عرض مشاركة واحدة
قديم 26-05-2006, 12:06 AM
  #13
نسناس
عضو فضي
تاريخ التسجيل: May 2005
المشاركات: 1,429
نسناس has a reputation beyond reputeنسناس has a reputation beyond reputeنسناس has a reputation beyond reputeنسناس has a reputation beyond reputeنسناس has a reputation beyond reputeنسناس has a reputation beyond reputeنسناس has a reputation beyond reputeنسناس has a reputation beyond reputeنسناس has a reputation beyond reputeنسناس has a reputation beyond reputeنسناس has a reputation beyond repute
افتراضي


الأخ العزيز راشد الراشد

سررت كثيرا باتجاه طرحك في هذا الموضوع ،،

وهو موضوع قديم جديد ، في مجمله وتفصيله ،،

وأما ذكرك بان اغلب الكتاب يغلب عليه أسلوب الرمزية والغموض ،

فأبشرك أنهم ليسوا غالبية - لا كثرهم الله - بل هم اقل من القليل أذا عد القليل ،،

وبالمناسبة فهذه القراءات قد أشغلتني زمنا لا بأس به – ويا حسافة على أيامه تلك ولياليه !!

وقد صرت من المبغضين المحاربين لها بقدر المستطاع ،،


*************

لما قرأت موضوعك استعدت من ذاكرتي أطرافا قديمة حول الموضوع !!

وكنت أريد منها نزرا يسيرا ! لكنني فوجئت بكم هائل – لا طائل من ورائه ولا بركة فيه ،،

وستكون مشاركتي موسعة قليلا - ومختصرة بقدر الإمكان -

حيث ستدور حول مفاهيم عدة ، مدلولها واحد :

الرمزية !!

الإشارة !!

التلميح !!

الإيحاء !!

لحن القول !!

التعبير غير المباشر !!


وكلها تعني شيئا واحدا !! كل مقال حسب مقامه ،،

*************

(1)

إذا نظرت في كتاب الله عز وجل – نظرة إيمان – وجدته مليئا بلغة الإشارة ، وبإشارة التلميح !!

بل كان قرآنا عجيبا – ورب الكعبة – في الزرف بنا من مشهد إلى مشهد بعيد عنه !

وبدقة متناهية ، وتصوير فذ متكامل ،

دون أن تشعر بأدنى انقطاع أو خلل في تركيبة لفظه أو معناه !!!

ثم إذا ثنيت النظرة في سنة نبيه المصطفى وحبيبنا المقتفى صلى الله عليه وسلم ، عجبت من تكرار المشهد وتطابقه !!

فقد كان صلى الله عليه وسلم يخطب مرة فقال " إن عبدا خيره الله بين الدنيا وبين لقاء الله ! فاختار لقاء الله ! "

فبكى أبو بكر رضي الله عنه وقال : فداك أبي وأمي يا رسول الله !!!

قال أبو سعيد الخدري : فعجبنا ! رسول الله يخبر عن عبد خيره الله بين الدنيا ولقائه ، وأبو بكر يبكي !!

ثم قال : فلما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم بعدها بأيام ،، عرفنا أن أبا بكر افهمنا ، وأن المخير هو رسول الله صلى الله عليه وسلم !!

،،،،،،،

لكنك تجد هذا الأسلوب

نزرا يسيرا ! كالملح في الطعام !! وكالشامة في المحيا !!

وتجده قد حقق غرضا شرعيا مقصودا ، أو هدفا إنسانيا نبيلا ، أو أدبا جما يقتضيه المقام ،،


( وهنا بر الأمان ،، )

****************

(2)

وهو أمر جبلت عليه الكثير من النفوس البشرية !!

فلا غرابة أن تجده أسلوبا تعبيريا رائجا ، تعشقه النفوس !

وكلنا يذكر المثل الشائع " وافق شن طبقة " ،،

بل هو أدب تجده منثور منذ القديم بين صورة وصورة ،،

فهو تعبير عن معان عقلية ومشاعر عاطفية ،

وهو جوعة نفسية ، وظمأة وجدانية ،

أما الإكثار منه !!!!

فهو نتاج إغراق في المحسوس وانغماس في المادية !!

وهو سد لفراغ روحي !! لا يملأه إلا حياة الإيمان !!!

( فمستقل ومستكثر !! )

**************

(3)

ظهرت الرمزية ! مذهبا أدبيا – زعموا – في فرنسا عام 1886م !! على يد الهالك بودلير ،،

فقالوا : هو أحوال نفسية ! عجزت اللغة عن وصفها ! أو لا يراد التعبير عنها بشكل مباشر !!

فكان مذهبا مليئا بمضامين فكرية واجتماعية !!

وكان دعوة للتمرد على القيم الدينية والخلقية !!

ثم ،، حلّ أدبا عربيا مسخا !!!

فكان امتدادا حديثا لمدرسة النفاق الأولى ! منذ عهد النبوة !!

فهو " لحن القول " كما عبر عنه القرآن الكريم !!!

( وهنا بيت القصيد ، وهو مدار الموضوع الأساس في هذه الأطروحة !!! )

يعمد هذا الأسلوب إلى ألفاظ أدبية شفافة ،

معبرة عن أجواء روحية وأهداف ضمنية ،

ويعمد إلى إنكار الثوابت والحقائق الملموسة ،

ويتستر بعقل الإنسان اللاواعي اللامحدود ، لان عقله الواعي محدود !!

وهو ملاذ للأديب – زعموا – لحياة حرة مطلقة ،

لا يمارس فيها المجتمع ضغوطه عليه ، ولا كبح جماحه !!

وهو تعبير شعوري عميق عجزت اللغة عن وصف مكنون صدر صاحبه !

فهو وبدون شك اتجاه أدبي – بل وعقدي – للتحلل من القيم الدينية ،

وللحياة الحرة المطلقة من كل أدب أو خلق ،

( وهنا درب الهلاك !! )

****************

فهو اذن ايمان ، وهو نفاق ،

وهو فن ، وهو غرور ،

وهو خداع ، وهو جبن ، وهو خيانة !!

( وكل يسقي الحيا من شعيبه )


**************
.

التعديل الأخير تم بواسطة نسناس ; 26-05-2006 الساعة 10:34 PM
نسناس غير متواجد حالياً