الحوار لغة العصر وطريقنا إلى التواصل والاتصال... كيف نربي أولادنا على نقد الآراء ونقضها من غير أن يلجؤوا إلى العنف الجسدي، والهروب إلى الأمام؟! كيف نربيهم على تقبل انهيار الحقائق المتوهمة والسراب الخادع من غير أن ينهاروا ويفقدوا صوابهم ويلوذوا بالعزلة والانطواء..؟!
هل من علاقة للوراثة الأسرية بمنطق التعصب وعدم قبول الحوار والضيق بالآخر بمجرد أن يلجأ إلى لغة الحوار؟
لماذا يتقبل مجتمعنا الشرقي -الذي يتهم بأنه "مجتمع ذكوري"- حوار الذكر دون حوار الأنثى؟ وهل يعد ذلك استمرارا لعقلية الهيمنة والتسلط التي تجعل للذكر كل شيء مباحاً بينما يكون ذلك عيباً على الأنثى؟!
هل غياب الحوار من حياتنا يؤدي إلى حالة من الاحتقان والتوتر توسّع الهوة بين الآباء والأبناء وتحّول الأبناء إلى قنابل موقوتة!!
هل هناك في جيناتنا الوراثية كعرب ما يشير إلى أننا نعشق التسلط ونمقت الحوار، ولا نطيق أن يكون الحوار جزءًا من حياتنا؛ لأنه خطر عليها على أساس أننا اعتدنا الاعتماد على عضلاتنا المشدودة وأوتارنا الصوتية المبحوحة، ولذلك يصعب علينا مفارقة عادة لازمتنا، وحال أدمنّا عليها؟!