عرض مشاركة واحدة
قديم 24-06-2010, 11:40 AM
  #164
المناضل السليماني
مشرف
المجلس الاسلامي
 الصورة الرمزية المناضل السليماني
تاريخ التسجيل: Oct 2006
المشاركات: 3,909
المناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond repute
افتراضي رد : ايه الخطيب المبارك اليك سلسة من الخطب

الخطبة عن معاوية رضي الله عنهما



الحمد لله عمَّت نعمتُه، وتتابعت بركتُه، وَشَمِلَتنا ألطافُه، وهو اللطيف الخبير. سبحانه وبحمده هدانا من الضلالة، وأنجانا من الغواية، وجعلنا من خير أُمةٍ أُخرجت للناس، وألبسنا من آدابها وشرائعها خير لباس، وجعلنا فيها أتباعاً لخير الناس صلوات الله وسلامه وبركاتُه عليه. أشهد ألا إله إلا الله يحيي العظام بعد موتها، ويحيي القلوب بعد غفلتها ومواتها، وأشهد أن سيدنا محمداً عبدُ الله ورسوله، المبعوثُ رحمةً للعالمين، وحُجة على السالكين، والهادي من شاء الله هدايته إلى الصراط المستقيم، اللهم فأحيِنا على سُنَّته، وتوفَّنا على مِلَّته، وارزقنا حُبَّه وحُسن الائتساء به صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً.
أما بعد، فإن خير الحديث كتابُ الله، وأحسن الهدي هديُ محمدٍ صلى الله عليه وسلَّم، وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعةٍ ضلالة.

ثم إنه –إخواني في الله- من قضايا الدين وأُسسه الحُبُّ في الله والبُغضُ في الله، فهما أوثقُ عُرى الإيمان،
وإن من أعظم المسلمين ولايةً لله ورسولِه والمؤمنين صحابةَ رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهم أنصارُ الله ورسوله، وهم حزب الله، وهم شركاء رسول الله في المجلس والطعام والهمِّ والدعوة والصبر على الأذى في سبيل الله، فيا لله كم من سبيلٍ للخير شرعوه، وكم من منكر وباطل هدموه، فما أحسن أثرَهم على الناس وأقبَحَ أثر الناس عليهم. نَصَرَهَم الله ببدرٍ وهم أذلة، وابتلاهم في أُحدٍ واتخذ منهم شهداء، وأخبر عنهم في الخندق أنهم صدقوا ما عاهدوا الله عليه، وما مات رسولُ الله إلا وهو عنهم راضٍ صلى الله عليه وسلم، ورضي الله عنهم. فهؤلاء هم القوم الكرام، يقتدي بهم أهلُ الإسلام، وما فتحُ الباب لغمزهم والطعن فيهم إلا فتحٌ لباب النفاق وإنقاص الدين على المسلمين.
وإن رقيقي الديانة، من منافقين وضُلال ومرتابين طمع فيهم إبليس، وصدَّق عليهم ظنَّه فاتبعوه. فمن الناس من يتخذُهُم غرضاً أجمعين، ويزعمون ردَّتهم، ويهدمون فضائلهم وصُحبتهم، وهم بذلك يهدمون أو يحاولوا هدم الدين فما وصلنا القُرآن ولا الحديث إلا من خلالهم رضي الله عنهم، فالطعنُ فيهم طعنٌ في الإسلام. ومن الناس من يذهب إلى بعض الأحداث والفِتَن التي جرت على الصحابة رضي الله عنهم، فيحكم لبعضٍ على حساب البعض، ويدخل بينهم معدِّلاً ومجرِّحاً، ومنحازاً لصفٍ على حساب آخر. كمثل الرجل الذي جاء لأبي زرعة الرازي رحمه الله فقال: إني أبغض معاوية. فقال له : لم ؟ قال : لأنه قاتل علياً بغير حق . فما كان أحسنَ مِن جواب أبي زرعة الذي قال له: ربُّ معاوية ربٌ رحيم، وخصمُ معاوية خصمٌ كريم فما دخولك بينهما؟.
وإن معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه وأرضاه رجلٌ من أصحاب رسول الله ممن أُمرنا بالترضي عنه، وسلامة الصدر له، بل لقد حاز فوق عموم فضل الصحبة فضائلَ أُخرى سنُلمُّ ببعضها في هذه الخطبة، وما ذلك لأنه خير الصحابة ولا أفضَلُهم، بل إنَّ منهم مَن هُو خيرٌ منه بدرجات رضي الله عن الجميع، ولكنَّ معاوية رضي الله عنه رجُلٌ كَثُر كلامُ أهل الأهواء فيه، واتخذه الرافضةُ هو وابنُه يزيد مدخلاً ومُقدِّمةً لِسَبِّ بقية أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم. وكثيراً ما يتحدَّث القومُ ويورِدون الشُّبَهَ عليه في حُكمه وفي ديانته وربما اختلق البعضُ بعض القِصص الكاذبة في هذا الشأن؛ فأضحى معاويةُ رضي الله عنه فاصلاً بين السُنَّة والبدعة، وبالطعن فيه والاجتراءِ عليه تدخُل الفتنة على أقوامٍ من المسلمين، حتى قال عبدُ الله بن المبارك رحمه الله: معاوية عندنا محنة، فمن رأيناه ينظر إليه شزراً اتهمناه على القوم، أعني على أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم.
وقال أبو توبة الحلبي: معاويةُ بن أبي سفيان سترُ أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فإذا كَشَفَ الرجلُ السترَ اجترأَ على ما وراءَه.
أسلم رضي الله عنه في عام الحديبية، وقيل: في عام القضية، وقيل: كان ذلك في فتح مكة وهو شاب، كان عمره يناهز ثمانية عشر سنة.
وكتب الوحي بعد إسلامه لرسول الله صلى الله عليه وسلَّم، فعن ابن عباس رضي الله عنه قال: كنت غلاماً أسعى مع الصبيان قال: فالتفتُّ فإذا نبيُ الله خلفي مقبلاً، فقلت : ما جاء نبي الله إلا إليَّ. قال : فَسَعَيتُ حتى أختبئ وراء باب دار. قال: فلم أشعر حتى تناولني، قال : فأخذ بقفاي فحطأني حطأة. وقال: «اذهب فادع لي معاوية» وكان كاتِبَه، فسعيت، فقلت: أجب رسول الله فإنه على حاجة. رواه أحمد في المسند.
وكان فقيهاً عالِماً روى عن النبي صلى الله عليه وسلَّم أكثر من مائة حديث، وأخرج له صاحبي الصحيح ثلاثة عشر حديثاً. ولما جيء إلى ابن عباس رضي الله عنه، وقال له القائل: هل لك في أمير المؤمنين معاوية! فإنه ما أوتر إلا بواحدة؟ فقال رضي الله عنه: إنه فقيه. رضي الله عنهم أجمعين.
بل لقد روى أحمدُ والترمذي وغيرهم عن عمير بن سعد رضي الله عنه قال: لا تذكروا معاوية إلا بخير، فإني سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((اللهم اجعله هادياً مهدياً، واهدِ به)).
وروى مسلمٌ في صحيحه من حديث ابن عباس رضي الله عنه: كنت ألعب مع الصبيان فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فتواريت خلف باب. قال: فجاء فحطأني حطأة، وقال: اذهب وادع لي معاوية. قال: فجئت، فقلت: هو يأكل. قال: ثم قال: لي اذهب فادع لي معاوية. قال: فجئت، فقلت: هو يأكل. فقال: لا أشبع الله بطنه.
قال النووي –رحمه الله-: قد فهم مسلمٌ رحمه الله من هذا الحديث أنَّ معاوية لم يكن مستحقاً للدعاء عليه، فلهذا أدخله في هذا الباب، وجعله من مناقب معاوية لأنه في الحقيقة يصير دعاء له. اهـ
وقد روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((اللهم إني اتخذتُ عندك عهداً لن تخلفنيه، فإنما أنا بشر، فأيُّ المؤمنين آذيته، شتمته، لعنته، جلدته فاجعلها له صلاة وزكاة وقربة تقربه بها إليك يوم القيامة)) قال العلماء فقوله صلى الله عليه وسلم لمعاوية: لا أشبع الله بطنك داخلٌ في هذا الباب؛ حتى قال الحافظ ابن كثير رحمه الله: وقد انتفع معاوية بهذه الدعوة في دنياه وأُخراه.
ومن فضائل معاوية رضي الله عنه: أنه غزا بجيش المسلمين على ثبج البحر مجاهداً في سبيل الله فقد روى الشيخان عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه عَنْ خَالَتِهِ أُمِّ حَرَامٍ بِنْتِ مِلْحَانَ رضي الله عنها، قَالَتْ: نَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا قَرِيبًا مِنِّي، ثُمَّ اسْتَيْقَظَ يَتَبَسَّمُ. فَقُلْتُ: مَا أَضْحَكَكَ؟ قَالَ: أُنَاسٌ مِنْ أُمَّتِي عُرِضُوا عَلَيَّ يَرْكَبُونَ هَذَا الْبَحْرَ الْأَخْضَرَ كَالْمُلُوكِ عَلَى الْأَسِرَّةِ!! قَالَتْ: فَادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ. فَدَعَا لَهَا، ثُمَّ نَامَ الثَّانِيَةَ فَفَعَلَ مِثْلَهَا؛ فَقَالَتْ مِثْلَ قَوْلِهَا فَأَجَابَهَا مِثْلَهَا؛ فَقَالَتْ: ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ. فَقَالَ: أَنْتِ مِنْ الْأَوَّلِينَ. فَخَرَجَتْ مَعَ زَوْجِهَا عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ غَازِيًا أَوَّلَ مَا رَكِبَ الْمُسْلِمُونَ الْبَحْرَ مَعَ مُعَاوِيَةَ فَلَمَّا انْصَرَفُوا مِنْ غَزْوِهِمْ قَافِلِينَ فَنَزَلُوا الشَّأْمَ فَقُرِّبَتْ إِلَيْهَا دَابَّةٌ لِتَرْكَبَهَا فَصَرَعَتْهَا فَمَاتَتْ.
وأخرج البخاري عن أم حرام أيضاً رضي الله عنها أنها سمعت النبي صلى الله عليه و سلم يقول: ((أول جيش من أمتي يغزون البحر قد أوجبوا)) . قالت أم حرام: قلت: يا رسول الله أنا فيهم ؟ قال: (أنتِ فيهم) . ثم قال النبي صلى الله عليه و سلم: ((أول جيش من أمتي يغزون مدينة قيصرمغفورٌ لهم)) . فقلت: أنا فيهم يا رسول الله ؟ قال: ((لا)).
فهذان الحديثان فيهما منقبةٌ له رضي الله عنه لأن أول جيشٍ غزا في البحر كان بإمرته، وهم كانوا على حالةٍ أعجبت النبي صلى الله عليه وسلَّم واغتبط بها، ووصفهم بأنهم كالملوك على الأسرَّة. وأخبر في الحديث الثاني أنهم قد أوجبوا يعني: فعلوا فعلاً وجبت لهم به الرحمة أو الجنة.
وقد شهد معاوية رضي الله عنه مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حنيناً والطائف وغزوة تبوك، وحج معه حجة الوداع. بل إنه كان صهر النبي صلى الله عليه وسلم وخال المؤمنين. قال ابن أبي يعلى: ويُسمَّى إخوة أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلَّم أخوالَ المؤمنين، ولسنا نُريد بذلك أنهم أخوالهم في الحقيقة كإخوان الأمهات من النَّسَب، وإنما نريد أنهم في حكم الأخوال في بعض الأحكام، وهو التعظيمُ لهم. اهـ.
وسُئل الإمامُ أحمد رحمه الله: أقول: معاويةُ خالُ المؤمنين، وابنُ عمر خالُ المؤمنين؟ قال: نعم، معاويةُ أخو أمِ حبيبة بنتِ أبي سفيان زوجِ النبي صلى الله عليه وسلم، وابنُ عمر أخو حفصة زوجِ النبي صلى الله عليه وسلم.
ومن فضائله أنه ولاهُ عمَرُ الفاروقُ العبقريُ المُلهَم على الشام، وأقرَّه عليه عُثمان أيضاً مدة خلافته كُلِّها و((حَسْبُكَ بِمَنْ يُؤَمِّرُهُ عُمَرُ، ثُمَّ عُثْمَانُ عَلَى إِقْلِيْمٍ -وَهُوَ ثَغْرٌ- فَيَضْبِطُهُ، وَيَقُوْمُ بِهِ أَتَمَّ قِيَامٍ، وَيُرْضِي النَّاسَ بِسَخَائِهِ وَحِلْمِهِ، وَإِنْ كَانَ بَعْضُهُمْ تَأَلَّمَ مَرَّةً مِنْهُ، وَكَذَلِكَ فَلْيَكُنِ المَلِكُ. وَإِنْ كَانَ غَيْرُهُ مِنْ أَصْحَابِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - خَيْراً مِنْهُ بِكَثِيْرٍ، وَأَفْضَلَ، وَأَصْلَحَ، فَهَذَا الرَّجُلُ سَادَ وَسَاسَ العَالَمَ بِكَمَالِ عَقْلِهِ، وَفَرْطِ حِلْمِهِ، وَسَعَةِ نَفْسِهِ، وَقُوَّةِ دَهَائِهِ وَرَأْيِهِ)) من كلام الذهبي في سير أعلام النبلاء.
ولا يمنعنا العدلُ أن نقول: إن علياً خيرٌ من معاوية رضي الله عنهم، ولكنَّ خيرية هذا لا تكون بالغض من الآخر، كما لم يمنع الإنصاف ابنُ عمر رضي الله عنه أن يقول: ما رأيت بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أسود من معاوية- يعني الرئاسة والشرف والكرم-، فقيل: ولا أبوك ؟ قال: أبي عُمَرُ رحمه الله خيرٌ من معاوية وكان معاويةُ أسودَ منه. رضي الله عنهم وأرضاهم فقد كان أسلم الناس صدراً، وأحسنَهم ديناً. وأنت يا أخي فكن من الذين {جاؤوا من بعدهم يقولون رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ}.
اقول ماتسمعون وأستغفر الله لي ولكم

الخطبة الثانية
الحمد لله رب العالمين، له الحمد في الأولى والآخرة وهو الحكيم العليم، أشهد ألا إله إلا هو رباً كريماً رحيماً، وأشهد أن محمداً عبدُ الله ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم تسليماً.

معرفةُ مراتب الناس، مع معرفة الفضل لأهله منزلةٌ من الفقه تغيب عن بعض الناس؛ فإن أحبوا أفرطوا في الحب، وإن مدحوا لم يعرفوا للمدح منتهى، وإن أبغضوا هجروا وتركوا، والعدل والإنصاف عن كل هذا بمعزل.

فقد سُئل عبد الله بن المبارك –رحمه الله- أيهما أفضل: معاوية بن أبي سفيان أم عمر بن عبد العزيز؟ فقال: والله إن الغبار الذي دخل في أنف معاوية مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أفضل من عمر بألف مرة، صلى معاويةُ خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: سمع الله لمن حمده، فقال معاوية: ربنا ولك الحمد؛ فما بعد هذا؟ .

عن الجراح الموصلي قال: سمعت رجلاً يسأل المعافى بن عمران فقال: يا أبا مسعود، أين عمر بن عبدالعزيز من معاوية بن أبي سفيان؟! فرأيته غضب غضباً شديداً وقال: لا يُقاس بأصحاب محمد صلى الله عليه وسلم أحد، معاوية رضي الله عنه كاتبُه وصاحبُه وصهرُه وأمينُه على وحيه عز وجل.
هؤلاء القوم السعداء لا يناصبهم العداء إلا شقي، وقد اشتد نكير السلف على كل من انتقصهم أو طعن عليهم، وإذا كان هذا حال من تكلَّم في معاوية فكيف يكون حال من انتقص من هو خير منه كالشيخين وعثمان وعلياً والزبير وطلحة وعائشة رضي الله عن الجميع.
وقال قائل للحسن البصري: يا أبا سعيد، إن ناساً يشهدون على معاوية وذويهم أنهم في النار. فقال: لعنهم الله وما يدريهم أنهم في النار.
وعن إبراهيم بن ميسرة قال: ما رأيت عمر بن عبدالعزيز ضرب إنساناً قط إلا إنساناً شتم معاوية فإنه ضربه أسواطاً.
وقال القاضي عياض: «من شتم أحداً من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم : أبا بكر أو عمر أو عثمان أو علي أو معاوية أو عمرو بن العاص فإن قال: كانوا على ضلال وكفر قتل، وإن شتمهم بغير هذا من مشاتمة الناس نكل نكالاً شديداً».

وعن الفضل بن زياد قال: سمعت أبا عبد الله –يعني أحمد بن حنبل- وسئل عن رجل انتقص معاوية وعمرو بن العاص أيقال له رافضي؟. قال: إنه لم يجترئ عليهما إلا وله خبيئة سوء ما انتقص أحد أحداً من أصحاب رسول الله إلا له داخلة سوء. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «خير الناس قرني».
وسُئل رحمه الله عن الذي يشتم معاوية أيصلي خلفه ؟ قال: لا, لا يصلى خلفه ولا كرامة.
وسُئل شيخ الإسلام ابن تيمية عمَّن لعن «معاوية» فماذا يجب عليه ؟
فأجاب: الحمد لله، من لعن أحداً من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم - كمعاوية بن أبي سفيان وعمرو بن العاص ونحوهما ومن هو أفضل من هؤلاء كأبي موسى الأشعري وأبي هريرة ونحوهما أو من هو أفضل من هؤلاء كطلحة والزبير وعثمان وعلي بن أبي طالب أو أبي بكر الصديق وعمر أو عائشة أم المؤمنين وغير هؤلاء من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم – فإنه يستحق للعقوبة البليغة باتفاق أئمة الدين وتنازع العلماء: هل يعاقب بالقتل ؟ أو ما دون القتل ؟! مجموع الفتاوى: 35/ 58 .

عباد الله صلوا وسلموا على من امركم الله بالصلاة والسلام عليه
__________________


التعديل الأخير تم بواسطة المناضل السليماني ; 24-06-2010 الساعة 11:41 AM
المناضل السليماني غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس