عرض مشاركة واحدة
قديم 13-01-2007, 12:47 AM
  #2
سرحان العتيبي
عضو
تاريخ التسجيل: Dec 2006
المشاركات: 38
سرحان العتيبي is on a distinguished road
افتراضي رد : أرم ذات العماد أية قد أخرجها الله لقوم عاد

قال تعالي (((ألم تر كيف فعل ربك بعاد‏*‏ إرم ذات العماد‏*‏ التي لم يخلق مثلها في البلاد‏*)))
‏(‏ الفجر‏:6-8

اولا دعونا نقف ونتأمل قول بن كثير الذي أجتهد في تفسير الايات السابقة

((ذكر ابن كثير‏(‏ رحمه الله‏)‏ ما نصه‏(‏ ألم تر كيف فعل ربك بعاد‏)‏؟ وهؤلاء كانوا متمردين عتاة جبارين‏,‏ خارجين عن طاعته مكذبين لرسله‏,‏ فذكر تعالي كيف أهلكهم ودمرهم‏,‏ وجعلهم أحاديث وعبرا فقال‏ (‏ ألم تر كيف فعل ربك بعاد‏*‏ إرم ذات العماد‏)‏؟ وهؤلاء‏(‏ عادا الأولي‏)‏ وهم الذين بعث الله فيهم رسوله هودا عليه السلام فكذبوه وخالفوه‏,‏ فأنجاه الله من بين أظهرهم ومن آمن معه منهم وأهلكهم‏(‏ بريح صرصر عاتية‏),‏ وقد ذكر الله قصتهم في القرآن‏,‏ ليعتبر بمصرعهم المؤمنون‏,‏ فقوله تعالي (‏ إرم ذات العماد‏)‏ عطف بيان زيادة تعريف بهم‏,‏ وقوله تعالي‏ (‏ ذات العماد‏)‏ لأنهم كانوا يسكنون بيوت الشعر التي ترفع بالأعمدة الشداد‏,‏ وقد كانوا أشد الناس في زمانهم خلقة وأقواهم بطشا‏,‏ ولهذا ذكرهم‏(‏ هود‏)‏ بتلك النعمة‏,‏ وأرشدهم إلي أن يستعملوها في طاعة ربهم الذي خلقهم فقال (‏ واذكروا إذ جعلكم خلفاء من بعد قوم نوح وزادكم في الخلق بسطة فاذكروا آلاء الله لعلكم تفلحون‏)‏
وقال تعالي‏ (‏ فأما عاد فاستكبروا في الأرض بغير الحق وقالوا من أشد منا قوة؟ أو لم يروا أن الله الذي خلقهم هو أشد منهم قوة‏)‏ وقال ههنا‏ (‏ التي لم يخلق مثلها في البلاد‏)‏ أي القبيلة التي لم يخلق مثلها في بلادهم لقوتهم وشدتهم وعظم تركيبهم‏,‏ وقال مجاهد‏:‏ إرم أمة قديمة يعني عادا الأولي‏,‏ قال قتادة والسدي‏:‏ إن إرم بيت مملكة عاد‏,‏ وكانوا أهل عمد لا يقيمون‏,‏ وقال ابن عباس‏:‏ إنما قيل لهم ذات العماد لطولهم‏,‏ واختار الأول ابن جرير‏,‏ وقوله تعالي‏ (‏ التي لم يخلق مثلها في البلاد‏)‏ الضمير يعود علي القبيلة‏,‏ أي لم يخلق مثل تلك القبيلة في البلاد يعني في زمانهم‏,....,‏ وسواء كانت العماد أبنية بنوها‏,‏ أو أعمدة بيوتهم للبدو‏,‏ أو سلاحهم يقاتلون به‏,‏ أو طول الواحد منهم‏,‏ فهم قبيلة وأمة من الأمم‏,‏ وهم المذكورون في القرآن في غير ماموضع‏,‏ المقرونون بثمود كما ههنا‏,‏ والله أعلم )))‏.....


انتهي قول وتفسير أبن كثير

أرجع أبن كثير الضمير في قوله تعالي (( التي لم يخلق مثلها في البلاد‏))

الى قبيلة عاد فالضمير حسب تفسيره يعود الى القوم اللذين بنوا هذه المدينة

أنا أقول في تفسيري واعتقادي الشخصي أن الضميرفي قوله تعالي ( (التي لم يخلق مثلها في البلاد‏ ))

يعود الى المدينة ذاتها وهي مدينة أرم ذات العماد وليس الى القبيلة نفسها

كيف ذلك وكيف اقول خلاف ما قال به ابن كثير وماهي الأسباب الداعية الى ذلك

دعونا الان نتوقف عندها ونناقشها سويا

اولا دعونا نطلع على الايات التاليه

قال تعالي {ألم تروا كيف خلق الله سبع سموات طباقًا )

وقال تعالي ( إن ربكم الذي خلق السموات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش}

﴿وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإنسانَ مِن سُلاَلَةٍ مِن طِينٍ﴾ وقال تعالي

وقال تعالي (( التي لم يخلق مثلها في البلاد‏ ))

أذن هوا الخلق وخالق السموات والارض قادر على خلق المدن من العدم

الله سبحانه وتعالي هوا القادر على خلق الاشياء خلق الانسان وخلق السماء وخلق الارض وقادر على خلق مالانعلم

نبي الله هود جادل قومه ودعاهم الى الله ولبث على ذلك من السنين ماقدر الله له ان يلبث على دعوتهم الى الايمان بالله

هاؤلاء القوم طلبوا منه أية تثبت لهم صدق مايذهب اليه في دعوته

وهذا ثابت في قوله تعالي (قالوا يا هود ما جئتنا ببينة)

فكانت البينة والأية لهم هي مدينة أرم ذات العماد

في قوله تعالي (( التي لم يخلق مثلها في البلاد‏ ))

تلك البينة والأية قال تعالي فيها (( (فأما عاد فاستكبروا في الأرض بغير الحق وقالوا من أشد منا قوة أو لم يروا أن

الله الذي خلقهم هو أشد منهم قوة وكانوا بآياتنا يجحدون ))

أذن هناك أية وبينة قد قام بجحدها قوم عاد جاءهم بها نبي الله هود فجدوها وأنكروها

وقوله تعالي (( (فأنجيناه والذين معه برحمة منا وقطعنا دابر الذين كذبوا بآياتنا وما كانوا مؤمنين)

وفي الاية السابقة أيضا تأكيدا أخر على أنهم قد كذبوا بأية ما ولم يؤمنوا بها

تلك الأية هي مدينة أرم خلقها الله لهم خلقا وأوجدها من لاشيء ناجى نبي الله هود ربه فخلقها لهم بناء على طلبهم

ووفق شروطهم هم

ذاك الطلب وتلك الشروط جاء بعهدهم قوم أخرين وطلبوا طلبا وأشترطوا شروطا أخري وهم قوم صالح وطلبهم للناقة

وفق شروطهم

قوم عاد سبقوا قوم صالح بطلبهم الى هود أن يخرج لهم مدينة لم يخلق مثلها في البلاد وبين كثبان الرمل زيادة في

التعجيز

ليسموا هذه المدينة بأسم جدهم((( أرم )))

أذن هناك كان أية وبينة جاء به نبي الله هود الى قومه وجحدوها ولم يقدروها قدرها

هذه البينة أو الأية كان ايضا قد طلبها قوم صالح من بعدهم

في قوله تعالي ( (هذه ناقة الله لكم آية فذروها تأكل في أرض الله ولا تمسوها بسوء فيأخذكم عذاب قري)

هل سئل أحدكم نفسه يوما

ماهي الأية اللتي جاء بها نبي الله هود الى قومه ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

لابد أنه جاءهم بأية وجحدوها وأنكروها وهي مانصت عليه الايات السابقة

فناجا هودا ربه فخلقها الله لهم خلقا

خلق لهم تلك المدينة اللتي أسمها (( أرم ))

وهوا مصداقا لقوله تعالي ( التي لم يخلق مثلها في البلاد‏ ))

هم لم يشيدوها والله سبحاتة وتعالي قد تحدا بها أن يكون خلق مثلها من قبل أومن بعد فسبحانه القادر على ذلك

لم يقل سبحانة اللتي لم يبني مثلها في البلاد

بل نص على كلمة الخلق وهوا أيجاد الشيء من العدم وهوا القادر عليه

لوكانة تلك المدينة تأخذ صفة البناء وبأن قوم عاد بنوها بأنفسهم لما قال تعالي فيهم

(( (أتبنون بكل ريع آية تعبثون)

أذن هنا فرق بين المعاني واضح وصريح

بين معني البناء الذي قال فيه تعالي (أتبنون بكل ريع آية تعبثون)

وبين معني الخلق الذي قال فيه تعالي ( التي لم يخلق مثلها في البلاد‏ ))

فالضمير عائد على تلك المدينة اللتي لم يخلق مثلها في البلاد

دعونا نطلع على هذا النص عن قوم عاد ونبي الله هود الذى قال فيه ورواه وهب بن منبه عن قصة

قوم عاد أقرائوها وتأملوا بها جيدا ثم نعود الى الأيات اللتي لم نكمل نقاشنا بعد فيها


قال وهب بن منبه ::

((( ودعا نبي الله هودا عادا الى الله تعالي ووعدهم الجنة ان هم أطاعوا الله وخوفهم بالنار

ان هم لجوا وتمادوا على

ماهم عليه من الكفر فقالوا له :صف لنا هذه الجنة التي وعدتنا ؟؟

فقال لهم :هي جنة بناؤها بطون العقيان وطينها لجين وفيها حور العين أبكار

والفواكه الدائمة التي لاتنقطع والأنهار من كل الأشربة تجري بين القصور تحتها

والغرف المبنية من الياقوت على أعمدة اللؤلؤ والزمرد والزبر جد وقيعانها من فتيت المسك والكافور والزعفران

قالوا :فصف لنا النار؟؟

قال لهم:هي سوداء مظلمة مدلهمة وهي طبقات الهاوية والجحيم ولظا وجهنم والسعيروأوديتها موبق والزمهرير وطعامها

الزقوم من أكله سالت عيناه وأحرق حشاه وشرابها الغسلين يتساقط منها لحم الوجوه قبل أن يصل

الى أفواه الشاربين مع مقاربة أزبانية المعذبين

فقالوا: وهذا هود قد وصف لنا

ولكن ارسلوا اليه وفدا من أهل الرياسة والشرف والعقول يسألونه أن يريهم الجنة ويريهم النار؟؟

فأجمع أمرهم على ذلك فأرسلوا الف رجل وفدا

فقال لهم ملكهم عاد بن رقيم :اسألوه أن يريكم هذه الجنة وسموها على اسم جدكم أرم بن سام بن نوح فيكون اسم

جدكم موجودا مذكورا أبدا ويكون له به فضيلة على الخلق أجمعين وينسى اسم جدهم افخشذ فيكون لكم علوا ولهم ضعة

الي اخر الدهر فبعثوا منهم رجلا من أهل الشرف والرياسة والمنطق يقال له البعيث بن وقاد بن خضرم بن هاد بن عاد بن

عوص بن أرم بن سام بن نوح

ووفد البعيث على هود مع ألف رجل فقال له :ياهود أنت وعدتنا بالجنة ووصفتها لنا وأوعتنا بالنار ووصفتها لنا في

الاخرة وخير هذه الدنيا قد رأيناه فلسنا تاركين الحاضر للغائب بقول قائل صادق أو كاذب فنحن من قولك

في شك أو تبين ماقلت من جنة أو نار وإلا فأنت كاذب وانا رأينا حور الدنيا وفواكه الدنيا ثم وصفت لناماهو أحسن من

هذا فحيق على كم كان له لب أن يرغب فيما وصفت ثم رأينا نار الدنيا محرقة فزعمت أن تلك النار أشد احراقا وظلما

فحيق لمن خوفته بها أن يخافها

فاخرج لنا مدينة نسكنها ونسميها على أسم أبينا أرم بن سام بن نوح تكون لنا فضيلة إلي اخر الأبد

_هم يسألونه ذلك على وجه الاستهزاء به وأنه لايقدر على ذلك_

فقال لهم هود :سألتم الله أمرا وهويسير عليه ولكن أخشي عليكم أن لا تقوموا لله بوفاء العهود فان عصيتم الاية

يهلككم الله

قال هود : أذهب يابعيث مع أصحابك فخذوا عهودهم لله ثم اعلموا ان هم أعطاهم الله سؤ لهم ان كذبوا ان الله يهلكهم

بمثله تكون عبرة للعابرين فرجع البعيث والذين معه واخبروا عاد بقول هود

قال عاد لبعيث :نسير الى هود فنسأله أن يخرج لنا هذه المدينة في الحفيف وهو واد يسيل ليلا ونهارا بالرمل يتهيأ

بالرياح العواصف

فخرج من عاد ثلاثة الاف رجل وفدا الى هود

فاتوا هود فقالوا له: ياهود اخرج لنا هذه المدينة على عهد الله علينا وعلى قومنا أن نؤمن وأخرجها لنا

بنهر الحفيف ؟ فسار معهم حتي وقفوا على الحفيف

فقال لهم هود :

اذهبوا عني الى نجاد الأحقاف فاءذا هب لكم نسيم المسك أقبلتم إلي

فذهبوا وناجي هود ربه

فأخرجها الله لهم قصور الياقوت على أعمدة اللؤلؤ والزمرد والدر والزعفران

فما رأوا ذلك غشيت أبصارهم وخشعت قلوبهم وداخل قلوبهم منها رعب ورقي اليهم منها نور كشعاع الشمس

فقال لهم هود :هذه التي اسمها أرم على اسم أبيكم فان امنتم كان لكم بها فضيلة على الخلق إلي يوم القيامة

وان رغبتم فان الله قوي عزيز يهلككم كما أهلك من قبلكم ممن كان

أشد منكم عتوا في الأرض

وكانت بها جميع الفواكه والزروع

وأقاموا على ملاينتهم لهود حولين كاملين

يرجو أيمانهم وهم من ذلك في حيرة

فرفع الله عنهم الغيث عامين فهلكت زروعهم وأسرع الهلاك في أموالهم

ثم أرسلت عاد إلي هود فشكت إليه ما نزل بها من قحط

فقال هود ان الله يرسل عليكم ثلاث سحابات : صفراء وحمراء وسوداء

ويخيركم في أحداهن فاختاروا لأنفسكم ماشئتم
؟؟)))

أنتهي نص وهب بن منبه

نكتفي بهذا القدر من كتاب التيجان لوهب بن منبه

فبقية القصة معروفه


أذن ومن خلال نص وهب بن منبه وروايته قال أن الله سبحانه قد أخرج لهم هذه المدينة

أخراجا وخلقها لهم خلقا

وقول بن منبه يقبله العقل والمنطق ويتفق مع قول الجرهمي ومع اقوال اخرين من أن الله قد أخرج لهم

هذه المدينة أخراجا أي خلقها لهم خلقا

وهذا القول قد قال به عبيد بن شرية الجرهمي القاص والرواية الذي أستقدمه معاوية بن أبي سفيان من اليمن

ليكون له أنيسا ومسامرا له يقصص عليه أخبار الأولين والاخرين من الأمم اللتي سبقت عهد الأسلام منذ بدء الخليقه

أما قول المفسرين وأعطاء صفة الضمير في قوله تعالي ( التي لم يخلق مثلها في البلاد‏ ))

الى أن هذا الضمير يعود الى قبيلة عاد ذاتها هوا قول غير راجح وهوا أجتهاد قلد فيه بعضهم بعضا

والحجج والبراهين من الأمثلة على هذا التقليد كثيرة جدا وفي شتي المسائل الفقهية منها والعقائدية

هذا ما قلت به أنا وهذا هوا مفهومي أنا وهذه نظرتي وتفسيري للأشياء من خلال النصوص وربطها بعضا ببعض

وأكثر وجل الأنبياء والرسل قد بعثوا با الأيات والبينات ولن نتوقف عند ذكرها لأثبات ما ذهبت اليه في مقالتي تلك

وتبقي وجهات نظر وأختلافات تفسير وتحليل

ولكن يبقي المنطق والعقل هوا الحكم الذي يحكم به على الأمور


التعديل الأخير تم بواسطة سرحان العتيبي ; 13-01-2007 الساعة 02:46 AM
سرحان العتيبي غير متواجد حالياً