عرض مشاركة واحدة
قديم 22-02-2012, 11:58 AM
  #1
مسعود فهد المسردي
عضو
تاريخ التسجيل: Feb 2010
المشاركات: 72
مسعود فهد المسردي is a jewel in the roughمسعود فهد المسردي is a jewel in the roughمسعود فهد المسردي is a jewel in the rough
افتراضي تثليث من منازل محجة حضرموت السفلى

يعد طريق محجة حضرموت أحد الطرق الرئيسية التي استخدمت للوصول الى الأماكن المقدسة خلال العصر الاسلامي المبكر وتأتي أهميته من كونه أحد الطرق القديمة التي تربط جنوب الجزيرة العربية بغربها وشمالها مشكلا حلقة وصل بين الحضارات القديمة في جنوب الجزيرة العربية ( الحضارة السبئية والمعينية والحضرمية والقتبانيه ) وحضارات شمال الجزيرة ( الحضارة الدادانية واللحيانية والنبطيه) وهذا الطريق في الأصل من طرق التجارة المسماة بدرب البخور تحول بعد بزوغ فجر الاسلام الى طريق للحج الا أنه لم ينل حظه من الاهتمام والعناية من حكام الدول الاسلامية المتعاقبة كما نال طريق الحج اليمني الأعلى وربما كان لطبيعة البلاد الصحراوية التي يجتازها هذا الطريق دور في ذلك من حيث أنه يمر بمناطق رملية ربما أخفت الكثير من معالمه وأعلامه وان كان السائر يرى المنارات الحجرية والحبال المتدلية من الجبال والتي يرجح بعضهم أنها من اعلام ذلك الطريق الموغل في القدم وما يهمنا هنا هو ذكر بعض محطات الطريق التي ذكرها الهمداني في صفة جزيرة العرب والواقعة بين تثليث وبيشه حيث يقول رحمه الله معددا منازل الطريق في تلك الجهة


ثم الملحات ثم لوزة ثم عبالم ثم مريع ثم الهجيرة ثم تثليث ثم جاش ثم المصامة ثم مجمعة ترج والتقت بمحجة صنعاء بتباله )

وهذه المواقع معروفة وتقع على نسق واحد ماعدا تثليث ربما يكون ذلك الوقت بلدا أومنهلا في وسط الوادي في الجنوب الشرقي من جاش حسبما جاء في الوصف علما أن أكثر المواضع لازال محتفظا باسمه حتى هذه اللحظة

وهذا وصف لها حسب الترتيب الوارد في الكتاب الآنف الذكر

* عبالم

ويسمى الآن اللجام وهو أحد الأودية الكبيرة التي ترفد وادي السليل شمال غرب محافظة يدمه التابعة لمنطقة نجران


* مريع

واد لايزال يحمل اسمه حتى هذا العهد


* الهجيره

قرية أثرية قديمه تقع في المسافة بين الأمواه ومركز الحمضة جنوب محافظة تثليث وتسمى الآن الجعيفرة ولا أستبعد أن تكون احدى أهم محطات الاستراحة لذلك الطريق لوجود الكثير من الآثار المتفرقة المثمثلة في القلاع وأطلال المباني والسدود وقنوات الري والمقابر وأشياء أخرى تنم عن حضارة سادت ثم بادت ازدهرت في هذه البقعة في غابر الزمن اضافة الى أن الهجيرة من مناجم التعدين القديمة في العصر الجاهلي والاسلامي الوسيط كما دلت على ذلك كتب الثراث ويقال أنها كانت عاصمة لقبيلة الضياغم الذين كانت لهم صولة وجولة في المنطقة قبل عدة قرون كما يقال أنه اكتسبت اسمها ( الجعيفرة ) من أحد بطون الضياعم ويسمون الجعافره وقد انتقلوا الى الشمال بعد أن سكنوها مدة من الزمن ولازالت آثارهم باقية حتى هذا اليوم وفي رحيلهم تحاك قصص طويلة يطول المقام لسردها
ومادام أنها كما ذكرنا فلانستبعد أنها كانت ذات أهمية بالنسبة لحجاج وسالكي الطريق من حيث أنها أول المحطات التي يتزودون منها بمؤنهم بعد اجتيازهم الطريق الصحراوي من نجران الى وادي تثليث


* تثليث

من تحديد الهمداني أنها تقع في الترتيب بعد الهجيرة لذا يرجح الأستاذ فراج بن شافي الملحم أنها المستوطنة الأثرية التي عثر عليها قبل سنوات في وسط حوض وادي تثليث قرب منهل برودان ( البردان قديما)
وهي مستوطنة قديمة لم يبق منها الا أطلالها ورسومها ومساحتها في حدود كيلو متر طولا وحوالي 800 متر عرضا وكل جدرانها مدورة على شكل اسطواني وتبعد عن مدينة تثليث الحالية مسافة 30 كم جنوبا
وهذا القول قابل للأخذ والرد خاصة اذا علمنا أن بعض الآثاريين وقف على هذه المستوطنة وأشكل عليه تلك الركامات الحجرية أهي اطلال منازل أم مقابر جاهلية والامر يحتاج الى بحث وتقصي من أصحاب الاختصاص

* جاش

بلدة موغلة في القدم أخذت اسمها من الوادي التي تقع على ضفافه وقد تشكل فيها مركز حكومي يقع جنوب غرب تثليث ويبعد عنه بما يقارب العشرين كيلا
وهي بلدة زراعية مشهورة بالنخيل منذ القدم وعلى ضفاف الوادي تتناثر البيوت الطينية والتي لايعرف لبعضها تاريخ ويرجح بعض المهتمين بتاريخ المنطقة كالعلامة هاشم النعمي ويحيى الألمعي وفراج الملحم والدكتور مسفر الخثعمي أن حصن الصحابي الجليل عمرو بن معدي كرب يقع بالقرب من هذه البلده
وللمعلومية فان في قرية السفح بجاش حجر اسطواني يزن أكثر من مئة كيلو جرام كان الاقدمين يتبارون في روزه أي رفعه فسمي المرازه وقد ذكر لي الباحث المعروف عبدالله الشايع المتخصص في تحديد طرق الحج القديمة أن هذا الحجر لايتواجد الا في المناطق التي تمر بها طرق القوافل القديمه


* المصامه

وهي فلاة غرب جاش تبعد عنه مايقارب من الثلاثين كيلا ولها طريقان أحدهما يسمى نجد السعيدة وأرجح

أن طريق الحاج يمر به للأسباب التالية

(1) ذكر ياقوت أن جبل لحي جمل على جادة الحاج وهذا الجبل بعد السعيده مباسرة دون الحيد يمينا أو شمالا وهو من الاعلام البارزة في تلك الجهه

(2) كثرة النقوش والرسوم الصخرية التذكارية مما يعني أن أولئك المسافرين كانوا يسجلون ذكرياتهم أينما حلوا وارتحلوا

(3) لوقوعه بين جبال منيعة فيها مواضع للمياه وبهذا يستطيع المسافر ورجال القوافل أن يستريحوا بالقرب منها اضافة الى أنها أمان من تربص قطاعي الطرق بعكس الطرق الصحراوية المفتوحة

أما المصامة فانها دارة واسعة تسمى قديما بمصامة بني عامر فاذا اجتازها المسافر غربا دخل في جبال الحصير المنيعة وغرب تلك الجبال في المسافة بينها وبين بيشة بئر قديمه تسمى راك وأرجح أنها المقصودة عند الهمداني في قوله

( بلاد بني نهد طريب ومصابه من ذوات القصص وكتنه وأراك واد فيه راك وأراك ناحية المصامة من ديار خثعم بن عامر بن ربيعه)

لذا قد تكون من موارد الحاج لوقوعها على نفس النسق للمحطات الآنفة الذكر وموقعها في أعلى وادي الحنثرية في واد صغير اسمه راك وهي عبارة عن جفر قديم مياهه عذبة دفن قبل سنوات من الحكومة لحصول نزاع قبلي حوله وقد تأسس عليه مركز حكومي انتقل بعد انتهاء النزاع ويبعد عن منهل الحنثرية بحوالي 15 كم وسط آكام وحشوش سود وقد طلبت من أستاذي فراج بن شافي تحديده فأفادني بالتالي

من الشمال آكام راك وهي عبارة عن غرابيب حالكة السواد

من الجنوب شعاب وادي الحنثرية وهضبتي رفضة وشقراء

من الغرب/ شعاب راك وجبال الأنائف

من الشرق / شعاب أمهات جار والمحتفرات

هذا مااستطعت معرفته من منازل طريق حاج حضرموت الذي لم ينل حظه من اهتمام الباحثين قديما وحديثا عدا ماورد عند الهمداني رحمه الله ورجائي أن ينبري له من يدرس أعلامه واتجاهاته كما فعل بطرق الحج في جنوب الجزيرة وشمالها

والله ولي التوفيق


مسعود بن فهد المسردي
مسعود فهد المسردي غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس