تعالوا يا أبناء عمي !! همســــه في قلوبكم.
بسم الله الرحمن الرحيم ..
بــ قلم خالد القحطاني *
يعيش الإنسان في بيئه من الناس والأشياء .. وهو يسعى فيها ويكد للظفر بطعامه وكسائه ومأواه .. ولإرضاء حاجاته الماديه والمعنويه المختلفه ولبلوغ أهداف يرسمها لنفسه ويراها جديره بما يبذله في سبيلها من مشـــقه وعناء ...... وهو في سعيه هذا لقضاء حاجاته وتحقيق أغراضه يلقى موانع وعقبات ومشاكل وصعوبات ماديه واجتماعيه ونفسيه شتى . ويجد نفسه على الدوام مضطراً الى توفيق بين حاجاته وامكانياته البيئيه وعلى تعديل سلوكه حتى يتلاءم مع مايعرض له من ظروف وأحداث ومواقف جديده أو عسيره أو غير منتظره .. وذلك عن طريق التفكير والتقدير واستخدام ذكائه وابتكار طرق جديده أو تعلم طرق جديده للسلوك يستعيــــن بها على حل مايلقاه من مشكلات .. كما يجد نفســـــه مظطراً الى التقيد أو الإمتثال لما تفرضــــه عليه البيئه ... وخاصه البيئه الإجتماعيه ... من قيود والتزامات .. بل انه يرى نفسه في كثير من الأحيان مرغماً على أن يرجيء ارضاء حاجاته ومطالبه العاجله في سبيل تحقيق أغراض وأهداف آجله .. وعلى أن يصبر ويحتمل الالم .. أو على أن يلجأ الى اساليب وحيل ملتويه شتى ابتغاء ارضاء هذه الحاجات وبلوغ هذه الأهداف .. ولايخفى أنه في سعيــــه هذا .. أي في تعامله مع البيئه وتفاعله معها معرض ابدا لضروب من الشد والجذب والركز والوثب .. والرضا والسخط .. والغضب والخوف .. والحب والكره .. والإقدام والاحجام .. والنجاح والاخفاق تحمله على المضي في نشاط معين أو كف نفسه عن هذا النشاط ......
وغنى عن هذا البيان أن هذه البيئه التي يضطرب فيها ليست شيئاً سلبياً تسمح له أن يصنع بها مايريد متى أراد .. انها تقاومه وتستفزه وتؤثر فيـــــــــــــــه .. كما أنه لايقف منها .. كما رأينا .. موقفاً سلبياً فينتظر حتى تقدم له مايحتاج اليه بل انه يواجهها ويقاومها ويجهد في استغلالها والاشتراك في ميادين نشاطها والتأثير فيها باللين تاره وبالعنف طورا .. ولابد له في هذا الكفاح من قدر من المرونه والصلاده والاحتمال والا هلك ..
وبعباره اخرى فالعلاقه بين الإنسان وبيئته علاقه أخذ وعطاء .. بل علاقة فعل وانفعال .. وتأثير متبادل وصراع موصول وهو في تفاعله معها يتأثر وينفعل بشتى الانفعالات ويرغب ويفكر ويقدر ويصمم وينفذ ويتعلم ويعي ماتعلمه .. كما أنه يعبر عن أفكاره ومشاعره باللفظ تاره وبالحركـــــه والإشاره تارة اخرى ... ويحاول ضروباً مختلفه من السلوك .. ويصيب ويخطيء .. كل أولئك وهو يشق طريقه في الحياه طمعاً في عملٍ يؤديه .. ومركز اجتماعي يصبو اليه .. وأسره يقيمها ويرعاها ... أو جماعات مختلفه يندمج فيها ويشترك في نشاطها أو نوعٌ من الإصلاح يعقد العزم على تنفيذه ...
هذه الأوجــــه المختلفه من النشاط العقلي والانفعالي والبدني والتي تظهر في تعامل الإنسان مع بيئته ....
دمتم في رعاية الله .... شكراً للقراءه