عرض مشاركة واحدة
قديم 21-06-2005, 01:50 PM
  #1
سعد بن حسين
عضو فعال
 الصورة الرمزية سعد بن حسين
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 470
سعد بن حسين will become famous soon enoughسعد بن حسين will become famous soon enough
Angry (اسمح لي .. عذرك أقـبح مـن ذنبك !!! )

اسمح لي .. عذرك أقـبح مـن ذنبك !!!
[ تنويه :
هـذا المقال موجه إلى صنف محدد من الناس ، ومن كانت على رأسه ريشة فليتحسس !!
أقول هذا حتى لا يقوّلني أحد ما لم أقل !! وبالله التوفيق ]

قال الراوي :
التقيتُ أحد أعضاء المنتدى القدماء ، الذين كانت لهم صولة وجولة ، ونشاط وجهد ،
وسألته عن سر انقطاعه الطويل عن المنتدى فقال بعد أن أطلق ضحكة متوسطة :
يا أخي لقد وجدتُ أنني استهلكتُ نفسي في هذا المنتدى ، ولم يعد لديَ جديد أقدمه للآخرين ،
فكان ولابد أن أنصرفَ إلى أماكن أخرى لأعرض بضاعتي هناك ،
والحق أنني هناك سأعيد نفس البضاعة التي كنت أعرضها هنا ، حتى إذا رأيت أني أستهلكتُ
نفسي ، سألملم أقلامي وأوراقي وحاجياتي ، لأرحل إلى مكان جديد وهكذا ..
وما لذة العمر إلا بالتنقلِ !!
فسألته : أوَ غير ذلك ؟
فصمت .. فقلت : أعني هل هناك أسباب أخرى غير ما ذكرت ..!
فضحك وقال : لا .. ليس إلا ذاك .. فقد وجدت أعضاء المنتدى خير صحبة ..
قال الراوي :
ولما سمعتُ منه ذلك ابتسمت في وجه صاحبي وقلت وأنا أضغط على كل كلمة ضغطا شديداً ،
لعلها توصل حرقتها إلى قلب صاحبي !
هل أجد في صدرك متسعاً لسماع ما لا يسرك.. !!!!!

فانعقدت على وجهه أمارات الدهشة والعجب وقبل أن يتفوه بكلمة كنت قد سبقته فقلت :
قد يكون الدواء شديد المرارة ، ولكن يكون فيه _ بإذن الله _ الشفاء مما يعاني المريض ..!!
وبقي صاحبي فاقع الوجه ، يتابع كأنما لا يصدق أنه المقصود بما أقول ،
واكتفى بهز رأسه مرتين أو ثلاثاً ..! وواصلت حديثي ولا أزال أضغط على كل كلمة !!
من الناس صنف يعمل العمل بحسن نية ، ويبدأ فيه صادقا مخلصا ،
ثم ينتهي به الأمر ليكتشف أنه كان يعمل لنفسه لا لله !!
وأن محراب النفس الخفي كان قد جر رجليه إليه دون أن يشعر !!!
واصل صاحبي الإصغاء ولم ينبس ببنت شفة .. فقلت :
دعني يا صاحبي أقول ما في نفسي ، وعليك أن تسمع ،
من حقي أن أنصح ، ومن واجبك أن تصغي ،
فإن أحسنت فذلك فضل الله عليّ وعليك ، وإن أخطأت فلا عليك أن ترمي بكلامي وراء ظهرك ،
بشرط : استحلفك بالله أن لا تشك لحطة في حبي إياك ، وإخلاصي لك ..

ابتسم صاحبي وقال :
أما هذه فلا أشك فيها أبداً ، ومهما كان كلامك جارحا ، فأنا على استعداد أن اتقبله منك ،
ليقيني أنك لا تريد بي ولي إلا الخير .. فهات ما عندك .. فقد شغلت قلبي !!
قلت : استعين بالله ، واسأله أن يوفقني في إيصال المعنى الذي أريد ..
بنفس منطقك الذي تتحدث به _ وأعلم يقينا أن آخرين يبحرون نفس إبحارك ،
ويقولون بنفس قولك ، ولكن بالنسبة لنا ، فلا عبرة لكثرة ولا لقلة ، وإنما العبرة لاتباع الحق وإن كان مرا !! _
قاطعني وهو يتبسم واكتفي بقول : جميل ..هذا حق لا نماري فيه ..
قلت : المنطق الذي تتحدث به مردود عليك ، وهو كما يقال : عذر أقبح من الذنب نفسه !!
بل الأمر أبعد من هذا !!

تجمعت عضلات عينيه وقلّب شفتيه ، واكتفى بهز راسه وواصل الإصغاء ! ..
قلت : اسمعني جيداً .. تقول أنك اكتشفت أنك استهلكت نفسك في المنتدى ،
ولم يعد لديك جديد تقدمه لأخوانك وأخواتك ، فآثرت البحث عن مكان آخر تجدد فيه نفسك ،
وأسألك : منذ متى وأنت تعيش وسط أبيك وأمك وأخوتك وأخواتك في البيت !!!؟
أجيبك أنا : منذ أكثر من ثلاثين سنة ، فعمرك كما أعرف بضعاً وثلاثين سنة !!
أليس كذلك ؟؟! هز رأسه إن نعم !!
قلت : فهل فكرت يوماً أنك خلال هذه السنوات الطويلة والمديدة ،
أن تبحث لك عن أهل آخرين تعيش معهم ، على اعتبار أنك استهلكت نفسك وسط أهلك ،
ولم يعد لديك جديد تقدمه إليهم !!!!!!!
انفتحت عيناه على اتساعهما في الوقت الذي فتح فمه في استغراب مما يسمع !!
وواصلت حديثي :
طيب دع عنك هذا .. واسألك أليس لك أصحاب تجتمع بهم وتجلس إليهم ،
وربما ربطتك بهم صداقة طفولة ، أو زمالة قديمة منذ أيام المدرسة ، وترى أنك لا تستغني عنهم .. ؟
قال : نعم .. يوجد من أصحابي من هذا الصنف وذاك .. وغيرهم ..
قلت : فعلى نفس منطقك الذي تحدثت به ،
هل فكرت يوماً أن تغير أصحابك لأنك استهلكت نفسك وسطهم ، ولم يعد لديك جديد تقدمه لهم !!!
وحدقت في وجهه ، اريد أن أرى مدى ما بلغ كلامي في قلبه ، فإذا هو يقول بصوت كالهمس :

كلام جميل ، ولكن ماذا تريد أن تقول بالضبط !!؟
قلت : هنا المحك يا صاحبي ..
لم نرك تستبدل أهلاً بأهلك الذين عشت معهم أكثر من ثلاثين سنة ،
بل أنت لا يمكنك أن تفرط بهم !!
ولم نرك تستبدل اصحابا بأصحاب ، بل ترى أن تمسكك بأصحابك عين الوفاء لهم !!!!!
أما في المنتدى فالأمر اختلف تماماً ..!!
رغم الجعجعة الطويلة التي ترددونها ، أن أعضاء المنتدى كأهلك ، وهم أخوانك وأخواتك في الله
الذين اجتمعت بهم من أجل الله ، ونحو هذا الكلام الجميل الذي نقرأه لكم بين الحين والحين
عن روح الأخوة التي اجتمعتم عليها !!!!!
أتدري أين السر يا صاحبي !!؟
قال في لهفة : أين ؟
قلت : السر أقوله لك ، وإن كان كلاماً موجعاً ، ولكن يعلم الله إني لك ناصح ..!

السر يا صاحبي أن من يقول بقولك :
إنما يبحث عمن يصفق له ، ويعجب به ، ويثني عليه ، ويواصل الثناء من أجله ،
فلما خشي أن تتضاءل نجوميته ، آثر أن يبحث عن مكان لتصفيق جديد ،
وثناء جديد ، وأضواء جديدة وهكذا ..!!!!!!!!
ما اشبه هؤلاء بنجوم الفن الهابط !! _ وأولئك والله ما هم بنجوم ، ولا حتى كواكب فهم أحقر من ذلك _
شغلهم البحث عن الشهرة ، فإذا انحسرت عن أحدهم الأضواء قامت قيامته !! _ مع الفرق بين هؤلاء وهؤلاء ومن ثم أقول لك بملء صوتي :
أنا اشك تماماً أن هؤلاء الذين يقولون بقولك ، يتعاملون مع أعضاء المنتدى أنهم أخوة وأحباب وأصحاب وأهل !!!
وإلا ما نفضت عنهم يديك لمجرد أنك شعرت أنه ليس لديك جديد تقدمه إليهم ..!!
وهل تقدم لأصحابك خارج الشبكة كل يوم جديدا ، وعلى مدار الأيام !!!؟
وأقول لك أيضاَ :
أن من يتعامل مع أعضاء المنتدى بهذه الروح ، التي تعبر أنت _ وغيرك _ عنها ..
فإنما يتعامل معهم على اعتبار أنهم جمهور في مسرح !!!
مهما ادعى وطنطن وزخرف الكلام وأطال وقصّر !!
فما نسمعه من كلام معسول ، ينسفه واقع الحال !!
أخي الحبيب ..
حين نكتبُ من أجل الله سبحانه تتغير الصورة ، وتتبدل الموازين ،
وفي هذه الحالة يكفي مجرد التواجد مع صحبة طيبة ، حتى دون أن نقول شيئا جديداً ،
مجرد تشجيع لأخ يتحدث ، أو تعزيز بكلمة على كلمة قيلت ، أو تذكير بمعنى نسي ، أو ..أو ..الخ ..
وحين نكتب من أجل ( أنفسنا ) فهاهنا نقع في كدورات من حيث لا نشعر ،
وقد نحسب أننا على شيء .. !!
ويخشى علينا في هذه الحال أن ينطبق علينا قول الحق تبارك اسمه :
( قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا ؟ الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا !! ) ..
( أفرأيت من اتخذ إلهه هواه !!؟ )

بقي صاحبي صامتاً واجماً .. فلما طال سكوته قلت مختتما كلامي :
على كل حال .. !!
كلامي ينصب على من يقول بقولك ، ويذهب مذهبك ،
أما إذا كانت هناك أسباب أخرى غير الذي ذكرتَ ، فهاهنا يصبح للقصة وجه آخر ، ولعل وعسى ..!!
والمعذرة إن كان في كلامي شيء من شدة ، فإنها منبعثة من قلب محب ..
شعرت أن ابتسامته شقت طريقها في وجهه هذه المرة بصعوبة .. ثم قال :
لا عليك .. جزاك الله خير الجزاء ، ولقد فتحت في قلبي قروحا وجروحاً ،
ووضعتَ يدي على معانٍ كنت غافلاً عنها ، وأسأل الله لي وللجميع المغفرة والرحمة ، والثبات ..
قال الراوي :
وابتسمت في وجهه ، ثم سارعت أحتضنه ، وقلت :
ستبقى حبيبا وإن بعدتَ ، وسنظل ننتظركَ وإن أطلت علينا الغياب ،
فمثلك لا يستغنى عنه ..
وكأنما لمحت دعة تترقرق في عينه ، ثم انصرف وهو يتمتم بالدعاء ..

هناك موضوع جديد آخر بعـنوان ( عمـلاق في زمـن الذل ) ..
في قسم مجلس عذب الكلام... وهذا رابطه :

http://www.qahtaan.com/vb/showthread...3612#post33612
سعد بن حسين غير متواجد حالياً