تحية عطرة الى أخي وحبيبي : عاشق الوطن ، وأسمح لي بأن أسطر عبارات الأعجاب لما خطته يداك ، وأحسب أنك ذو اختصاص في الادارة والاقتصاد ، أما أنا فاستبيحك عذراً ان لم أستطع أن أجاريك ولعلني استعين ببعض الاحصائيات والمرجعيات المعينة ، وذاك لأهمية الموضوع ولشموليته ، وسأستهل مقالتي باحصائية عالمية تقول أن الناس في سن التقاعد ستكون اوضاعهم المالية كالتالي:
- 56% عالة على غيرهم ( اولادهم – تأمينات اجتماعية.... الخ).
- 13% مفلسون.
- 26% سيموتون ( كالانتحار أو غيره من الاسباب الاخرى).
- 4% في وضع مادي جيد.
- 1% سيكونن اغنياء.

هل تصورت معي الكم الهائل الذي سيكون ضحية الفقر ، بينما ليس هناك من هو مؤهل للأنتصار على الفقر سوى (4% + 1%). والسؤال الذي اود طرحه ( هل هؤلاء الـ5% مابين أغنياء ومتوسطي المستوى الاقتصادي يملكون من الهمة ماتحيا به الأمة ؟. املي بالله كبير ، ولكن لنبحث في هذا الأمر قبل الانتقال الى محور اخر والذي سنتحدث فيه عن اسباب الفقر.
قرات احصائية اخرى مفادها أن الأمريكان هم أكثر ملياردرات العالم يليهم الأوروبين . ففي مجلة فوربس للمال والأعمال ورد أن بين كل مائتين شخصية رجال أعمال على مستوى ملياردير 70 شخصية أمريكية!!!ثم أوروبا الذي بلغ من بين 200شخصية 52 مليارديراً!!! بينما سجل العالم العربي 7 مليارديرات ( 2 منهم صنعوا ثرواتهم بأنفسهم). وورد 9 نساء على مستوى مليارديرات على مستوى العالم ليس منهم واحدة مسلمة أو عربية!!!!. خمس من التسع امريكيات.
قد تقول أخي لماذا وكيف حصل هذا؟ أجيبك بالاسباب التالية:
- الأغنياء في بلداننا لايساهمون في يقضة الامة واحيا الهمة فهم يعيشون لأنفسهم ويموتون لأجلها ، تصور معي امريكي مثل بيل جيتس صاحب شركة مايكرسوفت وظف بول ألين والذي يملك مايقارب (30,000,000,000دولار) بمعنى انه اعطى ألين هذا المبلغ من شركته ، وثالثهم ستيفن بالمر ( 16 على مستوى العالم) من نفس شركة بيل جيتس ويملك (13,000,000,000 دولار).
يعني هذا أن بيل اعطاه هذا المبلغ من شركته .( سؤالي هل يخلف أي ملياردير عربي أي مليونير في شركته فضلاً عن أن يخلف ملياردير؟)

بعد ذالك أعود لمحور سبب الفقر لدى الاخرين غير 5%.
ولعل السبب السابق له اثر قوي ، ويسانده سبب اخر ينطلق من ذات الفقراء ( ولعلي بذالك اخالفك اخي الكريم عاشق الوطن حين أنسب سبب الفقر الى الفقراء أنفسهم) ، فأغلب الفقراء يحملون قناعات سلبية عن الغنى وقد يلبسونها لباس الدين فيدعون الى الزهد في الدنيا فهم راحلون عن الدنيا فلماذا نبني ونجني ، ولماذا نكدح ونجتهد ونحن ميتون ، ولعمري ما أدخلنا في غياهب الانحطاط الاقتصادي والسياسي الا أمثال هذه القناعات ، وكأني بأصحابها قد تناسوا قوله تعالى : وأعدوا لهم ما استعطعتم من قوة ( الأنفال). والمال قوة. والحديث الصحيح : ان الله يحب العبد التقي الغني الخفي ، والحديثٍ الاخر : المؤمن القوي خير وأحب الى الله من المؤمن الضعيف ، ومن ذالك حديث عمرو بن العاص حين قال له المصطفى وقد ارسله في سرية يغزو ويغنم : نعم المال الصالح مع الرجل الصالح.
كما أن هناك نقطة اساسية سأتطرق اليها بالتفصيل في موضوعي ( رسالة الى الجمعية ) . الا وهي التخطيط فمعظم من افتقروا يعود جل سببهم الى اهمالهم للتخطيط ، فتجده في سابق عهده ( كريم سبلا) وفي اخرها يقف في طابور الفقر ، يقول ابراهيم الموصلي في قاعدته الادارية:
If you fail plan you plan to fail

سأعود للموضوع مساءاً فلكم جزيل الشكر للأنتظار.......

__________________
خلف كلماتي..هناك نية ايجابية...يراها الايجابيون...حاول أن تراها....