أتتني الطموحات مهزومة ً حزينة ً فما كدت أعرفها حتى صرخت بي:
يا هذا لقد تعبنا ولقينا من سفرك هذا نصبا,أقلنا أقالك الله,فقد ضعت وأضعتنا معك...
كلما أراد العقل بنا خروجاً نحو الجادة زجره القلب وإن صحا القلب وأراد انتشالنا أبى العقل,وأنت بينهما عصيٌّ طيّع,وان اتفقا – وقلّ ما يتفقان –اثّاقلتَ أنت إلى الأرض وأخلدت إلى الراحة فأصابنا الإحباط قبل أن يصيبك.
وجاء من أقصى المدى طموح صارخ فصاح بهم :
دعوه وشأنه فما لجرح ٍ بميتٍ إيلام والنصح لمثله لا ينفع :
إنما تنفع المقالة في المرء***إذا صادفت هوى ً في الفؤادِ
وهذا لا هوى له في تحقيق طموحاته,ولقد راهنّا عليه فخسرنا الرهان,مالكم وله,اتركوه فقد تعثّرت همّته وسقطت عزيمته ودبّ التبلّد إلى نفسه فنسي طموحاته.
فقلت وقد عزّت علي نفسي : ولكن ... فقاطعني طموحٌ آخر وقال : ولكنك استعظمت طموحاتك ورأيتها محالاً يصعب الوصول إليه وتلك خديعة الطبع اللئيم , فقلت : يا هذا والله ما أنا بلئيم وأنت تعرف من أنا...فقاطعني طموح آخر, وقال:
ومن البلية عذل من لا يرعوي***عن غيّه وخطاب من لايفهمُ
هلمّوا بنا يا رفاق فما خطر لهذا أن يفيق من سكرته ولو أفاق فقد لا يعرفنا..وان عرفنا فماذا ترجون منه؟ أمثل هذا يحقق طموحاً ؟
ماذا ترجون ممن انهزم أمام نفسه منذ بداية الطريق ؟؟
ثم إننا طموحات عظيمة لا تليق بها إلا نفس عظيمة تتعب صاحبها في تحيق طموحاته..
وإذا كانت النفوس كباراً *** تعبت في مرادها الأجسام
هلمّوا بنا فلنقدم استقالتنا من حياته نهائياً ...
وصاحت الطموحات بصوت واحد: يا هذا .. إنّا نستقيل من حياتك نهائياً , ولا مجال لرفض الاستقالة فليس لديك من العزيمة ما يشفع لرفضها ..
إنّا نستقيل .... إنّا نستقيل