الأحد 9 ربيع الآخر 1430 ـ 5 أبريل 2009 العدد 3110 ـ السنة التاسعة
كتاب اليوم
عبدالله بن سليمان المنيع
علاج السحر بالسحر
معلوم أن الذي عليه جمهور أهل العلم أن الذهاب للسحرة لا يجوز وأن الأمر محكوم بقول الرسول صلى الله عليه وسلم من أتى كاهناً فصدقه فقد كفر بما أنزل على محمد، صلى الله عليه وسلم. ولاشك أن من ذهب إلى هذا المذهب أو إلى هذا القول فنحن نؤكد أنه لم يأت بشيء جديد ولكنه أخذ بقول شاذ عن بعض أهل العلم. وكون هذا القول صدر عن بعض أهل العلم لا يعني أن ذلك صحيح واعتبره مجموعة من المحققين وعامة أهل العلم قولاً شاذاً ولا يجوز الرجوع إليه. والمحققون من أهل العلم ومنهم الإمام مالك رحمه الله يقول "كل يؤخذمن قوله ويرد إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم" ولا شك أن أي قول يصدر من غير رسول أو نبي من عند الله سبحانه قول يحتمل الخطأ والصواب. وبناء عليه نحن نقول إن الذهاب إلى السحرة بغرض العلاج من السحر لا يجوز وهو حرام قطعاً وأن الله سبحانه وتعالى عندما هيأ هذا الداء وهذا البلاء وهو السحر وجه الأمة إلى الرقية الشرعية ومنها قراءة الفاتحة وقراءة سورة الناس وسورة الفلق وسورة الإخلاص وآية الكرسي. وأما من كان مصاباً بشيء من ذلك واتجه إلى الرقية الشرعية وإلى كتاب الله ففيه شفاء للناس ووجد آثار ذلك كل من كان إيمانه مبنياً على الاعتقاد في سلامة هذا الاتجاه ولا أستطيع أن أقول إن من أفتى بالذهاب للسحرة للعلاج من السحر يأثم، بل أقول إنه اعتقد اعتقاداً غير صحيح، لكن طالما أنه أخذ بقول سلفه فلا أستطيع أن أقول إنه آثم، بل أستطيع أن أقول جازماً ومتأكد إنه مخطئ وعليه التأكد والبحث عن الحق والبعد عن الخطأ في هذا، لأن هذا الأمر ليس بالأمر السهل، بل هو أمر عظيم يهم عامة المسلمين.