
دروس لشهر رمضان المبارك ( 15 )
بسم الله الرحمن الرحيم
الدرس الخامس عشر
ولا يصخب ولا يجهل (2/3)
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على إمام المتقين ، وقدوة الناس أجمعين ، وعلى آله وصحبه ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين.. أما بعد :
فقد كان الحديث الماضي يدور حول قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث المتفق عليه : " الصيام جُنَّةٌ فلا يرفث ولا يجهل " وفي رواية " ولا يصخب "
والحديث ههنا إكمالٌ لما مضى ، وبيانٌ لخطر اللسان وأهمية حِفْظِهِ وذلك من خلال بعض النصوص والآثار والحكم.
جاء في صحيح البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالاً يهوي بها في جهنم "
قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه : " اللسان معيارٌ أطاشه الجهلُ ، وأرجحهُ العقل ".
وقال أكثمُ بنُ صيفي : " مقتلُ الرجل عظمٌ يُجير ، وزلةُ اللسان لا تبقي ولا تذر ".
والعرب تقول في أمثالها : " إياك وأن يضرب لسانك عنقك " أي إياك أن تلفظ بما فيه هلاكُك.
وقال طرفة بن العبد :
وغن لسان المرء ما لم تكن له ... حصاةٌ على عوراته لديل
ومعنى حصاة : أي عقل ، ومعنى البيت : إذا لم يكن مع اللسان عقل – يحجزه عن بسطه فيما لا يُحَبُّ – دل اللسانُ على عيبِ صاحبه.
وقال آخر :
رأيت اللسانَ على أهله .... إذا ساسه الجهلُ ليثاً مغيرا
وللحديث صلة..
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم