عرض مشاركة واحدة
قديم 29-05-2007, 08:07 PM
  #2
المعضادي
عضو جديد
تاريخ التسجيل: May 2007
المشاركات: 15
المعضادي is on a distinguished road
افتراضي مناقشة جزء من خطأ وقع فيه الأستاذ ( أحمد محمد عبيد )

في خضم هذه الأمواج المتلاطمة والرياح العاصفة والتي عصفت بكل ما يمت بصلة إلى ما يتعلق بالبحوث التاريخية والنسبية و إلى المساس بأصحابها والذين تكبدوا العناء والتعب لكي يوصلوا المعلومة الصادقة المعززة بالأدلة والبراهين
نجد هناك أصوات تنطق بالحق والحقيقة مدافعين عن هؤلاء الذين تصدوا للبحث الميداني والنظري على السواء .
ونحن في هذا المنتدى الرائع الذي يحمل أسم المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ ( زايد بن سلطان آل نهيان ) طيب الله ثراه . والذي كان حريصا تمام الحرص على الهوية الإماراتية العربية ودراسة ومعرفة تراث الأجداد .
فقد قال رحمه الله مقالة يجب ان تكتب بماء الذهب
:

اقتباس:
لابد من الحفاظ على تراثنا القديم لأنه الأصل والجذور وعلينا أن نتمسك بأصولنا وجذورنا العميقة "
فنحن ومن هذا المنطلق ملتزمين بالتعريف عن أصول قبائلنا ومعرفة أصولها و أنسابها . ليس لغرض التفاخر . بل لتحديد هوية اهل الإمارات وسط هذا البحر المتلاطم من كافة الجنسيات . ولغرض التواصل بين الأسر والعوائل في القبيلة الواحدة .
وهذا ماكان يحرص عليه رحمه الله .
ولكن ومع صدق هذا المسعى والذي قام به نفرا من أبناء الدولة و اخص منهم الأخ الباحث القدير ( حماد بن عبدالله الخاطري ) فإننا نجد هناك أصوات تريد وأد هذا المشروع والذي يتعلق بأنساب قبائل الدولة في المهد . وذلك بحجة ( النقد ) البناء او جهل الباحث بانساب قبائل الدولة وغير ذلك من الحجج الواهية .
وكما تعلمون انه قد أصدرت مقالات منها مقال للأستاذ ( أحمد محمد عبيد ) في جريدة الخليج ومنها مقال للأستاذ ( علي بن محمد المطروشي ) وبعض الردود في المنتديات . و انقسم الناس حول كتاب ( اوثق المعايير ) إلى قسمين . القسم الأول معترض ويحاول التشكيك بما كتبه الباحث القدير ( حماد الخاطري ) . والقسم الثاني مؤيد للتوجه الذي إنتهجه الباحث 0 حماد الخاطري ) وهو منهج جديد في البحث لم يسبقه إليه احد من الباحثين قبله . وهذا المنهج يغلب عليه أسس وضوابط علم الأنساب وطرقه و اخبار رجاله ورواته .
ولا شك ان هذا المنهج جديد ولوا انه كان في القديم شائع ومعروف ولكنه لظروف ألمت في المنطقة منذ قرون خلت توقف هذا العلم إلى النصف الأول من القرن العشرين حينها بدا نفرا من المؤرخين بتدوين وقائع و اخبار القبائل في الدولة مع تعرض لأنساب هذه القبائل ولكن على نحوا لم يكن دقيقا . فنسبت قبائل إلى غير أصولها .
حتى أتى الأخ ( حماد الخاطري ) و احيا هذا التوجه من جديد بعد توقف دام طويلا .
ويعتمد منهجه على الإهتمام من البحث الميداني المكثف مع مقارنة ما توصل إليه من روايات شفهية بما وجد معه من مخطوطات ومدونات قديمة .
إن هذا المنهج الذي أنتهجه الأخ ( حماد ) وجد من يعارضه . وليت من اعترض عليه كان على نفس مستوى إختصاص الباحث ( حماد ) في علم الأنساب وطرقه. بل كانوا مختصين في توجهات غير علم الأنساب مثل الأدب والشعر وغيرهما من علوم الأداب الأخرى . ومن هؤلاء من لا علم له أصلا في الأنساب وطرقه . فهم تبع لؤلائك المختصين في غير هذا العلم .
وعلى أي حال نحن في هذا الموضوع نريد ان نعرض لكم بعض ما ذكره الأستاذ ( احمد محمد عبيد ) في مقاله والذي اطلق عليه الأستاذ ( علي المطروشي ) :
( النقد اللاذع ) .
ونرى مواطن الضعف الذي وقع فيه أستاذنا الكريم :
نجد الأستاذ ( أحمد ) يقول عن ( جبلة ابن أحمد أبن إياس ) :
{ انه نكرة } أو { مجهول } ولم يرد أسمه في كتب ( التراجم ) .
ورأيه الشخصي والذي يرى فيه ان الأسم قد يكون ( الخمة ) وليس ( أحمد ) معتمدا على عدم ذكر هذا الأسم في تراجم الصحابة وباقي كتب الأنساب المتأخرة .
والجواب :
لقد تفضل الأستاذ ( علي بن محمد المطروشي ) فقال :
{ مع إحترامي لزميلي احمد محمد عبيد و احقيته في طرح وجهة نظره فغن تشكيكه في صحة إستنتاج حماد في نسبة بني ياس إلى إياس بن عبد الأعلم الكلبي القضاعي من حيث وجود كثير من الشخصيات البارزة التي تحمل أسم إياس ومن إحتمال وقوع التصحيف والتحريف في أسم ولده ( أحمد ) أو ( الخمة ) ومن حيث إغفال كتب تراجم الصحابة لذكره فإن كل ذلك لا يعتبر سببا لنفي إنتماء القبيلة أو بطون معينة منها إلى إياس أبن عبد الأعلم } .
وهذا الكلام في محله .
إذ أن السبب المباشر الذي جعل الأخ ( أحمد ) يتبنى فكرة أن الأسم قد يكون ( جبلة ابن الخمة ) بدل ( جبلة أبن أحمد ) هو إستعجاله في نقده لكتاب الباحث القدير ( حماد الخاطري ) من غير ان يتحرى ويبحث في علم الأنساب والتي يتفرع منها ( اغاليط النسابين ) والتي منها ( التصحيف والتحريف في الأسماء ) .
فهو اعتمد على كتاب ( الإيناس ) لمؤلفه ( ابن الوزير المغربي ) حيث قال في الصفحة ( 65 ) ما يلي :
{ وجبلة ابن الخمة ابن إياس بن عبد الأعلم بن برشم } إلى آخر النسبة .
فلو دقق الأستاذ ( احمد ) عفا الله عنه في هذا الكتاب الذي أستند عليه لوجد ان المؤلف ( أبن الوزير المغربي ) قد ذكر في كتابه في الصفحة ( 128 ) نصا محرفا عن الأصل الذي نقل منه وهو كتاب ( مختلف القبائل ومؤتلفها ) تأليف ( أبن حبيب أبو جعفر محمد ) توفي عام ( 245 ) هـ
فـ ( ابن الوزير المغربي ) يقول في الصفحة ( 128 ) من كتابه :
{ جٌمَيس : وفي قضاعة جٌمَيس - بالجيم - بن مودوعة بن جهينة وهو الحرقة عن أبن الأعرابي }
بينما الأصل الذي نقل منه ( أبن الوزير المغربي ) وهو كتاب ( أبن حبيب ) يقول في الصفحة ( 88 ) :
{ حميس : وفي قضاعة : حُمَيس بن مودوعة بن جهينة وهو الحرقة عن أبن الأعرابي }
و أبن الأعرابي هو : ( محمد بن زياد الراوية النسابة اللغوي توفي سنة 231 هـ )
إذا يتبين لنا أن ( ابن الوزير المغربي ) قد أثبت في كتابه أسم ( جميس ) و اكد على ذلك بقوله ( بالجيم ) بينما الأصل هو ( حميس ) كما ورد عن ( أبن حبيب ) و ( أبن الأعرابي ) .
ونستنتج من هذا الأمر أن ( ابن الوزير المغربي ) قد نقل الأسم ( مصحفا ) عن الأسم الحقيقي وهو ( حميس ) .
ولا توجد في قبيلة جهينة بطن يقال له ( جميس ) بل ( حميس ) .
اما عن ( أحمد أبن الخمة ) والذي نقله الأستاذ ( احمد ) عن ( ابن الوزير المغربي ) . فلنا وقفة حول هذه الإشكالية .
كنا نتمنى من الأستاذ ( أحمد ) إذا كان يوجد لديه كتاب الإيناس ان يقرا الصفحات الأولى ليجد فيه تعليق من قبل المؤرخ المرحوم الشيخ ( حمد الجاسر ) والذي قال عن ( أبن الوزير المغربي ) وعن كتابه ما يلي :
{ موضوع الكتاب : وموضوع هذا الكتاب ليس كما يفهم من عنوانه فهو و إن تعلق بالأنساب من حيث تفريعها من أصولها إلا انه يعني بضبط الأسماء المفردة ضبطا يمكن من نطقها صحيحة }
ثم قال :
{ أما أسماء الأشخاص - من رجال ونساء وقبائل - فمن أول من تصدى لضبطها محمد أبن حبيب ، في كتابه الذي تقدم الحديث عنه ثم اتى أبن الوزير المغربي فاتخذ كتاب أبن حبيب أصلا له }
( الإيناس - صفحة - 16 - 17 )
نستنتج من خلال ما ذكره ( حمد الجاسر ) أن الهدف من تأليف كتاب ( الإيناس ) هو :
{ ضبط الأسماء المفردة ضبطا يمكن من نطقها صحيحة } و انه أتخذ من كتاب أبن حبيب { أصلا له }
وليس كما ذكر الأستاذ ( أحمد ) بقوله عن أبن الوزير المغربي انه ( عالم في النسب ) و انه اطلع على كتاب ( أبن الكلبي ) .
فإذا علمنا ان أبن الوزير المغربي اتخذ من كتاب ( مختلف القبائل ومؤتلفها ) لأبن حبيب أصلا له فمن اين اتى بأسم ( احمد أبن الخمة ) و أثبته في كتابه ما دام أن الأصل الذي نقل منه لم يذكر هذا الأسم مطلقا ؟ ولم يكن أبن الوزير المغربي عالما في الأنساب ؟ و إن كان كتابه يوحي بذلك ؟
إذا نرجع إلى ما ذكره الأستاذ ( المطروشي ) في مقاله :
{ ومن إحتمال وقوع التصحيف والتحريف في أسم ولده ( أحمد ) أو ( الخمة ) }
وقوله هذا يؤيده قول ( أبن الوزير المغربي ) ذات نفسه .
فقد صدر منه تحذير مفاده :
{ متى نسخ هذا الكتاب ناسخ غير ضابط انعكس الغرض، فصار هداه ضلالة بالحقيقة، ومتى كُتب أيضاً بأجاً واحدا =أي بتتابع الجمل غير مفصول بينها= ولم يفرق بين فصوله مرج والتبس، وصعب إخراج ما يراد منه، والله الموفق، وصلواته على سيدنا محمد وآله الطاهرين}
{ الإيناس ص 19 }
وهنا انكشف هذا اللغز من خلال هذا التحذير من صاحب كتاب ( الإيناس ) .
فقد حذر الباحثين الذين سوف ياتون من بعده من التلاعب بلفظ بأسماء الرجال والنساء والقبائل وذلك من خلال التصحيف والتحريف ولذلك لا نستبعد وقوع تحريف في لفظ الأسم ( أحمد ) إلى الأسم ( الخمة ) . بدليل وجود هذا التحذير .
والأمر الآخر لم يكن أحد من العرب في جاهليتهم وفي صدر الإسلام من يطلق عليه أسم ( الخمة ) ولم يتعرض احد من علماء تراجم الرجال والقبائل لهذا الأسم .
وثمة دليل أسوقه لكم يثبت ان الأستاذ ( أحمد ) قد نقل اسما محرفا من كتاب ( الأنساب ) لـ ( العوتبي الصحاري ) و أثبته كما هو محرفا في كتابه ( دبا في الجاهلية وصدر الإسلام ) باب ( الحياة السياسية ) الصفحة ( 37 ) وهو أسم ( عبد العزيز بن معولة ) وهو أول ملوك المعاول .
ثم نراه يثبت أسم ( عبد العزى ) في نفس الكتاب الصفحة ( 45 ) إذ يقول :
{ ومعلوم ان الجلندي بن المستكبر أسمه ( عبد جمل ) ولا نستغرب ان يعبد أسمه لإله أسمها ( جمل ) لم تصل إلينا معلومات عنه كما ان احد اجداده أسمه عبد العزى }
فهو قد نقل عن ( العوتبي ) أسم ( عبد العزيز ) و اثبته في كتابه هكذا محرفا ولم يقل انه ( نكرة ) او ( مجهول ) كما حصل في تشكيكه في أسم ( أحمد ابن إياس ابن عبد الأعلم ) وقال انه يرى انة أسمه ( الخمة ) وليس ( أحمد ).
ثم عاد و أثبت الأسم الحقيقي في نفس كتابه وهو ( عبد العزى ) وهو بالطبع يعني النص الأصلي وهو ( عبد العزى أبن معولة ) كما عند أبن الكلبي و أبن حزم الأندلسي. ولم يقل انه ( نكرة ) او ( مجهول )
فماذا نسمي هذا الإضطراب ؟
ومن المعلوم ان ( العوتبي الصحاري ) كان يعتمد في ذكر بعض قبائل عمان على مؤلف ( ابن الكلبي )وهذا ما ذكره النقاد التاريخيين. و ( أبن الكلبي ) لم يقل ان أسم جد آل الجلندي هو ( عبد العزيز ) إنما قال ( عبد العزى ) وتابعه على ذلك ( أبن حزم الأندلسي ) وغيرهما من قدماء النسابة . فعلى من يلقى اللوم في مسالة التصحيف والتحريف؟. على ( العوتبي ) ام على ( ابن الكلبي ) ام على ( أبن حزم الأندلسي ) ؟
قد أفصح النقاد التاريخيين في ترجمتهم عن ( العوتبي ) حول هذا الخطأ في ذكره لإسم ( عبد العزيز ) على النحو التالي :
{ على ان الأمر لا يخلوا من إلقاء مسئولية كبرى على عاتق النساخ }
{ قراءات في فكر العوتبي الصحاري - صفحه - 164 }
إذا يلقى اللوم على النساخ والوراقين فهم سبب هذه التصحيفات والتحريفات بقصد او من غير قصد .
فهذا ذكر جزء من خطا واحد وقع فيه الأستاذا ( أحمد ) في نقده لكتاب ( أوثق المعايير ) للباحث ( حماد الخاطري ) فما باله بباقي الأخطاء .
كان حريا بالأستاذ ( أحمد ) ان يجري نقدا ذاتيا على مؤلفه والذي أقتبسنا بعض فقرات منه لإثبات وجهة نظرنا في مقاله المنشور في جريدة الخليج بتاريخ 5 / 5 / 2007 .
وقد ذكر كلاما اعجبني في كتيبه ( هموم ثقافية ومقالات أخرى ) باب ( نقد الشعر في الإمارات ( 1 )) صفحة ( 149 ) يقول فيه :
{ و الأمر الآخر وجود الناقد المؤهل المثقف القادر على تناول هذه النصوص بروية وتبصر وتفكر مع قلق يصحبه بسبب خوفه من الخروج من دائرة الموضوعية وهذا هو الناقد الحق } إلخ.
وهذا الكلام نحن نؤيده بشرط الخروج من دائرة الكتابة والتدوين في الكتب إلى عالم الواقع والحقيقة .
وبهذا اكون قد أستعرضت معكم جزأ من خطأ في مقال الأستاذ ( أحمد محمد عبيد ) والذي أرجوا ان اجد منه اذنا صاغية وللحق واعية
المعضادي غير متواجد حالياً