د.الذكير : السوق يتجه لكسر حاجز11000 نقطة وصولاً إلى 13500 في ذي الحجة


محمد العوفي (الرياض)
أكد أستاذ الاقتصاد في جامعة الملك عبد العزيز الدكتورمقبل صالح أحمد الذكير أن مجلس هيئة سوق المال قد أعلن منذ أكثر من شهر، عن التوقيت الجديد للتداول بسوق الأسهم السعودية يبدأ اليوم مشيراَ إلى أن الآراء تعددت حول مدى مناسبة هذا التوقيت. فمجلس هيئة سوق المال ارتأى أن هذه الفترة هي الأنسب من بين عدد من الاقتراحات التي درست، بعد أن قام المجلس باستطلاع آراء المستثمرين كما ذكر البيان. «ويبدو لي أن المقصود بهم – كما فهمت – أنهم عدة جهات منها البنوك والغرف التجارية ومكاتب الاستشارات المالية».
وقال إن المجلس برر هذا الاختيار أيضا بأن هذا التوقيت يتوافق من ناحية أخرى مع ساعات العمل في بقية أسواق المال في المنطقة وبقية دول العالم. وأوضح أن قطاعا عريضا من صغار وعامة المتداولين متذمرون من هذا التوقيت إذ يعتقدون أنه توقيت غير ملائم لأولئك المرتبطين منهم بساعات العمل في الدوائر الحكومية والخاصة، لأنها فترة لن تسمح لغالبيتهم بمتابعة السوق وهم بحاجة لمتابعته بعد أن وجدوا فيه فرصة لتحسين أوضاعهم المالية لمواجهة ارتفاع تكاليف المعيشة الذي عانوا منه بشكل متصاعد خلال السنوات العشر الأخيرة.
وأبان أن البعض الآخر يرى أن فترة واحدة متصلة ستكون مجهدة، ويضيفون أن نهاية فترة التداول تصادف وقت صلاة العصر مما لا يسمح للموظفين العائدين من أعمالهم بمتابعة السوق. وهم يحتجون بأن رأيهم لم يؤخذ ولم يستطلع، ولو تم ذلك لقبلوا برأي الأغلبية أيا كان.
و أضاف الذكير أن توحيد فترتي التداول إجراء تنظيمي مطلوب ومقصود لأن هيئة سوق المال ترى أن هذا التوقيت سوف يحقق – مع مرور الزمن وبالتضافر مع إجراءات أخرى قد تتخذ مستقبلا كعدم السماح بالتداول المباشر في السوق وإنما عن طريق الوسطاء الماليين المتفرغين – أقول إن هيئة سوق المال تهدف من ذلك للقضاء تدريجيا على الظواهر الاقتصادية السلبية التي رافقت الصعود الجنوني لسوق الأسهم في السنوات الثلاث الأخيرة, كظاهرة انشغال كل أطياف المجتمع بالمضاربة المحمومة في سوق الأسهم، و تدهور إنتاجية العمل في مختلف المصالح الحكومية وربما أيضا في بعض المؤسسات الخاصة، بالإضافة لتعطل النشاط الاقتصادي في عدد من القطاعات التجارية والإنشائية والزراعية وغيرها، بسبب انتقال الأموال من هذه القطاعات إلى سوق الأسهم بحثا عن الأرباح غير العادية التي كانت تدرها المضاربة فيه مشيراً إلى أنه مما لاشك فيه أن انتقال الأموال من قطاعات إنتاجية حقيقية في الاقتصاد إلى نشاط المضاربة في السوق الثانوي لتداول الأسهم ، هي ظاهرة سلبية على المستوى الوطني – وإن كان الأفراد يرون فيها استثمارا يحقق لهم مكاسب - لأن هذا النشاط لا يؤدي إلى زيادة الطاقة الإنتاجية الكلية للمجتمع ولا إلى زيادة الدخل القومي وأن هذه ظواهر سلبية، لما فيها من هدر لإمكانات المجتمع، وسوء توجيه للأموال من الأنشطة المنتجة إلى الأنشطة الطفيلية غير المنتجة وغير المولدة للوظائف متوقعاً تكيف المتداولين مع هذا التوقيت الجديد في نهاية الأمر.
وعن توقعاته في ظل السوق قال» في الفترة السابقة على الإجازة كان هناك حالة ترقب وقلق وتذبذب، إلا أنه أقفل عند قناة صاعدة، وعاد من نقطة تحت مستوى العشرة آلاف نقطة ليقفل عند مستوى 10545 والأمر سيعتمد على درجة التفاؤل التي تظهر على تصرفات المتداولين، وحجم السيولة، ومدى استقرار الأوضاع السياسية في المنطقة المحيطة بنا. وقال إذا حافظ المؤشر على أدائه الذي انتهى عليه عند إقفال السوق في نهاية فترة شهر رمضان وواصل صعوده فهو متجه لكسر حاجز 11000 نقطة وقد يصل قبل نهاية شهر ذي الحجة إلى 13500 نقطة. وتوقع أن يتحرك السوق ايجابيا بشكل تدريجي بعد فترة إجازة عيد الفطر، ويستمر في التحسن حتى نهاية السنة الهجرية الجارية. فقد تم – من ناحية - امتصاص أثر الترقب والحذر الذي أصاب السوق قبل طرح أسهم شركة اعمار للتداول، نظرا لعدد أسهمها الكبير كما أنه ليس هناك أسهم جديدة سوف تطرح للاكتتاب حتى نهاية العام الهجري، سوى أسهم ثلاث شركات. ومن ناحية ثالثة، فإن بدء ظهور النتائج المالية الجيدة لأداء الشركات القيادية والقوية للنصف الثالث سوف يمد السوق بزخم ايجابي، لأن نتائج الربع الرابع سوف تكون غالبا إيجابية أيضا بحول الله بناء على نتائج الفترة السابقة من هذا العام.
ونصح الذكير المتعاملين – بناء على حركة السوق في الشهرين الماضيين- أن يتوخوا الحذر الشديد، حتى تظهر بوادر استقرار معقولة في السوق. فالسوق سوق مضاربة بحتة، بعيد عن الاستثمار المنطقي وخير دليل على ذلك هو بقاء أسهم الشركات القوية دون تحسن كبير، وانطلاق أسعار أسهم شركات ضعيفة أو خاسرة. و الأفضل بالنسبة للمضارب هو الاكتفاء والاقتناع بمكاسب المضاربة اليومية لمن يحسنها، أو ينتظر بوادر تحسن السوق. فهناك احتمال أن يكسر المؤشر دعمه عند مستوى 9465، وعندها قد يتراجع المؤشر- لا سمح الله - لما دون مستوى التسعة آلاف نقطة. و يجب دائما عدم إغفال أن المخاطر في مثل أسواق المال عالية جدا، لأن مكاسبها عالية، والخطر على قدر المكسب !
أما على المدى الأبعد، فيتصور الذكير أن الوضع سوف يختلف مع بداية العام الهجري القادم ( 1428هـ ) نظرا لترقب المتداولين طرح أسهم عدد من الشركات أهمها بنك الإنماء, فقد يحدث تراجع في مستوى المضاربة، بسبب زيادة عدد الشركات في السوق وهو الاتجاه الطيب والمرغوب، لأن زيادة عدد الشركات سوف يعطي السوق عمقا أكبر، وسيعمل مع الوقت على تخفيف حمى المضاربة التي يتصف بها سوقنا، ويميل نحو الاستقرار ويركز المتداولون حينها على أسهم الشركات ذات الأداء المالي القوي. هذه توقعات قد تصيب وقد تخطئ، ومن الأفضل متابعة تطورات السوق يوميا.