الموضوع: وقفة
عرض مشاركة واحدة
قديم 24-05-2010, 11:24 PM
  #1
عوض مهدي آل سعد القحطاني
عضو متميز
 الصورة الرمزية عوض مهدي آل سعد القحطاني
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 919
عوض مهدي آل سعد القحطاني has a reputation beyond reputeعوض مهدي آل سعد القحطاني has a reputation beyond reputeعوض مهدي آل سعد القحطاني has a reputation beyond reputeعوض مهدي آل سعد القحطاني has a reputation beyond reputeعوض مهدي آل سعد القحطاني has a reputation beyond reputeعوض مهدي آل سعد القحطاني has a reputation beyond reputeعوض مهدي آل سعد القحطاني has a reputation beyond reputeعوض مهدي آل سعد القحطاني has a reputation beyond reputeعوض مهدي آل سعد القحطاني has a reputation beyond reputeعوض مهدي آل سعد القحطاني has a reputation beyond reputeعوض مهدي آل سعد القحطاني has a reputation beyond repute
افتراضي وقفة

محاسبة النفس


*قال الله تعالى : ( يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ)[ آل عمران : 30 ] ، وقال : (وَنَضَعُ المَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلاَ تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ)[الأنبياء:47] ، *وقال : (وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَاوَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لا َيُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلاَكبِيرَةً إِلاَّ أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا ولاَ يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا ) [ الكهف : 49 ] ،وقال : ( يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا لِيُرَوْا أ َعْمَالَهُمْ ( فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَه (وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَه) [ الزلزلة : 6 ـ 8 ] .
فاقتضت هذه الآيات ُوما أشبَهها خَطَرَ الحساب في الآخرة،وتَحَقَّقَ أربابُ البصائر أنّهم لا يُنجيهم من هذه الأخطار إلا لزومُ المحاسبة لأنفسِهم وصدقُ المراقبة .فَمَنْ حاسب نفسَه في الدُّنيا ،خفَّ في القيامة حسابُه، وحَسُنَ منقلبُه ، ومَنْ أَهْمَلَ المحاسبةَ دامت حسراتُه.
قالَ عمرُ بن الخطاب رضي الله عنه: "حاسِبُوا أنْفُسَكُم قبلَ أنْ تُحَاسَبُوا ، وزِنُوا أنْفُسَكُم قبلَ أَنْ تُوزَنوا ؛ فإِنَّهُ أهونُ عليكُم في الحسابِ غداً أنْ تُحاسِبوا أنْفُسَكُمُ اليومَ ،وتزَيَّنُوا للعَرْضِ الأكْبَرِ : (يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لاَ تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ)[ الحاقة : 18 ] " .
وقال الحسن : " لاتَلْقى المؤمِنَ إلاَّ يُحَاسِبُ نفسَهُ : ماذا أرَدْتِ تَعملينَ ؟وماذا أرَدْتِ تَأْكُلينَ ؟ وماذا أرَدْتِ تَشْربِينَ ؟ والفاجِرُ يَمْضي قُدُماً قُدُماً لا يُحاسِبُ نفْسَهُ "
وقالَ قَتادةُ فيقولِه تعالى : (وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا)[الكهف : 28 ] : " أضاعَ نفْسَهُ وغَبَنَ ، ومَعَ ذلك تراهُ حافِظاً لمالِهِ مُضَيِّعاً لدينِهِ "
وقالَ الحسنُ:"إنّ َالعبدَ لا يزالُ بخيرٍ مَا كانَ لهُ واعِظٌ مِن نفسِهِ ، وكانتِ المحاسبةُ مِن همَّتِهِ"
وقالَ ميمونُ بنُ مِهرانَ : " لا يكونُ العبدُ تقيّاً حتى يكونَ لنفسهِ أشدَّ محاسبةً مِن الشَّريكِ لشريكهِ . ولهذا قيلَ : النَّفْسُ كالشَّريكِ الخوَّانِ ، إنْ لم تُحاسِبْهُ ؛ ذَهَبَ بمالِك "
وقالَ ميمونُ بنُ مِهرانَ أيضاً : " أَنَّ التَّقِيّ َأشدُّ محاسبةً لنفسِهِ مِن سلطانٍ عاصٍ ، ومِن شريكٍ شحيحٍ "
وكتبَ عمرُ بنُ الخطَّابِ إلى بعض عمَّالِه : "حاسِبْ نفسَكَ في الرَّخاءِ قبلَ حسابِ الشِّدَّةِ ؛ فإِنَّ مَنْ حَاسَبَ نفسَهُ في الرَّخاءِ قبلَ حِسابِ الشِّدَّةِ عادَ أمرُهُ إلى الرِّضى والغِبْطَةِ ، ومَن أَلْهَتْهُ حياتُه وشَغَلَتْهُ أهواؤهُ ؛ عادَ أمرُهُ إلى النَّدامَةِ والخسارةِ "
وقال الفُضَيل بن عِياض : المؤمنُ يحاسب نفسه ويعلم أنّ له موقفاً بين يدي الله تعالى ، والمنافق يغفل عن نفسه ،فَرَحِمَ اللهُ عبداً نظر لنفسه قبل نزول مَلَك الموتِ بِه.
ومُحاسَبَةُ النَّفْسِ نوعانِ : نوعٌ قبل َالعَمَلِ ، ونوعٌ بعدَه .
فأَمَّا النَّوعُ الأوَّلُ : فهو أَنْيَ قِفَ عندَ أَوَّلِ همِّهِ وإِرادتِه ، ولا يُبادِرَ بالعمَلِ حتى يتَبَيَّنَ لهُ رُجْحانُهُ على تركِه .
قالَ الحسنُ رحمهُ اللهُ : "رَحِمَ اللهُ عبداً وَقَفَ عندَ همِّهِ ، فإِنْ كانَ لله مَضى ، وإنْ كانَ لغيرِه تأخّر
النَّوعُ الثَّاني : مُحاسَبَةُ النَّفْسِ بعدَ العَمَلِ :
وحقُّ اللهِ تعالى في الطَّاعةِ ستَّةُ أُمورٍ ، وهي :
1-الإخلاصُ في العملِ .
2-والنَّصيحَةُ للهِ فيهِ .
3-ومُتابعَةُ الرَّسولِ فيهِ .
4-وشُهودُ مَشْهَدِ الإحسانِ فيهِ .
5-وشُهودُ مِنَّةِ اللهِ عليهِ .
6-وشُهودُ تَقصيرِهِ فيهِ بعدَ ذلك كلِّهِ .
قال أبو الدرداء رضي الله عنه: " لا يَفْقَهُ الرَّجُلُ كلَّ الفِقْهِ حَتَّى يَمْقُتَ النَّاسَ في جَنْبِ اللهِ ،ثم يَرْجِعُ إلى نفسِهِ فيكونَ لها أشدَّ مَقْتاً ".
وقالَ مُطَرِّفُ بنُ عبدِ اللهِ : " لولا ما أَعْلَم مِن نَفْسي لَقَلَيْتُ النَّاسَ " . وقال أَيُّوبُ السَّخْتِيانِيُّ : " إِذا ذُكِرَ الصَّالِحونَ كنتُ عنهُم بمَعْزِلٍ".
ولما احْتُضِرَسفيانُ الثَّوريُّ ؛ دَخَل عليهِ أبو الأشهبِ وحمَّادُ بنُ سَلَمَةَ ،فقالَ لهُ حمَّادٌ : "يا أبا عبدِ اللهِ! أَليس قد أمِنْتَ ممَّا كنتَ تخافُه ؟ وتقْدَمُ على مَن ترجوهُ ،وهو أَرْحَمُ الرَّاحمينَ . فقال : يا أَبا سلمة ! أَتَطْمَعُ لِمِثْلِي أَنْ ينجُو مِن النَّارِ؟ قَالَ : إيْ واللهِ ؛ إنِّي لأرجو لكَ ذلك ".
وقَالَ يُونُسُ بنُ عُبيدٍ: " إِنِّي لأجِدُ مئةَ خَصْلَةٍ مِنْ خِصالِ الخير ،ما أَعْلَمُ أَنَّ في نفسي منها واحدةً".
وقال محمَّد بنُ واسعٍ:"لو كانَ للذُّنوبِ ريحٌ ؛ ما قَدِرَ أحدٌ يجلِسُ إليَّ
وذُكِرَ داودُ الطَّائِي عندَ بعض الأمراءِ ،فأَثْنَوا عليهِ ، فَقَالَ : " لو يَعْلَمُ النَّاسُ بعضَ ما نحنُ فيهِ، ما ذلَّ لنا لسانٌ بذِكْرِ خيرٍ أبداً ".
وقالَ أَبو حفصٍ: (مَنْ لَمْ يَتَّهِمْ نَفْسَهُ عَلَى دَوامِ الأوقاتِ، ولم يُخالِفْها فِي جميعِ الأحوالِ، ولم يَجُرَّها إِلَى مكروهِها فِي سائِر أَوقاتِه؛كَانَ مغروراً،ومَن نَظَرَ إِلَيْهَا باستحسانِ شيءٍ مِنْهَا؛ فَقَدْ أَهْلَكَها).
فالنَّفْسُ داعيةٌ إِلَى المَهالِكِ، مُعينَةٌ للأعداءِ، طامِحَةٌ إِلَى كلّ ِقبيحٍ، مُتَّبِعَةٌ لكُلِّ سوءٍ،فَهِيَ تَجْرِي بطَبْعها فِي ميدانِ المُخالَفَةِ.
المراجع : تاريخ دمشق لابن عساكر، مختصر منهاج القاصدين ابن قدامة ، محاسبة النفس عبد الهادي وهبي.
عوض مهدي آل سعد القحطاني غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس