عرض مشاركة واحدة
قديم 31-07-2008, 11:32 PM
  #5
علي آل جبعان

مراقب
الاقسام الرئيسيه
 الصورة الرمزية علي آل جبعان
تاريخ التسجيل: Jan 2007
المشاركات: 1,652
علي آل جبعان has a reputation beyond reputeعلي آل جبعان has a reputation beyond reputeعلي آل جبعان has a reputation beyond reputeعلي آل جبعان has a reputation beyond reputeعلي آل جبعان has a reputation beyond reputeعلي آل جبعان has a reputation beyond reputeعلي آل جبعان has a reputation beyond reputeعلي آل جبعان has a reputation beyond reputeعلي آل جبعان has a reputation beyond reputeعلي آل جبعان has a reputation beyond reputeعلي آل جبعان has a reputation beyond repute
Arrow رد : الناس و الجديد !!

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو زيد مشاهدة المشاركة
قيل قديماً: "الناس أعداء ما جهلوا"
ويقول أبو زيد -غفر الله له- : " الناس أعداء الجديد".
نعم ! يحارب المجتمع البشري كل ما يستجد له من أمور الحياة.
وبالمثال يتضح المقال: كان أحدهم يستنكر على من يقتني الهاتف الجوّال بحجّة أنه -أي الجوّال- لأصحاب الأموال والأعمال الكثيرة ولا حاجة لعامة الناس به، ثم ما لبث أن اقتناه.
صاروا بعد ذلك يحاربون الجوّال ذي آلة التصوير وينتقصون قدر من يشتريه أو حتى يحرّمونه، حتى أن أحدهم ألقى عليّ محاضرة طويلة يشرح لي فيها أن شيخه -الفلاني- يحّرم التصوير وخصوصاً بالجوّال، والآن يسمحون لك بأن تصورهم بذات الجوّال هذا إلّم يطلبون منك ذلك.
قبل ذلك كلّه، كان من العيب العظيم والعار الشنيع والذنب الذي لا يغفرونه أن يُرى فوق منزلك طبق لاقط، بل عدّوا ذلك من ( الدياثة ).
والآن ... منذا الذي لا يشاهد ( الجزيرة ) بحجة أن أخبارها صريحة وعاجلة وأنها ( تكشف المستور )؟ و منذا الذي لا ينصب ذلك الصحن نهاراً جهاراً بحجة متابعة ( المجد ) ؟ ولو سألته عن أشهر برامجها لم يستطع إلا ألا يجيب. وما ذلك إلا لأن ( المجد ) و( الجزيرة ) أصبحتا شماعة من لا شماعة لديه.
وهذا يثبت لنا أن الامتناع لم يكن إلا بسبب الخوف من السطوة الاجتماعية -التي بدأت بالتفكك شيئاً فشيئاً- وكان ذلك كلّه يغطّى بالفتاوى الدينية، وعندما بدأ أحدهم بذلك انفرط العقد وانتشر ذلك الجهاز (المستقبـِل) في جميع المجالس وخفت وطأة الهاجس الاجتماعي، ومع ذلك كلّه فالعذر موجود: (المجد) و(الجزيرة) !!
إن الجديد يثير حفيظة المجتمعات ويهيّج النفوس ويحرج القلوب ويحرّك العواطف، ويتضح ذلك جليّاً في المجتمعات الصغيرة -كحال مجتمع القرية وغيره- ، لكن الأنفس لا تلبث إلا أن تهدأ مع مرور الوقت، ولا تلبث العواطف إلا أن تخمد، ولا يلبث الخجل من المحيطين إلا أن ينجلي عن عادات وأفعال لم تكن في الحسبان أظهرها العقل الباطن وهم لا يشعرون.
كل ذلك لأننا اعتدنا على الجديد الذي لم يعد جديداً، نراه ونعايشه كل يوم في الشارع والسوق والمدرسة والمسجد وعند الجيران والأصدقاء فألفته عيوننا وارتاحت له قلوبنا واستأنسته نفوسنا فلم نعد نستنكره أو نبغضه أو حتى لم نعد نحرّمه -أعني التحريم الاجتماعي وليس الشرعي-.
ما دام الجديد لا يخالف الشرع ولا يخدش الذوق، فلماذا نحاربه ونرفضه ؟! هل ذلك بحجة أنه مخالف لما تعارف عليه الناس مثلاً ؟ فما الذي يضمن ألا يتغير عرف الناس ويصبح ذلك الجديد مما اتفق عليه الناس يوماً ما.
قد يمتنع الشخص عن الجديد ( أو بالأحرى التجديد ) في ملبسه أو مركبه أو زينته أو أسلوب حياته أو طريقة خطابه أو في أي أمر من أمور حياته، وهذا أمر راجع له، لا ينازعه عليه أحد.
لكن أن يحاول إجبار الناس على التمسّك بما تمسّك به هو فهذا -لعمري- قمّة التعصّب للرأي والانغلاق على الذات، وهذا ما لا يقبله دين ولا منطق ولا عقل ولا حتى جنون.
وأختم بقول سيدنا عمر بن الخطّاب -رضي الله عنه- حيث قال: " لا تجبروا أبناءكم على أخلاقكم فإنهم خلقوا في زمان غير زمانكم" ، فإذا كان الفاروق يقول ذلك في حق أبناء من يخطابهم -وهم أبناؤهم من أصلابهم- فكيف بمن هم أبناء أنفسهم ليس لأحد عليهم سلطان إلا الذي خلقهم.



الأربعاء
27/7/1429 هـ
30/7/2008 م

أخي الغالي أبو زيد

سعدت بهذا الفكر وهذه النظرة التي تدور في فلك تغير الثقافات لهذا المجتمع

والمجتمعات المجاورة وللأسف أن هذا التغير يحمل معه الضدان ....

وفي كثير من الأحيان يسير التغير حسبما يخطط له دون قيد أو شرط

والذي أريد أن أصل إليه بعد أن فتحت هذا الباب أخي الكريم

أنه يجب علينا أن نعزز المراقبة الذاتية في نفوسنا وفي نفوس أبنائنا

فاليوم لا ينفع أن تكون المراقبة منا أو من السلطات الأخرى ...

نعم مراقبة الله هي المصدر الأول ...

التغير في التركيبة السكانية وفي القيم التي كثيرا منها بدأنا في التنازل عنها

لا لشيء إلا لملاحقة الموضة والكماليات والجديد ...

ولكن الملل من الجديد الذي يبهرنا ببهرجته الزمنية التي تزول عندما نحن للماضي

ونعود لتراثنا ؛ والدليل ذلك العودة بقوة نحو الموروثات والتراثيات...

تطرقت إلى عينة من رفضنا لهذا الجديد ومن ثم تهافتنا عليه دون شرطٌ أو قيد

وكأننا لا ولن نجد غيره وهذا دليل على عدم استعدادنا ونظرتنا لهذا التغير ...

حين السرد لهذه المواقف تذكرت ما مر بنا عندما نزلت خدمة البيجر وكأن هذه الخدمة

من الانطلاقات نحو الأفق الفسيح وهذه بالنسبة لنا خرقٌ للمألوف ...

ثم الهاتف السيار ثم الجوال ولا أريد أن أحكي قصصنا مع هذه التقنية الجديدة

لا من قبل الدولة ولا المواطنين ...

وهكذا أخي العزيز فالجديد له موافقينه وله معارضينه وبين هؤلاء وهؤلاء

تدور دفة الزمن والجديد اليوم غدا يصبح قديم وننتظر جديد الغد ..

ودمت بود ...

علي آل جبعان غير متواجد حالياً