإن هذه المعاناة تكتمل مع التكتم الإعلامي الشديد والذي تفرضه الحكومة حول هذه المجازر التي ترتكبها بحق السنة، إلى درجة أنها لا تسمح ولو بنقل صور فوتوغرافية لهذه المجازر أو السماح للإعلاميين والصحفيين من الخارج للدخول إلى مناطق السنة وتقصي حقائق هذه الأحداث، ونستطيع القول أن الإجرام الإيراني فاق الإجرام الصربي في البوسنة واليهودي في فلسطين شناعة ووحشية من حيث هذا التكتم الإعلامي حول الأحداث هناك.


ولأضع القارئ أمام الصورة فإنني أنقل بعض مشاهد هذه المعاناة كي يدرك كنه وحقيقة حملة الإبادة الوحشية التي يقودها حكام طهران بحق السنة تلك الحملة التي إن لم تتكاتف جهود السنة في الخارج والداخل على السواء لوضع حد حاسم ونهائي لها فإنها - لا قدر الله - ستستمر لتضع المنطقة كلها تحت نفس المصير الذي يعيشه ويعاني منه السنة في إيران الآن.


ونستطيع تلخيص حديثنا حول الحرب المعلنة من قبل الحكومة الإيرانية ضد السنة في النقاط التالية:




· تصفية العلماء والدعاة.


· سياسة تحديد النسل والحد من النمو السكاني للسنة.


· سياسة التهجير والاستيطان.


· حصر القوة العسكرية بيد الشيعة فقط.


· الحرمان الاقتصادي والصناعي.


· الغزو الفكري ومحو الشخصية السنية؟


· إبعاد الشباب عن ساحة المعركة.


· هدم المساجد والمدارس الدينية.


· الحرمان من المناصب السياسية والإدارية.




1 - تصفية العلماء والدعاة:




نبدأ قصة هذه المعاناة بالمجازر والتصفيات التي ترتكبها حكومة الآيات بحق علماء السنة ودعاتها بالداخل والخارج على السواء، حيث تقوم بإعدام أو اغتيال كل عالم من السنة ممن لهم دور في توعية السنة بأمور دينهم، وقد يتصور البعض أن هذه التوعية قد تتطرق إلى السياسة أو إلى النظام ومن أجل ذلك تقوم الحكومة بما تقوم به الآن من التصفية ولكن التوعية التي نقصدها هنا والتي يقوم بها العلماء هناك محصورة فقط في بيان علاقة العبد بربه وواجبات العبد تجاه الله جل جلاله دون أي إضافة أو تعرض إلى سياسة الحكومة ولكن حتى هذه التوعية لا تكاد تتسع صدور حكام طهران لها، ويكفي كي يدرك المرء مدى المعاناة هناك أن إلقاء درس في مسجد من مساجد السنة من علمائها في فضائل أحد الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين خاصة أولئك الذين هم في القائمة السوداء لدى الشيعة كعمر ومعاوية رضي الله عنهم أجمعين لكاف بأن يخرج صاحبها من داره إلى رحمة جزاره، ومثالاً على ذلك ما فعلته الحكومة في الشيخ دوست محمد ذلك الشيخ الذي ينيف على الستين من عمره، إذ أنه ألف كتيباً صغيراً في مناقب أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وذلك رداً على شبهات الشيعة والتي ينشرونها بين الحين والآخر في كتبهم ووسائل إعلامهم، وبمجرد أن علمت السلطات بطبع هذا الكتاب - والذي لم يطبع في إيران لكون ذلك ممنوعاً بطبيعة الحال - حتى قبضوا على الشيخ المسكين فحكم عليه بتهمة طبع هذا الكتاب بالسجن لمدة أربع سنوات مع النفي إلى مدينة إصفهان، ولم يصدر الحكم بطبيعة الحال إلا بعد طي شهور من العذاب تحت سياط جلادي حكومة الآيات، ولئن كان هذا ردة فعل الحكومة مع شيخ كبير قد أوشك على مفارقة الحياة في حيال قضية طبع كتاب للدفاع عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها فإني أترك للقارئ أن يتصور مدى معاناة ومصير أولئك الشباب من العلماء والدعاة وغيرهم والذين ألصقت بهم تهم أكبر من هذه بكثير كالعمالة لأمريكا أو تهمة الوهابية التي تفوق كل التهم إجراماً لدى حكومة طهران.


إن الحكومة لا تهدف من تصفية العلماء من السنة سوى أن تجعلهم بلا أي قيادة دينية مما يسهل على الحكومة عملية تشييع السنة - إن صح التعبير - كما فعل ذلك أسلافهم من الصفويين الذين استطاعوا بفضل تطبيق هذه السياسة - سياسة تصفية العلماء والدعاة وأهل الرأي والمشورة من السنة - إلى تبديل جذري في معدل السنة في إيران من أكثرية تتجاوز نسبتها 80% إلى أقلية لا تزيد عن 30% كما هو حاصل الآن، ومن المضحكات المبكيات أيضاً أن تقوم الحكومة بتنفيذ حكم الإعدام في حق بعض العلماء والدعاة من السنة، وبعد الاستفسار والتقصي عن أسباب ومبررات هذا الحكم فإن المحاكم الثورية لا يكون لديها مبرر سوى تهمة الوهابية كما يزعمون، والوهابية اصطلاح لدى الحكومة تطلقه على كل سني له نشاط دعوي أو علمي في أواسط السنة، خاصة أولئك الذين تخرجوا من الجامعات الإسلامية في المملكة العربية السعودية، هذا بالنسبة للعلماء الذين يقبض عليهم في الداخل، أما الذين استطاعوا الفرار بدينهم وهاجروا إلى الخارج كباكستان وغيرها من الدول الأخرى فإن الحكومة لم تكتف بمطاردتهم من بيوتهم وإخراجهم من ديارهم بل تتبعتهم إلى حيث هاجروا وقامت بتصفيتهم كالشيخ عبد الملك ملا زاده وعبد الناصر جمشيدزهي رحمهم الله واللذين قتلا في موطن هجرتهما في باكستان بمدينة كرا تشي في شوال عام 1416 هـ حيث اغتيلوا بأسلوب يثير في النفس أعلى درجات الحقد والكراهية على منفذي العملية وذلك من حيث بشاعة الأسلوب الذي استخدم في العملية حيث فرغ في جسد كل من القتيلين 90 طلقة إضافة إلى الطلقة الأخيرة والتي اعتادت المخابرات الإيرانية أن تجعلها في الرأس للتأكد من موت القتيل، ولم تقتصر عمليات الاغتيالات هذه تصفية العلماء فقط؛ بل حتى إن العوام من السنة والذين استطاعوا أن يهاجروا خوفاً من أن يفتنهم الشيعة في دينهم لم يسلموا من عمليات الاغتيالات هذه كالأخ عبد الحميد نوتاني والذي قتل مسموماً في بيته في عام 1415 هـ كونه مصدر خوف للدولة من حيث مكانته في قبيلته والتي استطاع أن يؤلبها أكثر من مرة على القيام ضد جرائم الدولة، وكالأخ جمعة سالارزهي والذي قتل بعد اختطافه من بيته بثلاثة أيام في باكستان عام 1417 هـ لنفس الأسباب السابق ذكرها، إذ استخدم معه أبشع أساليب التعذيب قبل الخلاص عليه بالرصاصة القاضية الأخيرة، كل ذلك لإثارة الخوف والهلع في نفوس كل من تسول له نفسه مخالفة عقائد الشيعة وعدم الرضوخ لمطالب الحكومة بالاستسلام لها والعمل لمصالحها كجواسيس وعملاء في الداخل أو الخارج، ولم يقتصر أسلوب الاغتيالات على خارج إيران فقط؛ بل سعت الحكومة إلى تنفيذ هذا الأسلوب في داخل إيران وذلك خوفاً من الصدى الإعلامي الذي تثيره العمليات في خارج إيران والذي بدوره له مردوده العكسي في علاقات إيران مع جيرانها من السنة، لذا فقد سعت إيران إلى تنفيذ هذا الأسلوب الجديد في الداخل دون أن تتبنى شيئاً من هذه العمليات بل تلصقها كعادتها باللصوص وقطاع الطرق، وهذا بالفعل ما جرى مع الشيخ صالح ضيائي ببندر عباس والدكتور أحمد ميرين والشيخ عبد الستار بزركزاده والشيخ عبد الواحد قلندرزهي في بلوشستان والأستاذ فاروق فرساد بكردستان، والشيخ اللهياري في خراسان وغيرهم ممن لا يعرف أسماؤهم والذين مازالوا مجهولي الحالة كالشيخ حبيب الله حسين بر ببلوشستان.


المصدر: مجلة السنة - العدد 66


&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&

معاناة أهل السنة في إيران ( الحلقة الثانية )
أبو سلمان عبد المنعم محمود البلوشي


فالحاصل أن تصفية العلماء والدعاة من السنة هي سياسة ترتكز عليها الحكومة في تصفية السنة وفرض معتقداتها في أوساط السنة عبر هذا الأسلوب المتبع، وفيما يلي أسماء بعض العلماء والدعاة الذين أعدموا أو قتلوا أو سجنوا، وما زالوا في السجن أو المفقودين على يد السلطات إلى يومنا هذا:


1 - بهمن شكوري: من طوالش، في الثلاثينيات من عمره، أعدم عام 1986، وكان من العلماء البارزين في منطقته، وكانت له نشاطات دعوية في أوساط المثقفين من أبناء السنة هناك، اعتقل بتهمة الوهابية، ومن ثم تم إعدامه.


2 - الشيخ مولوي عبد العزيز سربازي: من بلوشستان، في الستينيات من عمره، منعوه من العلاج، ومات عام 1987، ويعتبر من أكبر زعماء السنة في إيران وله دور بارز في معارضة الدستور فيما يخص حقوق أهل السنة خاصة تلك الجلسات التي كانت تعقد بشأن تشكيل الدستور والتي كانت مشهورة بجلسات مجلس خبركان، كان له نفوذ كبير بين السنة في إيران وباكستان، وكان يدير مدرسة زاهدان الدينية، وكانت الحكومة تهابه حيث كان يرأس قبائل البلوش المسلحة والتي كانت طوع أمره.


3 - الشيخ عبد الوهاب خوافي: من خراسان، في العشرينيات من عمره، مات تحت التعذيب عام 1990، كان له دور بارز في عرض قضية السنة ونشرها بين المسلمين في الخارج في باكستان، وكانت التهمة التي قتل من أجلها هي الوهابية، اعتقل بعد 15 يوماً من وصوله إلى بيته قادماً من باكستان.


4 - الشيخ قدرة الله جعفري: من خراسان، في العشرينيات من عمره، مات تحت التعذيب عام 1990، قتل بعد رجوعه من الدراسة في باكستان، وكانت تهمته نفس التهمة السابقة.


5 - الشيخ ناصر سبحاني: من كردستان، في الثلاثينيات من عمره، مات تحت التعذيب عام 1992، من زعماء السنة في كردستان، وكان له دروس وحلقات علم، اعتقل بسبب رده على الخميني في كتابه المشهور الحكومة الإسلامية حينما تعرض لسيدنا عمر بألفاظ بذيئة يتهمه بالكفر، وقتل في السجن ولم يسمح لأحد من أقاربه بحضور جنازته أو الصلاة عليه.


6 - الدكتور مظفريان: من شيراز، في الخمسينيات من عمره، اغتيل عام 1992، وكان من أحد المثقفين البارزين من الشيعة حيث كان طبيباً في جراحة القلب، وكان يرأس هيئة أطباء شيراز أيضاً، ولكنه اعتنق مذهب أهل السنة والجماعة، وحول بيته إثر ذلك إلى مسجد حيث لم تسمح الحكومة لهم ببناء مساجد في شيراز، وعلى أثر دخوله في مذهب السنة دخلت أفواج كثيرة من الشباب من الشيعة في مذهب السنة مما أثار حفيظة الحكومة حيث اعتقلته ومن ثم قامت باغتياله بعد الإفراج عنه.


7 - برقعي: من طهران، في السبعينيات من عمره، أطلق عليه النار وهو في الصلاة ثم حكم عليه بالسجن 30 سنة والنفي، ومات عام 1992، كان من كبار علماء الشيعة وأحد المحققين الكبار لديهم، قاده بحثه المستمر إلى كشف حقائق كثيرة عن المذهب الشيعي مما جعله يرد ويفند كل دعاوى وعقائد الشيعة المخالفة للكتاب والسنة وألف في ذلك كتب كما يرجع له فضل ترجمة كتاب منهاج السنة لابن تيمية إلى الفارسية ودخل السجن جراء ذلك.


8 - الشيخ أحمد مفتي زاده: من كردستان، في الخمسينيات من عمره، مات تحت التعذيب سنة 1993، وهو مؤسس أول حركة سنية في إيران كانت تسمى بشوراي شمس، وكان أيضاً مؤسس حركة شباب القرآن نسبة إلى دروسه التي كان يلقيها في تفسير القرآن الكريم، وكان رحمه الله قد تعهد للخميني قبل نجاح ثورته بالسيطرة على ولاية كردستان والحيلولة دون قيام شعبها بالانفصال عن إيران لتشكيل دولة كردستان إذا تعهد الخميني من جانبه رعاية حقوق السنة في الدستور وإعطاء حقوقهم كاملة دون تفريق بينهم وبين الشيعة، ولكن خيانة الخميني له جعلته يقود المعارضة السنية ضد دستور الحكومة، سجن جراء ذلك ولم يخرج إلا بعد 10 سنوات حيث قتل بعدها بأيام.


9 - الشيخ عبد الستار بزرغزاده: من منطقة بلوشستان، في الستينيات من عمره، سجن وعذب وجلد ثم حكم عليه بالنفي خمس سنوات وقضى مدة النفي ثم مات عام 1993، كان يشرف ويؤم مسجداً كبيراً بمدينة إيرانشهر ببلوشستان، ورفض أكثر من مرة من طلب الحكومة بالسماح لرجال الدين الشيعة بإلقاء الدروس في مسجده، اعتقل على إثر ذلك ومن ثم أفرج عنه بعدما أعطيت له حقنة مات على أثرها مسموماً بعد أيام من إطلاق سراحه.


10 - الشيخ ضيائي: من هرمزكان، في الخمسينيات من عمره، اغتيل عام 1994، كان صاحب مدرسة كبيرة في المنطقة وذو نفوذ بين الناس، وتعرض لأكثر من تهديد من قبل الحكومة لإغلاق المدرسة ولكنه رفض، قتل بعد اعتقاله بأيام بحادث مفتعل ورميت جثته في الشارع العام.


11 - الشيخ اللهياري: من خراسان، في الأربعينيات، مات بعد التعذيب عام 1994، كان له دور بارز في مجال ترجمة الكتب الإسلامية إلى اللغة الفارسية، قتل بعد حقنة بإبرة مسمومة.


12 - الشيخ الدكتور أحمد ميرين: من بلوشستان، في الخمسينيات، اغتيل عام 1996، كان يحمد شهادة دكتوراه في الحديث من الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، وكان يدير مدرسة دينية في منطقة زر آباد، اعتقل بعد رجوعه من دبي في المطار وألقيت جثته بعد أيام على الشارع العام ونفت الحكومة كعادتها أن يكون لها يد في الحادث.


13 - الشيخ عبد الملك ملا زاده: من بلوشستان، في الأربعينيات، اغتيل عام 1996، هو الابن الأكبر للشيخ مولوي عبد العزيز رحمه الله، وقد تخرج من الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، وكان له نشاط دعوي بارز في أوساط الطلبة والمثقفين في إيران، كما كانت له مكانة مرموقة بين القبائل البلوشية خلفاً لوالده، هاجر بعد الضغط الشديد إلى باكستان وكان له نشاط ودور رئيسي في شرح قضية السنة للعالم الإسلامي عن طريق طبع كتيبات ورسائل في هذا الشأن، تعرض لأكثر من محاولة اغتيال في باكستان كان آخرها في مدينة كراتشي الباكستانية حيث قتل أثناء ركوبه سيارته.


14 - الشيخ عبد الناصر جمشيد زهي: من بلوشستان، في العشرينيات، اغتيل عام 1996، هاجر بعد هجوم قوات حرس الثورة على منزله إلى باكستان، لازم الشيخ عبد الملك إلى يوم الحادث الذي قتل فيه مع الشيخ عبد الملك رحمهما الله.


15 - الشيخ عبد الستار: من بلوشستان، في الخمسينيات، مات مسموماً عام 1996، كان أحد أئمة المساجد البارزين في مدينة خاش بولاية بلوشستان، اعتقل من منزله ومات على أثر حقنة أعطيت له في السجن.


16 - الشيخ الأستاذ فاروق فرساد: من كردستان، في الثلاثينيات، اغتيل عام 1996، كان له دور بارز في الدعوة، وكان له حلقات علم في منطقته، اعتقل وعذب أثناء قيامه بإيقاظ تلامذته وإخوانه للسحور في رمضان، وقتل من جراء التعذيب، وقد كان من أبرز تلامذة الشيخ أحمد مفتي زاده.


17 - مولوي قلندر زهي: من بلوشستان، في الخمسينيات، اغتيل عام 1996، كان أحد أئمة المساجد في خاش ببلوشستان، قتل رمياً بالرصاص بعد اعتراض طريقه عائداً من المسجد.


18 - الشيخ ربيعي: من كردستان، الستينيات، أعدم عام 1996، كان إماماً للمسجد الجامع لمدينة كرمانشاه مركز ولاية كردستان، تعرض في آخر خطبه لسياسة الدولة الإعلامية ضد السنة وانتقد المسلسل التلفزيوني الجديد والذي يعرض باسم الإمام علي حيث يتناول عقائد السنة بسخرية شديدة، ويطعن بشكل جارح ومستفز للصحابة رضوان الله عليهم، اقتيد على إثر ذلك للسجن حيث أعدم بعد أيام من اعتقاله.


19 - الشيخ عبد العزيز كاظمي: من بلوشستان، في الثلاثينيات، اغتيل 1996، أحد خريجي الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، كان يعمل مدرساً بالجامعة بمدينة زاهدان مركز بلوشستان، انتقد المسلسل التلفزيوني الإمام علي، أمام أحد المدرسين الشيعة في الجامعة حيث يتعرض هذا المسلسل بالطعن الصريح للصحابة، ونتيجة لذلك اقتيد من منزله في أحد الليالي وغاب أياماً ووجدت جثته بعد ذلك مرمية بالشارع العام.


20 - مصطفى ناصري: من بلوشستان، في الستينيات، مات مسموماً عام 1996، كان من أحد أئمة المساجد في بلوشستان، وقد استدعوه إلى طهران حيث تم إعطائه حقنة سامة مات على إثرها بعد أيام.


21 - إبراهيم مدني: من بلوشستان، في العشرينيات، اغتيل عام 1996، أحد خريجي الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة حيث أنهى دراسته منها في عام 1995، كان له نشاط دعوي بين الشباب، قتل أثناء ركوبه دراجته النارية في السوق.


22 - مولوي داد كريم: من بلوشستان، في الأربعينيات، اغتيل عام 1997، كان من الذين يواجهون الحكومة بما تقوم به من ظلم وتجاوزات بحق أهل السنة وسجن جراء ذلك مراراً، قتل وهو في طريقه إلى البيت بكمين كانت الحكومة أعدته مسبقاً.




وهذه بعض أسماء العلماء والدعاة الذين تم اعتقالهم في فترة حكم الآيات:


1 - مولوي محي الدين: من بلوشستان.


2 - الشيخ دوست محمد: بلوشستان.


3 - مولوي إبراهيم دامني: بلوشستان.


4 - مولوي عبد المجيد مرادزهي: بلوشستان.


5 - مولوي أحمد ناروئي: من بلوشستان.


6 - واحد بخش لشكرزهي: بلوشستان.


7 - إقبال أيوبي: بلوشستان.


8 - يوسف كردهاني: بلوشستان.


9 - أور دهواري: بلوشستان.


10 - فيصل سباهيان: بلوشستان.


11 - حبيب الله حسين بر: بلوشستان.


12 - عبد العزيز قندابي: بلوشستان.


13 - حافظ عرب: بلوشستان.


14 - مولوي غلام محمد: خراسان.


15 - مولوي عبد الغني شيخ جامي: خراسان.


16 - مولوي عبد الله قهستاني: خراسان.


17 - مولوي قريشي: تركمانصحرا.


18 - الشيخ عبد الكريم: هرمزكان.


وكل هؤلاء الذين ذكر أسماؤهم سواء من القتلى أو المسجونين ما هم إلا قلة قليلة جداً بالنسبة إلى غيرهم من السنة المسجونين، ولكن كون جلهم من العلماء أو الدعاة المشهورين فإن الحكومة لم تستطع إخفاء أسمائهم، أما الآخرين من شباب السنة فإنه لم يعلن عن أسمائهم ولا يعرفهم إلا أهاليهم وأعدادهم أكثر بكثير من العلماء، ومن أراد الدليل على ذلك فما عليه إلا أن يزور زنازين الظلم الشيعي في مناطق السنة أو يلقي نظرة على سجلات المقابر ليتأكد له هذا الخبر.




سياسة تحديد النسل والحد من النمو السكاني للسنة:


وما دمنا في صياغ موضوع التصفيات والإبادة الجسدية للسنة، فإننا يجب علينا ألا ننسى النوع الآخر من التصفيات والتي تمارسها الحكومة بحق السنة عن طرق فرض قوانين تحديد النسل ومحاربة النمو السكاني لدى السنة، وسن القوانين الصارمة بهذا الصدد إلى حد جعل الجرائم التي ترتكبها الحكومة في هذا الصدد لا تقل ضراوة وشناعة عن مثيلتها من التصفية الجسدية، والسبب الذي دعى الحكومة إلى انتهاج هذه السياسة هي تلك المعدلات المطردة والمخيفة بالنسبة للحكومة للنمو السكاني للسنة والذي يبلغ 13% نسبة للنمو السكاني لدى الشيعة، والذي لا يتجاوز عن 3%، إن هذا الفارق الكبير في المعدل لو استمر على ما هو عليه الآن فإنه سيؤثر في المستقبل القريب في التوازن السكاني بين السنة والشيعة في البلد مما يزيد من نسبة السنة على ما هي عليه الآن، ونتيجة لهذا الأمر فقد قامت الحكومة بسن قانون تحديد النسل، وكون غالبية السنة من الأميين خاصة النساء منهم فإن حيلة تحديد النسل كادت تنطلي عليهم، حيث تقوم وزارة الصحة الآن ببناء مراكز في شتى القرى والأرياف والمدن أيضاً لتطبيق ومتابعة البرامج التي وضعتها الدولة بهذا الصدد، بل إن موظفي هذه الوزارة يقومون بزيارات دورية على البيوت لتوزيع حبوب منع الحمل وترويجها على نساء السنة بحجة أنها مقويات وفيتامينات، ولم يقتصر الأمر على ذلك فقط بل تعداه إلى إجبار كثير من الأمهات إلى إجراء عمليات استئصال الرحم والذي أصبح العلاج الوحيد الذي تمارسه الحكومة لجميع الأمراض النسائية، وكثيراً ما تجري هذه العملية دون علم أو رضى المرضى والذين كما أشرنا أن غالبيتهم من الأميين الذين لا يعلمون شيئاً عن هذه المؤامرات، ونتيجة لذلك فقد فرضت الحكومة عقوبات لمن لا يمتثل لهذه القوانين كالحرمان من البطاقات التموينية، وشهادات الميلاد، والحرمان من التعليم، وغيرها من العقوبات لمن لا يلتزم ببرامج تحديد النسل.




سياسة التهجير والاستيطان:


ولم تكتف الحكومة بتطبيق سياسة تحديد النسل لإيقاف التوازن السكاني الذي يقوده النمو المطرد في مناطق السنة كما ذكرنا سابقاً بل سعت إلى جانب ذلك بتطبيق سياسة التهجير والاستيطان في مناطق السنة والذي يخدم إضافة إلى هذا الهدف هدفاً حيوياً آخر ألا وهو إخلاء المناطق ذو الأهمية الاستراتيجية بالنسبة للحكومة من السنة كالموانئ البحرية المهمة كميناء بندر عباس في هرمزكان وميناء جابهار في بلوشستان، وكالمناطق الحدودية التي تربط إيران بالدول السنية المجاورة وذلك لإيجاد سد بشري من الشيعة في مناطق الحدود التي يسيطر على غالبيتها السنة للسيطرة على الحدود من جهة وللحيلولة دون اتصال السنة بإخوانهم في الخارج كالخليج وباكستان وأفغانستان، ولقد طبقت هذه السياسة فعلاً في بعض مناطق السنة كخراسان وبلوشستان وهرمزكان، حيث قامت الحكومة بتهجير أفواج كثيرة من الشيعة إلى مناطق السنة للاستيطان فيها كي تعادل نسبة السنة إلى الشيعة حتى في مناطق الأغلبية السنية كخراسان والتي صودرت فيها قرى كاملة وأراضي زراعية كبيرة من أهلها الأصليين السنة وذلك على الحدود الإيرانية الأفغانية وسلمت للمستوطنين الشيعة، ولم تكتف الحكومة بذلك فقط بل أجبرت أهل هذه القرى المصادرة بالعمل كأجراء عند المستوطنين الشيعة، وتكررت نفس العملية أيضاً في كردستان حيث دمرت قرى كاملة واقعة على الحدود التركية العراقية مع إيران وذلك بعد طرد أهاليها السنة منها، كما قامت الحكومة في بلوشستان بتوطين قرى كاملة من الشيعة بعد إحضارهم من مناطق الشيعة في وسط قرى ومدن السنة وغيرها من مناطق السنة، أما بالنسبة للموانئ فقد قامت الحكومة في السنوات الأخيرة بتعيين موانئ تكون مراكز تجارية معفية من الجمارك وذلك لجلب التجارة والتجار إليها، ولما لم يكن هناك إلا الموانئ السنية كونها أقرب إلى المضيق وإلى المحيط فقد وقع الاختيار عليها لهذه المهمة، ولكن بقيت مشكلة أمام الحكومة في كيفية تهجير السنة من هذه الموانئ حتى لا يكون لهم دور لا في التجارة ولا في السيطرة عليها، لذا عمدت إلى فرض ضرائب باهظة على السنة من أهل المنطقة عوض بقائهم في بيوتهم، وفي مقابل ذلك وضعت تسهيلات كثيرة أمام الشيعة لجلبهم إلى هذه الموانئ التجارية والاستحواذ على جميع الغرف التجارية فيها، وهؤلاء المستوطنين توفر لهم الحكومة كل الإمكانيات والمرافق العامة والسكنية هذا عدا توفير فرص العمل لهم، وهذا الاستيطان جعل السنة وهم في مناطقهم الذين يشكلون فيها الأكثرية تحت رحمة هؤلاء المستوطنين إذ أن كل الأمور الإدارية هي تحت تصرفهم وفقاً للصلاحيات التي أعطيت لهم من قبل الحكومة



المصدر: مجلة السنة - العدد 68.
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&


معاناة أهل السنة في إيران ( الحلقة الأخيرة )
أبو سلمان عبد المنعم محمود البلوشي


4- حصر القوة العسكرية بيد الشيعة فقط:


مع كل هذا الذي فعلته الحكومة مع السنة فإنها ما زالت تتوجس خيفة منهم، وهذا الخوف من السنة دفعها إلى أن تضع وتحصر جميع القوى العسكرية والثروات الاقتصادية والصناعية تحت قبضة الشيعة دون أدنى مراعاة لحقوق السنة كمواطنين في هذا البلد، لذا ليس من المستغرب أن تمنع الحكومة السنة من الالتحاق ببعض مؤسساتها العسكرية كقوات الأمن أو الجيش ولو على شكل رتب صغيرة وإن وجد فإنه - أي السني - يكون في موقع لا يملك أدنى صلاحية أو يكون موظفاً على هوامش الأمور الإدارية، بل إنه حتى أثناء الخدمة العسكرية يتوجسون خيفة من السنة بحيث يكونون طوال مدة الخدمة في أماكن منزوعة السلاح، أما بالنسبة لوزارة حرس الثورة - وهي الوزارة الوحيدة التي لها سلطات فوق القانون وتمتلك كل أسلحة الدولة الحديثة - فإنها لا تقبل ولا تعين أي موظف سني لديها ولو بمستوى حارس أو بواب، وينطبق نفس الأمر على وزارة المخابرات والتي يذكرنا إجرامها بمحاكم التفتيش حيث أنها الوزارة الوحيدة من بين مثيلاتها في العالم أجمع التي يرأسها رجل دين وهو آية الله فلاحيان، ويكفي للمرء أن يدرك ما يعني ذلك من أن هذه الوزارة مخصصة فقط لتصفية المخالفين لمذهبهم وعلى رأسهم السنة، كل هذا حتى تبقى القوة العسكرية في البلاد وتبقى الأسلحة والقرارات الصادرة بشأنها بيد الشيعة فقط، وذلك تحسباً من أن يحصل لإيران ما حصل للاتحاد السوفييتي من التفكك والانهيار، وذلك لوجود الأسباب والمبررات القوية من الاختلافات المذهبية والعرقية غير المتجانسة والتي لو تفجرت فإنه من الصعب جداً التحكم بها لأن إيران تنقسم إلى 24 ولاية لكل منها لهجة خاصة تتحدث بها وعرق مغاير ومختلف من ولاية لأخرى، وتحسباً من هذا التفكك والانقسام المحتمل الحدوث فإن الحكومة قد وضعت جميع القوة العسكرية والصناعية تحت سيطرة الشيعة بحيث أنه لو تم هذا التفكك والانقسام فإنه سيكون لصالح الشيعة ضد أعدائهم من السنة وذلك تماماً كما حدث مع المسلمين البوسنويين في يوغسلافيا السابقة، ولئن كان المسلمون في البوسنة يشكلون 2% من قوات الجيش في يوغسلافيا فإن السنة في إيران لم يسمح لهم أن يمثلوا ولو 1% من الجيش أو حرس الثورة أو قوات الأمن، كما أن الحكومة وضعت في حسبانها أنه قد يقوم السنة بانتفاضة جراء الظلم الواقع عليهم، أي أن السنة - ولو على سبيل الافتراض - استطاعوا أن يعبروا خندق التصفيات الجسدية ويجتازوا أسلاك قوانين تحديد النسل الشائكة والقاتلة فإن وجود القوة العسكرية بيد الشيعة واحتكارهم لها ستسحق الباقي منهم إذا فكروا بالمواجهة للمطالبة بحقوقهم المسلوبة من الفئة الحاكمة من الشيعة.


5 - الحرمان الاقتصادي والصناعي:


وقياساً على القوة العسكرية فإن الثروة الصناعية والاقتصادية هي في قبضة الشيعة كذلك، وحين أقول في قبضة الشيعة أعنى بذلك توفير كل الفرص لجعل هذه الثروات في متناول الإنسان العادي لا موظف الدولة من الشيعة، فلقد دأبت الحكومة منذ توليها زمام الأمور على حرمان السنة ومناطق السنة من جميع أنواع المصانع والصناعات الثقيلة والخفيفة، كما حرمتهم من إعطائهم أي ترخيص لبناء أو مساهمة في أي مصنع أو حتى شركة وطنية وإن وجد في مناطق السنة فإنه يكون لشيعي، بل حتى المدن السنية الساحلية حرم أهاليها من الحصول حتى على ترخيص مصانع لتعليب السمك أو شركات لصيد السمك، بل أعطت هذه التراخيص للشيعة مما جعل أهل الساحل من السنة يصيدون قوت يومهم من السمك على خوف من أن تقبض عليهم السلطات والتي عادة ما تصادر كل ما بحوزة هؤلاء الصيادين الفقراء بتهمة الصيد بلا ترخيص، وكل هذه الثروة السمكية تذهب إلى المدن الرئيسية والتي يقطنها الشيعة كطهران وغيرها في حين أنك تجد أقرب الناس إلى الساحل من السنة كثيراً ما يعانون من قلة الأسماك إلى درجة الحرمان مع الخوف من معاقبة الحكومة لهم إذا قبضت عليهم متلبسين بتهمة صيد السمك.


وأما عن مجال التجارة والاستيراد والتصدير فإن السنة - كما ذكرنا - ممنوعون من الحصول على جميع أنواع الرخص التجارية، لذا فإن غالبية المواد الغذائية في مناطق السنة لا تكاد تصل إليهم إلا عن طريق التهريب كالسمن والأرز والسكر من الدول المجاورة كالخليج وباكستان، ولولا الله عز وجل ثم قرب هذه الدول لاجتاحت المجاعة مناطق السنة في إيران، كل هذا التشديد في إعطاء الرخص التجارية للسنة يقابله التسهيل - بلا حدود - للشيعة في هذا المجال خاصة أولئك الذين يعيشون في مناطق السنة، وهذه الضغوط لم تقتصر فقط في منع السنة من الحصول على تراخيص للتجارة بل تجاوزتها إلى فرض أشد الضغوط على أصحاب البقالات أيضاً كتعيين ضرائب باهظة جداً على أصحاب هذه المحلات تصل إلى 50 ضعفاً نسبة إلى تلك التي تؤخذ من أصحاب البقالات من الشيعة، هذا عدا الضغوط التي تمارسها إدارة البلدية على أصحاب البقالات من السنة ابتداء من تعبئة استمارة الطلب حيث يسأل التاجر عن مذهبه - والتي أصبحت في إيران اليوم من ضروريات العمل التجاري والإداري والتعليمي ... الخ - وعلى حسب الجواب تكون إجراءات المعاملة، ومروراً بالمشاكل الروتينية التي تختلقها الحكومة عادة باسم النظافة أحياناً وتبديل الديكورات بين حين وآخر وتارة باسم التأمين أيضاً وهلم جراً، تضع العراقيل حتى يسأم أصحاب البقالات من العمل فيها مما يفتح المجال أكثر وأكثر للشيعة للسيطرة على الاقتصاد السني، بقي أن نقول: إن العمل التجاري والتجار في مناطق السنة يعاملون نفس معاملة تجار المخدرات من حيث الضغوط التي تمارس بحقهم والتضييق عليهم بشتى الوسائل والطرق.




6 - الغزو الفكري ومحو الشخصية السنية:


لقد شكلت الحكومة مع بدايات الثورة وزارة باسم وزارة الجهاد والتعمير وهي بمثابة العمل التبشيري في أواسط أهل السنة، إذا تحتذي في عملها حذو المنصرين في أسلوبهم ووسائلهم حتى استطاعت أن تصل من خلال هذا الأسلوب إلى جميع القرى والأرياف النائية لأهل السنة، كما أصدرت هذه الوزارة مجلة باسمها تتحدث عن نشاطاتها وإنجازاتها حيث أنها كثيراً ما تكتب وتقول أنها استطاعت أن تدخل عشرة أو خمسة من أهل السنة إلى الإسلام، إضافة إلى ذلك فقد شكلت الحكومة أيضاً إدارة محو الأمية ومهمتها الغزو الفكري والعقائدي للأميين من السنة من الرجال والنساء كما رافق هذين الجهازين أيضاً الجهاز الإعلامي بجميع أقسامه المرئية والسمعية والمقروءة من الصحف والمجلات حيث يتمم عمل الجهازين السابقين في غسيل أدمغة السنة خاصة الأطفال، ومن الغزو الفكري الذي تمارسه الدولة أيضاً فتح مكاتب لترويج زواج المتعة بين شباب السنة والتي أطلقت عليها الحكومة اسم مكاتب العفة حيث تقوم الدولة بتشجيع شباب السنة بالزواج من فتيات الشيعة وهذا الزواج لا يزيد عادة عن يوم أو يومين بقصد إبعاد شباب السنة عن عقيدتهم واستغلال هذه الرذيلة كشباك صيد لإيقاع شباب السنة في براثن الفكر الشيعي، كما تقوم الحكومة بتشجيع شباب السنة أيضاً بالزواج الدائم من بنات الشيعة بقصد مسخ الهوية السنية لدى الجيل الجديد الناشئ من هذه الزيجات، وأخيراً قامت الحكومة بعمل أشد رذالة مما ذكر حيث تقوم من جانبها بإطلاق سراح المسجونين من السنة والذين قد حكم عليهم بالإعدام شريطة تزويج أحد الآيات من بنات السنة وذلك بغية توسعة نفوذهم الاجتماعي في مناطق السنة والسيطرة على القبائل من خلال هذه العملية الدنيئة.


أما عن التعليم فإن الضغوط التي تمارس ضد السنة في هذا المجال تنقسم إلى شقين:


الأول: شق المناهج، حيث الغزو الفكري الشيعي والذي ركزت الحكومة عليه في مناهج الدراسة الابتدائية إلى الثانوية العامة، وذلك من حيث تزوير التاريخ خاصة العهد الأموي والعباسي، وإظهار الخلفاء أمام الطلبة بمظهر استخفاف وسخرية يجعل الطالب يكره كل ما يمت لهذا العصر بصلة، ومن ناحية أخرى تمجيد يصاحبه غلو في رجالات وأئمة الشيعة إلى درجات أن الطالب يتخرج من الثانوية العامة وقد حفظ أسماء جميع أئمة الشيعة الأثني عشر كأئمة معصومين للإسلام والمسلمين لا يصل إلى مرتبتهم ملك مقرب أو نبي مرسل إلى يوم الدين، في حين لا تكاد تجد أحداً من هؤلاء الطلبة يحفظ أسماء العشرة المبشرة من الصحابة أو الخلفاء الأربعة، هذا عدا تشجيع الطلبة على حفظ ما صدر من أئمة الشيعة من الخطب والدروس، ناهيك عن تلك الجمل التي صدرت منهم والتي يفرضون حفظها على الطلبة على غرار حفظ الأحاديث النبوية الشريفة في بلاد المسلمين، إضافة إلى التركيز على التشويه والطعن في عقائد أهل السنة والجماعة من خلال الأناشيد المقررة على الطلبة في المراحل الابتدائية والمتوسطة، ومن خلال المواضيع المطروحة في كتب القراءة والتي تدعو إلى الشرك الصريح من خلال تمجيد مزاراتهم والتي يسمونها حرم على غرار الحرم المكي والمدني، والدعوة إلى تقديس هذه الأماكن بشكل يحتقر معه الطالب الأماكن المقدسة لدى المسلمين كالحرمين الشريفين.


وأما الشق الثاني في التعليم: فهو أسلوب إدارة المدارس وكيفية معاملة السنة في السلك التعليمي من حيث كونهم مدرسين أو طلبة، إن وزارة المخابرات قامت بتعيين مدرسين في جميع المدارس الحكومية في المدن والأرياف تحت اسم المشرف التربوي ووظيفة هذا المشرف تنحصر في متابعة المدرسين والطلبة من حيث انتمائهم ونشاطهم المذهبي كالمواظبة على الصلوات مع الجماعة في المدرسة أو حث الآخرين من السنة للصلاة أو على الأقل لفت أنظارهم إلى ما يحدث على الساحة من مؤامرات بحق السنة من ظلم وغير ذلك من الأمور التي يرقبها ويتابعها المشرف التربوي والذي بدوره يفتح هذا الملف عند أي أمر إداري آخر كالتسجيل في الجامعة بالنسبة للطلبة أو تقديم طلب نقل مكان العمل بالنسبة للمدرسين حيث أنه ترفض كل هذه الطلبات بناء على التقارير المعدة من قبل المشرف التربوي، ونتيجة لذلك يحرم 90% من طلبة أهل السنة من دخول الجامعة بحجج واهية وعلى رأسها كالعادة تهمة الوهابية.


وأخيراً نلفت النظر إلى أن الحكومة إمعاناً منها في محو هوية أهل السنة فقد عمدت إلى سن قوانين تحرم على أهل السنة اختيار الأسماء السنية والأسماء المركبة كعبد الله وعبد الرحمن بحجة أنها أسماء عربية وليست فارسية إيرانية، وبناء على ذلك فإن الحكومة وضعت قائمة من أسماء الأولاد والبنات والتي غالباً ما تستخدمها الشيعة لدى مكاتب البلدية المختصة بإصدار شهادات الميلاد وذلك حتى يختار منها السني مجبراً اسماً لأولاده وبناته إذ أن كل من يصر على اختيار اسم سني مميز لأولاده كعمر ومعاوية وعائشة فإنه يحرم من إعطاء ابنه شهادة الميلاد.


7 - إبعاد الشباب عن ساحة المعركة:


وإذا أضفنا إلى مجال التضييق في التحصيل العلمي التضييق في مجال العمل أيضاً بنفس الأسباب المذكورة آنفاً فإنه لا يمكن تصور الكم الهائل من شباب السنة الذين منعوا من مواصلة دراستهم في الجامعة وحرموا من فرص العمل والتجارة، كل ذلك أسباب رئيسية دفعت بالشباب إما إلى الهجرة بحثاً عن لقمة العيش أو إلى الإدمان على المخدرات مما يقلل من دور الشباب في تغيير الواقع المأساوي للسنة وهذا هو بيت القصيد الذي تريد الحكومة الوصول إليه من وراء كل هذه التضييقات، إذ بإبعاد الشباب عن ساحة المعركة وتقليص دوره يكون قد فتح المجال أكثر للحكومة لتنفيذ مخططاتها وتحقيق مطالبها بشأن السنة الباقين، وعند تعرضنا لموضوع شباب السنة هنا يجب أن نسطر كلمة للتاريخ كي تبقى وصمة عار في جبين الحكم الشيعي إلى الأبد، وهي تلك الإعدامات والمذابح الجماعية بحق شباب السنة والتي لم يسبق لها مثيل في العهود السابقة في إيران سوى العهد الصفوي، وعادة ما تتم هذه المذابح تحت غطاء محاربة المخدرات والتي أصبحت مبرراً مشاعاً لقتل هؤلاء الشباب في نفس الوقت الذي أصبحت فيه الوهابية مبرراً آخر لقتل العلماء، ولم تنج ولاية من ولايات السنة من هذه المذابح الجماعية منذ بدء ثورة الخميني وذلك ابتداء بمذبحة الأكراد في أوائل الثورة والتي كان يشرف عليها القوات الجوية لحرس الثورة حيث حصدت المئات من السنة في كردستان، ومروراً بمذبحة التركمانيين والذين قامت الدبابات والمصفحات المجنزرة لحرس الثورة بمداهمة بيوتهم لتجعلها قبوراً على من فيها، وكما حدث أيضاً بولاية خراسان من هدم مسجد الشيخ فيض المسجد الجامع لأهل السنة هناك وقام المصلون لمواجهة بلدوزرات الحكومة للحيلولة دون هدم المسجد ولكن جهودهم باءت بالفشل حين أمطرتهم قوات حرس الثورة بوابل نيرانها وسقط العشرات من القتلى جراء هذا العمل، وتكررت هذه المذابح مرة أخرى حين اعتصم المصلون ببلوشستان بالمسجد الجامع لمركز ولايتهم بزاهدان احتجاجاً على قيام الحكومة بهدم مسجد الشيخ فيض المذكور وقتل العشرات من السنة، فما كان من الحكومة إزاء ذلك إلا أن داهمتهم في المسجد وفتحت النيران عليهم وأسقطت ما يزيد على 200 من شباب السنة بين قتيل وجريح، بل إن هناك مدناً للسنة لا يكاد يرى فيها المرء رجالاً من كثرة ما قتل منهم كمدينة نصرت آباد ببلوشستان، وقس على ذلك جميع المدن والقرى السنية في الولايات الأخرى السنية، إن ما يزيد على 40% من شباب السنة هم في القبور أو في الزنازين تحت سياط جلادي الحكومة، وهنا نغتنم هذه الفرصة لدعوة كل الهيئات المختصة بالدفاع عن حقوق الإنسان لتقصي أوضاع السنة في السجون ابتداء من سجون طهران وانتهاء بسجون مناطق السنة ومراجعة سجلاتهم وقوائم المحكوم عليهم بالإعدام، إن عدم وجود محاكم عادلة أو على الأقل علنية أو تغطية إعلامية هي التي دفعت بالدولة إلى أن تفعل ما تشاء دون علم أو معارضة أحد.




8 - هدم المساجد والمدارس الدينية:


إنه من الأمور الملفتة للانتباه وجود ما يزيد عن 300 ألف سني في العاصمة طهران دون أن تسمح لهم الحكومة ببناء مسجد للصلاة فيه، مع أن السنة قد اشتروا في عهد الشاه أرضاً لهذا الغرض وجمعوا الأموال لبناء المسجد، ولكن مصادرة الأرض المخصصة لبناء المسجد والأموال التي جمعت من أجل ذلك كان أول هدية قدمها الخميني للسنة بمناسبة انتصار الثورة، وما زال هذا الأمر على حاله إلى يومنا هذا، ولم تكتف حكومة الخميني بمصادرة الأراضي المخصصة لبناء المساجد بل تعدته إلى هدم مساجد السنة وها هي أسماء بعض المساجد التي كانت من ضحايا ثورة الخميني:


1 - مسجد السنة بأهواز: يعتبر أول مسجد صودر للسنة، حيث صودر قبل نشوب المعارك مع العراق، حول هذا المسجد إلى مركز لقوات الأمن.


2 - جنوب مدينة طهران: يعتبر ثاني مسجد صودر للسنة وذلك عام 1982.


3 - مسجد تربت جام: موقع هذا المسجد بولاية خراسان، حيث حول هذا المسجد إلى مركز لقوات حرس الثورة.


4 - مسجد ومدرسة نكور: يقع هذا المسجد والمدرسة قرب مدينة جابهار بولاية بلوشستان، حيث قامت الحكومة بهدم المسجد والمدرسة عام 1987 بتهمة أنها أحد مراكز الوهابية.


5 - مسجد السنة بشيراز: صودر بعد مقتل الدكتور مظفريان، حيث أنه هو الذي قام بتأسيس هذا المسجد، وحول إلى مركز لبيع الأشرطة السمعية والمرئية تابع لحرس الثورة.


6 - مسجد الشيخ فيض: يعتبر المسجد الجامع الأثري للسنة في مدينة مشهد، أحد مراكز الشيعة في العالم، ولم تستسغ الحكومة وجود هذا المسجد بهذا المكان فقامت بهدمه عام 1993 - تحت إشراف قوات حرس الثورة - مع ملحقاته من بيت ضيافة وكتاب لتحفيظ القرآن، وأمر إصدار هذا الهدم جاء شخصياً من خامنئي القائد الروحي الحالي لإيران، والعجيب أن هدم مسجد الشيخ فيض جاء بعد المظاهرات العارمة التي سيرتها الحكومة احتجاجاً على قيام الهندوس بهدم المسجد البابري بالهند.


هذا وقد قامت الحكومة بفرض قوانين تنص على منع بناء أي مسجد للسنة في مناطقهم، ومن يثبت عليه تهمة جمع التبرعات من الخليج لبناء المساجد يقبض عليه بتهمة العمالة.


9 - الحرمان من المناصب السياسية والإدارية:


إن حرمان السنة من المناصب السياسية والإدارية لهو أمر يراه المرء ظاهراً في المجتمع الإيراني حيث أن الامتياز الشيعي يكاد يفرض نفسه في جميع المجالات السياسية والإدارية وحتى التعليمية، فمن نواب المجلس الذين يزيد عددهم على 270 نائباً نجد السنة لا يمثلون حتى 10% من هذا المجلس، أما بالنسبة لكراسي الحكومة فلا يوجد حتى وزير واحد من السنة، في حين تصر الحكومة الإيرانية على أن يكون ربع كراسي الحكومة في أفغانستان من الشيعة والذين لا تتجاوز نسبتهم الـ 10% من السكان، وأما بالنسبة للأمور الإدارية فلا يكاد يكون هناك أي مسؤول سني في الإدارات الحكومية بل هو ممنوع بتاتاً ولكن بصورة عملية أكثر منها قانونية، ويكفي للمرء كي يدرك مدى التعصب الشيعي الذي تقوده الحكومة أن يعرف أنه لا يوجد أي مسؤول سني حتى في أماكن السنة في البلدية مثلاً أو في وزارة الصحة أو المواصلات وهلم جراً، هذا بالنسبة للوزارات التي لا تمثل أي أهمية بالنسبة للحكومة، أما الإدارات أو الوزارات المهمة كالداخلية والخارجية والمخابرات وحرس الثورة والتعليم والتجارة والدفاع فإن السنة لا يكادون يحلمون حتى بالدخول إليها فضلاً عن السماح بالعمل بها.


إن كل هذه المجريات والأحداث لم تحدث اعتباطاً من الحكومة ولم تصدر هذه القوانين عفوياً ولم تكن كذلك نتيجة أخطاء فردية من موظف أو اثنين من موظفي الدولة بل كان نتيجة دراسات مسبقة قامت مع قيام الثورة ومع تشكيل الدستور الذي وضع سكين بنوده على رقاب السنة كالبند الخامس والذي يقضي أن تكون ولاية الأمر في إيران إلى ظهور مهديهم للفقيه العادل والذي هو اصطلاح يطلق على من يقوم بمقام المهدي الغائب من فقهاء وعلماء الشيعة، وكذلك البند الثاني والذي يقضي بأن يكون نظام الحكم في إيران على أساس الكتاب وسنة المعصومين والذي هو اصطلاح لأئمتهم من الشيعة الذين يعتقدون أنهم أعلى مرتبة من الأنبياء والملائكة المقربين وأن لديهم علم ما كان وما يكون وما هو كائن إلى يوم القيامة (1)، أي لا مكان أبداً لسنة الرسول صلى الله عليه وسلم، وكذلك البند الثاني عشر والذي يقضي بأن يكون الدين الرسمي لإيران هو الإسلام والمذهب الجعفري الأثني عشري، وقد وضعوا ملاحظة لهذه المادة وهي أن هذه المادة غير قابلة للتغيير إلى الأبد، لتقوم القوانين التي تليها والتي استعرضنا جزءاً منها لتكميل مشهد المذبحة والذي يتفنن جزاروها من الشيعة في إتقان فصولها واحدة تلو الأخرى، وكأن لسان حالهم يقول للسنة: لا بقاء لكم هنا إلى الأبد، ولكن مع متابعة جهودهم ومطامعهم الأخرى يتبين للمرء أن الحكومة في إيران ليست قانعة بما فعلته بالسنة في إيران بل تريد أن تتحكم برقاب جميع السنة حتى أولئك الذين هم في خارج إيران خاصة دول الجوار كالخليج وباكستان وأفغانستان. وكما أشرنا في بداية الحديث أنه ما لم تتكاتف جهود السنة لإيقاف هذا السيل العارم القادم من مقر الحكم في طهران فإن السنة في خارج إيران لن يكونوا بأحسن حالاً من إخوانهم السنة في إيران. والأمر الآخر الذي يجب الاهتمام به هو أنه ما دام هناك بقية نفس للسنة في إيران فإن الأمل لا يزال قائماً بنسف أحلام حكام طهران في عقر دارها وأما - لا قدر الله - إذا أجهزت وسائل التصفية الإيرانية على البقية الباقية من السنة في إيران فإنه حينئذ ستكون آلامنا في مد وآمالنا في جزر - والعياذ بالله - وحينها لا ينفع الندم.



-----------------------------------------


(1) - انظر الحكومة الإسلامية، ص 52، للخميني.


المصدر: مجلة السنة - العدد 70.


&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&

حين اندلعت الثورة المليونية في ايران عام 1979 م شارك أبناء أهل السنة بكل أطيافها في تلك الثورة ، و كان علماء و شباب أهل السنة في مقدمة المتضاهرين و قدّموا مئات الأرواح في سبيل نيل الحرية و الخلاص من الظلم و الاستبداد و اقامة الجمهورية الاسلامية.

لكن بعد انتصار الثورة و سقوط نظام الشاه بأشهر قليلة بدأ خميني و تلاميذه بالخداع و النفاق لأحتكار السلطة و سيطروا على الحكم و حوّلوا آمال الشعب في اقامة جمهورية اسلامية الى اقامة جمهورية طائفية شيعية ضيّقة، و استعملوا السلطة لقمع الأقليات المذهبية و القومية و خاصة الشعب الكردي المسلم. فاتخذ خميني مذهبه مصدراََ للدستور و لجمهوريته و شجّع أبناء طائفته على معاداة أهل السنة و استفادوا من جميع الوسائل المتاحة لهم لضرب اهل السنة و تضعيفهم و تهميشهم من المشاركة في الحياة السياسية و المساهمة في ادارة البلاد.

فمنذ تلك الأيام و حتى يومنا هذا تمارس الحكومة الأستبدادية في ايران، و التي تدّعى أنها جمهورية اسلامية،تمارس أبشع أنواع الظلم و التميز ضد علماء و دعاة و شباب و مثقفي و ابناء أهل السنة و خاصةَ ضد شعبـي الكردي و البلوشي.

و هذه بعض الحقائق الثابتة حول أوضاع المأساوية التي يعيش فيها أهل السنة و الجماعة في ايران في ظل نظام الخميني:-

1- يتكلم حكام ايران خارج ايران عن حرية اهل السنة في بيان عقائدهم و ممارسة طقوسهم و هذا كله كذب و تضليل الناس و تشويه للحقائق. فالشيعة في ايران أحرار في نشر عقائدهم و ممارسة طقوسهم و تأسيس منظمات و اتحادات في حين ليس لأهل السنة شيء من هذه الحقوق بل هم يظلمون و يطردون و يسجنون و يقتلون.

2- منع أئمة و علماء أهل السنة من القاء الدروس و الخطب في المدارس و المساجد و الجامعات و لا سيما القاء الدروس العقائدية، و الاّ يجب أن يكون بأمر من "وزارة الارشاد الأسلامي" و تحت مراقبة وزارة الأمن و الاستخبارات و يجب أن لا يخرج الامام عن الحدود المقرر له و اذا خرج فيتهمونه بالوهابيّة! أو ما شابه ذلك، بينما لأئمتهم و دعاتهم الحرية المطلقة في بيان مذهبهم بل التعدي على عقيدة أهل السنة و سب الصحابة الكرام و ..و......

3- وضع مراكز و مساجد أهل السنة تحت المراقبة الدائمة و تجسس رجال الأمن و أفراد الاستخبارات على جوامع أهل السنة لا سيما ايام الجمعة و مراقبة الخطب و الأشخاص الذين يتجمعون في المساجد أو المراكز.

4- جميع وسائل الاعلام و النشر كالاذاعة و التلفزيون و الكتب و الجرائد و المجلات مسخرة لأئمتهم و أبناء طائفتهم ليستخدمونها كما يشاءون في حين ليس لأهل السنة سهم في تلك الوسائل بل تستعمل هذه الوسائل لضربهم و تضعيفهم.

5- حرمان شباب و أبناء اهل السنة لاسيما المثقفين منهم من تأسيس منظمات و تنظيم ندوات و اجتماعات خاصة بهم مهما تكون نوعها أو حجمها.

6- منع بيع و شراء و انتشار الكتب الاعتقادية لأهل السنة، و منع كتب العلماء البارزين مثل كتب الامام ابن التيميه و ابن القيم و محمد بن عبدالوهاب و علماء أخرون.

7- منع دخول أي كتاب أو أية منشورات أو مجلات اسلامية من الدول العربية أو الأسلامية الاّ بعد أن تمرّ ب"وزارة الارشاد الاسلامي" و توافق هي عليها.

8- ان أهل السنة في ايران محرومون من بناء المساجد و المراكز و المدارس في المناطق التي الأكثرية للشيعة. فمثلاّّ: يعيش في طهران حوالي مليون شخص من أهل السنة و لكن ليس لديهم أي مسجد أو مركز يصلون أو يجتمعون فيه، بينما توجد كنائس للنصارى و اليهود و معابد للمجوس. كل ذلك تحت ذريعة الحفاظ على وحدة المسلمين " السنة و الشيعة" و تجنب التفرقة بينهم في حين للشيعة مساجد و حسينيات و مراكز في المناطق التي الأكثرية للسنة. و يجب أن نشير الى أن هناك مدن كبيرة ليست فيها أي مسجد لأهل السنة مثل مدن: اصفهان، يزد، شيراز، ساوة، كرمان و غيرها من المدن. و الحكومة الايرانية قد قرّرت عدم السماح ببناء أي مسجد لآهل السنة في العاصمة طهران و في مشهد و شيراز.

9- هدم و اغلاق المساجد و المدارس و المراكز الدينية لآهل السنة. مثل: هدم مسجد (جامع شيخ فيض) الواقع في شارع خسروي في مدينة مشهد بمحافظة خراسان في 18/7/1994 م و تحويله الى حديقة للأطفال.

- اغلاق عشرات المساجد و المراكز الدينية مثل: مدرسة و مسجد نور الاسلام في مدينة جوانرو في كردستان، مسجد و مدرسة شيخ قادر بخش البلوشي في محافظة بلوشستان، مسجد لأهل السنة في هشت ثر في محافظة جيلان، مسجد حاج أحمد بيك في مدينة سنندج مركز محافظة كردستان، مسجد في كنارك في ميناء ضابهار ببلوشستان، مسجد في مدينة مشهد في شارع 17 شهريور، مسجد الامام الشافعي في محافظة كرمانشاه في كردستان، مسجد أقا حبيب الله في مدينة سنندج بكردستان، مسجد الحسنين في شيراز، مسجد و مدرسة خواجة عطا في مدينة بندر عباس بمحافظة هرمزكان، مسجد النبي في مدينةثاوة في كردستان، مدرسة مولانا جلال الدين منصور أقايى، مدرسة خليل الله في مدينة سنندج.

10- اعتقال و سجن عدد كبير جداََ من الشيوخ الأفاضل و العلماء البارزين و طلبة العلم و الشباب المخلصين الملتزمين دون أي ذنب أو ارتاكب أية جريمة فقط لأنهم متمسكين بعقيدتهم الاسلامية و يدافعون عن الحق و يطالبون بحقوقهم الشرعية. منهم: مولانا عبدالله قهستانى، الشبخ عبدالعزيز سليمى، الشيخ أحمد رحيمى، مولانا ابراهيم دامني، مولانا عبدالغني شيخ جامى، مولانا عبدالباقي شيرازي، مولانا سيد أحمد حسينى، الشيخ عبدالقادر عزيزى، الشيخ عبدالله حسينى، مولانا جوانشير داوودى، مولانا نورالدين كردار، مولانا سيد محمد موسوى، الشيخ عمر شابرى السنندجى، مولانا غلام سرور سربازى، الشيخ خالد رحمتى و عدد كثير من أعضاء منظمتنا (منظمة خبات الثورية الاسلامية في كردستان ايران) و أعضاء (مكتب القرأن) و تنظيمات أسلامية أخرى .

11- قتل أو اغتيال أو اختطاف ثم اعدام العشرات من العلماء و الدعاة البارزين و المئات بل الألاف من المثقفين و طلبة العلم و الشباب الملتزمين من أهل السنة و الجماعة. منهم: الشيخ العلامة ناصر سبحانى، الشيخ عبدالوهاب صديقى، الشيخ العلامة أحمد مفتى زادة، الشيخ الدكتور علي مظفريان، الشيخ عبدالحق، الشيخ الدكتور أحمد ميرين سياد البلوشي، الشيخ محي الدين خراسانى، المهندس فاروق فرصاد، الشيخ العلامة و القاريء الكيبر محمد ربيعي، الاستاذ ابراهيم صفي زادة، الشيخ نظر محمد البلوشي، الشيخ دوست محمد البلوشي، الشخ محمد ضيائي، الشيخ عبدالملك ملازادة، الشيخ عبدالناصر جمشيد زهي، الشيخ القاضي بهمن شكوري اضافة الى مئات من أعضاء منظمة خبات الثورية الاسلامية في كردستان ايران و التنظيمات الاسلامية الأخرى.

&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&
__________________
** تذكر أن من أحب الأعمال إلى الله : الصلاة على وقتها وبر الوالدين **







استمع للقرآن أثناء تصفحك http://www.tvquran.com
ابومحمدالقحطاني غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس