النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يسأل والصديق يجيب
أخي المسلم
السلام عليك ورحمة الله وبركاته
أسعد الله أوقاتك بكل خير
كم يطسب لي وأنت تتصفح هذا المجلس المبارك ، تتصفح لتتطلع
على الوسائل النبوية في التربية والتعليم ، تتطلع لترى كيف كان ـ عليه الصلاة والسلام ـ
يتعهد أصحابه ويسألهم عن أحوالهم وعبادتهم , وسؤاله لهم دليل على اهتمامه بهم ورفعة لهمتهم
فعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
" من أصبح منكم اليوم صائما "
قال: أبو بكر: أنا
قال: فمن تبع منكم اليوم جنازة؟
قال أبو بكر: أنا
قال: فمن أطعم منكم اليوم مسكينا؟
قال أبو بكر: أنا
قال: فمن عاد منكم اليوم مريضا؟
قال أبو بكر: أنا
قال ـ عليه الصلاة والسلام ـ ما اجتمعن في امرئ إلا دخل الجنة " رواه مسلم
هذا هو المربي والمعلم يتابع ويسأل ، ويتعهد ويهتم ويحرص على من هو مسئول عنهم , بل
إنه ـ عليه الصلاة والسلام ـ لم يكتف بذلك ، بل بشر من عمل هذه الأعمال واجتمعت في أن له
الجنة , لقد جعلهم أمام بوابة مفتوحة ، دخولها يقف على من عمل وجاهد نفسه وحرص وتطلع
للتنافس في الخيرات ، ولو تساءلنا وقلنا: أين نحن من تعهد أحوال من نعول؟
أين نحن من السؤال عمن هم تحت رعايتنا ومسؤولياتنا وإدارتنا وقيادتنا؟
أين نذهب من قوله ـ عليه الصلاة والسلام ـ
" كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته"
فأين التفقد والسؤال والرعاية الحقيقية؟
" كلكم راع "
فكيف أنت مع رعيتك؟
" وكلكم مسئول "
فكيف أنت مع من أنت مسئول عنهم؟
إن كثيرا من الذين يكررون عبارة ـ لا أستطيع ـ لا يشخصون حقيقة واقعية يعذرون بها شرعا
وإنما هو انعكاس لهزيمة داخلية يتخلصون بها من المسؤولية
أخي المسلم: لقد سأل النبي ـ عليه الصلاة والسلام ـ أسئلة كلها قد تحققت في
الصديق ـ رضي الله عنه ـ
ولقد كان يوما عاديا من أيام الصديق , ولم يكن ـ رضي الله عنه ـ يعلم أو يعرف أو يتوقع أن النبي
سيسأل تلك الأسئلة حتى يجهز لها إجابة , كلا ، ولا تعجب من حال الصديق فقد كان هذا برنامجه
اليومي فهو أول السابقين.
مـن لي بـمـثــل سيـرك المـدلل ّّّّّّّّّّّّّّ تـسـيـر رويــــدا وتـجــيء في الأول..
أربعة أعمال ليست بعيدة عن متناول أحدنا , وليست بصعبة على العبد الذي يريد أن يثقل موازينه
ومن أراد أن يجمعها في يوم فقد ذكر بعض أهل العلم طرقا فقالوا: إن كان قد فتح الله لك بابا من الصيام
فاحرص على إتمامه والمحافظة عليه ، أما إتباع الجنازة ، فمن الممكن أن تصلي في مسجد قد عرف
بالصلاة فيه على الجنازة ، أما عيادة المريض: فاذهب لأي مستشفى وزر من عرفت أو من لم تعرف أو من
كان طريحا على فراشه ، وأما إطعام مسكين: فابدأ بقريب محتاج ، أو متعفف في بيته ، أو عن طريق
الجهات الرسمية التي لديها معرفة بالفقراء والمساكين وما أكثر اليوم ، وإذا رأينا من أنفسنا تقصيرا
في مثل هذه الأعمال فلنتذكر قول رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ
"ما اجتمعن في امرئ إلا دخل الجنة "
يؤثر عن عمر ـ رضي الله عنه ـ كلمة نافعة جدا ألا وهي:
" من بورك له في شيء فليلزمه "
يعني إذا عمل الإنسان عملاً ورأى فيه البركة والثمرة فليلزمه .