تأخرت الدول العربية كثيراً في مواجهة الانحياز الأمريكي الأعمى إلى جانب الوحشية والصلف الصهيونيين ، حتى إن هذه الحكومات احتملت في ذلك كثيراً من استياء شعوبها الغاضبة مما يجري في حق إخوانهم الفلسطينيين العزل .
لكن العم سام الذي يقف حتى على يمين غلاة الصهاينة في تل أبيب ، لم يكترث بالمجازر المتتالية ، وبخاصة في غزة وأخيراً في بيت حانون ، حيث يقتل الأطفال بدم بارد ثم يخرج القتلة ليقولوا بكل صفاقة : إنه خطأ فني ، ولا يجد البيت الأبيض أي حرج في اعتبار جرائم ضد الإنسانية ، بأنها " دفاع عن النفس "! ثم تستخدم حق النقض في مجلس الأمن لحماية هؤلاء الإرهابيين حتى من كلمة تقريع لا تسمن ولا تغني من جوع.
لذلك اضطر وزراء الخارجية العرب في اجتماعهم الأخير الطارئ إلى اتخاذ قرار بكسر الحصار الدولي الجائر ، على الشعب الفلسطيني الصابر ، وهذا أضعف الإيمان للرد على ظلم بشع ومديد ، إذ لم يقتصر الكبار في عالمنا على التسوية بين الجلاد وفريسته العزلاء بل تجاوز هذا الحيف الفاضح إلى محاصرة الضحية ، والتواطؤ مع الوحش الصائل.
وبعبارة أخرى فهذه رسالة عربية جماعية موجهة إلى أصحاب الفيتو خلاصتها : لقد نفذ صبر العرب ، فهل ستصل الرسالة إلى أهلها؟.. نأمل ذلك.