يبلغ الحب ذروته بين الزوجين ، في السنة الأولى بعد الزواج ، ثم يبدأ توهجه في الذبول ، وتخبو ناره وتبرد المشاعر ، بل تتجمّد أحياناً بعد أن يكتشف كلاً من الزوجين أشياء كثيرة عن الآخر ، وبعد أن يبدأ الملل يتسلل إلى المحراب الحب العاصف ، وبعد أن تتبخر كل الخيالات عن الآخر ، وتزول مظاهر المجاملة الزائدة ، والتعامل المثالي ، ويكون كل شيء واقعياً ، وكل طرف على سجيته ، وبانفعالاته وتصرفاته الحقيقة – لا الزائفة – هنا يلتفت كل واحد منهما ليفتش عن الحب.. أين ذهب ، وكيف أطفأ لهيبه فجأة ، وكيف هدأت عواصفه وزوابعه؟!
ويرى الخبراء أن سيادة المفاهيم الخاطئة أو المبالغ فيها عن الزواج هي المسئولة عن تبخّر قيم الحب ، وتواري السلوك الرومانسي في وقت مبكر من الحياة الزوجية ، لكن مجتمعنا الشرقي تميزّه ونظرته الخاصة إلى الحياة الزوجية ، وأصولها ، وأساسياتها ولوازمها وقيم التعاون بين الزوجين ، والارتباط الوثيق بينهما تحت كل الظروف ، وهي معان قيّمة تساعد على تماسك الأسرة ، واستقرارها وأمانها وترابطها وعزّز ذلك الحب المتبادل ، والرومانسية المستمرة ، فهما صمام الأمان ، ورهان الضمان ضد أصعب الظروف التي تواجهها الحياة الزوجية ، وقهر مطلبات الزمن القياسي التي تعترض مسيرتها.