عرض مشاركة واحدة
قديم 02-05-2007, 11:21 AM
  #39
معيض بن صميع
..:: شاعر ::..
 الصورة الرمزية معيض بن صميع
تاريخ التسجيل: Aug 2006
الدولة: خيالات القصص
المشاركات: 1,201
معيض بن صميع has much to be proud ofمعيض بن صميع has much to be proud ofمعيض بن صميع has much to be proud ofمعيض بن صميع has much to be proud ofمعيض بن صميع has much to be proud ofمعيض بن صميع has much to be proud ofمعيض بن صميع has much to be proud ofمعيض بن صميع has much to be proud ofمعيض بن صميع has much to be proud ofمعيض بن صميع has much to be proud of
افتراضي رد : حرب البسوس 1428 هجريه بين (( ... و ... )) ؟

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عمر الغريب
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .............

أما بعد /

أخي الكريم : عندما تكون ردودك بهذه الصوره الصحيحه والتي بدأت تغير نهجك تجاه الآخرين هنا يمكن التجاوب معك ومع غيرك
وأنا أود حفظك الله أن تجعل نواياك تجاه إخوانك سليمه كي تلقى الله وهو عنك راضي ... رضي الله عنك وعن والديك ومن تحب..

الأمر الآخر / لن أسترسل في مسألة المصطلحات ومالذي يجب أن نستخدمه ومالذي يجب أن نتركه فهذه مسأله سأقف عندها فيما بعد
بموضوع مستقل أدعو الله أن يوفقني في طرحه وإنجازه كي تعم الفائده للجميع ....

وهنا سأدخل معك مباشره في إطروحاتك التي طرحتها حفظك الله .....

* من قال لكـ أن النقد الصريح يعتبر إهانه ؟ هات الدليل ! أرجو أن تجيب . ثم إن النقد مسأله صحيه لمن كان قلبه سليم ..
إن من أخطر الحالات التي يواجهها الإنسان في حياته العملية والفكرية هي: حالة اعتبار كل ما يصدر منه حسناً.... ومتفوقاً ومتكاملاً......غير قابل للمناقشة..(وأصر على هذه النقطه الجوهريه) . ولا نقص فيه.. مما يدفعه إلى المغالطة والدفاع عن الخطأ......... والإصرار عليه وهذه أم المصائب والتي دفعنا ثمنها غالياً في كبرى قضايانا ومصيرنا المكلوب...وكان السبب الحقيقي لهذا الفدح الجلل
عدم تقبل النقد الصريح.....
الصراحه ما أجمل منها وهي تعني الوضوح فلماذا تكرهون وتتحاشون الوضوح .... فلذلك فالفرق بيننا وبين السلف الصالح أنهم لا يضيرهم النقد الصريح ولا يعيبونه أبداً .....
قال تعالى:
{ومِن الناسِ مَن يُعجِبُكَ قَولهُ في الحياةِ الدُنيا ويُشهِدُ الله على ما في قَلبهِ وهو ألدُّ الخصام * وإذا تَولّى سَعى في الأرضِ ليُفسِدَ فيها ويُهلِكَ الحرثَ والنّسل واللهُ لا يُحبُ الفَسادّ * وإذا قيلَ لهُ اتّقِ اللهَ أخذتهُ العزةُ بالإِثمِ فَحسبُهُ جَهنُم ولَبِئسَ المِهاد}.
ومن هذا ماوقع من سلمان الفارسي مع سيدنا عمر إبن الخطاب إرجع للواقعه في ردي لأخي حرقي العرين ...

لقد تحدثت عن الزلات والأخطاء وعدم التشهير بها وهذا صحيح فيما ذكرته أنت ولكن هل يمكن أن نفرق بين الأخطاء وبين الكوارث
التي تعصف بأمة الإسلام وتفتك بها وترسلها للرجوع إلى ماقبل الإسلام من إهانه وتبعيه بغيضه وتكالب أعدائنا علينا من كل حدبٍ وصوب .... هل يمكن أن تساوي بين ما تقوم به جريرة الوثن من إحتضانها لثلل من المارقين والخونه وما يطرحونه من التشكيك بثوابت
الأمه الإسلاميه وبأوامر رسولها صلى الله عليه وسلم وإتهامها لحلقات القرآن وللمحاضرات وللهيئه ولسلوك المسلم المتدين
بأنها من منابع الإرهاب وكذلك مايسخرون به من ممن قصر ثوبه وأطال لحيته وغيرها وغيرها هل تعتبرها ((((( أخطاء ))))))
إن قلت كذلك فقد حولت مسار الحقيقه وميعت الحكم إلى درجة الإخفاف بمشاعر المسلمين وهذا والله لي للحقائق فما حدث من هولاء
أعده العلماء الربانيين بأنه ((((((((((( كفر ))))))))))))) أي العمل دون التكفير العيني لشخصٍ بعينه . وهذه نقطه جوهريه
مهمه جداً ....

هل تعرف نواقض الإسلام ؟

أظنك تعرفها أخي الحبيب ..... فلاداعي لذكرها ....

الأمر الآخر
فالنقد الهدام واستغلال الثغرات وانتهاز الفرص وتتبع العثرات ومحاولة إظهار أعمال الآخرين ومشاريعهم ومنهجهم الثقافي أو جهدهم العلمي أو عملهم السياسي والاجتماعي بمظهر الخطأ والتخلف والتفاهة بدافع الأنانية........ أو النزاعات الشخصية أو بسبب الجهل والتعصب.
إن كل ذلك لا يسمى نقداً بل هو عملية هدم وإسقاط لجهود الآخرين وإحباط لمساعيهم وإعاقة لنمو مشاريعهم وأعمالهم الإصلاحية والعلمية أو السياسية والثقافية فكثير من الناس يقدم على مشروع عمل فيصدر صحيفة أو مجلة إسلامية أو ينشئ جمعية خيرية أو مشروعاً ثقافياً كالمدارس والمعاهد الدينية أو يؤسس حركة إسلامية.... أو يحدث نشاطاً وعملاً سياسياً واجتماعياً فيخطئ أو يفشل في عمله بسبب قلة الخبرة أو ضعف الإمكانيات أو عدم توفر الظرف المناسب.
إن حق أولئك العاملين الإسلاميين على الآخرين هو التسديد والنصح وتقديم العون والخبرة والنقد البناء بالوسائل والطرق الصحيحة المثمرة:
{وقُولوا للناسِ حُسناً...}.

هنا هو الفرق الصحيح فمتى كان هناك نقد تكون هناك بيئه صحيه ولكن عندما ترى هناك أعمال كارثيه تؤدي إلى كارثه بالأمه الإسلاميه
فهنا عليك أن توصل رسالتك الصريحه إلى الشعب كي يحذروا من مغبة الوقوع في مصيدة شر أعمال هذه المؤسسه أو الجهه الحكوميه
وهذا نقد صريح وواجب عليك القيام به .... فالنقد يوازي العمل ....... واللبيب يفهم مقصدي....

وأما إن كان العمل الذي قام به هذا الشخص لايؤثر على الأمه الإسلاميه بل على نفسه فقط أو على أفراد أسرته وجب نصححه باللين
والكلمه الطيبه ... وأما إن كان يتعدى مرحلة الأسره إلى مرحلة المجتمع فوجب نصحه ونصح المؤسسه والجهه الحكوميه من المتخصصين في مقابلة هولاء من العلماء فإن قبِل وإلا يشهر به أما م الملء وهذا ماحدث من جريرة الوثن فقد تم نصح القائمين عليها
من رجال لهم وزنهم وقيمتهم ولكن لاحياة لمن تنادي فوجب التشهير وتحذير الأمه من خطر هذه المؤسسه ... فكيف تنتقدني
عندما حذرنا من كارثه وليست أخطاء ....


ثم إنك وقعت هداك الله في مطبة حديثك عندما إنتقدت الهيئه وشهرت بهم وهذا كما أقول لك في إيضاحي لمثال النقد الهدام وقوانينه
فعليك بالرجوع مره أخرى لقراءته ....
لأن الهيئه مؤسسه فاضله لايعيبها شيء لمصلحة الإسلام فقارن بينها وبين ما تقوم به جريرة الوثن أكرمك الله والقراء فإنك ستجد الفرق
بينهما وبين نقدي لهذه الجريده وبين نقدك لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ....

فهنا أي الجريره الوثنيه كوارث وخروج عن الإسلام ....... فوجب النقد اللاذع والصريح وأما الملء

أما الهيئه فإن حدث خطأ فهو مسأله شخصيه ........... فهنا يجب عليك وعلي إيضاح محاسنهم لا التصيد الغير مبرر ...........

وهنا أود أن أقول لك هداك الله أن إستشهادك بالآيه في غير محله ... وهذا مهم جداً ..
(ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم ) ....

فالآيه توقيفيه لايمكن أن نستشهد بها سوى للكفار ومنهم اليهود والنصارى ... إلا إن كنت تقصد أن جريدة الوثن تدعو من دون الله
فهذا شأنك وأما أنا فأقول هم في حضيرة الإسلام باقون ولكن عملهم عمل يدخل في نواقض الإسلام كما أخبر بذلك أهل العلم من العلماء
ونحن نبين الكوارث التي ينتهجونها في حق الإسلام وأهله ولايعيبنا أبداً أن نوضح خطرهم الفادح للمجتمع بالنقد الصريح لأنه السبيل
الأنجع....

ثم لو سمحت / قلي ....

هل الإسلام يهمك أم يهمك شعور ومشاعر هولاء الخونه .... بتأكيد ستقول لي يهمني الإسلام ...

إذن عليك أن تعي هذه المسأله وتوزن المصالح والمفاسد جيداً ولاتقيسها أبداً أبداً بأهوائك بل بعقيدتك ودينك القويم .............

هناك نقد صريح وهناك نقد في السر ولكل منهما زاويته الخاصه والتي تناسب الموقف المعلن..... عندما يتم سب الرسول صلى الله عليه وسلم وما جاء به أمام الملء والعالم يرون ويقرأون وجب عليك أن ترد عليهم كما هاجموا رسولنا في العلن وهذا ديننا ...
يأمرنا بهذا وسأستشهد بالآيه الصريحه في مسألة القتال ونحن لسنا في قتال ولكن لافرق فالقلم يقتل قبل السيف أحياناً ...
(( واقتلوهم كافه كما يقاتلونكم كافه )) والإستشهاد هو المساوه فقط في أوامر الله بأن نرد على الآخرين هجومهم ..
أو كما قال الحبيب (( السن بالسن والباديء أظلم )) ... وهنا تدخل المساوه في الأحكام مدخل مهم في كيفية مواجهة الحقوق الإجتماعيه
منها والعقائديه ومنها النقد البشري ....

لقد سب هولاء ديننا وسفهوا عقائدنا ومنها إسفافهم بما أمر به الرسول صلى الله عليه وسلم فكيف تريد مواجهتهم .. بالنصيحه..
إنها دارة نشر لاشخصيه كما تقول في تعاريفك غفر الله لك وبتالي لابد من مواجهتهم إعلامياً بالكلمه وقد عارضت مسمانا تجاهها
بالوثنيه .....

أقول لك شيئ ...................... هل تعرف الجاهليه الأولى .... هم يريدون أن نرجع لهــــــــــــا والله يقول

ولاتبرجن تبرج الجاهلية الأولى ........ وهم يشككون بالحجاب من خلال كتابهم القذرين أكرمك الله والآن أليس من الجاهليه
أن نقرنها كما كانت بالوثنيه ...................... سيان في الماضي والحاضر بين مايدعون إليه عليهم مايستحقون ليوم الدين........


أشكرك من كل قلبي ................................................ عمر الذي لايرضى بالدنيه في دينه ..........


أهلا وسهلا ومرحبا بك كاتبنا الرائع :


أشكر لك بداية تحولك إلى جانب الهدوء ومناقشة الأمر بروية وحكمة وأسأل الله جل في علاه أن يزيدك فضلا وعلما وأن


يرزقك عملا صالحا متقبلا ونحن كذلك والمسلمين أجمعين ..


أما إساءة الظن فليس لها بإذن الله لدي مكان .. ولكن عندما يجابه المرء ويجد أن المكان قد إمتلأ بالضجيج وتعالت به الأصوات


فإنه يفقد الإتزان شيئا ما ليتخلى رغما عنه عن بعض هدوءه بسبب مايحصل من فوضى أثناء النقاش فيقوم بمحاولة إعادة الأمور


إلى سياقها الطبيعي عن طريق إستخدامه لبعض أساليب محاوريه ولو بشئ من الرمزية ، وهذا ماحدث بالضبط ..


وثق تماما بأن حسن الظن موجود وأيما أمر يقوله أو يفعله أخي المسلم فإني أحمله على الوجه الحسن متى كان ذلك الأمر

يحتمل وجهين ، أو أبادر إلى نصحه متى ماثبت خطأه بالطريقة الصحيحة ..



أخي الكريم :


إن النقد الصريح أمام الملأ ومن على المنابر هو فضح للشخص الآخر أو الجهة المختلف معها ، و هو عبارة عن إهانةأخ لك

في الدين أو منشأة أو هيأة تعلن أنها على نفس دينك وتشاركك العيش في نفس بلدك وتعتبر إحدى مؤسسات مجتمعك ..


وإسمح لي أن أقتبس لك من نص خطبة لأحد مشايخنا الأفاضل تتعلق بهذا الأمر وتبين ماأود بيانه ولعلها تفي بالغرض :



......


إن حدود النصيحة قد اضطربت عند كثير من الناس، فانقلب بعضهم إلى التشهير كما انقلب آخرون إلى التملق، وفي ذلك من الشر ما يربو ويزيد على الخير، ولذلك كانت النصيحة على مراتب:

أولها: أن لا تبادر إلى تصديق ما يقال عن جارك أو صديقك أو أحد ما من الناس، بل تتثبت في ذلك حتى تستيقنه ،فإن الناس اعتادوا إشاعة السوء، وهم إلى إساءة الظن أسرع من إحسانه فلا تصدق كل ما يقال ولو سمعته من ألف فم حتى تسمعه ممن شاهده بعينه، وعندئذ يجب عليك التأكد والتثبت والبعد عن الظن والوهم: يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيراً من الظن إن بعض الظن إثم ، وإذا رأيت من أخيك أمرا، أو سمعت عنه كلاما يحتمل وجهين، فاحمله محملا حسناً وأنزله منزلة الخير، فإن ذلك ألصق بالأخوة وأجدر بمكارم الأخلاق، وانظروا كيف يلتمس الإنسان لأخيه العذر: فقد قالت امرأة لزوجها طلحة بن عبد الرحمن بن عوف وكان أجود قريش في زمانه، قالت: ما رأيت قوما ألأم من إخوانك، قال لها : لما ذلك؟ قالت: أراهم إذا أيسرت لزموك، وإذا أعسرت تركوك، فقال لها : هذه والله من كرم أخلاقهم، يأتوننا في حال قدرتنا على إكرامهم، ويتركوننا في حال عجزنا عن القيام بحقهم.

وثاني خطوات النصيحة: أن تقدر طباع الناس، وأن تعرف أنهم ليسوا ملائكة ولا أنبياء فلا تطمع أن لا تعثر على زلة أو هفوة لأحد من إخوانك، ولكن احمل ذلك على الضعف الإنساني الذي لا يكاد يخلوا منه أحد، وانظر أنت في نفسك ألا تقع في مثل تلك الزلات، فلماذا تريد من الناس مالا تريده من نفسك، وما أروع قول الله تعالى في وصف النفس الإنسانية على حقيقتها عندما يقول على لسان امرأة العزيز: وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربي .

وما أجمل قول الشاعر:

ومن ذا الذي ترضى سجاياه كلها ؟ كفى بالمرء نبلا أن تعد معايبه !

وقال الإمام الشافعي رحمه الله: ما أحد من المسلمين يطيع الله ولا يعصه، ولا أحد يعصي الله ولا يطيعه فمن كانت طاعته أغلب من معاصيه فهو عدل.

وثالث خطوات النصيحة: أن لا تحاكم الأمر الذي تريد إنكاره وتحكم عليه بالخطأ والانحراف، من وجهة نظرك فحسب، بل انظر إليه من وجهة نظر صاحبه أيضا، فقد يكون مجتهدا فيما رأى، متحريا الخير فيما سلك من سبيل، فلا تسارع إلى الإنكار عليه، وما دام من الممكن أن يكون له وجه من الحق ودليل من الرأي .

ورابع خطوات النصيحة: إذا تأكدت من الخطأ والانحراف، وليس هنالك مجال لعذر أو شبهة، وجب أن تقدم النصيحة إلى من تنصحه سرا، بينك وبينه، لا أمام الناس ولا على ملأ من الأشهاد، فإن النفس الإنسانية لا تقبل أن يطلع أحد على عيبها.

إنك إذا نصحت أخاك سرا بينك وبينه كان ذلك أرجى للقبول وأدل على الإخلاص، وأبعد عن الشبهة، وأما إذا نصحته علنا فإن في ذلك شبهة الحقد التشهيد وإظهار الفضل والعلم، وهذه الحجب تمنع من استماع النصيحة والاستفادة منها، ولقد كان من أدب رسول الله في إنكار المنكر أنه إذا بلغه عن جماعة مما ينكر فعله، لم يذكر أسماءهم علنا وإنما يقول: (( ما بال أقوام يفعلون كذا ..)) وهذا من أرفع أساليب النصح في التربية يدلنا عليها المربي الأكبر رسول الله قال رجل لعلي بن أبي طالب أمام الناس: يا أمير المؤمنين : إنك أخطأت في كذا وكذا. . وأنصحك بكذا وكذا، فقال له علي: (( إذا نصحتني فانصحني بين وبينك، فإني لا آمن عليكم ولا على نفسي حين تنصحني علنا بين الناس)).

وقيل يوما لبعض العلماء: أتحب من يخبرك بعيوبك؟ فقال: إن نصحني بيني وبينه فنعم، وإن مرّعني بين الملأ فلا. وهذا هو الحق فإن النصح في السر حب وشفقة.

والنصح في العلن انتقاص وفضيحة، وهذا هو قول الشافعي رحمه الله: من وعظ أخاه سرا فقد نصحه وزانه، ومن وعظه علانية فقد فضحه وشانه.

أما الذين يشهرون بعيوب الناس ويهتكون حرماتهم في المجالس بحجة النصح والجهر بالحق، فذلك جهل بدين الله شائن، وتلك هي الغيبة التي نهانا الله عنها ورسوله، وليست النصيحة إلا أن تذكر أخاك إذا أخطأ وتنصحه إذا انحراف، وليست الغيبة إلا أن تذكره بما يكره وهو غائب عنك .

نعم، إنك إذا نصحت إنسانا مرة بعد مرة، واستمر في إثمه ومخازيه وكان ممن يؤتم به أو يستمع لقوله : جاز لك أن تذكر للناس ما هو عليه التحذير من اتباعه، لا للتشهير به شخصيا، فإن التشهير لا يجوز في حال من الأحوال مهما كان الباعث على ذلك فقد علمنا الله تعالى أن نتبرأ من أعمال العصاة فقال: لولا أن قومك حديثو عهد بالإسلام لبنيت الكعبة على قواعد إسماعيل ولجعلت لها بابين بابا يدخل منه الناس وبابا يخرجون منه فهذا امتناع من إصلاح في وضع البيت الحرام خشية أن يؤدي إلى فتنة الناس في دينهم وهذا هو الفقه في دين الله تعالى، أن لا تزيل الشر بما هو أشد، وأن لا ترفع الضرر بما هو أكبر منه .

فيا أخي المسلم: إذا استوت لك خطوات النصيحة هذه، ورأيتها واجبة عليك، فينبغي أن تؤدها برفق وأسلوب لا ينفر من تنصحه، ولا تبدوا أنك متعال عليه، فقد أرشدنا الله تعالى إلى ذلك فقال: ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة ، فما أحوجنا أيها المؤمنون إلى الناصحين الصادقين، الذين يصلحون ما أفسد الناس ويقومون ما طرأ من اعوجاج، فاللهم اجعلنا هداة مهدين راشدين، نفعني الله وإياكم بهدي كتابه ..




................................



أخي الكريم :


لن أعيد توضيح ماورد في الإقتباس السابق فمن الواضح للجميع أن فكر وعقل عمر الغريب قادر بإذن الله على تفصيل ماسبق

وتحليله وبيان تفصيلاته وليس فقط إستيعابه ، ولكن دعني أضيف لك :


إن مجابهة الخطأ والمقال بخطأ أكبر ومقال أشد بما يتضمنه كل ذلك من تبادل للسباب ونقد جارح على الملأ من شأنه


أن يؤدي إلى مفسدة أكبر وخطر أعظم وهو بمثابة إعطاء هؤلاء المخالفون والمخطئون الفرصة كاملة والحجة للتمادي


في السب والشتم والتحريف والتهجم على كل أمر خيري في هذا المجتمع ويدفعهم لإرتكاب المزيد من الأخطاء الفادحة


في حق ديننا ومجتمعاتنا مستغلين غلونا وحدتنا في الرد على خطأهم الأول ، وهذا هو المقصود من الإستدلال بالآية الكريمة


فإنما قصدت تقارب المعنى وتشابه النتيجة ولم أقصد تماثل السياق اللفظي للآية أو الظرف المكاني والزماني والحدث الخاص بنزولها ..


أتمنى أن يكون هذا واضحا ..


بالنسبة لما يصدر أخي الفاضل عن هذه الجريدة أو غيرها من أعمال كارثية - على حد تعبيرك - ، فأنا لا أراها كذلك ..


بل أرى أنها لا تعدو كونها أخطاء ممنهجة أحيانا ، وفي أحيان أخرى أجد أنها أخطاء فردية ، يجب نصح مرتكبيها


بالطرق الصحيحة ، ولأن يتوب على يدك أخ لك في الدين عن ذنب إرتكبه أو خطأ قام به أفضل لك عند ربك وأنفع للمجتمع


وهذه هي الطريقة الأصلح والأفضل ..


وسبب عدم تضخيمي لأخطاء وإنتهاكات هذه الجريدة هو وجود كم هائل من الصحف الأخرى والقنوات الفضائية المعتدلة


والكتاب المعتدلين والذين يبينون ويوضحون للناس ماهو الصحيح وماهو الخطأ مستخدمين في ذلك أسلوب إقامة الحجة


بالدليل والعقل والمنطق غير متعرضين لأشخاص الآخرين ولا متغلغلين في شرح وتفصيل وذكر أخطائهم ..


وأرى أن هذا يحقق التوازن المطلوب ويوصل إلى الهدف المنشود ، وأنت تعلم أن بيان الحق وتوضيح الصحيح

في ظل وجود الباطل والخطأ ، مع ترك الأمر لفطرة الخلق ولعقولهم ومنطقهم ، هو أجدى وأنفع من حملهم على

إعتناق منهج معين عن طريق توضيح أخطاء الآخرين وفضحهم وسبهم ونشر غسيلهم ، فهذه طريقة لا تألفها الأنفس

ولا ترتضيها العقول ولا يقرها المنطق ، وفي الإقتباس السابق توضيح لهذا ..


ثم إنه وعلى نفس صفحات هذه الجريدة كثيرا مانقرأ أخبارا عن إنجازات للهيئة وغيرها من الجهات ذات الطابع

الديني والدعوي ، بل وهي كثيرا ماتزودنا بأخبار تخص المشائخ ومواعيد المحاضرات وأمور أخرى كثيرة ..


لذلك يجب علينا الموازنة بين الأمور غير متخلين عن منهجنا في تقويم العوج وتصحيح الخطأ ولكن في حدود السقف

المتاح لنا حسب قواعد الشرع وأدبيات الحوار وإملاءات العقل ومقتضى الحكمة والمنطق ..



.............



أخي الحبيب :


بخصوص هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، فلن أطيل وأسهب في الحديث عنها ولكن سأختصر لك في عدة أسطر


ماهي وجهة نظري بهذا الخصوص :


إنجازات الهيئة الكبيرة لا ينكرها سوى ظالم لنفسه ، ولكن ما أجمل وأنفع وأجدى أن تتوج هذه الإنجازات بتعامل يجسد رقي


الإسلام وسماحته وأدبه وحكمته ورفقه ، لكي يتم بذلك مضاعفة هذه الإنجازات ولكي تتحقق الفوائد العظيمة للمجتمع كافة ..


وأود أن أشير إلى أمر مهم للغاية ، وهو أنه ليس كل منتقد لأعضاء الهيئة أو لتصرفاتهم وأخطائهم ، هو بالضرورة كاره لها

أو مطالب بزوالها ، وإنما هناك من ينشد الأفضل ووالذي رفع السماء بلا عمد إن لديهم من الأخطاء القاتلة ماالله به عليم

ولولا ما أراعيه من أمور ليس مباح لي البوح عنها لسردت لك أخطاء ووقائع تجعلك حتما تطالب بضرورة البدء فورا في عملية

إعادة تقييم للصلاحيات والإجراءات الخاصة بها و البدء في عملية إعادة هيكلة شاملة وإعادة تأهيل لمنسوبي هذا الجهاز المهم

وذلك بدافع الحرص على سمعة ديننا وبدافع الحرص على سلامة مجتمعنا وبدافع البحث عن الطرق الصحيحة

والمناسبة لتحقيق أفضل النتائج .. وسأختم الحديث في هذا الجانب بالقول بأن هذا الجهاز مهم للغاية وهو كغيره من الأجهزة

الأمنية والمؤسسات المختلفة في مجتمعنا ، بحاجة إلى التطوير والتحديث وإعادة تأهيل العاملين بها ، فالواجب أن لا يتم ضم أي عضو

إلى العمل في أي جهة إلا بعد تأهيله تأهيلا كاملا حسب ماتقتضيه طبيعة ذلك العمل ..


ولن أطيل مع أن الإطالة قد حدثت بالفعل ولكن سأتدارك قدر الإمكان ..


بقي أن أبين لك أن كل صحف العالم لا تقارن بجهاز دعوي أو خيري أو ديني لأننا أمة مسلمة ديننا هو الأمر الأهم في حياتنا


وخيريتنا لها الأولوية القصوى وجانبنا الدعوي هو المقدم على غيره ، ولكن لا يجب أن نقلل من شأن منابر الإعلام بحسنها


وسيئها فالعملية تكاملية شئنا أم أبينا ..




.................................


وختاما :


أرجو أن أكون قد وفقت في توضيح أمور أعتقد أنها مهمة تاركا لك الحرية الكاملة في الرد بمنطقك الذي بدأ يتجلى

وعقلانيتك التي بدأت تتضح والتي من شأنها أن تسهم في سير هذا النقاش في مساره الصحيح والذي بدأ واضحا فيه

أنه نقاش هادئ وأن الهدف للجميع من وراءه هو توضيح الأمر من زواياه المختلفة لتعم الفائدة ..


وبإنتظار عودتك مع الشكر الجزيل ..
معيض بن صميع غير متواجد حالياً