عرض مشاركة واحدة
قديم 02-01-2006, 09:48 AM
  #1
مخاوي سهيل

.: مشرف ســـابق :.

 الصورة الرمزية مخاوي سهيل
تاريخ التسجيل: May 2005
الدولة: السعودية
المشاركات: 1,500
مخاوي سهيل has a reputation beyond reputeمخاوي سهيل has a reputation beyond reputeمخاوي سهيل has a reputation beyond reputeمخاوي سهيل has a reputation beyond reputeمخاوي سهيل has a reputation beyond reputeمخاوي سهيل has a reputation beyond reputeمخاوي سهيل has a reputation beyond reputeمخاوي سهيل has a reputation beyond reputeمخاوي سهيل has a reputation beyond reputeمخاوي سهيل has a reputation beyond reputeمخاوي سهيل has a reputation beyond repute
افتراضي رائعة جديدة للهتلان .......حوارنا الوطني: على المكشوف

حوارنا الوطني: على المكشوف


سليمان الهتلان*
بعد لقائنا بالملك عبدالله عند اختتام فعاليات الحوار الوطني الخامس هنأت وزير الثقافة والإعلام على نجاح تجربة النقل الحي لفعاليات الحوار الوطني، راجياً أن تكون هذه الخطوة هي الأولى في مشروع الانفتاح الإعلامي الجديد وتجاوز عقد الماضي. لكن التهنئة تتعدى وزارة الثقافة والإعلام إلى القيادة السياسية العليا التي أكدت ثقتها وثقة المجتمع السعودي بتجاوز الخوف من "كشف المستور" في إشكالاتنا مع "نحن" ومع "الآخر". إنه انتصار للخطاب الجديد على الخطاب القديم المنغلق على ذاته الذي ضحك على عقول بعضنا طويلاً بالإصرار على التحذير من "نشر الغسيل"، والإلحاح على مصطلح "الخصوصية" الذي كاد يعزلنا عن إمكانات العالم وفرص الانفتاح على أرض الله الواسعة.
نقل قناة الإخبارية الحي لحواراتنا داخل فندق قصر أبها عكس - من ضمن ما عكس - ثقة صانع القرار السعودي في أنه لا يوجد لدينا ما نخشاه من مكاشفاتنا واختلاف وجهات نظرنا. فها نحن نناقش إشكالاتنا واختلافاتنا في العلن. إنها نقلة نوعية ومدهشة في وعي السعوديين خاصة إذا تذكرنا أن بيننا - إلى وقت قريب - من دفع ثمناً باهظاً للإيمان بضرورة "نقد الذات" ومواجهة أزمات المجتمع في العلن، بجرأة ومصداقية. أكاد أجزم أن كثيراً مما قيل في حوارنا الوطني الأخير ربما أدخل السجن أو قاد إلى التكفير قبل أربع سنوات. واليوم، ها نحن نناقش "المستور" في رؤيتنا لبعضنا وللآخر تحت ضوء الشمس بمتابعة مباشرة من المهتمين في الداخل وفي الخارج.
بعد إحدى جلسات الحوار الوطني، همس في أذني زميل كريم من المشاركين بـ"نصيحة أخوية"، قال إنه يريد أن يبقيها في السر كيلا يحرجني أمام الآخرين، فرجوته أن يحتفظ بنصيحته حتى نعود إلى القاعة ويقولها في العلن للمشاركين ولمن يتابعنا خارج القاعة. إنني من أشد المؤمنين بحق المجتمع، بكل أطيافه، في أن يكون شريكاً فاعلاً في حواراتنا ونقاشاتنا التي تنشد الخير لبلادنا، حتى وإن اختلفت في رؤاها ومشاربها.
في قاعة الحوار، تأكد المتابع أنه يكذب من يدعي أنه الوحيد في المجتمع وأن رأيه يمثل الأغلبية. كان ثمة أكثر من رأي وأكثر من مدرسة فكرية تعكس تنوعاً فكرياً ومذهبياً في مجتمعنا، حقيقة حية في كل المجتمعات الإنسانية.
النقل المباشر لفعاليات حوارنا الوطني أكد من جديد أن وعي صانع القرار السياسي في بلادنا (وربما وعي المجتمع إجمالاً) قد تجاوز عقلية "الحرس القديم" في وسائل إعلامنا ممن أراد حبس المجتمع في دائرة مصالحه ومحاذيره وجهله بحقائق التغيير التي يعيشها مجتمعنا والمجتمعات المجاورة. كم مرة حذرنا من أنه لا يمكن أن تتعامل مع إشكالات اليوم وهمومه وشؤونه بلغة الأمس الممعنة في الحذر من أي جديد؟.
بعيداً عن تفاصيل القضايا والرؤى المطروحة خلال حوارنا في (نحن والآخر) وبعيداً عن الجدل حول بعض المصطلحات أو التفاصيل الأخرى في هذا الحوار، الحقيقة أن نقل فعاليات الحوار تلفزيونياً على الهواء مباشرة هو في رأيي انتصار سعودي قبل أن يكون انتصاراً لدعاة التجديد في خطابنا الديني وخطابنا الإعلامي. إنه فعلاً مناسبة مهمة أعلن من خلالها وفاة الخطاب التقليدي القديم والعقلية التي حمته ورعته وكفرت أو حاربت من حاول تجديده وكشف تخلفه وخطره.
السؤال الذي تكرر على مسامعي كثيراً: هل كانت هذه الخطوة مجرد "ضربة حظ" أم كانت محسوبة وتشكل فعلاً بداية لوعي إعلامي جديد في المملكة؟ والذين يطرحون سؤالا كهذا ينتابهم - وهم معذورون - قلق من أن يكون النقل التلفزيوني المباشر للحوار الوطني الخامس ليس سوى "غلطة" لن تتكرر في حواراتنا القادمة ولا تعكس انفتاحا إعلامياً ولا يحزنون. هناك من يخشى من أن البعض حينما يفوق من "غفوة الأسهم" سينشغل مجدداً بالوقوف سداً منيعاً ضد أي محاولة جادة للتنوير والتغيير وسيستعيد أمجاد الماضي القريب بتسحيب البشوت في مجالس أهل الحل والعقد وتقديم عرائض الرفض ضد كل جديد.
غير أن قراءة عاجلة لما يجري من حولنا، وما يجري في العالم، لابد أن تؤكد أننا كمجتمع لا يمكننا الاستمرار في السباحة ضد التيار! الحقائق على أرض الواقع - دعك من الأكاذيب القديمة والحديث الساذج عن التاريخ والماضي - تؤكد أنه لا سبيل للتراجع عن مشاريع الانفتاح الجاد والتعامل الواثق مع الآخر. أما أولئك الذين يريدوننا أن نشعل حروباً مع العالم كله، نكون نحن وليس هم أو أولادهم، حطباً رخيصاً لها، فإن زمنهم بدأ يتلاشى وقوتهم بدأت تتآكل في ظل وعي فكري مختلف لابد أن يقود إلى وعي جديد حجبتنا عنه طويلاً أكاذيب بعض المؤرخين ومروجي أساطير الماضي المليء بكل أشكال الهزيمة والوهن.
في أبها.. مشينا خطوة.. وأمامنا مزيد من الخطوات نحو الأمل في مستقبل نفهم فيه حقائق الواقع، وتنتهي فيه لغة التعالي على الحقيقة بكل أوجهها. صحيح أنها خطوة واحدة، لكنها أعلنت لنا ولغيرنا أننا الآن نفكر جدياً في المستقبل بلغة جديدة قوامها فهم إشكالات الراهن والرغبة في استثمار إمكانات القادم.
نعم.. أنا على يقين من أن العجلة تسير إلى الأمام ولا يمكن إعادتها إلى "الحفرة" القديمة التي حُجب عنا الضوء فيها طويلاً!.
* كاتب سعودي، رئيس تحرير مجلة فوربز العربية


المصدر
__________________
ليست مشكلتي إن لم يفهم البعض ما أعنيه.
وليست مشكلتي .. إن لم تصل الفكرة لأصحابها.
هذه قناعاتي .. وهذه أفكاري
وهذه كتاباتي بين أيديكم
أكتب ما أشعر به .. وأقول ماأنا مؤمن به
أنقل هموم غيري بطرق مختلفة
وليس بالضرورة ماأكتبه يعكس حياتي ..الشخصية
هي في النهاية .. مجرد رؤى لأفكاري.
مع كامل ووافر الحب والتقدير لمن يمتلك وعياً كافياً
يجبر قلمي على أن يحترمه
مخاوي سهيل غير متواجد حالياً