الموضوع: نهاية مذنب..
عرض مشاركة واحدة
قديم 27-06-2005, 05:29 AM
  #1
خالد بن فردان
عضو نشيط
 الصورة الرمزية خالد بن فردان
تاريخ التسجيل: Dec 2004
المشاركات: 234
خالد بن فردان is a splendid one to beholdخالد بن فردان is a splendid one to beholdخالد بن فردان is a splendid one to beholdخالد بن فردان is a splendid one to beholdخالد بن فردان is a splendid one to beholdخالد بن فردان is a splendid one to beholdخالد بن فردان is a splendid one to behold
افتراضي نهاية مذنب..

سقط الصرح وغيبته اللجة,انهدم الهرم وصارت نهاية الأسطورة اسطورة جديدة عن النهايات الحزينة , ويالها من نهاية ولكن سنة الله ماضية,فلكل بداية نهاية وان كانت مريرة ونهاية كل نهار ساطع ليل دامس بالظلام ,ليل توارت نجومه حزناً على النهاية.

كانت الخطوات قصيرة ولكنها كانت تحث بعضها فسارت الأقدام وتجازوت العقبات يحفزها همة لا تعرف العجز وعزيمة لا تعرف اليأس ولكنها كانت باتجاه النهاية.
رأى الموت مراراً ولكن طعم الموت ليس كرؤيته, وما أمره إن جاء فجأة ولكنه ذاق طعم الموت وتجرّعه..فمرت حياته أمامه سريعة كأنها لحظات الفرح في قلب العاشق...

فلما تفرقنا كأني ومالكاً* * * لطول اجتماعاً لم نبت ليلة معاً

مرً شريط الذكريات فمرت الوجوه سريعة واستوقفه وجه حزين واحد ظل يحدّق فيه فشرع في البكاء ... لا لسكرات الموت ولكن لذكرى هذا الوجه الحزين.

قد كنت أشفق من دمعي على بصري * * *فاليوم كل عزيز بعدكم هانا

وهانت عليه روحه وهو يودعها..
لقد ظل هذا الوجه الحزين كامناً في خفايا روحه كمون النار في الحجر حتى خرجت الروح فخرج معها هذا الوجه كما كان حزيناً..
لم يمهله الزمان أن يمسح دموع هذا الوجه الحزين ولا أمهله الموت أن يودعه..فكان ألم الفراق ألمين .. ألم بفراق الوجه الحزين وألم بفراق الروح..

حشاشة نفس ودعت حين ودعوا* * * * فلم أدري أي الظاعنين أشيع..

وعندما اعتصرت روحه وأحس بألم النزع نظر إلى نفسه تتشبث بأطراف الروح .. ففكر فيم قدمت هذه النفس ..ولكن تشبّثها كان جواباً...
إيه يا نفس تطلبين البقاء وقد أمهلت كثيراً فما قدمت شيئاً.. كنت مطمئنة حتى أكثرت اللوم فصرت آمره بالسوء ناهية عن التوبة . ثم تلفت حوله فلم يتبين له من يراعيه خلف أستار الليل البهيم..

أقلب طرفي فوق رحلي فلا أرى * * * به من عيون المؤنسات مراعيا

وزاد النزع وبلغت التراقي فتذكر الوجه الحزين وقد تركه حزيناً ووحيداً ..

فلو أنها نفس تموت وحيدة* * * ولكنها نفس تساقط أنفساً

وتحشرجت الأنفاس وبلغت الحلقوم وأيقن بالنهاية فأشخص نظره للسماء وناجى الحي القيوم..

إلهي لا تعذبني فإني * * * مقرٌ بالذي قد كان مني
__________________
الأكفان بلا جيوب
خالد بن فردان غير متواجد حالياً