عرض مشاركة واحدة
قديم 10-10-2008, 07:58 AM
  #1
عبدالله الوهابي
مراقب سابق
تاريخ التسجيل: Apr 2005
الدولة: مكة المكرمة
المشاركات: 5,988
عبدالله الوهابي has a reputation beyond reputeعبدالله الوهابي has a reputation beyond reputeعبدالله الوهابي has a reputation beyond reputeعبدالله الوهابي has a reputation beyond reputeعبدالله الوهابي has a reputation beyond reputeعبدالله الوهابي has a reputation beyond reputeعبدالله الوهابي has a reputation beyond reputeعبدالله الوهابي has a reputation beyond reputeعبدالله الوهابي has a reputation beyond reputeعبدالله الوهابي has a reputation beyond reputeعبدالله الوهابي has a reputation beyond repute
Read روَاسب منَ الماضي

بسم الله الرحمن الرحيم
في الحديقة الواسعة وأمام النافورة التي تبعثر قطرات من الماء فوق الحشائش الخضراء ، وبين تلك الأشجار الباسقة جلس صاحبنا فوق مقعده المريح يحيط به عدد من المقاعد انتظاراً لزوار قد يأتون إليه لقضاء بعض الوقت معه في أحاديث متفرقة ، زرته بعد غيبة دامت أكثر من نصف عام فوجدته كما كنت أعهده من قبل ، المكان هو هو لم يتغير ، والمذياع الصغير في مكانه والتلفاز أيضاً في موضعه الذي يضعه فيه دائماً ، وصديقنا جالس كعادته على مقعده المخصص له يستمع إلى نشرة أخبار تذاع من بعض المحطات العربية ، التي تميل دائماً نفسه إلى الاستماع إليها أكثر من غيرها ، وبدأ الحديث بيننا بعد قليل من الوقت يأخذ طريقه في مسارب مختلفة تختلف من ناحية الأهمية وغيرها ، فالحديث كما يقال ذو شجون ، فتارة نكيل الثناء لفلان لأنه متزن في تصرفاته وناجح في عمله ، وأخرى ننحى باللائمة على علان لأنه يتصرف تصرفاً شاذاً في معاملته مع الناس ، وهكذا ، حديث عائم لا هدف له ولا غاية من ورائه سوى تزجية الوقت في كلام ينتهي أثره بانتهاء الجلسة ، ونحن في حديثنا ليلة من الليالي أقبل اثنان من علماء البلدة الكبار في السن.
وبعد فترة تبودلت خلالها عبارات الترحيب ، والاستيضاح عن الحال والعيال ، بدأ الحديث وما أكثره حينما يدور حول تشريح عباد الله بحق أو بغير حق ، ومر ذكر فلان صاحب المرتبة الفلانية في الجيش وعلان الأمير بالمكان الفلاني ، وفلان الآخر وغيرهم ممن كتب لهم شرف التشريح فوق تلك الحشائش وهم غافلون ، وسأل أحد الحاضرين من أي قبيلة صاحب ذلك المركز الرفيع في الجيش؟ فجاء الجواب مسرعاً من صاحب المكان في لهجة ساخرة وبالحرف الواحد : " من ها العبيد بني... وفلان الآخر وكذلك فلان الثالث كلهم من ها العبدان " وضحك هؤلاء جميعاً ، وكأنما هم يحمدون الله أنهم لم يكونا من هذه الطبقة الحقيرة من الناس.
وضحكت بيني وبين نفسي في مرارة مؤلمة ، وقلت : أبعد جهر الإسلام بأن الناس سواء لا فضل لأحد على أحد إلا بالعمل الطيب ، وبعد تصريح الله ونهيه عن ذلك بقوله سبحانه :
( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ) تتحرك العصبيات الجاهلية في القرن الواحد والعشرون لتحتقر الكفاءات وتزدري المواهب وتستهين بالعقول ، وتجسمت أمامي مشكلة الملونين في جنوب إفريقيا وعدت إلى نفسي قائلاً : ألا يعلم أمثال هؤلاء أن هذه النظرة إلى الناس تجلب العداوة والحقد وتسبب الكثير من المشاكل إلى جانب أنها نظرة تخالف تمام المخالفة نظرة الإسلام للإنسان ، وهنا تذكرت قول الرسول صلى الله عليه وسلم : " ( أربع في أمتي من أمر الجاهلية لا يتركونهن: الفخر في الأحساب ، والطعن في الأنساب ، والاستسقاء بالنجوم ، والنياحة ) رواه مسلم .
أربع من أمور الجاهلية يشدد الحديث في تركهن ، لكن لا يُخْـرِجُ الأمة عن الإسلام لوجودهن واستمرارهن ، هن معصيات بعضهن أفحش من بعض ، هن بَصَمَاتٌ جاهلية على صفحات السلوك الإسـلامي والعقيدة الإسلامية
وصدق الرسول صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم لأنه لا ينطق عن الهوى وقاتل الله علماء لا يعملون بما يعلمون .
__________________
عبدالله الوهابي غير متواجد حالياً