الموضوع: .. رحلة حياة ..
عرض مشاركة واحدة
قديم 28-03-2010, 01:05 PM
  #1
فواز أبوخالد
عضو متميز
تاريخ التسجيل: May 2007
الدولة: الرياض
المشاركات: 956
فواز أبوخالد has a reputation beyond reputeفواز أبوخالد has a reputation beyond reputeفواز أبوخالد has a reputation beyond reputeفواز أبوخالد has a reputation beyond reputeفواز أبوخالد has a reputation beyond reputeفواز أبوخالد has a reputation beyond reputeفواز أبوخالد has a reputation beyond reputeفواز أبوخالد has a reputation beyond reputeفواز أبوخالد has a reputation beyond reputeفواز أبوخالد has a reputation beyond reputeفواز أبوخالد has a reputation beyond repute
افتراضي .. رحلة حياة ..



.. رحلة حياة ..


مضت سنة وأخرى على تخرجه من الثانوية وما ترك بابا إلا وطرقه

ولم يعد إلا بخفي حنين , تحطمت آماله على سواحل

الواسطة والمحسوبية , كان يحس الأيام تركض وهو لم يحقق شيئا

من أحلامه , يرى في عيني والديه نظرة الإشفاق والرحمة فكانت تعذبه

أكثر مما تواسيه , ضاقت به الأرض بما رحبت , فقرر الهجرة من

الساحل الغربي إلى الساحل الشرقي حيث شركات النفط والفرصة أكبر , جمع

أوراقه وشهاداته وبعد يوم شاق صلى العصر في الجامع ثم ودع أمه وأباه وأشقائه ,

ركب سيارته وأخذ يتفحص منازل الحي بنظرة توحي بأنها نظرة

الوداع الأخير , توقف عند أحد المنازل وأطال النظر فيه وكأنه يبث

أشواقه إلى ساكنيه ,





إنطلق والأمل يحدوه أن يجد عملا يعيده للحياة مرة أخرى , سافر

حاملا أماني السعادة وأحلامه الوردية , وما إن بدأ البنيان ينفسر عنه

وهو يدخل في عمق الصحراء حتى بدأ الليل يسابقه إليها قادما من الشرق ,

يبتلع كل مامر عليه فابتلع تلك السيارة وصاحبها , إتشحت الدنيا بالسواد

فلم يعد يرى إلا نجوم السماء من على يساره , وأضواء محطات الوقود

من على يمينه , تجاوز أول محطة ولم يلتفت إليها , ولاحت له من بعيد أخرى

فتردد في الوقوف عندها , ثم قرر تجاوزها على أمل أن يصل

لأفضل منها , طريق طويل سرمدي في ليلة باردة مظلمة , أنوار السيارات

تظهر من بعيد فجأة فيسعد لرؤيتها ثم تقترب فيأنس بها وينشرح لها صدره ,

ثم تفارقه مبتعدة فيشعر بالكآبة , في بداية مشواره كانت السيارات متفرقة

وقليلة جدا , ثم بدأت تنقطع عنه بالتدريج حتى تلاشت كليا

فأحس بالوحدة والوحشه , وكأن آماله تنقطع معها , سار وسار

وبدأ الأمر يثير إستغرابه فقد إنقطعت عنه جميع الانوار وبدأ كأنه

يبحر في بحر لجي , ولم يعد يرى أي أنوار,

لا سيارات ولا محطات وقود بل حتى القرى لم يعد لها أي أثر ,

وبدأ الخوف يدب في أوصاله , وندم على إضاعته الفرصتين

لتعبأة الوقود , ثم أخذ يشجع نفسه إنها ليال الشتاء , ربما سوء الأحوال

الجوية تسبب في انقطاع الكهرباء , وخزه الجوع فتذكر أنه لا يحمل معه

أي مؤونة , إستمر في رحلته وحيدا وبدأ يشغل باله وقود سيارته فأرتعب

من فكرة نفاده قبل أن يصل لأي مكان , ازداد قلقا وخوفا ,إستمر في رحلته

واخذت الشكوك تساوره هل هو على الطريق الصحيح

أم أنه سلك الطريق الخطأ فأزداد رعبا ,





إجتمعت عليه ظلمة الليل وبعد المسافة مع الوحدة والخوف , مصحوبة

بالبرد والجوع فتضاعفت معاناته , استمر في رحلته عله

يجد قرية تؤانسه أو نورا يعيد الأمل إليه , واصل قيادته واخذ يحدث نفسه

لو كنت على الطريق الصحيح أين القرى بل أين العاصمة هل تلاشت فجأة

كغيرها , يا الله العاصمة , إذا إختفت فأين يذهب المحتاج وبمن يلوذ الخائف ,

يفترض أني قد وصلت إليها , إستمر في سيره وأستمرت همومه معه

وهو يأمل برؤية العاصمة لعلها تكون طوق النجاة , جاهد نفسه

حتى أيس من رؤيتها , فتابع رحلته بإتجاه الشرق ,





أجهده السفر وبلغ منه الإعياء مبلغه فأخذته إغفائه وهو يقود سيارته ولم ينتبه

الإ بعد خروجه من على الطريق , كاد أن يهوي على أثرها في مجرى

أحد الاوديه , أوقف سيارته وأحكم إغلاق الأبواب وقرر إنتظار الصباح

والمبيت بداخلها , لم ينتبه من نومه إلا وحرارة الشمس تلسع وجهه , رفع

رأسه وإذا البحر أمامه , يمتد إلى مالا نهاية , لم يستوعب ,

أغمض عينيه , هز رأسه بعنف , مسح عينيه , عدل

مرآة سيارته , نظر فيها , فهاله البياض الذي يكسو شعره .





.......... فواز أبوخالد .


...............
__________________
...........

تم شطب رابط الموقع (ادارة الموقع)

............

التعديل الأخير تم بواسطة فواز أبوخالد ; 28-03-2010 الساعة 01:12 PM
فواز أبوخالد غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس