الموضوع: .. رحلة حياة ..
عرض مشاركة واحدة
قديم 07-05-2010, 06:21 PM
  #10
فواز أبوخالد
عضو متميز
تاريخ التسجيل: May 2007
الدولة: الرياض
المشاركات: 956
فواز أبوخالد has a reputation beyond reputeفواز أبوخالد has a reputation beyond reputeفواز أبوخالد has a reputation beyond reputeفواز أبوخالد has a reputation beyond reputeفواز أبوخالد has a reputation beyond reputeفواز أبوخالد has a reputation beyond reputeفواز أبوخالد has a reputation beyond reputeفواز أبوخالد has a reputation beyond reputeفواز أبوخالد has a reputation beyond reputeفواز أبوخالد has a reputation beyond reputeفواز أبوخالد has a reputation beyond repute
افتراضي رد : .. رحلة حياة ..

.. رحلة حياة .. ( مع بعض التعديل )


مضت سنة وأخرى على تخرجه من الثانوية , ما ترك بابا إلا وطرقه

ولم يعد إلا بخفي حنين , تحطمت آماله على سواحل

الواسطة والمحسوبية , كان يحس الأيام تركض وهو لم يحقق شيئا

من أحلامه , يرى في عيني والديه نظرة الإشفاق والرحمة فكانت تعذبه

أكثر مما تواسيه , ضاقت به الأرض بما رحبت , فقرر الهجرة من

الساحل الغربي إلى الساحل الشرقي قاطعا ألف ميل أو تزيد , حيث شركات

النفط والفرصة أكبر , جمع أوراقه وشهاداته , يوم الوداع ,

خيم الحزن على العائلة , بعد يوم شاق صلى

العصر في الجامع , ودع أمه وأباه وأشقائه ,

ركب سيارته , أخذ جولة في الحارة , تفحص منازل الحي بنظرة توحي أنها

نظرة الوداع الأخير , توقف عند أحد المنازل , أطال النظر فيه كأنه يبث

أشواقه إلى ساكنيه ,



إنطلق والأمل يحدوه أن يجد عملا يعيده للحياة مرة أخرى , سافر

حاملا أماني السعادة , وأحلامه الوردية , وما إن بدأ البنيان ينفسر عنه

وهو يدخل في عمق الصحراء حتى بدأ الليل يسابقه إليها قادما من الشرق ,

يبتلع كل مامر عليه فأجتاحه الظلام وسيارته , إتشحت الدنيا بالسواد , تلاشت

ملامح الصحراء , جبالها , أوديتها , كثبانها الرملية , بدت كأنها سراب ثم

أختفت , لم يعد يرى إلا نجوم السماء من على يساره , تزداد توهجا مع

الوقت , وأضواء محطات الوقود

من على يمينه , بأنوارها الساطعة , تجاوز أول محطة ولم يلتفت إليها ,

ولاحت له من بعيد أخرى , تردد في الوقوف عندها , ثم قرر تجاوزها على أمل

أن يصل لأفضل منها , طريق طويل سرمدي في ليلة باردة مظلمة , أنوار

السيارات تظهر من بعيد فجأة فيسعد لرؤيتها ,ثم تقترب فيأنس بها وينشرح

لها صدره , حتى يؤذيه نورها , ثم تفارقه مبتعدة فيشعر بإنقباض في صدره

لايعلم سببه , في بداية مشواره كانت السيارات متفرقة

وقليلة جدا , ثم بدأت تنقطع عنه بالتدريج حتى تلاشت كليا

فأحس بالوحدة والوحشه , وكأن آماله تنقطع معها , سار وسار

وبدأ الأمر يثير إستغرابه فقد إنقطعت عنه جميع الانوار وبدأ كأنه

يبحر في بحر لجي , لا سيارات , لا محطات وقود , بل حتى القرى لم يعد لها

أثر ,بدأ الخوف يدب في أوصاله , وندم على إضاعته الفرصتين

لتعبأة الوقود , ثم أخذ يشجع نفسه إنها ليال الشتاء , ربما سوء الأحوال

الجوية تسبب في انقطاع الكهرباء , وخزه الجوع فتذكر أنه لا يحمل معه

أي مؤونة , إستمر في رحلته وحيدا وبدأ يشغل باله وقود سيارته فأرتعب

من فكرة نفاده قبل أن يصل لأي مكان , ازداد قلقا وخوفا ,إستمر في سيره ,

واخذت الشكوك تساوره , هل هو على الطريق الصحيح

أم أنه سلك الطريق الخطأ فأزداد رعبا ,



تكالبت عليه , ظلمة الليل وبعد المسافة مع الوحدة والخوف , يرافقها

البرد والجوع , يؤججها إحتمال الضياع , فتضاعفت معاناته , استمر في

رحلته عله يجد قرية تؤانسه أو نورا يعيد الأمل إليه , واصل قيادته واخذ

يحدث نفسه , لو كنت على الطريق الصحيح أين القرى , بل أين العاصمة ,

يفترض أني وصلت اليها , هل إختفت فجأة , كغيرها , يا الله العاصمة , في

محنتي هذه إذا خاب ظني بها , فأين أذهب وبمن ألوذ , إستمر في سيره

وأستمرت همومه معه , و لا زال يأمل برؤية العاصمة لعلها تكون طوق

النجاة , جاهد نفسه حتى أيس من رؤيتها , فتابع رحلته بإتجاه الشرق ,



أجهده السفر وبلغ منه الإعياء مبلغه , فأخذته إغفائه , وهو يقود

سيارته , لم ينتبه الإ بعد خروجه من على الطريق , كاد أن يهوي

على أثرها في مجرى أحد الاوديه , أوقف سيارته وأحكم إغلاق

الأبواب وقرر إنتظار الصباح والمبيت بداخلها , لم ينتبه من نومه

إلا وحرارة الشمس تلسع وجهه , رفع رأسه وإذا البحر أمامه ,

يمتد إلى مالا نهاية , لم يستوعب ,أغمض عينيه , هز

رأسه بعنف , مسح عينيه , عدل مرآة سيارته ,

نظر فيها , فهاله البياض الذي يكسو شعره .


............
__________________
...........

تم شطب رابط الموقع (ادارة الموقع)

............
فواز أبوخالد غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس