الموضوع: ... المسفار ...
عرض مشاركة واحدة
قديم 23-10-2010, 10:54 PM
  #1
فواز أبوخالد
عضو متميز
تاريخ التسجيل: May 2007
الدولة: الرياض
المشاركات: 956
فواز أبوخالد has a reputation beyond reputeفواز أبوخالد has a reputation beyond reputeفواز أبوخالد has a reputation beyond reputeفواز أبوخالد has a reputation beyond reputeفواز أبوخالد has a reputation beyond reputeفواز أبوخالد has a reputation beyond reputeفواز أبوخالد has a reputation beyond reputeفواز أبوخالد has a reputation beyond reputeفواز أبوخالد has a reputation beyond reputeفواز أبوخالد has a reputation beyond reputeفواز أبوخالد has a reputation beyond repute
افتراضي ... المسفار ...

.. المسفار ..


فصل دراسي طويل ، زاده حر الصيف طولا ، لم يخفف وطأته إلا وعد أبيهم لهم
برحلة سياحية ، لم يحدد وجهتها فأخذوا يحلمون ، حكوا لأصحابهم عنها مقدما ، شاركتهم
أمهم أحلامهم ، تخيلته متأبطا ذراعها بين حدائق غناء ، يبث لها أشواقه ، يعيد لها
ذكريات الماضي ، حلت إجازة الصيف ، تسابق جيرانهم في مغادرة الحي ، بدا
كمدينة أشباح ، خاليا إلا من بعض السكان ، تأخر في تنفيذ وعده ، ظنوه نسي فذكروه ،
اعتذر بالعمل ، ألحوا في مطالبته ، أقنعهم بالسياحة الداخلية ، رضوا مكرهين ، ضغط عليها
أبنائها ، وافقت وفي نفسها أسى ، أرسلها معهم ، هرب خارج الحدود ، رافق زميله
الذي يصغره بخمس و عشرين عاما ، نصحه بالحبة الزرقاء ، استخفه فأطاعه ، حاول
نسيان عائلته ، قرر تجديد شبابه ، صبغ شعره باللون الأسود ، عند أحد الصالونات أصلح
ما يمكن إصلاحه ، لم يبقى فيه إلا قليلا من تجاعيد الماضي ، ظنها لن تشي بعمره ، خامره
شعور بالانتعاش ، نظر لوجهه في المرآة ، أعجبه حسنه ، تهللت أساريره ، شعر بالرضى
عن مظهره ، رفع رأسه ، أقام ظهره ، برز صدره ، أحس أنه شاب في العشرين ، يحدوه الأمل
بحياة جديدة ، ابتسم ، ساءه سواد في جذور أسنانه ، لا وقت لديه لترميمها ، تجهم وجهه ،
درب نفسه على تقليص ابتسامته ، استعاد ثقته بنفسه ، لبس على الموضة ، في الطريق
شغل أغنية راقصة ، حركت مشاعره ، انتشى لها طربا ، وصلا إلى حي شعبي ، يرتسم
الفقر في زواياه وعلى الوجوه ، إضاءة خافته لا تكاد تجلو الظلام الذي يلف تلك الأزقة الضيقة ،
أمام شقة أهل العروس ، استقبلهما والدها بالترحيب الحار ، ومعه صبية غطوا أجسادهم
بأسمال بالية ، ترى الجوع في وجوههم ، دخلا إلى مكان ضيق ، يكاد يخلوا من الأثاث
إلا بقايا من قطع مهترئة ، حضرت الفتاة ، كانت بعمر أبناءه ، سلمت عليهما من بعيد ،
وقف الشاب بقرب والدها ، عرفها عليه ، أطرقت خجلا ، تورد خداها ، تمتمت مرحبة ،
انتقل إليه ، ذكر لها اسمه ، نظرت إليه ، ببراءة طفله ، ابتسمت له ، رمقها بشبق ،
صفعته بقولها : ( أهلين عمو ) .



......................
__________________
...........

تم شطب رابط الموقع (ادارة الموقع)

............

التعديل الأخير تم بواسطة فواز أبوخالد ; 23-10-2010 الساعة 10:55 PM
فواز أبوخالد غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس