بعض المعلمين لا يملكون أدوات التقويم المستمر
يظل المعلم الطاقة التي لا تنضب والرجل الذي لا يكل ولا يمل من العطاء والصبر على أداء الرسالة ويبقى المعلم يعاني الكثير ممن حوله من الذين يكيلون عليه ما يجب أن يعمله وينفذه.. فهو يجب عليه لا سيما في داخل الصف أن يضبطه أولاً، ثم الشرح ثانياً، وكذلك التصحيح للتلاميذ في كل مادة فإذا كان معلم لغة عربية فهو يحتاج إلى تصحيح ما لا يقل عن خمس مواد بين كتاب وكراسة، وكذلك الوضع مع معلم التربية الإسلامية.
ومطلوب منه التحضير الذهني والكتابي.. ومتابعة كل طالب من خلال سجل المتابعة اليومي وكراسة الواجب المنزلي.
ونتوقف مع الشيء الأكبر من ذلك كله ألا وهو التقويم المستمر الذي أدخل هذه السنة للصف الرابع بحيث أصبح الطالب يقوم من خلاله بدلاً من الامتحانات، وطبعاً هذا التقويم له من الإيجابيات والسلبيات ما لا يخفى.
ولن أتحدث عن هذا، وإنما عن طريقة عرض المهارات الموجودة في هذا التقويم للمواد.. فإن وزارة التربية والتعليم وللأسف الشديد طرحت المهارات (كمواد خام) إن صح التعبير.. فبعض المواد بها أكثر من ثماني عشرة مهارة أو تسع عشرة مهارة غير موزعة الفصلين وغير مقسمة الفترات، وكأن لسان حال الوزارة يقول عليك أنت أيها المعلم التقسيم والتوزيع.
والسؤال هنا: إذا كان بعض المعلمين أنفسهم لا يعلمون بالنظام في الأصل ولم يمر عليهم هذا التقويم إلا مجدداً فمن أين لهم معرفة التوزيع والتقسيم؟ (فاقد الشيء لا يعطيه).
ولربما قائل يقول إن الوزارة عملت دورات خاصة لذلك متمثلة في إدارات التعليم ومراكز التدريب وأقول هذا صحيح، ولكن الطامة الكبرى تقع عندما يقول لك ذلك المدرب أنا لا أعرف ولا أعلم شيئاً عن التقويم لأني لم أكن معلماً آنذاك، بمعنى لم يتم تطبيق نظام التقويم إلا عندما أصبح مشرفاً تربوياً، فعليه لم يدخل نظام التطبيق للتقويم بشكله الميداني.
وبهذا يقع المعلمون في المدارس في هرج ومرج في قضية فهم متطلبات هذا التقويم.. هذا فضلاً عن أولياء الأمور وبالتالي الطلاب.
حبذا لو توضع آلية واضحة المعالم لأساليب التقويم وتحديد مهاراته وتوزيعها.