الموضوع: عقبة وخسارة
عرض مشاركة واحدة
قديم 06-12-2011, 01:25 PM
  #1
حسين آل حمدان الفهري
. . :: كاتب وباحث :: . .
 الصورة الرمزية حسين آل حمدان الفهري
تاريخ التسجيل: Jan 2005
الدولة: ديرة تولد بها .. وديرة ترزق بها
المشاركات: 2,947
حسين آل حمدان الفهري has a reputation beyond reputeحسين آل حمدان الفهري has a reputation beyond reputeحسين آل حمدان الفهري has a reputation beyond reputeحسين آل حمدان الفهري has a reputation beyond reputeحسين آل حمدان الفهري has a reputation beyond reputeحسين آل حمدان الفهري has a reputation beyond reputeحسين آل حمدان الفهري has a reputation beyond reputeحسين آل حمدان الفهري has a reputation beyond reputeحسين آل حمدان الفهري has a reputation beyond reputeحسين آل حمدان الفهري has a reputation beyond reputeحسين آل حمدان الفهري has a reputation beyond repute
افتراضي عقبة وخسارة

عقبة وخسارة

أما خسارة فلقب لرجل له أخوة كرام كلما قاموا بواجب الضيافة قدموا أخاهم عقبة بحكم أنه الأكبر عمراً ليحَيّيَّ بالضيوف فيقول دائماً: حياكم الله على قل الخسارة ، وبالفعل الخسارة من جيوب أخوته.
أما رفيق دربه فهو عقبة صاحب اللقب الثاني الذي يقبع في زاوية المجلس كقط وديع ،فإذا وافق الضيف لمن حوله قام عقبة وقال: أنا عقب فلان ، أو عقب الربع ، مطبقاً المقولة: من ساعة إلى ساعة فرج .
لا ألوم عقبة وخسارة، فسعر الخروف بألفين ريال وسعر كيس الأرز فوق الثلاثمائة ، ناهيكم عن مكملات السفرة مما لذ وطاب .


المصارعة من أجل الضيف

ومع هذه الارتفاعات الجنونية في الأسعار فقدنا أشياء كثيرة ، كانت ملتصقة بحقبة اجتماعية صنعناها بأيدينا، ففقدنا المصارعة على موافقة الضيوف ، هذا يطلق ، وهذا يحرم ، وهذا يحذف بعقاله ، والآخر يخرج غاضباً ، بل إننا لم نعد نسمع : قل تم ، وكأنها سقطت من القاموس فجأة.
وأحياناً يأتي عند المرء مناسبة ، فيدعو لها الكثير ، ثم يفاجأ بأسئلة لم تكن تطرح ساقاً ، فهذا يسأل عن الضيف ، والآخر يستفسر عن مدة بقاءه، وآخر يقول عشاء الجيران عندي مع أنه لا يتواصل معهم أصلاً، وفي النهاية لا يحضر من المدعوين إلا عقبة وخسارة.


الفطور عندنا

مرت فترة زمنية رأينا فيها أنواع الكرم ، تبدأ الإجازة ثم تنتهي ولم تنتهي المناسبات ، بل تأتي السنة القادمة والبعض منتفخ البراطم عابس الوجه لأنه لم يتمكن من القيام بالواجب كغيره.
وينظرون بعين الازدراء لمن يدعو لوجبة الإفطار ، فهي في عرفهم سابقاً لفئة البخلاء ، ومن لا يقومون بالواجب كما ينبغي . وتبدلت الظروف و تغيرت الأحوال وأصبح " الفطور عندنا " من الأفعال المجيدة ، وأخذ الكثير يرددون بعض من الأمثال المنسية ، فهذا يقول: "خروف بدون عظام" ، والآخر يقول: " البُر بريره ".


لحم الحاشي

كنا حتى وقت قريب نسمع بجُمل رنانة تفتح الشهية وتجعل البطن يشتاق للأكل حتى وإن كان يفيض بما فيه ، فهذا من باب تهوين الأمر يقول: "افترسنا اليوم لبَّاني " مع أن هذا الَّلبّاني لو ينطقل منهم لتركوه لوجه الله عجزاً عن اللحاق به، وآخر يقول "غَفَصنا ماعزٍ من غنمنا" ، والآخر يقول مبالغاً : " كليناه بعظامه" .
انتهت هذه وبقيت آثارها فقط، وحل مكانها جمل أخرى كقولهم : "لحمة الحاشي مافيها دهون ، ولا فيها كلسترول " والآخر يقول: سمعت الدكتور جابر يمدح لحم الإبل ، بل سمعت أحدهم يقول وله مآرب: "الله يقلع لحم التيوس يارجال ، أثر ماهوب صحي" .
من يلومه فالتيس الصغير بألف ومائة ريال ، وأهم ما يلزمنا صحتنا.


الكرم

الكرم عادة عربية إسلامية ، بل هناك من قدَّم الكريم على الشجاع الذي يضحي بدمه ونفسه، والكرم من سمات العرب قديماً وحديثاً يتفاخرون به على من سواهم من الأمم .
لا أعتقد أن عربياً سيترك ضيفه بدون قراء.
ولكن ... نحن لم نحسن الطريقة في إقراء الضيف ، فلا نحن اقتدينا بسنة نبينا وفعل أصحابه ، ولا نحن اتبعنا ما كان يفعله أجدادنا قبل بزوغ النفظ ، فقد كانوا يقومون بالواجب عل أصوله مع أن أكثرهم لا يجد قوت يومه .
نحن بحاجة إلى إعادة النظر في كثير من تصرفاتنا ، خاصة أن الظروف المعيشية الصعبة مواتية لهذا التغيير.
ليست دعوة للبخل والتقطير ، ولكنها دعوة لخير الأمور وهي الوسطية.
لا للتبذير والإسراف.
وألف لا، للبخل والتخلي عن صفة الكرم العربية الإسلامية.
نعم لإكرام الضيف ، كرامة طيبة هانئة ، خالية من الرياء والمباهاة .
هناك من كرمه للبعيد فقط .
وهناك من كرمه مجرد وجبة دسمة خالية من البشاشة وطلاقة المحيّا.
وهناك من كرمه على مقولة: إذبح لي واذبح لك.
وهناك من كرامته "قرص بر" ولكنها تعادل خروفين عند غيره.
وهناك من ترحيبته تكفي عن عشرين وليمة، وقديماُ قالوا: رحبي ولا تغديني.

جعلنا الله وإياكم من المستورين.
حسين آل حمدان الفهري غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس