عرض مشاركة واحدة
قديم 10-11-2007, 02:15 PM
  #1
عبدالله آل مسعود القحطاني
..:: محاضر بجامعة الإمام ::..
تاريخ التسجيل: Oct 2007
المشاركات: 235
عبدالله آل مسعود القحطاني has a brilliant futureعبدالله آل مسعود القحطاني has a brilliant futureعبدالله آل مسعود القحطاني has a brilliant futureعبدالله آل مسعود القحطاني has a brilliant futureعبدالله آل مسعود القحطاني has a brilliant futureعبدالله آل مسعود القحطاني has a brilliant futureعبدالله آل مسعود القحطاني has a brilliant futureعبدالله آل مسعود القحطاني has a brilliant futureعبدالله آل مسعود القحطاني has a brilliant futureعبدالله آل مسعود القحطاني has a brilliant futureعبدالله آل مسعود القحطاني has a brilliant future
افتراضي نفيســــــــــــــــــــــــــــة

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله ، و الصلاة و السلام على رسول الله ، و على آله و صحبه و من اهتدى بهداه ، أما بعد :

فإن " عذاب القبر و نعيمه " يشمل ما يكون من عذاب و نعيم حال الموت و ما بعدها ، و أضيف إلى القبر لأمرين :
الأول : أن معظم العذاب و النعيم يقع فيه .
الثاني : أن الغالب على الموتى أن يقبروا .

و عليه فإن الكافر و من شاء الله تعذيبه من العصاة يعذب – و لو لم يدفن - .

قال ابن حزم - رحمه الله - : " و إنما قيل " عذاب القبر " فأضيف إلى القبر لأن المعهود في أكثر الموتى أنهم يقبرون ، و قد علمنا أن فيهم أكيل السبع و الغريق تأكله دواب البحر ، و المحرق و المصلوب و المعلق ، فلو كان على ما يقدِّر مَن يظن أنه لا عذاب إلا في القبر المعهود لما كان لهؤلاء فتنة و لا عذاب قبر و لا مسألة – و نعوذ بالله من هذا - ، بل كل ميت فلا بد من فتنة و سؤال ، و بعد ذلك سرور أو نكد إلى يوم القيامة ؛ فيوفون حينئذ أجورهم ،و ينقلبون إلى الجنة أو النار "ا.هـ" الفصل "4/56.

و قال ابن قيم الجوزية - رحمه الله - : " و مما ينبغي أن يعلم أن عذاب القبر هو عذاب البرزح فكل من مات و هو مستحق للعذاب ناله نصيبه منه قبر أو لم يقبر ، فلو أكلته السباع أو أحرق حتى صار رماداً و سف في الهواء أو صلب أو غرق في البحر وصل إلى روحه و بدنه من العذاب ما يصل إلى القبور " ا.هـ " الروح " ص106.

و قال أيضاً : " إنه ينبغي أن يعلم أن عذاب القبر و نعيمه اسم لعذاب البرزخ و نعيمه ، و هو ما بين الدنيا و الآخرة ؛ قال – تعالى - :"و من ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون " ،... و سمي عذاب القبر و نعيمه و أنه روضة أو حفرة نار باعتبار غالب الخلق ؛ فالمصلوب و الحريق و الغريق و أكيل السباع و الطيور له من عذاب البرزخ و نعيمه قسطه - الذي تقتضيه أعماله – و إن تنوعت أسباب النعيم و العذاب و كيفياتهما ؛ فقد ظن بعض الأوائل أنه إذا حرق جسده بالنار و صار رماداً وذري بعضه في البحر و بعضه في البر في يوم شديد الريح أنه ينجو من ذلك ؛ فأوصى بنيه أن يفعلوا به ذلك فأمر الله البحر فجمع ما فيه ، و أمر البر فجمع ما فيه ثم قال : " قم " ، فإذا هو قائم بين يدي الله ؛ فسأله ما حملك على ما فعلت ،فقال : " خشيتك يا رب ، و أنت أعلم " ، فما تلافاه أن رحمه ، فلم يفت عذاب البرزخ و نعيمه لهذه الأجزاء التي صارت في هذه الحال حتى لو علق الميت على رؤوس الأشجار في مهاب الرياح لأصاب جسده من عذاب البرزخ حظه و نصيبه ، و لو دفن الرجل الصالح في أتون من النار لأصاب جسده من نعيم البرزخ و روحه نصيبه و حظه ، فيجعل الله النار على هذا برداً و سلاماً ، و الهواء على ذلك ناراً و سموماً ، فعناصر العالم و مواده منقادة لربها و فاطرها و خالقها يصرفها كيف يشاء ،و لا يستعصى عليه منها شيء أراده ، بل هي طوع مشيئته مذللة منقادة لقدرته ،و من أنكر هذا فقد جحد رب العالمين ، و كفر به ، و أنكر ربوبيته " ا.هـ " الروح " ص128، و انظر : " فتح الباري " 3/275.

و يشهد لذلك استدلال أهل العلم على ثبوت عذاب القبر و نعيمه بما ورد في عذاب الكفار حال الموت كما قال الإمام أبو عبدالله البخاري - رحمه الله- :" باب ما جاء في عذاب القبر ، و قوله- تعالى - : " إذ الظالمون في غمرات الموت و الملائكة باسطوا أيديهم أخرجوا أنفسكم اليوم تجزون عذاب الهون"..."ا.هـ " الصحيح ، كتاب : الجنائز ، 3/274 (فتح) " ، و انظر : " إثبات عذاب القبر" ص69 ، " الاعتقاد و الهداية إلى سبيل الرشاد على مذهب السلف و أصحاب الحديث " ص219، " شعب الإيمان "1/354 كلها للبيهقي .
عبدالله آل مسعود القحطاني غير متواجد حالياً