عرض مشاركة واحدة
قديم 03-07-2007, 04:47 PM
  #1
عبدالعزيز بن حافظ
عضو متميز
 الصورة الرمزية عبدالعزيز بن حافظ
تاريخ التسجيل: Jun 2007
الدولة: مثلث برمودا
المشاركات: 670
عبدالعزيز بن حافظ has a brilliant futureعبدالعزيز بن حافظ has a brilliant futureعبدالعزيز بن حافظ has a brilliant futureعبدالعزيز بن حافظ has a brilliant futureعبدالعزيز بن حافظ has a brilliant futureعبدالعزيز بن حافظ has a brilliant futureعبدالعزيز بن حافظ has a brilliant futureعبدالعزيز بن حافظ has a brilliant futureعبدالعزيز بن حافظ has a brilliant futureعبدالعزيز بن حافظ has a brilliant futureعبدالعزيز بن حافظ has a brilliant future
افتراضي *// عقوق على مر العصور *//

بسم الله الرحمن الرحيم
أتشرف بأن أضع بين أيديكم وأمام أنظاركم قصيدة للشاعر الجاهلي أمية بن أبي الصلت الشاعر الذي كان من أشهر وأعظم شعراء الجاهلية وله مع النبوة قصة قد لا تخفى على بعض الإخوة وإن كنت سأحاول في موضوع لاحق بأن أتحدث عن هذا الشاعر بالتحديد وعن الآيات التي نزلت فيه وعن عاقبة عمله.

لاأطيل في المقدمة فهذه الأبيات قالها وهو يخاطب ابنه الذي لمس منه العقوق والنكران ويقول فيها :

غذوتك مولودا وعلتك يافعا *** تعل بما أدني إليك وتنهل
إذا ليلة نابتك بالشكو لم أبت *** لشكواك إلا ساهرا أتململ
كأني أناالمطروق دونك بالذي *** طرقت به دوني وعيني تهمل
تخاف الردى نفسي عليك وإنها***لتعلم أن الموت حتم مؤجل
فلما بلغت السن والغاية التي ***إليها مدى ما كنت فيها أؤمل
جعلت جزائي منك جبها وغلظة***كأنك أنت المنعم المتفضل
فليتك إذ لم ترع حق أبوتي ***فعلت كما الجار المجاور يفعل
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
الشاعر هنا يصف حالة نفسية تعتري الأب عندما يجابه ما لا يتوقع من ولده عزيز تعهده بالعطف وأغدق عليه بالحنان انه غاضب في رفق ,محتج في أمل.
وعهدنا بالغضب أن يجلب العنف ,هذا عند غير الآباء,أما الآباء فغضب ورفق واحتجاج وأمل في آن واحد.
يسرد الأب في بساطة مظاهر عطفه على ولده في مجال عتاب حزين تتوالى فيه ألوان من الرعاية :غذوتك , وعلتك,عواطف نبيلة يشاكلها عاطفة وحفظ الجميل ....
لم يحدث هذا ولكن الأب يفاجأ بنكران يعتصر قلبه( جعلت جزائي منك جبها وغلظة )
يقابله بأمنية دامية في مطلب وحيد متواضع ***
فليتك إذ لم ترع حق أبوتي******* فعلت كما الجار المجاور يفعل
إنه يريد منه حق الجوار بعد عشرة طال مداها بعد ضياع الأمل في بنوة وفيه لأبوة حانية .
كلمات في نسق رائع لا يستطيعه غير أديب مطبوع : ألفاظ وعبارات سهلة , وجمل تتوالى في سماحة تكشف عن الفكرة وتهز المشاعر في آن واحد .
استمع إلى قوله : ( غذوتك بجوار مولودا , وعلتك بجوار يافعا , لتحس بموسيقى التناسب بجوار موسيقى النغم )
وهذا الحنان المكثف الذي لا يؤدى بغير قوله تعل بما أدني إليك وتنهل .
الكلمات بصورها وترتيبها تمثل إشفاق الأب وحرصه على أن يقدم لابنه ما يريد وأكثر مما يريد وهذه الكلمة يجسم القلق والألم والإشفاق ( أتململ )
وتركزه في قلب الأب وجثمانه وحركاته وسكناته ليمتص ما ينوب ابنه في كل وقت وفي كل ليلة سلامة في التعبير تساير الحب الفطري وتفصح عن أرقى عاطفة يحس بها البشر .
ولا تمر بنا هذه القصيدة وما تحتوي من معنى مرور الكرام بل لابد من الربط بين موضوعها وبين ديننا الحنيف وكيف حفظ الإسلام للوالدين مكانتهما وحقهما وإن لم يكونا مسلمين.
ولكم جزيل الشكر على تحمل الإطالة في الموضوع,,,,
حااااااااافظ
عبدالعزيز بن حافظ غير متواجد حالياً