بسم الله الرحمن الرحيم

عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : قال الله : " إنَّ عبداً أصححتُ له جسمه ووسعتُ عليه في المعيشة تمضي عليه خمسة أعوام لا يفد إليَّ لمحروم " .


( تخريج الحديث )


رواه أبو يعلى والبيهقي وصححه الالباني في الصحيحة حيث قال : " و جملة القول : إن الحديث صحيح قطعا بمجموع هذه الطرق . و الله أعلم " .


( شرح الكلمات )


لا يفد إليّ : أي: في الحج لا يأتي البيت العتيق.


( فقه الحديث )


1 – أن الحج فرض عين على المسلم مرة واحدة في عمره إذا توفرت فيه الشروط.
وهي : الاستطاعة وتكون في : حة البدن ، والقدرة المالية ، وأمن الطريق ، والرفقة الأمينة؛ لقوله تعالى في سورة آل عمران : (وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً )
2 – قال الإمام الحطاب : قال بعض من شذ : إنه يجب في كل سنة وعن بعضهم أنه يجب في كل خمسة أعوام لما روي أنه عليه الصلاة والسلام قال " على كل مسلم في كل خمسة أعوام أن يأتي بيت الله الحرام " ، قال ابن العربي : رواية هذا الحديث حرام فكيف إثبات حكم به ؟ , يعني أنه موضوع , وقال النووي : هذا خلاف الإجماع فقائله ، محجوج بإجماع من قبله . ا.هـ
وعلى تسليم وروده فيحمل على الاستحباب والتأكد في مثل هذه المدة . أ.هـ" مواهب الجليل " ( 2 / 466 )
3 - حمل بعض العلماء معنى الحديث على الحج أو العمرة ، وعلى هذا بوَّب الهيثمي للحديث في كتابه " موارد الظمآن " فقال : " باب فيمن مضت عليه خمسة أعوام وهو غني ولم يحج أو يعتمر " . أنظر موارد الظمآن ص ( 239 )
4 - قال الشيخ محمد بن ناصر الالباني رحمه الله تعالى ( فائدة ) قال المنذري في " الترغيب " ( 2 / 134 ) : " رواه ابن حبان في " صحيحه " و البيهقي و قال : قال علي بن المنذر أخبرني بعض أصحابنا قال : كان حسن بن حي يعجبه هذا الحديث و به يأخذ و يحب للرجل الموسر الصحيح أن لا يترك الحج خمس سنين "




وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم